مجالس العزاء في المنطقة الخضراء
بكائية في  
٥  حلقات

﴿ الحلقة الرابعة

هزيمة السيد عبد السادة وسط ليلة منكرة

 

 

شبكة المنصور

أ.د. عبد الكاظم العبودي

 

مقامة الليلة الرابعة:  جاء نبأ من أقصى المدينة صارخا:  ان يزيد بن ستريت وول ووكر وحليفه كروكر بن بروكر قد بلغ بهم اليأس،  وفكروا مليا،  فتعبوا من الكر والفر فطلبا الانسحاب مقابل دفع الفدية بالنفط والبخور وبالعنبر والحرمل والزعتر، عودة عن جاهلية التجار تمادت فخسرت  طريق النفط  والحرير البغدادي. آن الاوان وحان الوقت لنترك قصر الخورنق والسدير، و تعويضا عن كثرة جثامين وموت جحافلهم بمرض الهيضة والجرب وابي صفير، ولم تبق لهم من اقصى الشرق الى الدير مطية مركوبة او حمار او بعير. قال الامام اليانكي في مجلس خطبته في تلك الليلة يا مطايانا الاعزة الطائعين  ويا أحبتنا الخائفين المرعوبين المرتجفين اقول لكم عن طيب خاطر، نفعلها كما  فعلها ديغول في حرب الجزائر.  آن لنا الحق الليلة بإعلان تقرير المصائر، سنخرج من هذه الديار بالذلة والشنار والعار. لكننا نكابر ونطلب منكم الفدية النفطية عن من علقوا في الفلوجة على الجسر رجال بلاك ووتر ولاغير، سأترك لكل شيخ منكم همر وخصلة  من شعر لحية الامام اليانكي تكفي لتبخيركم واحدا واحدا في اليوم الأغبر.

 

 يعلن السيد ووكر شفيع الامام اليانكي على رؤوس الاشهاد وصيته لعبيد السادة : لا سيد بعد اليوم على العراق الا مولى بغداد وخادمها الشيخ عبد القادر  فمن كتب عليه عهده  ان يترك القفار عن طريق ديالى والانبار، فليولي الادبار، ومن اراد ان يسلح اتباعه واسلافه وعشائره من بعد قصر انسحاب، سوف لن نسعد بحمله معنا فليتزود من خزائننا بالسم والترياق واستنشاق الخردل والعجاج والغبار، ومن سيبيع لكم ما تبقى من خردة السيوف والرماح الصدئة وبقايا الهمرات، فخذوا ما تبقى لكم من حديد لا يمشي ولا يسير.

 

لا شئ سيحميكم بعدنا من غضب الله والشعب القدير .

 

بكى المجلس عن آخره  وتهجد إمام  وسادن المقابر المليونية  والمرقد المفخخ. وقال نفر منهم سبحان الله كيف ندفع الجزية ومليار حديد  طار بيد الوزير والحاجب والمريد ، ومليار آخر للجعفري والجلبي والعلاوي وللصغير وللمفيد  في حزبه المكيد. ملايين معدودات  للفراش والرزام والصولاغ وللائمة  النفطيين، لتزفيت قبور مظالمهم قبل حرقها.

 

قال الامام حجة المال الفرهودي : يا آية  المكر سماحة الجلاد الصغير: وانت ياحميد مجيد لمن ستولي وجهك بعد اليوم ، رد عليهم علقنا على باب الحزب العتيد سنمضي سنمضي الى مانريد   وطن محتل وشعب في السويد

 ضج الصغار والكبار وعبد السادة يفتي مستعجلا شراء الخردة من سلاح الافرنج في المزاد وفي واجهة النهار علنا جهار ، كي لا نمكن جيش الردة  من اهل الصحوات بالانتصار في الانبار ، ولنوزع ما تبقى  في سلة الاقدار والثمار من طبعات الاخضر المزور من دون قرار. ونترك الفتات لأهل البيت النادب بالاعشار، حق للفواتح والمجالس القائمات اللاطمات الباكيات والمسيرات المليونية للجائعين والجائعات وتسعة أعشار لترتيب انسحابنا والفرار.

 

قال الامام المنتظر هي علامات قيام الساعة  فدعو الامام اليانكي يرتب امركم وامره و يخرج سالما  مكرما بلا ضرار. تتالت فضائيات الاخبار تستعجل الموت او الفرار، والمنابر عجلت برأس الحسين والعباس ترفعانه في يوم السبي الجديد على صواري من حديد، لتمكين صاحب النعمة ووكر جورج بوش بانسحاب تحرسه عبيد السادة والجاريات النائبات نادبات  ذليلات صارخات " وا بوشاه... بأبي انت وأمي أعطنا ما وعدتنا " صرخت مجموعة منهن وهن يقطعن شهورهن ويرمين حجابهن (الفيزة .... الفيزة يابوش يابو البلابوش) .

 

هاهو اليوم اليانكي منسحبا منكسرا  نادما على حماقة العصر الذري التي أوغلته الى تخوم ارض سادة البشر . انتهت اللعبة قالها يوما  د. محمد  الدوري،  وبعد خمس سنوات  اعادها بملئ الحسرة والالم والهزيمة  المستر روبرت جيتس وزير دفاع الامبراطورية العظمى المهزومة امام نصر مؤزر لاحت تباشيره  بفوز الحفاة الجائعين المحاصرين منذ اكثر من ربع قرن. انه وعد الله الحق. الله أكبر.

 

قال نفر ممن أخذتهم العزة بالاثم مرة اخرى : (انا للغرب وانا الي السويد راجعون). وقال آخرون في المجلس من اصحاب المئآثم والعمائم والمغانم ضاربين الطرق على مناضد المجلس : (  الآن... الآن وليس غدا   الى طهران نمشي مددا)  وما بين هؤلاء وهؤلاء ردد نفر من التائهين  الملتفتين الى ذات اليسار وذات اليمين (يا ليتنا كنا معكم سيدي ..فنكون بالفيزة الحقة  فائزين).

 

  شعب العراق وحده يعرف من أين والى اين سيعيدهم، ولاي فوز مستحق سيكون له، ومن سيأخذ بيده الكأس القدسية المقاومة والفائز من سيحضر الى ملعب الشعب العراقي ، هي كأس المنازلة الكبرى جرت ملاحمها في سنوات عبور القرنين العشرين والواحد العشرين لشعب العراق مع اعتى تحالف للشر عرفته الخليقة.

 

مقامات الليلة الخامسة والسادسة والسابعة: انطفأت الكهرباء، والمحولات لم تتحرك بلا نفط وماء . لم نسمع الليلة لا صوت للمقرئ ولا تسجيل مكرور بصوت الملا داغر المقبور ولا آذانه المعلن والمستور. هي علامة يوم الحشر الكبير. قال كبير الافتاء : لقد فاض التنور، وقال أحدهم ممن يحسن التكتيك والتكنيك والتفكيك تأجل اجتماع المجلس الى حين عودة الرؤوس اليانعة للقطف بعد الاربعين على الفور. ولأن الملا داغر وابنائه واحفاده اعتادوا  الغيبة والغياب في مثل هذه الايام . لم تعد الفضائية تنقل أخبار نجاح الخطة الامنية. أمرها أحدهم بأن ترفع معنويات من تبقى في المجلس، فأعادت من جديد افلام المظلوميات وخطبا لم تعد تنفع او تبكي على المصير، قالت ندابة من أهل المجلس (يامصخمين الشوارب ... وين ها النية.. الى طهران وعمان خذوني معكم ... آنه عندي ثلث اولاد وبنية... غلى المركوب والرجبة بخمس مية) .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م