تاملات
رموز الامم و الشعوب

﴿ الجزء الرابع ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

خلاصة القول ان القيادات التي تفرزها الإحداث و المواقف الصعبة والمعقدة  تتبلور عند شعوبها وتصبح رموزا تتفاخر بهامع باقي الأمم و الشعوب . الشعب إلذي يفتقد لرموز في أية مرحلة من حياته شعب لا يستحق ان يعيش و ان يصطف بين الأمم و الشعوب لانه كالعاقر المنبوذة. فسيكون كمن يقف بين الإبطال و هو المهزوم ..  ولأجل ان  نضع الموازين العقلانية  وان نكون منصفين لابد من التأكيد على الأساسيات التالية:


1- المراحل الحاكمة –وهي المرحلة التي يحق للتاريخ ان يقاضي بها الشعوب في درجة خصوبتها لإنجاب القادة و الرموز.


2- المواصفات التي تؤهل القيادات ان ترتقي لتصبح رموز.


3- درجة صعوبة وتعقيدات المواقف التي تجتازها القيادات.


4- درجة و مكامن الحكمة في التصرف الفردي و الجماعي.


5- استمرارية القيادات في المحافظة على التوازن الشخصي والتوازن الجماعي للشعب أو الامة.
اذا استطعنا ان نطابق اي شخصية قيادية مع هذه الأساسيات  بالنتيجة سوف نحصل على رمزا يستحق ان يتباهى بها و يفتخر  الشعب أو الامة.


وكان موضوعونا هو القيادة في العراق قبل الاحتلال وانأ على يقين بأنه لا يحق لي ان أقوم مرحلة كاملة من حياة شعبي العظيم . وكما لا حق لأحد ان يقيم قيادة بكتابات من أربعة أو خمسة أو حتى من الآلاف الكلمات الصادقة عنه ... ولكنني اشعر وانأ اكتب بهذا الموضوع كالقبطان وسط محيط واسع لا يقدر ولا حتى وبوصلته ان تحسب  له إبعاده و لا  ان تخمن انسيابه وبأي اتجاه يرتمي نهايته و ماهية   التدرج في عمقه!!


ولكن  الجراءة هي الدافع والحقيقة هي الهدف و الإنصاف و التجرد هو الأسلوب وحبي لشعبي الأبي الأصيل الذي حاول المحتل ولا يزال يحاول ان يجرده  و ينكر عليه خصوبته   في إنجابه للإبطال و القادة و الرموز.ومحاولته هذه تهدف لاضعافه وكسر الشموخ الذي اكتسبه من مراحل النضال. كان  هذا محرك ما املكه كعراقي محب لوطنه لكي يبقى شعبنا العراقي يشعر بحقيقته وقدرته المستمرة على إنجاب القيادات و الرموز..

 

ولاباس بمن يشعر بأهلية اي شخصيةتستحق ان تكون رمزا  وان يطابق الأساسيات المذكورة في أعلاه مع مواصفات الشخصية المرشحة. و بحيادية تامة و مصداقية وفي مقاربة شفافة ومطابقة عادلة كالتي سوف نجريها لاحقا لأية شخصية ومن الأمم والشعوب المختلفة و بنفس الأسلوب الذي سوف نتبعه. وان كنت وقد راهنت على مقدرتي بل جازفت في إمكانيتي على الفعل با ن احاول مع القيادات الشرعية قبل الاحتلال وهي مخاطرة ولكن لي هدف عادل و منصف إنشاء الله... إنا أقول المرحلة من 17تموز 1968 و إلى الاحتلال الاستعماري في نيسان 2003 هي مرحلة معقدة استطاعت القيادة فيها تتخذ أصعب القرارات وتنجز اكبر المهمات  وقناعتي هذه مبنية على حقائق هي تقوم ذاتها وما يلي بعض منها من  يتفق معي ان:


أولا- قرار القيادة بإطلاق سراح المسجونين السياسيين و إعادتهم إلى وظائفهم و كل حقوقهم في1969 .


ثانيا-اصدار قانون الحكم الذاتي للاكراد  في عام 1970 واعطاء الحقوق للاقليات في العراق.


ثالثا- قرار التاميم الخالد في عام 1972وتحرير كل الثروات الوطنية لشعبن.


رابعا- قرار اقامة الجبهة الوطنية و القومية التقدمية في عام 1973


خامسا-قرارالمشاركة وبفعالية في حرب تشرين عام 1973


سادسا- قرارالخطة الانفجارية للتنمية الخمسية في نهاية العقد السابع من القرن الناضي.


سابعا-حماية العراق من الاطماع الاجنبية وخاصة ايران التي اعلنت بعد شباط 1979نيتها في اجتياح العراق لتحرير فلسظين و كان جزء من  المزايدة والنفس الطائفي للحكام الجدد !!!واي منطق كان و لايزال فطريق تحرير فلسطين معروف وواضح جدا   ؟


ثامنا-قيادة الحرب و خلال 8سنوات وبجدارة وتحقيق النصر العراقي الكبير.


تاسعا-خلق القاعدة المادية و العلمية في العراق 


عاشرا-نجاح العراق في القضاء عاى الامية و بشهادة منضمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة.


حادي عشر-قيادة الدفاع عن العراق ضد التحالف الشرير في عام 1991


ثاني عشر-قيادة العراق في ظل حصار دولي من عام 1990 و الىعام 2003


ثالث عشر-قيادة المقاومة العراقية ضد المحتل(ان الشرع اللالهي و القوانين الوضعية تقر بالاحقية في مقاومة المحتل (الا اذاصدرت فتاوي تكفر مقاومة المحتل!!؟).


* هذه بعض  من فيض المواقف و الانجازات لقيادة العراق قبل الاحتلال.ولابد ان لا ننسى النقطتين التاليتين:


الاول-التفاصيل و النتائج تدخلنا في التفسيرات و الاجتهادات المبنية على الخلفية الفكرية و الموقف من الحدث


الثاني-التفاصيل تجرنا إلى الانحراف عن موضوعن.


من الصعب جدا ان نستعرض اعضاء  القيادة في العراق من حيث مواصفاتهم و الا الامر سيحتاج لمجلدات
ولكني اقول. ان من خبر معارك النضال وتعرض للاعتقال و قاد جماهيرغفيرة .هي غفيرة بخلفياتها الدينية و العرقية و المذهبية لا يمكن الا ان يكون مناضلا و قائدا و الا كيف يقود  مثل هذا المجتمع المعقد  والذي ساهم بصنع قرارات عظيمة وجريئة وحاسمة في حياة شعب و امة كالتي ذكرنا بعض منها و كذلك ساهم في بلورة موقف دولة مستقلة و قوية و مساندة لكافة الشعوب.. وكان تحركه مع الجماهير من خلال تنظيمها وبنفس الوقت العمل معها و قيادتها وكانت هذه القيادة تفكر بعقلية قيادية وتنفذ مع الجماهير البرامج وكانها جزء من حركتها لتزيد زخم الاندفاع الجماهيري نحو الاهداف...


هذه قيادة العراق التي جعلت من العراقي يستحق الاصطفاف مع متقدمي الشعوب سواء في القيم الاعتبارية أو في القيم الابداعية ويكون واحدا من الشعوب التي بدءت خطوات التطور في البناء المادي و القيمي وكذلك في ولوجه في محطات العلم و التكنولوجيا ووصول بعض علمائه الذين ولدتهم هذه المرحلة إلى مستوى لفت نظر العدو قبل الصديق و ادخل اعداء العراق الناهض تلك الظاهرة في حسابات تمكنهم من الاستحواذ عليهم قبل غيرهم وايجاد المبررات للوصول اليهم قبل الاخرين (وهذا ما لاحظه العراقين في جمع العلماء العراقيين من قبل قوات الاحتلال حال دخول المحتل إلى الوطن).وبنفس الأسلوب كان جهد المحتل تجاه اعضاء القيادة وكذلك و بنفس روحية الغدر سلمت قوات المحتل المنشاءات العلمية و مراكز البحوث للايادي العابثة  وخير مثال على ذلك  ما  حصل مع منشاءات التصنيع العسكري. وكذلك ما تم فعله تجاه المؤسسة العسكرية من تشكيلات ومعدات واسلحة ولم يكتفوا بهذا القدر من التدمير بل فصلوا واقصوا اداة و رمز الشموخ العراقي انه جيش العراق  وكانهم ارادو محو كل ما يرتبط او حتى يذكر بمرحلة جاهد العراقيون بها للوصول إلى الصمود و البناء الشامل بقواهم الذاتية و هذا الامر سوف يذكرهم بقادة المرحلة وهذا ما لا يريده المحتل ..ووفق هذه الاستنتاجات المنطقية يكون قادة مرحلة من 1968 والى 2003 هم رموزا والمحتل حاول وخسئ ان يمحي اي شئ يذكر بهذه المرحلة و لكي يمحي من الذاكرة العراقية قيادة المرحلة وبهذا يتمكن من ترويض العراقين وكسر الاعتداد بالنفس الذي تولد لديهم وما المحاكمات الصورية اللاشرعية للمناضلين من اعضاء القيادةالا وجه من الاوجه هذه الحرب التي لا يزال يشتها ضد الشعب العراقي و الامة العربية.وعلى هذا ان كل من يسهل مهمة المحتل يوضع في خانة اعداء الشعب العراقي و الامة العربية ومحاربته تكون جزءا متمما لمحاربة العدو المحتل.. وبالمقابل  و في الطرف المقابل من المعادلة على عراقي و اوكد عراقي وعربي شريف ان يقف وكل حسب امكانياته و بقوة إلى جانب رموز نا الذين يتعرضون للتصفيات و يدينون  ما تتعرض له هذه الرموز من اساءات وهي اساءات يقصد بها شعبنا و امتنا  و تحويلهما إلى الة بشرية للاكل و الشرب و الملبس ووو..ولكن يدع التفكير و كل ما  يتعلق بالتخطيط يدعه لاصحاب الاختصاص من المستعمرين و المستغلين ..و حالك يا شعب العراق حال البقية من المجتمعات الغنية بالموارد و التي حسب المنطق الاستعماري لا تعرف كيف تتصرف بمواردها وتشكل خطورة على نفسها وعلى غيرها و خاصة اذا فكرت بالولوج في مجالات النووية!! فمحضور على الصغار ماهو يحق للكبار ووفق المنطق الامبريالي ..صدقوا ايها الاخوة و الاشقاء كذلك اعقلوا ايها المخدوعين ..ان قيادة العراق تعرضت و تتعرض الان لهذا  كله بسبب شجاعتها في تحدي الممنوعات الامبريالية و خوف الاعداء لتتحول هذه الرموز الشجاعة إلى رموز قومية من ثم تصبح رموزا انسانية وبالتالي تفقد هيبتها الامبريالبة وتعود إلى حجمها الطبيعي دولها وتصطف مع شعوب العالم و بدون تمييز وهذا ما لاتتحمله ابد..الايستحق الان رموزنا ان نقف معهم وبالاحرى ان نقف مع كرامتنا و عزتنا والرب يكون معهم ومعن ... و الله و اكبرمن الغاصب المعتدي .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٠ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٩ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م