امريكا تنهار ... فماذا نحن فاعلون

 

 

شبكة المنصور

بدرالدين احمد ( البارون )

 

إن دورة التاريخ في حركتها السرمدية تخبرنا انه لم يكن هناك سيادة مطلقة لحضارة من الحضارات مهما كانت قوتها وثروتها وتقدمها العلمي والتقني وإنما هناك منحني ياخذ اعلي نقطة له وهي قمة القوة والتطور ومن ثم يكون هناك انحدار الي ادني نقطه وهي الانهيار والوهن والتفكك فعلي مر التاريخ كان حيثما توجد حضارة في الشرق توجد اخري في الغرب فيحدث بينهما توازن كما كان في الامبراطوريه الفارسية و الرومانية او الفرعونية واليونانية وحينما يحدث انهيار لاحداهما فان الاخري تقوم بملئ الفراغ الناشئ وتنفرد بالهيمنة والاحادية والتي هي سر قوتها وفي ذات الوقت سبب فنائها لان الهيمنة تجعل علاقاتها تقوم علي القوه والعنف والعسكرة مع الاخرين اولاً ومع مكوناتها الداخليه ثانيا ( مما يؤدى الي تفككها الي مجموعات اثنية- دينية- ثقافية ) وذلك بسبب احساسها العميق بقدرتها علي معالجة كل المشاكل بالعنف او الحفاظ علي منجزات العنف الوقتية بذات الوسيلة التي تم الحصول بها عليها .


وعلي مر التاريخ كانت الامة العربية تقوم بدور المنقذ للانسانيه من الشر الذي تطلقه الامبراطوريات في سعيها للسيطرة علي العالم وقدمت التضحيات الضخمة في لجم هذا الغول ( التفرد والهيمنة ) حيث كان انبثاق فجر الاسلام هو المعبر الاكثر نصوعا عن هذا الدور الانساني حيث ان الاسلام بصمود وشجاعة العرب المسلمون أدى الى انهيار الحضارة الفارسية في معارك القادسية الخالدة حيث أدي تحرير العراق الذى يمثل عمق إستراتيجى مهم يسمح للفرس بالتمدد غرباً نحو الاراضي السهلية الخصبة في وادي الرافدين الغني بموارده الزراعية والمائية التي تفقدها دولة فارس ذات الاراضي الجبلية الجافه التي تعتمد بنسبه كبيره علي الامطار الموسميه وكذلك تحرير العراق منعها من السيطره علي ممر التجارة بين شمال افريقيا وجزيرة العرب و الهند والصين مع كل ما له من ميزات إقتصادية وإستراتيجية ، هذا مع عوامل اخري ادي الي إنهيار الامبراطورية الفارسية.
وذات الحال إنطبق علي الحضارة الرومانية حيث تحرير القدس وارض الشام عامل مهم من العوامل التي ادت الي اندحارها وانكفائها في اروبا.


وقد نجح العرب حينها في ملِئ الفراغ الناجم عن انهيار الامبراطوريتين و في إقامة حضارة عربية زاهره ادت الي نقل الانسانية من عصور الظلام والانحطاط الي حقبه العداله والتطور والنمو بل ان اتر هزه الحضاره وصل الي عقر دار الامبراطوريتين بنشؤ ممالك عربيه واسلاميه في طشقند وسمرقند وكابول وارض السند وحضاره عظيمه في الاندلس استمرت 6 قرون وكان لها الفضل في بزوغ اروبا اليوم حيث قال المستشرق جستين ( الحضارة العربية في الاندلس اختصرت علي اروبا 6 قرون من التطور والحضارة ) .


وفي العصر الحديث كان للامة العربيه دور اساسي في القضا، علي الامبراطورية البريطانية حيث كانت اهم مستعمراتها في الارض العربية و بقيام حركات التحرر العربية ونجاحها في طرد الاستعمار حرمت بريطانيا من موقع استرتيجي مهم وثروات طبيعيه غنيه وثقل سكاني كبير.


حينما نشا، المعسكر الشرقى ( الاتحاد السوفيتى ) ونشا، مقابله المعسكر الراسمالي الامبريالي اتت في هذه الفتره ولاده حزبنا الذى مثل بفكره امتداد طبيعي للامة العربية ومعادل موضوعي لفساد النظريتين ( الشيوعية والراسمالية ) حيث تنبا، القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق بانهيار النظرية الشيوعية لخلل بنيوى اساسي بها وقد كان انهيار الاتحاد السوفيتى ودلت نظريات الحزب على انهيار النظرية الراسمالية ولكن بعد عنت ومقاومه وفتره زمنية من الصراع حيث ان الراسمالية المتوحشة وبمرونتها المطاطيه يكون لها نفس طويل وقدره اطول علي اطاله عمرها لحيظات حياه ولكنها في النهايه ميته حيث ذكر القائد الشهيد رمز الامة والانسانية صدام حسين عام 1987 ( ان الاتحاد السوفيتي سينهار وستنفرد امريكا بالعالم وستقوم بحماقه تكون ضحيتها الامة العربية ، وحينما تحقق ذلك ، أكد أن إنهيار التطبيقات الشيوعية للإشتراكية هو ليس هزيمة للإشتراكية ولا إنتصار للرأسمالية وإنما هو مقدمة لإنهيار الرأسمالية ، بإعتبار أن كل من الشيوعية والرأسمالية هما من سياق حضاري واحد ) وقد كانت حماقتها احتلال العراق حيث يمثل للراسمالية والامبريالية المعركة الرئيسية والاساسية التي تحدد سيطرتها علي العالم من فنائها , حيث يعد العراق بالنسبه لاستراتيجية المحافظين الجدد معركة وجود وبقا، وذلك لثرواته النفطية الضخمة و بما يمثله من تهديد حقيقي وجدي لبقا، الكيان الصهيوني الذى يمثل عصب تفكير المحافظين الجدد والمحرك الاساسى لكل لوبيات تجارة النفط والسلاح في العالم ولما كان تحسب الحزب لاحتمال نجاح امريكا في احتلال العراق والاستعداد المبكر والمبدع لانطلاق المقاومة المسلحة بوجهه التي اعد لها الحزب خيره كوادره فأتت سرعة انطلاقتها في 9/4/2003 مباغتة للعدو ومربكة لحساباته مما زاد قوه تاثيرها يوما بعد يوم وجعلها الثقب الاسود الذي يمتص كل الميزانية والقدرات العسكرية الامريكية وتحققت مقوله القائد الشهيد صدام حسين (امريكا ستنتحر علي اسوار بغداد )حيث يعد احتلال امريكا للعراق انتحار بكل المقاييس السياسية والاقتصادية والعسكرية وانطبق عليها المثل العربي ( اتت الي حتفها بظلفها ) فالحقيقة التي يعرفها العالم الغربي ولكنه بنكرها ولا يذكرها انه لولا المقاومة الوطنية العراقية وقلبها النابض حزب البعث العربي الاشتراكي لنجحت امريكا في السيطره علي العالم ولتحققت نظريه فوكياما حول نهايه التاريخ والتي تحولت الى نهايه لامريكا وللنظرية الراسمالية في نسختها الامريكية فلنا الفخر كبعثيين وكامة عربية في تعرية ،والتمهيد امبراطوريه الشر.


إن أزمة الرأسمالية في مرحلتها المالية لن تكون نتائجها متمثله فقط في الركود العالمي وانهيار البورصات وزياده اسعار السلع والخدمات ، لكنها قد تؤدي الي تفكك امريكا كدولة ذات سيادة وقانون وتحولها الى كانتونات ودويلات صغيرة ، وذلك لان العمود الفقري الذي تقوم عليه امريكا هو الاقتصاد الراسمالي واقتصاد السوق الحر وطبيعه تكوين وعلاقات ونسق تفكير المجتمع الامريكي هو الاقتصاد والمنفعة الاقتصادية ، فالشعوب الامريكية تتكون من خليط مدهش من ثقافات ولغات واديان مختلفه عن بعضها البعض بل في بعض الاحيان متنافره ومتصادمه ولا يوجد مايجمع بين هذا الخليط سوى نسق اقتصادى محدد حيث تحتفظ كل قومية في الولايات المتحده بلغتها وثقافتها ودينها وتراثها وادابها وفنونها ويجمعها مع القوميات الاخري نسق اقتصادي راسمالي وقانون دولة يفوم علي حقوق وواجبات خلفيتها ايضا اقتصادية راسمالية حيث العلاقه بين المواطن والمواطن الاخر ، والمواطن والدولة ، والمؤسسة والمؤسسة الاخرى ، والمؤسسة والدولة تقوم علي ذات النسق الاقتصادي الراسمالي ومضاف الى ذلك تكوين عقلية واخلاق وتربيه المواطن الامريكي الفرديه التي تغلب مصلحة الفرد علي المجتمع وحيث لا وجود لمفهوم دين او قيم عليا سوي المصلحة الشخصية ويضاف الي ذلك التباين الكبير بين الاغنيا، والفقرا، ,وانتشار السلاح بين يدي المواطنين دون رقابة او مسآلة (ثقافه السلاح ) بل يوجد في امريكا اكثر من 250 منظمة مسلحة ومدربة وعلي أعلي مستوي من الجاهزية القتالية خارج سيطرة الدولة كل هذه العوامل تجعل من تفكك اميركا ممكن الحدوت اسوه بالاتحاد السوفيتي , لذا تعتبر المعركة في العراق معركة بقا، ووجود لاميركا علي وجه التحديد والمعسكر الراسمالي عموما فالاقتصاد الامريكي مازوم منذ فترات طويلة لذا جا، احتلال العراق للخروج بالاقتصاد من ازماته الخانقة التي لم تظهر للعلن حينها ، وذلك للسيطرة علي نفط العراق اولا ومن ثم السيطرة علي العالم ،والان بدا، افول ما يسمي بالعصر الامريكي الذي سيترك ورائه فراغ دولي اخذت روسيا وتحاول ملئه من خلال اطلاق قدراتها النووية المجمده ومحاولات تامين مصالحها الاسترتيجية في دول الاتحاد السوفيتي السابق وهاهي الصين تتحرك بهدؤ و سلاسه محرزه نقاط مهمه في الساحة الدولية . هما ( روسيا والصين تتطلعان في السيطرة علي مناطق نفوذ لحماية لمصالحها وتوجهاتها القومية )


فأين الامة العربية من هذه المتغيرات المهمة .....؟ واين موقعنا في عالم ما بعد نهاية القطبية الاحادية .....؟ فعلينا ان نفكر منذ الأن في هذا ولنعلم علم اليقين أن انحسار قوة امريكا لن تكون ذات تاثير ايجابي لنا كعرب مالم يرافقها القضا، علي العملا، المحليين من الحكام العرب وقطع الاورده التي تغذي التنين الامريكي وتمده باسباب الحياه ( النفط )كلما مر بازمة اقتصادية والذين ظلوا يعملون كمخلب قط للادارة الامريكية في مخططاتها في تدمبر المنطقة بل لانكاد نبالغ إذ قلنا ان تأثير الحكام العرب كان اشد خطورة وفتكا من التأثير الامريكي فقد ظلوا يعملون كعدو داخل البيت ينسق مع اللص من خارج البيت , فعلينا ان نتزكر انه لولا عماله الحكام العرب لما امكن احتلال العراق فمن المفارفات المؤلمة أن ترفض تركيا عبور قوات للاحتلال من اراضيها بينما تحتضنها الكويت وقطر والسعوديه والبحرين , فان من المهام الاساسية لنا كطليعة للامة العربية اسقاط هذه العروش المهترئة ، فان شعار المقاومة هو التحرير الكامل والشامل والعميق للارض العراقية وعلينا نحن ان نكمل بقيه التحربر العميق لكل الارض العربية من الخونة ، فحينها فقط تستطيع الامة العربية أن تملا، الفراغ الذى خلفته حقبة الهيمنة والتفرد وتستطيع ان تاخز مكانها بين الامم وتقوم بدورها الرسالي والانساني الذى كانت تقوم به في السابق وهذا هو الدور الرسالي لنا كبعثيين فقدرنا ان نحمل امال الامة والامها ( الامة العربيه توجد حيث يوجد ابنائها يحملون السلاح ) وقدرنا ان نحمل امال الانسانية ونكف الاذى عنها ، قال تعالي ( لولا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد بذكر فيها اسم الله كثيراً) فلنشدد من ضرباتنا علي هزه الانظمة المهترئة كل منا في موقعه وسنسمع صراخها في امريكا .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٤ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م