وأخيراً ...   بدأت  مسيرة  الولايات  المتحدة الأميركية  تنعطف  انعطافتها الحادّة   باتجاه  السلاسة  والموضوعيّة  والاتـّشاء  بالسواد  تحت  وطأة  ضربات  الخمس  سنوات  الموجعة  بالجسد  الأميركي  المتمددة أطرافه  على أرض العراق  , وقد آتت , ولا  زالت , تلك  الضربات الصائلات  الحاميات الماحقات  أكلها  وبما  جعلت  قردة  الحزب الجمهوري  و "صخولهم"  ومهندسي حربهم  ضد العراق يتطافرون من قارب  بوش الأرعن  هرباً من  جحيم  العراق  ومستنقعه  العميق  ,  وها هو  صبر العراقيين  وها هم  أبنائهم  الذين  من أصلابهم غرّة  جبينهم  وجبين العالم  مقاموا العراق   يعيدون  حقوق  "السود"  في حكم  بلاد  هم  من بنوها  على أكتافهم  تتحقق  عياناً  بياناً  جهاراً  نهاراً ! , وها  هو  رأس الأفعى  بوش المجلوب   تمتد  عبر  رعونته ضربات الحق العراقي العربي  الإسلامي  إلى  شرايين  البيت الصهيوني القذر ,  فها  هي  صولات  جند الحق  المقاومون آتت أكلها  ( أخيراً )   لتتصدّع  تحت  وطأتها  وتتشقق  هيكلية  بناء أنكلوسكسوني امتد  لأكثر من ثلاثة  قرون من الحروب والويلات  والتي  ذاق  علقمها المرّ  شعوب الأرض وذاقت مآسيها .. هاهو  البيت  "الأبيض"  يمتطيه  "أسود"  ليعلن  من فوقه هزيمة  الولايات المتحدة الأميركية  أمام  جيوش  تحرير العراق  وأمام  صبر وإصرار  شعب العراق  الصابر الصبور , ها هم   "البيض" يعلنوها  صراحة , بعد  أن  المحوا إلى  هزيمتهم  أمام  العالم  عند استعانتهم  بوريقتهم الأخيرة "الصحوة"  ليتعكـّزون  عليها   بعد  الإرهاق الكبير  والاستنزاف  المجهد  والأعباء المالية  المزلزلة  التي  أنزفت  أميركا  الغالي  والنفيس والتي سحبت من وراء هزائمها  المختلفة , ومنها  هزائمها المالية  العالم   أجمع   ,  فظهرت هزيمة  الفيل  أول الأمر  على  شكل "أزمة  الرغيف"  لينكشف  بعد  ذلك  من  وراء  الرغيف  "اللحم الحيّ"  لأميركا  وتتعرى على إثرها  أسسها الماليّة المتهرّئة ...

وكما  بنى  السود  أرض الهنود  ونهضوا  بها  وكما  أرادت رغبات  "الرجل  الأبيض"  في  بناء  ما  تعرف اليوم  بالولايات المتحدة الأميركية  وانتشلوا  بسواعدهم  المسترقـّة  كل  ما دار  بأذهان  هذا  الأبيض من  نزوات  وعقد  تاريخية  ليحولوها  إلى  واقع  ملموس  ... ها  هو  الرجل الأسود  يعود  من جديد  , وكفاصل تأريخي بين  الأبيض والأسود , ثم  يمهد لـ"الأحمر" صاحب الأرض  الحقيقي  في حكم  الولايات المتحدة الأميركية  لأول  مرّة   وتحت  واقع  جحيمي فرضته  سواعد  رجال لمقاومة العراقية  العظيمة  على  مسيرة  العالم  بأسره  ....