تاملات / اي ديمقراطية هي ديمقراطية المحتل ؟

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

تتزاحم في ذهني الكثير من الافكار والحسابات وكانها انسجة وتتجمع في هذا العقل ليكون البساط وطني الحبيب ويستحق هذا العراق اكثر من التفكير بل التضحية بالنفس. 

 

والاشرف مناتقدمونا والاكرم منا سبقونا ولم يعد ما نتحصر عليه فقد اكتفيت انا وغيري بمقعد خلفي ان استحقيناه في صورة اشراف العراق حيث تربع المقاوم البطل الصفوف الاولى باستحقاق ومجد..وانا في هذالنسيج من انسجة صورة العراق العظيم غزتني في لحظة و غفلة من تركيزي موجة من الهيجان الذي يعيشه وطن الاقوياء انها موجة زخمها صرخات كريهة عن الديمقراطية الموعودة لشعب الحضارات.و اي ديمقراطية؟؟ هاهو العقل يبحث عن الديمقراطيات التي انبثقت منذ فجر التاريخ ولغاية الان فلم اجد!!


ان الديمقراطيةالمباشرة او النقية ترفض المطابقة لانها نظام يصوت  فيه الشعب على قرارات الحكومة للمصادقة على القوانين او رفضها لان الشعب يمارس وبشكل مباشر صنع القرار ومن دون ان يمثله اي مجلس امة او برلمان  اونواب!؟. والديمقراطية النيابية اي ان يختار الشعب او ينتخب ممثلين عنه ليمثلوه في اتخاذ القرارات وعند المطابقة لا نحصل عليها فالذي يسمونه ب(مجلس النواب) لاتنطبق عليه اية مطابقة فهو حصيلة انفعالات لاقرار ذات الطوائف و الثئرية وزخمه الانتقام وتشكيلته من مجاميع التقت لكي لا تلتقي لان الذي التقت عليه زمنا في حسابا تهم العمياء قد انتهى وهم يقنعون انفسهم بان خلافاتهم تقع ضمن( هندسة الديمقراطية وهم يلعبونها كحكام و معارضة) وقد صدقوا سيدهم وطابت نفوسهم المريضة لهذه اللعبة ومنهم من وعى للعبة وهو يتراجع بهدوء ومنهم من لايزال يركب الزخم الذي اعطاه لها المحتل والمصيبة ان  مهندس هذا التشكيل محتل متغطرس لا يعرف عن العراق الا نفطه وجغرافيته .  


ودليلي هوتصريحات قياداته بالتفاجئ من مقاومة شعبه للاحتلال وتصاعد ضربات المقاومة له. وبدءت حتى جغرافية العراق تتراصف مع الرجال وغدا سنجعل حتى من نفطنايقاوم اما كيف يا جهلة ؟ فقد قالها سيد الشهداء وقائدنا رحمة الرب عليه (هذا شعب العراق شعب العجب) وسترون العجب!!!!


.وفتشت بقدر امكاني عن النمط الحكومي الحالي فلم اجد..


وعند بحثي عن حكومات التي شكلها المحتل من عام 2003 والى اليوم والتي سيبرمجها في القريب (و بقوة الرب وسواعد المجاهدين لا يرى حتى هذا القريب) سواء بفرضها او عبر لعبة يضحك على اقزامه بها وانا اقول لم اجد نمط حكومي يتناسب ويقترب من حكومات المحتل التي شكلها فالامر و بشكل مختصر انا اقول انها حكومةمتعددة في واحد.                     


تعتمد كل أشكال الحكومات على شرعيتها السياسية، أي على مدى قبول الشعب بها.لانها من ذلك تكتسب شرعيتها  و وبعكسه ستكون مفروضة على الشعب وكما هي الحالة في الاحتلال.وقد تصبح هي طرفا في حربا و تناقضا كبيرا مع الشعب والذي سيجابه قرارتها بمعارضة مسلحة والمحتل يكون طرفا معها.وبذلك تكون الحكومة فاقدة لشرعيتها السياسية .  وان الديمقراطية  الحقيقية والتي يتوافق عليها من هم غربيون اوشرقيون  تتطلب فيها .


1-وجود ثقافة عالية للمؤسسات السياسية والسلوك المدني في التعامل مع التعارض و الاختلاف وخدمات مدنية تكفل بتحقيق الديمقراطية.


2.تتطلب تحقيقاعاليامن الشرعية السياسية لان اي انتخابات مهماارتقت الى درجة من كونها( حرة) لايمكنها ان تكفل تحقيق الشرعية الديمقراطية اذا لم يسبقها وعي وثقافة ديمقراطية حقة. هذا الامر نلاحضه في الدول الراسمالية في قدرة رؤؤس الاموال في التاثير على الناخب ولو بشكل محدود والامر يعتمد على الشكل ونوعية النظام الديمقراطي .

 

3.السلطة التشريعية في البلاد مؤسسةقائمة علىاساس طائفي ومذهبي وبذلك فقدت اهم بند في اختيار الشعب والقائم  على مبداء اختياره السلطة التشريعية وفق معاير الوطنية و الكفاءة والنزاهة القدرة على التعامل مع الضروف الذاتية و الموضوعية للبلد. 

 

4- ان السلطة التنفيذيةا لحالية ان صح تسميتها هي مؤتمرة بطلبات المحتل و تحقيق رغباته فاين قدرة الحكومةفي  الاعداد لانتخابات نزيه فما يريده المحتل عليهم التنفيذ و هنا المحتل هو الايراني و الامريكي  معا و بسواسية..                       

 

والان الذي جرى و الذي لا يزال يجري في العراق   يقولون عنه انه يقع  ضمن المسار الديمقراطي  و لغايةاليوم  لا تدل مجريات الاحد اث في العراق لا من قريب و لامن بعيد على اية مقاربةمع مسيرة البناء الديموقراطي وحكمي هذا مبني على ما يلي  ..

 

1.الذي جرى في العراق بالاساس هو وقف لجميع اشكال الحرية وذلك بسبب الاحتلال وفرض حالة طوارئ مستمرة.


2. السلطة التشريعية في البلاد الان تمثل في العراق ب(مجلس النواب) وهي مؤسسة لم تتتشكل وفق انتخابات نزيهة.والكل يتفق في ذلك ففي الجنوب كانت سيطرة من نوعين_ 


ا- سيطرة فتاوي رجال الدين ولهذه الفتاوي كان له تاثير كبير في الانتخابات واعطى زخما قويا للمليشيات للسيطرةعلى الناخب البسيط والدفع باتجاه  تحقيق خطة هذه العصابات ببسب بساطة الموطن في الجنوب  .


ب- اطلاق العنان للمليشيات بالعبث بحياة المواطن العراقي وسلب ارادته في الاختيار وباستغلال الفتاوي والتهديد.


ج-تعاون قوات الاحتلال في فسح المجال امام الانتهاكات لان ذلك يقع ضمن سياستها في اشاعة الفوضى.  

 

د- المرتزقة التي شكلها المحتل وسماها حكومات هي بالاساس  تركيبات من قتلة وسارقين ومرضى يحملون من الامراض النفسية كالعقد وانفصام الشخصيات( الاستنتاج مبني على تصريحات البعض المتناقضة) 

هـ- التدخل الايراني الفاضح في سير الانتخابات وتزويرها بما يخدم مصالحها...

 

واما في الشمال فالحال في بعض جوانبه اكثر ايلاما فمليشيات البشمركة لم تتعب نفسها بايصال صناديق الانتخابات واعطت لنفسها حق التصويت عن الاخرين عملا بمبداء وفر التعب عن الاخرين.

 

3.قوة الاحتلال وحكومته والميليشيات وبجميع انتماءاتها استخدموا اسلوبا تضليليا مع الناس لكسب تايدهم عن طريق اثارة عواطفهم  .


واللعب باحاسيسهم ومشاعرهم وليس عن طريق الحوار العقلاني معهم للوصول للسلطة بكذبة  سموها الديمقراطية وهذا ما يعرف في القاموس السياسي بالديماكوجية..


وبشكل عام  الذي يجري في العراق ليس بناءا للديمقراطية بل هدما مقصودا لهذا الهدف وتشويه جوانبه بين الشعب في العراق ورسالة للاخرين في المنطقة من شعبنا العربي و شعوب المنطقة بصوابية وافضلية انظمة الحكم القائمةعندهم عملا بالمثل العراقي (اللي تعرفه احسن من اللي ما تعرفه) و الرسالة واضحة و بشقين. الاول المحافظة على ما عندكم . و الثاني هذه ماسي العراقين ودفعوا ضريبة ولم يحققوا بعد شئ .. ايها العرب انا اقول ليدعونا نختار وبارادتنا ووفق مبادئ ديمقراطيتهم ونحن كفيلون باختيار ديمقراطيتنا وتاريخنا العربي الاسلامي فيه الكثير من الفلسفة و الانظمة الديمقراطية وبالشكل ا لذي يلائم العباءة والعكال والواحة والقرية و المدينة و المسلم والمسيحي والصابئة و العرب و الاكراد و التركمان السريان و الكلدان والارمن و صفاء النفس العراقية كسمائنا وعطاء العراقي كعطاء ارضه وهكذا فقط و فقط تكونون انتم ايها الغربيون قد امتحنتم ديمقراطيتكم.!


الى الجزء الثالث انشاء الله ..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م