|
على ما يبدو ان
الغباء والمكابرة الفارغة هي السمات البارزة
التي يتميز بها كل من يدخل أسوار البيت الأسود
الأمريكي.والظاهر أيضا ان هذه السمات لا تقتصر
على القادة السياسيين الأمريكيين من عنصر
الرجال فقط ،بل تشمل نسائهم أيضا.
سارة بالين ،
نائبة العجوز الهرم مكاين ، لم يمر على ظهورها
في الأوساط السياسية الأمريكية الا أيام قلائل
لتبدأ مشوار الكذب والوقاحة،المكمل لمهمة بوش
والحزب الجمهوري،مهمة المكر والخداع
والتلفيق.ابتدأت بالين ذلك قبل ان تحسم نتائج
الانتخابات الأمريكية،مشيرة إلى ان "النصر في
العراق كليا على مرأى البصر".ولا ادري ما هو
مفهوم النصر لدى بالين ؟!و أي نصر تتحدث عنه؟!
فكلما أحدقت النظر إلى صورتها انتابني شعور أن
حرب العراق ليس ضمن شؤونها او اهتماماتها ،لكن
تصريحها هذا يقع ضمن متطلبات الحملة الدعائية
للجمهوريين.فقبل ان يختارها العجوز الهرم
نائبة له كانت من الذين يطالبون بخطة للخروج
من العراق،وهذا يناقض تماما ما يطالب به مكاين
ببقاء القوات الأمريكية 100 عام في العراق.
وبعد ذلك خرجت
لتتكلم عن "النصر"!!! وكأنها جنرال او قائد
عسكري خبير في الشؤون العسكرية!!!، وتنتقد
باراك اوباما لعدم استخدامه لهذه الكلمة.
فأي نصر تتحدث
عنه بالين بعد انقضاء أكثر من خمس سنوات ونصف
على انتهاء مهمة المجرم بوش في العراق؟! أي
نصر وأعداد قتلاهم بلغ 4159 قتيل و 30642
جريح.
هل تعلم بالين
وهي تتحدث عن النصر ،ان كلفة حرب العراق هي
أعلى كلفة تكبدتها الولايات المتحدة الأمريكية
في كل تاريخ حروبها،والبالغة خلال خمس سنوات
ونصف أكثر من 648 بليون دولار ،بالمقارنة مع
حرب فيتنام والبالغ مجموعها الكلي لعشر سنوات
686 بليون دولار ،والثورة الأمريكية التي بلغت
كلفتها 1.8 بليون دولار وبقية الحروب التي
خاضتها الولايات المتحدة.وهل تعلم بالين ان
هذه الكلفة هي كلفة العمليات العسكرية فقط ولا
تتضمن شؤون المحاربين.
هل اطلعت بالين
على أخر دراسة كشفت مستجدات أوضاع جيشهم
المنهار في العراق بعد ان حقق (النصر)!!!والتي
كشفت عن هلع البنتاغون من القفزة السريعة
لحالات الانتحار بين جنود الخدمة الفعلية
والتي بلغت 93 حالة انتحار مؤكدة خلال ثمانية
أشهر من عام 2008 ،وان حالات الانتحار هذه
ازدادت من 12.4 لكل 100,000 في عام 2003 إلى
18.1 لعام 2007 إلى 19.5 لعام 2008 .
يا لبؤس بالين
ومرأى بصرها وأخر جهود منع انتحار الجيش
الأمريكي تضمنت استئجار مئات من مزودي الصحة
العقلية،يا لغباوة وحماقة بالين وهي تتحدث عن
النصر و12% من أوغادهم الجبناء مدمنين على
تناول الأقراص المهدئة والمخدرة.لا شيء استندت
اليه بالين في نصرها المزعوم سوى أكاذيب وهراء
،فحتى بترايوس المهزوم قبل رحيله من العراق
،لم تكن له الجرأة للحديث عن النصر مبينا ان
"مكاسب الأمن الأخيرة قابلة للنقض،كونها مكاسب
هشة" وان الحرب في العراق ليس بالشيء البسيط.
بالين كغيرها
تدرك كل هذه الحقائق وتعي المحرقة المستعرة
لجيشهم في العراق ،لكنهم اعتادوا على كذب
الكذبة وتصديقها وقلب الحقائق وتزييفها.اما
اذا كانت بالين تقصد نصر أخر ففي هذه الحالة
لا تكون محقة بل صادقة أيضا ،وهو نصر
الديمقراطية الأمريكية التي بشر بها بوش
العراق وشعبة بعد القضاء على النظام
الدكتاتوري وبدء عهد العراق الجديد!!!وبوحي من
الرعاية الإلهية التي تؤمن بها بالين!!! والتي
كانت ثمارها 4.7 مليون عراق مشرد داخل وخارج
العراق،مئات الأطفال والنساء والأبرياء
المعتقلين في سجونهم الجائرة، و 1,267,401
قتيل عراقي ، الرقم المرعب هذا الذي كشفته
أخر دراسة حديثة ، والذي يفضح تقديرات أجهزة
الاعلام الأمريكية كونه أكثر من تقديراتها
بعشرات المرات، أكثر من مليون قتيل عراقي هم
ضحية الغزو الأمريكي على العراق،والتي تحاول
ادارة بوش وحكومة الاحتلال العميلة في بغداد
حجبه وإسدال الستار عليه ، إضافة إلى 1000
ضحية عراقية بمرض الكوليرا خلال اقل من
عام،فبكل تأكيد هو نصر ليس على مرأى البصر فقط
،بل نصر واقعي وملموس لم يشهد له التاريخ مثيل
من قبل في كل صفحاته وسطوره السوداء،ومن حق
بالين وجوقة دراكولا العصر ان تتحدث وتحتفي
بهذا النصر !!! |
