صاحب السعادة والفخامة مسعود الطرزان يعلن العصيان في كردستان
جمهورية كاكا واللبن أربيلي خالص

 

 

شبكة المنصور

أ.د. عبد الكاظم العبودي

 

من دون سابق إنذار أعلن مسعود البارزاني انفصاله "غير الدستوري" من جسد وهيكل وتنظيم الدولة العراقية التي أسسها له المستر بول بريمر. ومسعود الطرزان يعتبر نفسه حاكم العراق الاوحد طالما انه يحكم جميع مواطني كردستان بما فيهم جلالة كاكا جلال حتى وان كان الاخير يعتبر نفسه منتدبا لشؤون رئاسة القطيع المستعرب والمستعجم.


فبعد إبداله علم العراق وإصراره على تجزئة نجوم العراق تحت الحماية الامريكية ووضعه دستورا على مقاس وطريقة حسابات الرعاة الكرد التي سنسردها في آخر المقال . هاهو ينقلب على نفسه بإعلان استقلال محمية كردستان لنفسه فقط ومنح الحكم الذاتي لبقية المساكين العراقيين. ولا ندري اين مصير تلك الخرق البالية من بقايا ألأوراق والصفحات التي سودوها محاصصة وسموها "الدستور العراقي" ، والذي طبل له انفصاليوا الشيعة والكرد والاعاجم معا، وبه يحكمون رقاب العراقيين اليوم. هاهو الكاكا مسعود يسجل أول انقلاب دستوري بطريقة "كاكية" متميزة، قد يظنها البعض مجرد نكتة من نكات "الكاكات" المنسية.


هو قالها اليوم بعظمة لسانه في حضرة ديوان الحاكم بأمر البنتاغون سيده بوش. يعلن هذا " الكاكا" الديمقراطي الكردستاني في واشنطن انه سيفصل ويلبس الدساتير على مقاس مخه ونعله. فبالأمس فقط أمر سعادته بجواز طلاق المرأة لزوجها خلعا والعصمة بيدها ؛رغم انه لازال يحمل في بطاقة تعريفه الكردستانية الشخصية إسم " مسعود ملا مصطفى البرزاني" ، والملا كما يعرف أخوتنا الاكراد كان ينتسب الى "التكية القادرية" وأبوه بحكم لقبه "الملا" هو من يعقد الزيجات ويطلق النساء بطلب من أزواجهن وزلم يفكر في يوم من الايام أن إمرأة ستطلق زوجها.


اما طلب "الملا الصغير" فهو خارج الشرعيات الزوجية والدستورية معا. وهذه المرة أعلن لوحده، ومن دون استشارة برلمانه في أربيل، بإعلان قرار بإسم "البرلمان الكردي الديمقراطي" بالطلاق خلعا من دون عودة من رباط ماسموه " الجمهورية العراقية الاتحادية" التي تعتبر عاصمتها الثانية بعد أربيل تكون بغداد نظرا لكثرة إقامة الرئيس والاتباع أيامهم في الشمال جراء تدهور الاوضاع الامنية في "دار السلام" بغداد.


أعلن سعادته بمؤتمره الصحفي البارحة في واشنطن قراره مصادقا وموقعا عليه من دون مناقشة او تصويت من قبل برلمان "ألكاكوات الديمقراطيين "للكشر" وأمرهم سعادته ان يوافقوا جماعيا برفع الارجل والايدي على محاضر وتوقيع الاتفاقية الامنية مع الامريكين من دون قراءة او ترجمة لها الى اللغة الكردية. هذا "الكاكا" الديمقراطي نسي أطنان الخطب التي القاها على مدى ثلاثة عقود حول "ديكتاتورية صدام" وتفرده في القرار؟.
هاهو "الكاكا" يعلن بشكل انفرادي بقبول توقيع اتفاقية امنية كردية امريكية ، تسمح للامريكيين من إقامة قواعد أمريكية في كردستان سواء وافق البرلمان الاتحادي في المنطقة الخضراء ام لم يوافق على توقيع الاتفاقية الامنية التي صدعت رؤوس "كاكوات" مع أعاجم ومستعربي المنطقة الخضراء.


لقد اعلن "الكاكا" مسعود قراره كدكتاتور صغير متفرد بما يريد أسياده. ولكنه بقراره هذا وفر للعراقيين فرصة التمرد الابدي على سلطات كاكا جلال ودستوره وبرلمانه ومحاصصاته وعمليته السياسية الكسيحة. وهكذا وقع " الدكتاتور الصغير" موت دستوره وبرلمانه وانتهت معه خرافة "الدستور الاتحادي" و بناء "الدولة الديمقراطية البرلمانية الاتحادية". وهو بقراره يعلن أيضا حنينه بعودة "زعيم العصاة" الى عادته القديمة وهو شق عصا الطاعة على المركز ببغداد ، والعصيان الكردي سنة حسنة يعود اليها قادة الكرد سواء بطريقة الانشقاق "الديمقراطي" أو" المسلح" على مركزية الدولة العراقية المملوكة ايرانيا وأمريكيا وكردستانيا.


لابد من ان نذكر لصاحب السعادة السعيد مسعود فضائله أن يعفي "حكومته" أن لا تكلف نفسها عناء المفاوضات الجارية بواشنطن مع صندوق النقد الدولي كما اعلنت ذلك وفود ودوائر المستر صولاغ والدكتور الشهرستاني لأجل الطلب من الامريكيين الموافقة على حذف ثلاثة اصفار عن قيمة الدينار العراقي المنكوب بهم لكي يقترب رقميا من قيمة سيده الدولار النفطي. ولكي يعلن وزير خزانة عصابات "بدر" والبيشمركة" ان الدولار الامريكي أضحى أيضا هو العملة الرسمية المتداولة في العراق وخاصة في شمال الوطن.


والدليل على ذلك نجده عند كل العراقيين في الداخل والخارج وقد ترجمتها فعليا التعليمة الوزارية التي وزعها خاله المصون وزير الاتفاقية الامنية كاكا زيباري الذي قضى وقرر هو الآخر من دون استشارة صولاغية أو مالية بإلزام جميع مواطني دولة "قراقوش العراقية الاتحادية" بدفع الرسوم للسفارات العراقية بالدولار الامريكي فقط من دون كل عملات الدنيا المعروفة.


لقد رفض موظفوا الخارجية القاراقوشية قبول التعامل بعملات البلدان التي يتواجدون فيها. والسفارات" القاراقوشية" أضحت مكاتبا للسياحة والإستجمام للكاكوات والاغوات الذين وفروا لأنفسهم اعلام كردستان وبدرستان في مكاتبهم في القنصليات العراقية من دون خجل من انفسهم امام استنكار الجاليات العراقية من حولهم .


لقد استنكرت العديد من الدول التي تستظيف هؤلاء من ممثلي " دبلوماسيوا جمهورية الواق واق" لمثل هذا القرار الغريب والعجيب الذي يلزم مواطنيها والرعايا العراقيين الساكنين فيها الدفع بالدولار الامريكي فقط دون غيره من العملات المتداولة عند مراجعتهم لمكاتب السفارات " العراقية" لتصديق وثائقهم . وعندما دفع البعض ممن امتحنوا بمراجعة قناصل المستر زيباري في الخارج اجبروا على دفع الرسوم بأسعار مضاعفة لقيمة الدولار المنحط لرفض الكاكوات القناصل والمحاسبين قبول التعامل بالعملات الاخرى، ومنها اليورو او العملات المحلية للبلد.


وعندما حاول أحد مواطنينا إفهام "الكاكا" ان اليورو له قيمة واعتراف دولي وهو صاعد بقيمته على الدولار، رد كاكا "غفور" ذلك القنصل في احدى السفارات "العراقية" ما نصه: [بابا انا ما أفهم شنو يورو ، شنو دينار شنو ريال شنو شيكل شنو ين ... أنا اقبض راتبي بالدولار الاخضر وعينتني الخارجية الخضراء بربطة عنق خضراء ومزاجي والحمد لله رايق وأخضر، ولا اقبل التعامل سوى بالدولار الاخضر كعملة رسمية معتمدة من الخارجية لتسهيل تصديق المعاملات للمراجعين].


لم يدرك الكثيرون من أمثالي منكودي الحظ بمعاملة هؤلاء لنا وبهذه الجلافة ولمنفهم لماذا يصر هذا "الكاكا" وأمثاله على الاعتلاف والدفع بالدولار الاخضر وحده لتسهيل تصديق اوراق لمعاملة عراقية عادية في سفارة يقال عنها "عراقية" لمواطن عراقي كان يصدقها مجانا ويرسلها بالبريد العادي ومصيبته اليوم أن يحضر مئات الكيلومترات وعليه أن يحمل معه في جيبه جوازا عراقيا لإثبات شخصيته ومعه حفنة ورزمة من بقايا دنانير عراقية ظنها تشفع له عند الدفع في حالة فقدان الدولار ويريد بدنانيره العراقية ان يدفعها كمقابل لتسهيل تصديق مهمته طالما انه لايحمل معه دولارات.


وعندما عرفنا السبب بطل العجب. وبعد متاعب وتأخر واحتجاج وصراخ عرفنا ان السيد ممثل " العهد الديمقراطي" هذا القنصل "الكاكوي" كان يظن نفسه بأنه القنصل الكردستاني في السفارة الاتحادية وفي بلد عربي رفض قبول قائمة من السفراء المرشحين للتمثيل بذلك البلد. هذا " الكاكا" القنصل من دون سفير تفرعن وفتح لنفسه كشكا صغيرا للصيرفة والتحويلات المالية في داخل السفارة. نعم فتح لنفسه مكتب تصريف للعملة ليشتغل فيها لحسابه الخاص ووضع لنفسه شعارا "بالدولار وحده يحيا ويتنفس العراقيون" بعد" التحرير" الكردستاني.


ولأنه لا يريد ان يفهم ان للدولار سعرا وقيمة ومضاربات يومية تحددها البورصات، وتعلن عنها الصحافة اليومية والتلفزة في كل بلد، وهو لايريد أن يفهم ايضا ان الازمة المالية عصفت ببوش وبالدولار ودارت الدوائر على الاخضر الامريكي أي " أن الدولار طايح حظه " لكن "كاكا غفور" أصر على حساب الربح والمقابل لقيمة الدولار بطريقته الخاصة التي كان يجيدها عند حساب الاغنام والماعز عندما كان راعيا لها يوما ما في سهل أربيل.


ولأنه يريد أن يظهر شطارته الرياضية والحسابية معنا كما كان يفعل قبل التغيير الديمقراكي في حساب القطيع. فقال لنا ردا على سؤال كيف كان الكاكا يحسب رؤوس القطيع من الغنم والماعز قبل أن يصبح قنصلا؟؟؟ رد من دون حرج ولا تردد: [ والله أنا كنت أحسب عدد الكراعين "أي الارجل " لكل ألأغنام واجمعها معا ثم إقسم ناتج المجموع على اربعة فيكون الناتج حساب تعداد رؤوس القطيع.


هذا هو العراق اليوم في دوامة الحسابات الكردية فإلى اين المصير يا قرة أعين الملالي وملا الكاكوات، يا سعادة الرئيس مسعود.؟. هل ستحميك كل قواعد أمريكا عندما تزلزل الارض الجبال وما عليها، ويظهرمن جديد كاوة الحداد أو ابن الرافدين ليقضي على أمثالك من الرعاة .


ان غدا لناظره قريب


وقد أخطأ من رأى السراب في القواعد الوهمية الامريكية ماء فظن ان البصرة الحقت في محمية الكرد و أضحت ميناء لجمهورية كاكا مسعود .ان ماء الرافدين لا يحمض كاللبن الاربيلي يا.....

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٣ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م