ماذا عن احتمالية ضرب ايران من قبل امريكا واسرائيل

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

منذ فترة ليست بالقصيرة والكثير من الاخوة يهدرون الكثير من الوقت في مناقشة موضوع قيام امريكا او اسرائيل او كليهما معا بتوجيه ضربة الى ايران وطرحت اراء كثيرة بهذا الصدد فهناك من قرر ان هذه الضربة قائمة فعلا واعطى الاسباب والمبررات لهذا الرأي وهناك من اعتقد بوقوع هذه الضربة وايضا هناك من تمنى قيامها والقلة القليلة اكدت على عدم وقوع هذا الضربة ولهذه القلة اسبابها ومبرراتها ولم يقتصر هذا الموضوع على المناقشات في اللقاءات الفردية والجلسات الخاصة بل تناولته وسائل الاعلام بمختلف اشكالها ووسائلها اضافة الى مبادرة بعض الصحف والاحزاب والتجمعات الى عقد ندوات مخصصة لهذا الموضوع حصريا لانه يحمل معه متغيرات سياسية ودولية كبيرة ويؤدي الى تغيير في السياسات الاقليمية والدولية وكذلك تغيير انظمة ومراكز قوى ومعطيات كثيرة تكون ايجابية على هذه الجهة وسلبية على تلك وتداعيات كثيرة ومتنوعة تؤدي بالنتيجة الى ظهور حقائق كثيرة تضرب بمصلحتي الضارب والمضروب وتكشف الكثير من خفايا التآمر التاريخي الطويل الامد للضارب والمضروب وسقوط القناع وانكشاف ما يعتقده ذوي الشأن انه مستور في حين انه مكشوف ومفضوح ( هذا ان وقعت الضربة فعلا ) .

 

نحن من القلة التي تقول بعدم قيام هذه الضربة وان الحديث عنها ليس الا مضيعة للوقت ومع احترامنا الى وجهات النظر الاخرى الا اننا نعتقد انها وجهات نظر قاصرة اذا ما قيست بواقع الحال الحقيقي وابتعدت عن التأثير الاعلامي المزيف الذي يستند على تصريحات وتهديدات مرسومة بشكل متفق عليه بين الاطراف المعنية ومن المؤسف عندما التقينا احد الكتاب السياسيين الكبار وسألناه عن اسباب قناعته بوقوع الضربة اجابنا ( الم تسمعو الرئيس احمدي نجاد وهو يهدد بمسح اسرائيل من الخارطة ) وعلى هذا الاساس بنيت اراء وافكار الكثير ممن يؤمنون بقيام هذه الضربة .

 

المتتبع الجاد لهذا الموضوع ووفق الثوابت العلمية القائمة على الارض ووفق تحليل منهجي معتمد على الادلة والشواهد والبراهين سوف لن يجد امامه سوى حقيقة واحدة لا غيرها وهي ان سيناريو هذا الموضوع ليس الا من باب تثبيت المصالح وابتزاز دول المنطقة وتبادل الادوار بحسب ما تقتضيه مصلحة كل جانب وكذلك قيام كل جانب بحماية مصالح الجانب الاخر بموجب قدراته وامكانياته وبمستوى سيطرته في هذا البلد او ذاك .

 

لماذا تضرب ايران من قبل امريكا واسرائيل ؟؟؟

 

العلاقات الامريكيه الايرانيه علاقات ستراتيجيه تستند على مصالح مشتركه ومصيريه لا يمكن التخلي عنها من قبل كلا الجانبين وهي الان امتداد متطور للعلاقات التي كانت قائمه في عهد الشاه ولا تختلف العلاقه بين ايران واسرائيل عن ذلك إلا بما يتعلق بمستوى المصالح وطبيعتها المشتركه والتي تتعلق بامن اسرائيل وبقائها على الارض العربيه ولا يخفى ان ايران اول دوله مسلمه تعترف بالكيان الصهيوني .

 

قناعتنا كانت ولا زالت محسومه بعدم قيام هذه الضربه وحتى لا وجود لها ونحن نستند على وقائع قائمه ومعروفه ولم ناخذها من مصادر سياسيه او تحاليل اخباريه بل من ذاكرتنا الشخصيه التي عاشت وتعايشت مع الخبث والدجل الايراني :

 

_ في عام 1990 وبعد دخول الكويت من قبل القوات العراقيه مباشرة لجأ ت ايران الى ربط قيادات الاحزاب العميله المرتبطه بها (( المجلس _ فيلق بدر _ حزب الدعوه _ منظمة العمل __ )) بالمخابرات الامريكيه وجرى تبادل معاومات وتنسيق متكامل بين هذه الاحزاب والمخابرات الامريكيه يتعلق بدور هذه الاحزاب في العراق بعد العدوان الثلاثيني وكان واضحا للجميع كيف كانت هذه الاحزاب وميليشياتها وقياداتها تنتظر على الحدود بين ايران والعراق ومعها قوات من الحرس الثوري الايراني والمخابرات الايرانيه حيث تسلل الجميع الى داخل العراق فور بديء العدوان وتوزعوا على المحافظات الجنوبيه والوسطى مركزين على النجف وكربلاء ، وهذه العناصر بإختلاف اشكالها وجنسياتها هي التي اشرفت على تدمير وحرق الدوائر والمؤسسات الحكوميه وقتل واغتيال ابناء العراق .

 

_ الحظر الجوي الذي فرضته امريكا على العراق في الشمال والجنوب كان بتنسيق مع ايران والعملاء الاكراد بغية حماية عملائهم الذين يتركزون في هذه المناطق ولغرض تامين عمليات التجسس والتخريب .

 

- ما بين الاعوام 1991 وحتى عام 2003 تمكنت الاجهزه الامنيه العراقيه من كشف عدد من شبكات التجسس التي تم تشكيلها بتنسيق ايراني امريكي كويتي حيث قامت المخابرات الايرانيه بتسليم عدد من اسرى الحرب العراقيين الى المخابرات التي تبنت عملية تاهيلهم وتدريبهم داخل معسكرات في الكويت ثم نقلهم الى المنطقه الشماليه وتركيا بمناوره امنيه لغرض التمويه وعدم الكشف وبعد ذلك تم ادخالهم الى العراق بعد تهيات محطات لهم في المحافظات الجنوبيه والسطى وبغداد تزويدهم بالاسلحه واجهزة الاتصال المتطوره في حين استمر الامداد لهم عن طريق الكويت وايران .

 

- كذبة اسلحة الدمار الشامل كانت من بنات افكارالمخابرات الايرانيه والمجرم العميل احمد الجلبي الذي انشات له المخابرات الامريكيه مقرا في اربيل وآخر في طهران .

 

- لقد تزامن دخول العملاء والمخابرات الايرانيه الى العراق من ايران مع دخول قوات الاحتلال وبدا العملاء بعمليات القتل والتخريب قبل دخول القوات الامريكيه الى المدن العراقيه وباسناد ودعم وتنسيق مع القوات الامريكيه سيطر العملاء على محافظات الجنوب والوسط .

 

- بلغت السيطره الايرانيه على العراق سياسيا وامنيا واجتماعيا وحتى عسكريا ذروتها وعقدت الاداره الامريكيه معهم لقاءات واجتماعات لمناقشة الشان العراقي ؟؟؟؟ .

 

- كل ما يحدث في العراق من قتل انتقائي ومنظم هو بتخطيط مشترك ايراني امريكي صهيوني .

 

- احمدي نجاد يريد ازاحة اسرائيل من الخارطه ويزور العراق بحماية القوات والمخابرات الايرانيه والصهيونيه ؟؟؟ .

 

- ونتسائل متى وفي اي يوم انقطعت العلاقات الامريكيه الايرانيه او الصهيونيه الايرانيه .

 

الضربه المزعومه هي ليست كذبه فقط ولكنها لها اهداف في مقدمتها زيادة الاهتمام الاقليمي بكل من ايران واسرائيل وتمرير حاجات ومتطلبات الاداره الامريكيه ليس في العراق فحسب بل في المنطقه بكاملها .

 

وليست زيارة وزير الخارجيه الايراني الى امريكا إلا حلقه معلنه من الحلقات السريه التي كانت قائمه لانهم ايقنو ان منطق الاسرار لم يعد له اهميه .

 

الخطر الايراني على الامتين العربيه والاسلاميه مستمر ومتصاعد ونحن لسنا ضد ايران الجاره المسلمه التي تحترم قيم الجيره ومباديء الاخلاق وتبتعد عن التدخل في الشؤون الداخليه لبلداننا وزرع الطائفيه بين ابنائنا ....... نحن ضد ايران التي تحتل اجزاء من وطننا واها اطماع في ارضنا وثرواتنا ... نحن ضد ايران التي تتآمر مع الصهيونيه على شعبنا ووطننا لغرض فرض اجندتها وتحقيق احلامها المريضه .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م