الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

المفهوم الأمريكي للشرق الأوسط

 

 

شبكة المنصور

المقاتل أبو جعفر الطيار

 

 

ان الفكر السياسي الامريكي يحاول تهجين الوطن العربي وأفراغه من خصوصيته الحضارية والعربية الاسلامية الاصيلة والتي هي دائما منبع عملية الانقاذ في الامة من المحاولات الامريكية – الاسرائيلية التي تحاول تشويه التراث الحضاري العربي الاسلامي او من خلال ماتفرزه وسائل الاعلام المضادة للعرب ولتاريخهم وماضيهم المجيد مع الحملة التي قادها الغرب والموجهة لاستقطاب وسلب عقول الشباب العربي بما يسمى ( غسيل المخ ) لهذه التقاليد والثقافة العربية ، ولهذا نجد ان الوطن العربي قد شهد في القرنين التاسع عشر والعشرين استعماراً ثقافيا استهدف وهدد الكثير من بلدان الوطن العربي وخصوصاً بلدان المغرب فيه ، وان زرع الكيان الصهيوني الاستيطاني في قلب الوطن العربي وتهجير شعب بكامله وسلب وطنه بالكامل مع زيادة شريط امني له كما حصل بعد عدوان 1967 هي واحدة من المؤامرات التي استهدفت الامة العربية وثقافتها وتاريخها وحضارتها ودورها الريادي في الانسانية كونها منهل العطاء الانساني على مر العصور .


ان البراباكاندا الامريكية – الاسرائيلية وهي تطرح ثقافتها المسمومة وسط المجتمع العربي والتي لقت لها مساحة انتشار واسعة بعد تطبيع العدو علاقته مع مصر والانظمة التي تبنت المشروع التآمري على الامة بعد رحلة العار الساداتية وتهافت انظمة الوراثة في الاردن ودول الخليج والتي كانت تغازل الكيان الصهيوني سرا وتجلس مع صناع القرار العربي تعطيلاً وتخريبا واشاعتها المبدأ الانهزامي المطمئن لاسرائيل والغرب ( اتفق العرب على ان لايتفقوا ) من هنا بقي الفكر الامريكي الذي يجره الفكر الصهيوني بقوة يعمل على ترسيخ مفهوم مصطلح الشرق الاوسط وقد تناوله شيمون بيريز رئيس وزراء العدو الصهيوني بكتاب خاص وسوقه الى الوطن العربي كواحدة من السموم الفكرية الصهيونية لتلقيح الثقافة العربية وركزت وسائل الاعلام المقروئة والمسموعة والمرئية على طرح افرازات وسموم امراض المجتمع الغربي وسط العرب بكل معاني الانحراف عن التقاليد والقيم واشاعة الفساد والشذوذ والانحراف عن المثل والابتعاد عن التربية العربية الاسلامية بغطاء اسمه التجدد والعصرنة .. فكان الترياقو والمخدرات والخمور والاندية الفاسدة والاتجار بنساء الغرب ودول اخرى عن طريق العمالة والخدمة في البيوتات المترفة ( الخادمة – والمربية ) وطرح الفضائيات لفضائح المجتمع الغربي وغزوها للمجتمع العربي الاسلامي بكل معاني الغزو التي جاءت مكملة للمشروع السياسي الامريكي الصهيوني لتعميم اوصاف العولمة الجديدة والتثقيف والتركيز على طمس الهوية القومية للعرب والتي ان تمكن الغرب من تفكيكها انتصروا وان بقيت ارتد على اعقابه وانكسر .


وحين نسمع ( الشرق الاوسط ) ومشكلة هذه المنطقة وما ينفقه الغرب لترويج هذه البضاعة الفاسدة سياسيا ذات المفهوم الجيوكرافي وماتبذله امريكا من جهد سياسي دولي ومد كل الجسور وتوجيه كل الانظار الى هذه المنطقة يتبادر الى الذهن رأسا موضوع الصراع العربي الاسرائيلي ولربما البعض يغمض عينيه ويقلب الصحيفة او الكتاب الذي بين يديه معتبرا ان هذا المصطلح او الموضوع لايخص الانسان العربي في الخليج او في بغداد والجزائر وانما يعني فلسطين واسرائيل ... وهذه المشكلة التي عمرها ستون عاماً يستمر الفكر الغربي والاسرائيلي يتناولها ويغذي باهتمام يومي شديد هذا المفهوم عبر وسائله التي ذكرناها وهي تتغلل يوميا في كل البيوت تنقل النمط والسلوك واسلوب الحياة الامريكية المبتذلة والعرض الفاضح للشهوة وترويج تجارة الجنس الابيض ودعوة الشباب للتمرد على العائلة وخلق حالة الانبهار بالثقافة والحياة الزائفة للمجتمع اليهودي الامريكي ولذلك يأتي الاستخدام الامريكي لمفهوم الشرق الاوسط استخداما مزدوجاً او مركب وصولاً الى الهدف فهي تعني وتضم دولا غير عربية كقبرص وتركيا وايران واثيوبيا وافغانستان وباكستان وتنتهي باسرائيل في الوقت الذي تتعمد بعض الدراسات المسمومة ابعاد دول المغرب العربي عن هذا المصطلح وهذا يعني استهداف كيان الامة العربية ووحدتها ووحدة الثقافة والتراث الحضاري القومي الانساني فيها واضافة وضم أعضاء غير عربية ..


ان هذا المشروع كما طرحه شيمون بيريز وكتاب أمريكان وإعلاميين استهدف المنطقة العربية خصوصاً بعد نكسة حزيران وما تمخض عنه المشروع التآمري على الأمة بعد حرب تشرين ابتداً لمشروع روجرز وانتهاءً بأوسلو وكامب ديفيد وهو جعل مصطلح منطقة الشرق الأوسط جسراً جسرا لاختراق الجسد العربي وإضفاء الشرعية للكيان الصهيوني بالإشارة الى ان هذه المنطقة ليس لديها خصوصية بل هي عبارة عن خليط من القوميات والسلالات والأديان واللغات العربية والكردية والعبرية فارسية وبربر وأتراك وأرمن وبذلك فان رسالة هذا المشروع الغادر قد وصلت الى العالم او الرأي العام العالمي وهي ان هذا التركيب الهجين لهذه المنطقة لايعني الا انه تكوين عرقي وأثني ومذهبي غير متجانس ولايربط بين الاكثرية فيها او حتى الاقلية أي رابط .


والمقصود هنا المس في الاساس بالهوية العربية وثقافتها وان ضرب هذه المرتكزات يتناغم مع افكار شوفينية واطماع ومشاريع انفصالية ويبقى الهدف فوق كل ذلك هو مايروج له الان وعلى الطريقة نفسها تقسيم العراق وتجريده من مكوناته ووحدته الوطنية وحتى انتمائه القومي العربي بعد ان تمكنت امريكا وايران كتابة دستوره واستخدام الكرد كورقة بين الفينة والاخرى لطرح مثل هذه المشاريع بالنيابة عن اسيادهم كما وان عملية مزاوجة الدولة العبرية مع العرب هو المشروع الاخطر الذي سينقل الصهاينة الى شرق اوسطية مهجنة على المنطقة وصولاً الى افريقيا تحت غطاء الشرق الاوسط .

 

المقاتل
أبو جعفر الطيار
مسؤول الهيئة الإعلامية لجيش المعتز بالله

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م