الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

أهل مكةَ أدرى ...

 

 

شبكة المنصور

عبيــد حسيـن سعيـد

 

كان للعرب اهتماماتهم في مجالات السياسية والتجارة والسِفارة- من خلال وفود ببعثهم كبراء قريش- ولهم علاقات اقتصادية تعتمد على المقايضة مع بلدان أخرى فوصلوا إلى الهند والشام واليمن (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف..)إضافة لما تقدم برعوا في فنون القول من خطابةٍ وشعر وسجالات الحوار وكيف رأينا حوار \جعفر بن أبى طالب (ر) والنجاشي ملك الحبشة وكيف أُفْحِمَ الملك رغم الإعداد الجيد لوفد المشركين إلى غير ذلك من الامور التي لا يسعها المقام والمقال من الشؤون الأخرى لأهل مكة في خدمة الحجيج ,والسقاية ,والرفادة والوفادة ولاننسى الفروسية.ونتيجة لذلك الاحتكاك والمعاملات التجارية برزت الحاجة لأن يتعلم بعضهم لغات الأقوام الأخرى وكعامل مساعد للتفاهم فتعلم بعض العرب الفارسية والرومية والحبشية .

حتى إن القرآن الكريم نزل وفي بعض آياته بعض الكلمات الفارسية والسريانية والحبشية والعبرية, والهندية.كل هذا جاء نتيجة الموقع الجغرافي لامتنا العربية ووقوعها بين العالمين القديم والحديث (وجعلناكم أمة وسطا)إذن من خلال ذلك الموقع المتميز فقد أعطاها الله ميزة لم تُعْطَ لغيرها من الامم ودور المؤثر كمركز تجاري ومحج للأديان –مما دفع ابرهة الحبشي لغزوها- وحديثاً برز دورها الستراتيجي بعد فتح قناة السويس وتحول طرق القوافل التجارية من رأس الرجاء الصالح الى قتاة السويس واختصار في الزمن والمسافة اضاف لاهميتها اهميةً اخرىمن خلال مرورالقوافل التجارية واختلاطهم مع التجار,وكذلك موجات الغزو المغولي الفارسي والتركي والانكليزي للعراق وتأثيراتها السلبية على اللغة العربية الامر الذي أدّى لاستخدام وتدوال بض المفردات الغريبة ومن ذلك إن عمي رحمه الله كان تاجراً يجوب ألوية العراق بحثاً عن رزقه قد تأثر ببعض تلك المفردات كغيره كان يقول عندما يريد أن يبين مكر بعض النساء وتوريةً على السامعين كان له عبارة عُرِفَ بها يقول : (ما يعرف دردكـــين إلاّ زنكــــين) ودردكين تعني المرأة بالفارسية وزنكين تعني الرجل ونحن العراقيون اعرف من غيرنا من الاشقاءالعرب عن جارهم الشرقي (إيران) فالتجارب التاريخية علمتهم مدى الحقد الذي يزمّونه في صدورهم على العراق خاصة والعرب عامة لأسباب أكدتها لنا الأيام.

أن احد أسباب ضياع ملك فارس كان العراق فهو الباب الذي انطلقت منها خيول المسلمين وبه انهارت أحلام عبدة النار,وانهيار إمبراطوريتهم .وظل الحنين إلى أمجاد النار الأزلية يدغدغ أخْيِلَتِهَمْ رغم مرور الف وواكثر من اربعمائة عام فخلطوا بين عملٍ صالح وآخر طالح فضيعوا كما يقال (المشيتين) فلا هم يعملون بعمل المسلم ولا هم يعلنوها صراحة أنهم ليس لهم علاقة بالإسلام. فإعلام متحمس للتحرير وجنود إبليس يعيثون بالعراق فساداً أي كلام وأي إسلام هذا؟! فلقد أتحفنا الرعيل الأول من الصحابة بمناقب الصبر والتضحية وحب الخير ما يجعلنا ننفرد عن كل الأمم الأخرى بتوخي الحذر عن كل ضغينة وسفك دم إلا بالحق. فقد برز علي بن أبي طالب للمشرك عمرؤ بن عبد ود العامري والتحما التحاماً تطير منه القلوب وكلاهما يتحين الفرصة للقضاء على خصمه على يريد إعلاء شأن الإسلام وعمرو ابن ود يريد إعلاء راية الشرك فأراد عدو الله أن يستفز علي فبصق في وجهه الشريف فما كان من علي الذي تتلمذ على يد معلم البشرية محمد أن مسح البصاق من على وجهه ودار دورةً أراد بها أن لا يقتله حميةً بل يقتله نصرةً للدين فهل انتم مثل ما تدعون؟..

فلم يتحدث التاريخ عن عقد من الزمان دون يكون لكم في بلدنا موقد وأثافي فتنة ولكننا لا نستطيع أن نجور عليكم فأنتم شركاء لنا بلا اله إلا الله وبذا وذاك دائما نحس بظلمكم وقُبح أفعالكم تجاهنا إلى أن نفد صبرنا فكان الذي كان في عام 1980التي كانت حصاداً مراً و ثمان سنين عجاف وقتال بين جارين مسلمين. خالفتم أمر الله من خلال الرفض لكل الوساطات ونحن نعلم ونفقه قوله تعالى(وان طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)فدافعنا عن شرفٍ ومقدسات فكنا دروعاً وسداً منيعاً لرياح تصدير الثورة التي جنينا ثمارها في عام 1991 تخريباً وتدميراً لكل ما ينبض بحياة ومسخ لهوية العراق وذبحٍ لكل من يقول لا اله إلا الله وبه عرق ينبض بالعروبة رغم لغة التقريع التي مارسها بعض إخوتنا في العروبة علينا والذين لا زالوا يراهنون على (حصانهم) رغم تعدد كبواته وسقطاته ويتذرعون بعلماء أجلاء في النحو والبلاغة خرجوا من فارس .نقول نعم ولكن عندما كانت إيران جزءً من دولة مركزية يحكمها حاكم مسلم دستورها القران وشعارها (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى) نحن لم نجعل من إيران عدو رغم إنها تصنف العرب وتضعهم وقادتهم في خانة الأعداء كما هو حال المزار الذي يقدسون(أبو لؤلؤة) قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وحتى زوارنا الذين يزورون إيران يشتكون من عنصرية واضحة لديهم لأنهم عراقيون وعرب.

قبل عقدين من الزمان زار الراحل( الشهيد صدام حسين )إحدى المدارس الابتدائية وسأل احد التلاميذ عن عدوهم الأول فقالوا إيران فصحح لهم قائلا: إن عدوكم الأول هم الصهاينة ثم أمريكا ثم إيران...لم يكن العراق في يوم من الأيام عدو لأحد لكن إمعان الجار الشرقي بأذى العراق جعلنا نغير من اتجاهاتنا نحوهم فقد كنا إلى أمد قريب نكن لهم الحب لأنهم مسلمون ويرفعون شعارات تحرير الأقصى ولكن الأيام أثبتت صحة نبوءة الرجل فقد تكالب على العراق مثلث الشر والعدوان أمريكا وإسرائيل والفرس لان العراقيين كانوا يعرفون من هو عدوهم(لأن أهل مكة أدرى بشعابها) فقد اوجدوا متعمدين إرادتين إرادة تطمح إلى وئام وتعايش وأخرى تريد العودة بعقارب الساعة إلى ما قبل الإسلام وتخريب التاريخ المشترك والعودة إلى (النار المقدسة) التي أطفأها الإسلام قبل أكثر من ألف وأربعمائة من السنين مستغلين الاعتقاد المشترك في كربلاء, والنجف ,وبغداد فأصبحنا نعرف ما يخططون له فبدلاً من توجيه سلاحهم إلى صدور الصهاينة ركزوا رماحهم في صدور كل من قال لا اله إلا الله من خلال أدواتهم خبراء (الدريل) وخلع الأكتاف وهدم المساجد والمقدسات. وها نحن نحصد حصاد لوم أشقائنا وتقريعهم لنا فنحن ألان دولة محتلة احتلالا (مزدوجاً) أمريكياً فارسياً والله المستعان ..

وليعذرنا من يظن انه سيحصد من الشوك العنب...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت / ۷ شعبان ١٤٢۹ هـ

***

 الموافق ۹ أب / ٢٠٠٨ م