الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ألمبياد بيجين ... الصين العظمى ... لاعزاء لنا ..؟

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

 

الصين تلك الأمة العظيمة؛والأمبراطورية الواسعة التي تصل حدودها حد الشمس؛تملك تلك الأمة الصينية كل ماهو عظيم؛شعب جبارعملي كما كان شعبنا يعتمد على نفسه في كل شيء؛ تاريخ ضارب بعمق الأزمان كما تاريخنا؛حضارة لاتوصف ولاتضاهيها إلا ثلاث هي ؛حضارة بلاد الرافدين ؛وحضارة النيل والحضارة الفارسية التي أعتمدت منهج الغدر والخديعة والأستبداد على مر تاريخها لكنها كانت حضارة وتلك لاتنكر.
تلك الحضارات الثلاث كانت تؤأم الحضارة الصينية على الرغم من أختلاف الأزمان لكنها خبت وتلاشت ولم تعد تذكر إلا في كتب التاريخ وعلى لسان أبنائها الشرفاء النجباء الذين يعتزون بتاريخهم وعبقه؛لا الذين باعوا أعراضهم وذكر هذا التاريخ بعار زائل كما فعل أناس أعرفهم في تاريخنا الحديث.


أبناء الصين يفاخرون بأنهم احفاد أولئك الذين بنوا وأسسوا واعلوا البناء وزرعوا فكان حصادهم هذا الصرح الشامخ في كل المجالات؛وأنظر الى الصين اليوم؛قوة بشرية هائلة؛قوة أقتصادية عظمى؛ قوة سياسية يعتد بها بل تفرض نفسها على الأخرين؛قوة عسكرية جبارة يهابها كل طامع غادر جبان مثل بوش ومرتزقته؛وأحفاد الحضارة الفارسية المقيتة التي كرست جهودها ومفاهيمها للقتل بعد أن أثبتت إنها فارغة المحتوى ومتعالية على الناس مثلها مثل اليهود الذين مقتهم الله عز وجل؛وهاهي افعال أبنائها القردة على طول خارطة الوطن العربي قبيحة واضحة ملطخة بدم أهلنا أينما حللت.


لقد فرضت الصين ؛أو الحضارة الصينية نفسها على العالم بقوانيين بسيطة جدا؛تلك هي قوانيين التسامح ؛فهل رأيتم مواطن صيني على مر التاريخ ينتهج العنف أسلوبا للحياة؛بينما نعيش نحن على أرهاب بعضنا البعض؛لقد جبلت الحضارة الصينية على الأخلاق لذلك سادت وربت اجيالا من أبنائها يحملون من تلك المعاني ما تنوء عن حمله الجبال؛ولم ألحظ ولو صينيا واحدا وها نحن نراهم في كل مكان يتفاعلون مع المجتمعات الأخرى أن تطاول أو تجاوز أو تعدى على حقوق الأخرين؛بينما نتطاول نحن حتى الذات الألهية المقدسة ؛ ؛تلك المقارنة البسيطة لاتعني أن الصين هي المدينةالفاضلة؛أو أنهم مجتمع ملائكي لايحوي إلا الفضيلة ؛بل على العكس هناك بينهم من هو سارق وعاق وزاني وجاحد ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا كالذين نهبوا البلد في محنته وتطاولوا على أهله لالشيء سوى أرضاء إيران وعنصريتها وعنجهيتها وصلفها الأحمق ورعونتها وحقدها الاسود على الإسلام؛وهذا ليس أفتراء مني وأتهام لإيران بأنها مصدر السوء على الأمة؛بل تماشيا مع الإعلانات التي تروجها الحكومة العراقية المدعومة من إيران وتدفع مقابلها ملايين الدولارات من نصيب المواطن العراقي بعد أن تسرق الجزء الأكبر تدفع تلك الملايين للفضائيات التي تفضح التصرفات والتجاوزات الفارسية المجرمة بحق أبناء الشعب العراقي والعالم كل العالم يتفرج على عملية ذبح العراقيين منذ خمس سنوات والى اليوم وبالألوان.


لم تعتد الصين على أحد ولم يذكر لنا التاريخ القديم أو الحديث أو حتى الايام السود التي التي نعيشها الان أنها اعتدت على بلد اخر بعيد أو قريب أو اصدرت قانونا لتحريره من حكامه لتزرع الفوضى في أرجاءه والقتل بين صفوف أبناءه ولايتمكن المجتمع الدولي المنافق من محاسبتها؛كما الأمم المتحدة المجرمة الوجه القبيح للقانون الدولي بنفاق واضح صريح من كل العالم وليس من فئة دون غيرها إلا الصين التي قالت أن ذلك تجاوز على القانون الدولي وأنه أحتلال لدولة ذات شرعية ولم تشارك في العدوان الامريكي الغادر على بلادنا؛ولم تساهم في تقتيل ابنائنا كما فعل المجتمع برمته وأولهم الكويت وقبلها إيران المجوسية هذا إذا استثنينا (اليهود) من الذكر كونهم هم من أحتل العراق وبأياد المرتزقة الذين يحملون ولايحملون الجنسية الأمريكية كونها جنسية تحمل ولاينتسب لها؛فلا أنتماء لأمريكا المجرمة.


تلك هي الصين التي بالفعل يطلق علي أبنائها أنهم أحفاد تلك الحضارة الأنسانية الرائعة الخالدة؛والتي تركت بصماتها على أوجه الحياة وستتقدم بخطوات واثقة نحو المستقبل لتثبت أركانها على خارطة العالم كقوة عظمى لايشق لها غبار وتنهي كل ترسبات الذين لا حضارة لهم ؛بل الذين زيفوا كل شيء وليس لهم جذور.


لقد حاول الأمريكان أن يغرسوا عبر آلتهم الإعلامية القبيحة كل ما يسيء للصين عبر ترويجهم الكاذب؛كما فعلوا في حربهم الشريرة على العراق وزعموا وسطروا مختلف الأكاذيب التي أتخذوها منهجا لعدوانهم وتلقفها الشارع العربي ؛وأنتشرت بواسطة أنذالهم الذين يعيشون بيننا وللأسف يظل المواطن العربي عبر التاريخ بيئة خصبة غير محصنة ضد الشائعات وضد الطابور الخامس الذي ينقلها دون وعي أو بصيرة ويعتبرونها حقائق لاتقبل النقاش؛والشارع العراقي شاهد علىما دار ويدور الى يومنا هذا؛لقد روجت الولايات المتحدة في صفحة من صفحات حربها الأقتصادية مع الصين بعد أن سحقها العملاق الصيني وسيطر على الأسواق العالمية بما فيها الأسواق الأمريكية؛روجت الأشاعات حول الصناعات الصينية وعدم أهليتها ووصفتها بأنها لاتفي بالغرض لتشوه سمعتها وتبعدها عن المنافسة في الأسواق العالمية؛إلا أن نسبة المبيعات للسلع الصينية أرتفعت في الولايات المتحدة وأنخفضت في بلداننا العربية كوننا البيئة الصالحة كما ذكرنا لزرع مثل تلك الحماقات والاشاعات المغرضة حتى وأن كانت على بلداننا ؛والنموذج العراقي لاتخفى منه خافية.


والحقيقة على غير ذلك وها هي السلع الصينية تثبت حضورها في كل الميادين وكل القطاعات وتلبي حاجة العديد من الناس بل تسد لهم حوائجهم وبأسعار منافسة تقل عن الأسعار التي تروج بها الولايات أو الأتحاد الاوربي واليابان؛إذا الموضوع أقتصادي في جانب مهم منه ؛وفي جانبه الأخر سياسي؛ فمن الجانب الأقتصادي أدركت الصين العظمى أن العالم يتجه نحو النظرية الأستهلاكية في كل شيء وأن عملية الاستدامة أو العمر الطويل لم تعد هي النظرية الصالحة للبقاء والتنافس على الأسواق؛لذلك نلاحظ أن كل الصناعات أصبحت قصيرة العمر نسبيا ولم تعد الجودة التي كنا نتمتع بها سابقا وتوصف بها السلع خصوصا ما نسميه بالسلع المعمرة موجودة أو متداولة في الصناعة؛حيث كانت وزارة التجارة في الحكم الوطني العراقي تتعامل بها ولاتستورد إلا من المناشىء الاصلية وهذا معلوم وغير منكر و(أورزدي باك) شاهد؛ لاكما تفعل وزارة التجارة في (حكومة الورطة الوطنية) حكومة الإحتلال الرابعة اليوم التي أراحت نفسها ولم تعد تفكر لابمنشىء ولابسلعة؛وأقتصر جهدها على السرقات وتحويل الاموال الى الخارج والصفقات الشخصية المشبوهة؛حتى يقال أن أهون الأمور على هذه الوزارة؛فقدان أربعة ملايين حصة تموينية؛هكذا نقلها الخبر(فقدان)؛أين فقدت ؛ومن فقدها ؛لانعرف؛كما لانعرف أيضا هل تعرف هذه الحصص طريق العودة أم لا؛مؤكد أنها لاتعرف .


اربعة ملايين حصة لو فرضنا أن الحصة الواحدة قيمتها (100 دولار)؛نرى وبكل بساطة أن قيمتها الأجمالية ستكون(400000000 ) مليون دولار(أربعمائة مليون دولار)؛(سم زعاف على قلوبكم أيها السارقون)؛وأهلنا يتضورون جوعا وحرا وعطشا؛هل يحدث ذلك في الصين.


لنعود الى الصناعة الصينية؛هذا من منظور إقتصادي؛أما من الناحية السياسية التي ذكرناها فها هي الصين قد أنتشرت في كل بيت من شمال الكرة الارضية حتى جنوبها ولم يعد الموضوع حكرا على قطب دون سواه ولكن وفق الأخلاق الصينية العظيمة العالية:


لذلك نقول (أن الأمة التي ليس لها تأريخ لاتقدر أن تحفز ابنائها على مستقبل افضل) واحدة من مقولات الدكتاتور رحمه الله الذي بنى العراق وحاول أن يجعله أمة عظيمة تملك من الاخلاق ما تضاهي به الصين وغيرها من بلدان العالم؛ذلك التاريخ هو الوجه الخالد المشرق للأمة؛لذلك أستلهمته الصين وكان حاضرا في ضمائر الشعب الصيني وتم تجسيده عبر كل ما نقل الصين العظمى بمليارها وملاينها البشرية من شعب عادي الى شعب عظيم مكتفي ذاتيا ويصدر منتجاته الى كل العالم حتى الغذاء؛وبالمقابل لم نستلهم نحن هذا التاريخ الذي نملكه مثل الصين؛ولم نعي منه حرفا واحدا وهو ما أنزلنا الى الدرك الأسفل من القيم هذا أن عاد لنا قيم نتعامل بها؛وجعلنا خاضعين خانعين لاكرامة لنا ولاشرف؛وحتى لاتزعلوا علينا (من لا وطن له لاشرف له)؛ونحن أضعنا الوطن ولم نكتفي بل نسعى الى عناق المحتل ونفتي بعدم جواز مقاومته.
أدهشتنا الصين عند افتتاح الاولمبياد في مدينة بيجين وأدركنا أننا نعيش على أعتاب حضارة عريقة لاحدود لتواصلها مع جذورها؛ولاحدود لها في الجغرافية أو التاريخ أو حتى في كتاب القراءة الخلدونية التي أستبدلناها باشياء ترونها عند المحرم؛وأدهشتنا تلك الصورة أيضا حين المقارنة مع ما وصلنا اليه لنقف وبخجل أمام تاريخنا المشرف الذي أضعناه تحت أرجل الكلاب والقردة والخنازير جنود بوش المجرم؛وحين سلمنا أمرنا للفرس الحاقدين الغادرين ليذبجونا بسكين أعمى كبصيرتهم؛ونتيح لهم الطريق ليشوهوا ذاك التاريخ الذي ندعي؛نعم ندعي كوننا لاعلاقة لنا به؛فهل يعقل إننا أحفاد حمورابي ونبوخذ نصر والملوك العظام الذين بنوا شواهد الدنيا حينها.


فخرا ومجدا وأعتزازا بالصين العظمى قديما وحاضرا ومستقبلا؛ ولا عزاء لنا.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٥ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أيلول / ٢٠٠٨ م