( الحسين )  ' يطرق رأس أميركا مرّتين ' ..

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

وهكذا  غيّر العراق  الواقع الأميركي  عبر  مرحلتين  مهمتين  , واحدة  تغيّرت  من قريب   غيّرها   واقع  ضربات  جيوش  تحرير العراق  الامتداد الطبيعي  لحكومة وجيوش  العراق  الشرعيّة  عبر  نضال  استمر  لعقود  طويلة  بقيادة صدّام ( حسين )  , وواقع  سيتغير  بمرور الزمن ؛ غيّره  ,  ومن  بعيد عبر سلسلة حقبويّة انتشار الاسلام  قاد ظهوره الأول  ( محمد )  العربي العراقي  الأصل  صلى الله عليه  وآله وصحبه  وسلم  بدعوة الإسلام العظيمة  ودستورها القرآني العظيم  والتي , على ما  يبدو  "أكل  بها  وهيّة  والعة" كما  يقول المثل المصري الشعبي ؛  أوباما  ( حسين )عقول  وقلوب الغالبية  من الشعب الأميركي  ( وليسمع  الصفويّون  وأتباعهم  المغرر بهم  من  أبناء العراق  أن إيقاع  ( الحسين )  قد  طرق  على رؤوس  ساسة الولايات المتحدة الأميركية   مرّتين  "ومن  دون  لطم  وعويل"  ؛  مرّة  عبر  ( صدام حسين )  وبعدها عبر  (  أوباما  حسين ) ! )  ...

 

أميركا  انعطفت  كثيراً  وخارت  مرحلتها الإجرامية الأولى  لتنتقل  باستحياء  إلى  واقع  جديد   فرضته  بالقوة  سواعد العراقيين  المقاومين  تاج  راس  التاريخ  على مرّ العصور  , وفرضته امتداد قوّة المقاومة العراقية  ؛ قوّة  سواعد  الشعب الأفغاني  المسلم الأصيل التي استلهمت  دروس  جيوش  تحرير العراق  وطرق  فتكهم  الجديدة  بأعظم  قوة  طاغية عرفها الجنس  البشري ..

 

( حسين ) أوباما  ؛  مهما  قيل بحقه  من توقعات  ؛ قد  تكون  صحيحة  أو  غير  صحيحة  ,  سيجنح   يعني  سيجنح  سواء  أرضي  هو  نفسه أم  لم  يرضى سيجنح بسياسة  البيت   الأبيض  لنوع من السلم  الواقعي , إن  لم  يكن  للسلم  كلله  على الأقل من أجل  البدء  بمرحلة  أميركية  تاريخية  تستطيع  أن  تلملم  عبرها الولايات المتحدة الأميركية  أطراف القوّة الغاشمة  التي أودت  بسمعتها  إلى مهاوي الحضيض  الأخلاقي  لتخفيها  عن أعين العالم  لتمد  بدلها  طرقات  سياسات   التفاوض المختلفة  مع  شعوب العالم  وخصوصاً  مع المقهورة منها تحت ضغط سياسات  العنصرية السكسوأنجليكية المتصهينة التي بدأت تغرس أنيابها فقراء العالم منذ ثلاثة قرون  كان آخر  أساطينها بوش الأرعن  , وما أكثر تلك الشعوب التي  اضطهدها  سكنة الكهوف  الذين  كانوا  حتى  قبل  بضع  قرون قليلة يعيشون  بين الحيوانات  ! ....

 

أوباما  لا يعاني  من  نقص  في شخصيته  , سواء  أكانت  من حيث  قناعات أوباما الراسخة المبنية على مسلمات المنفعة المتبادلة مع  ما  يحيط  من حوله  طيلة حياته والتي  رسّخها  الإسلام عبر  لا وعي  منه , أو عبر  امتداده التاريخي الستراتيجي  المسلم  بتاريخ  أجداده  المتصل  بوهج  النبوّة المحمّدية  , فأوباما  تغزو وجهه الابتسامة  طوال  الوقت , مرتاح  ,  وكأنه  قد  أمسك  بالمجد  من أطرافه  سؤدد  أميركا  ودين العرب ! , بينما  "ماكين"  المهزوم  والذي  هزم  جيش  "البيض" المتعنصر  من وراءه  ؛ لا يفارق  الوعيد  والثبور  وعظائم الأمور  عن محيّاه  وتقاطيع وجهه الأسير بأخاديد  حرب فيتنام  أو من وعوده الرنانـّة الشنـّانة ! فسقط  الى الأبد  غير  مأسوف  عليه  ليأكل وجهه الكالح  فيما  بعد  سرطان  فيتنام  ولينخر  عظامه ! ...

 

ومع  كل الاحتمالات  المتوقعة التي  ستبرر  تغيّر  وعود أوباما التي  قطعها  على  نفسه  وأمّل بها  منتخبيه  , إلاّ أنه  ومن المؤكد  سيغير من سياسات الولايات المتحدة الأميركية   وبكل  ما أوتي  من قوّة  ليترك  أفضل الآثار الحميدة  التي  قد  تستطيع  الولايات المتحدة الأميركية  من الوقوف  على  قدميها  المنهكتين  مرة  أخرى  لتتقبل  الواقع الدولي الجديد  المتعدد الاقطاب , بعد أن  كانت  ستذهب أدراج الرياح  تحت  رعونة  ماكين   الأجرب  فيما  لو  نجح  وتتجزأ  ولاياتها  إلى دول  عديدة  تبدأ بألاسكا ! ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٧ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م