الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

حِسِنْ لَغْوَة

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

من شبَّ على شيء شابَ عليه هكذا يقال ويطلق ذلك المثل على الذي اعتاد طبع من الطباع الادمية سواء أكان ذلك حسناً ام غير ذلك . وبطبيعة الحال يكبر هذا مع الشخص ويلتصق به فيكون له كظله ,فيعرف به ويصبح جزءً لايتجزء من كيانه فيلحق به حتى الى قبره تتناقله الناس من بعده ...لما مات حاتم الطائي حزنت عليه امه حزناً شديداً واستمر حزنها اياماً وشهوراًاسفاً لفراقه وكان لحاتماً شقيق فاراد هذا ان يخفف من كدرها وجزعها فقال : يا أمي الست باخو لحاتم قالت بلى قال سأعوضك عن حاتم فالتفت اليه وقالت ومن يستطيع ان يفعل مثل حاتم كان حاتم لايرضع الا ويشاركه طفل اخرمن اطفال الحي يأخذ الثدي الثاني فعرفت من ذلك اليوم انلحاتم شأناًبين اقرانهِ فقد تأصلت سجية الكرم والبذل في نفسه رضعها مع الحليب وشاع طيب ذكره بين الخلق!!

وهنا في العراق بعد الاحتلال كثيراًما سمعنا عن مشاريع قرارات وقوانين علها تساعد على تخفيف العبء عن كاهل الشعب الذي ينوء بأحمال اضافها عليه من بصم لهم الشعب وقدمهم ليمثلوه في البرلمان وليكونوا عضداً وسنداً له لكن ذلك ذهب احلاما وكوابيس اقضت مضاجعه وحرمته حتى من تنسم هواء بلاده فيعيش ثلث الشعب في الخارج تتقاذفه امواج العوزوالحرمان فأين قانون العفو عن السجناء خبرٌ على ورق واين قانون المساءلة والعدالة حبرٌ على ورق واين واين وقائمة تطول والايام تدول فلم يعد المسؤول مسؤول ولم نعد كلام مصقول من (ذكور) لهم الدولة دالت وتحت حكمهم الاخلاق زالت نسمع  كلاماحدهم  قطع عهداً على نفسه والزمها بتنفيذه ولكنهم يخرجون في اليوم التالي دون جياء او مواربة وكأن شيء لم يكن مثلهم كمثل حِسِنْ الرجل الذي يتكلم عن أي شي ودون أن يترك للناس مجالاً ليسألوه فاتفق اهل القرية على ان يجدوا له حلاً ذلك بإعطائه عطاءً عسى ان يلجم لسانه ويخلصمهم من لسانه السليط فعرضوا عليه ( طُنّين) من الدخن وكان هذا هو المحصول الذي يزرعون بشرط ان لايتكلم لمدة ساعة فوافق على العرض وبعد اقل من دقائق شاهد خيالة مروا من امام الدار فقال بصوت عال(هيــــــع) عندها ضرب شيخ القرية كفاً بكف ونظر الى من حوله وقال (الطبع اللي بالبدن لا يغيره إلاّ الكفن) .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  04  شعبان  1429 هـ

***

 الموافق   06  /  أب / 2008 م