هل تحررت بغداد لتقيم مصر سفارتها ؟

 

 

شبكة المنصور

أحمد سرور- نيويورك

 

السيد ابو الغيط، الوزير المحسوب على خارجية مصر يحط الرحال في بغداد لانه 'آن الاوان لتعميق العلاقات' بين القاهرة وبغداد. هذا الاوان لم يحن يوم غضب العراقيون من تآمر معظم العائلات الحاكمة في الخليج لا سيما الكويتية على العراق الذي حمى الجزيرة العربية بدم ابنائه من الشاه المعمم في طهران.


هذا الاوان لم يحن يوم اضطر العراقيون لتأديب وكلاء امريكانيي الكويت وبرزت الحاجة الماسة الى ايجاد حل عربي لنزاع عربي.


هذا الاوان لم يحن حين وجد نظام كامب ديفيد فرصة للتخلص من بعض ديونه لعائلات الخليج وانضم الى الجهد العسكري بقيادة امريكا الذي ادى الى تدمير ما بناه العراقيون من اجل؟ الامة ككل.


هذا الاوان لم يحن يوم امتنعت مصر عن قيادة الدعوة لفك الحصار عن شعب العراق بعد انسحاب الجيش العراقي من اقليم الكويت عام 1991. الحصار دام 13 عاما متواصلة ومصر تدعو الى الالتزام 'بالشرعية الدولية' والسماح للجان التفتيش بالقيام بمهامها في العراق وفي نهاية النهار لم يجدوا دليلا واحدا بعد ان مسحت امريكا العراق جنوبا وشمالا وشرقا وغربا. هذا الاوان لم يحن عندما وقف العالم كله ضد غزو العراق عبر اقفال قناة السويس بوجه سفن الغزاة.


هذا الاوان ابى ان يحن يوم هب العراقيون للانتقام لكل طفل حرمه المحاصرون الغزاة من الحياة عبر نصرة المقاومين العراقيين. آن اوان 'تعميق' العلاقات مع النظام الذي استولدته ايران وامريكا عندما قالت امريكا ان الاوان قد حان. امريكا وايران تحاولان تقرير مصير العراق لأن مصر، 'الشقيقة الكبرى' كانت غائبة ومغيبة كل هذه السنين. مصر حضرت اليوم عندما أصبح للأمريكي وشريكه الأيراني مصلحة في حضور مصر.


الذين هزموا ايران من قبل وتحملوا بصبر نادر حصار أمريكا والأنظمة في العالم العربي وجهزوا العراق لمقاومة أعتى قوة على وجه الأرض وها هي تترنح لن يهزهم كثيراً تتويج أبو الغيط 'لمبادرة' الامارات العربية الجديدة.


قدر العراق هو أن يواجه كل أعداء امتنا دفعة واحدة حتى يصحو النيام من المحيط إلى الخليج. قدرهم كان استدراج أمريكا إلى منازلة تنهي استبدادها على عرش الكون سياسياً ومالياً وعسكرياً وقدرهم كان الهتاف الذي لم يتوقف 'عاشت فلسطين حرة عربية أبية' رغم الوعد بفك الحصار وبعدم الغزو إن هم أوقفوا هذا الهتاف حتى لا تجد أمريكا سبيلاً سوى الغوص في المستنقع وغاصت. قدرهم هو فضح الخشب المسندة في العالم العربي لا سيما في ديار النبي الأولى من أجل شيء واحد أحد وهو أن يعي العربي حقيقة ومصدر كل آلامه ومحطمي آماله من أمثال أبو الغيط.


اهل مصر يعرفون كم هي مصر عزيزة على العراقيين العرب. معها وقف العراقيون ولنداءاتها استجابوا. ويوم خاضت مصر معركة تشرين الأول (أكتوبر) كان العراقيون هناك ومصر تعرف ذلك.


هذه 'المصر' لا يمثلها أبو الغيط. هذا هو عزاء العراقيين ومعهم كل الذين رضعوا حليباً عربياً صافياً رغم كيد كل من الصهاينة والفرس والامبرياليين من كل نوع والأدوات السياسية التي ركبوها بالقوة في معظم الديار العربية.


وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٤ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م