ورثنا عن اجدادنا أمثالا ، بعضنا لم يفهمها
وبعضنا تجاهلها عن حماقة ، واولها واهمها مثل
يقول : ( من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ) ،
وثانيها ( وقع في شرّ أعماله ) ، وثمة ثالث
ورابع وغيره ، والجامعة العربية كواجهة
للحكومات العربية التي تموّلها موظفا ناطقا
بإسم العرب ، بلا حول ولاقوة ، وقعت بشكل غير
مباشر في ( الحفرة ) التي حفرتها بعض الحكومات
العربية لأختها العراقية قبل الإحتلال ،،
وهاهو اليوم السيد هاني خلاف ممثل الجامعة
يشكو من ( أطراف أقليمية ) لاتريد حضورا فاعلا
لجامعته العتيدة ، ثم يسمّيها ضمنا بأنها
أيران من بين تركيا وسوريا والسعودية والكويت
والأردن من دول الجوار العراقي ، وكلّها اعلنت
عبر الجامعة انها ( ضد إحتلال العراق ) ، ولكن
بعضها سهّله برّا وبحرا وجوا ، فكيف صارت
لأيران مثل هذه السطوة في العراق بعد الإحتلال
؟! . أهي غفلة من الدول العربية أم تغافل
متعمّد عما جرى ويجري في دولة مؤسسة لجامعة
العربية ؟! .
الإجابة بحد ذاتها ستكون إهانة صريحة لوعي عرب
العراق ، وعرب الدول العربية من اقصى شرقها
الى اقصى غربها ، إزاء بحث الجامعة العربية عن
دور لها يدعم العملية السياسية الحالية في
العراق ، بشكل مباشر وغير مباشر ، وهو دعم
للوجود الأمريكي والأيراني في العراق في آن ،
ودعم لمشاريع التقسيم التي يقودها أكراد كوندي
من الشمال الحالمين بدولة من جنوب بغداد حتى
جنوب ارمينيا على حساب العراق وسوريا وتركيا
وايران في آن ، اي على حساب دولتين عربيتين
كما تعرف الجامعة الموقرة !! .
يقول السيد خلاف أنه : ( يعتزم العمل على
تحقيق مقاربة عربية أيرانية تبدأ بحوار عربي
أيراني ) . ولكن على ماذا ؟! أعلى تقاسم
النفوذ في العراق بين الجامعة وايران واميركا
على حساب عرب العراق ، لتحقيق أمان لبعض الدول
العربية التي أرعبها ان تقع في ( الحفرة )
الأيرانية التي مست حدودها ، كما مسّت
مواطنيها بسرطان الطائفية السياسية المنتجة
لفرق الموت التي لم تتحسب لها هذه الدول ،أم
أنها استمرار للحفر حتى يهلك جميع عرب العراق
ليظهر ( مهدي ) الثورة الإسلامية الأيرانية
على آثار من مضوا ؟!.
ويدعو السيد خلاف مشكورا : ( لتحقيق توازن في
الأدوار بين العرب والقوى الأقليمية في الساحة
العربية ) ، وهو يعني الساحة العراقية اولا
والخليجية ثانية مع لبنان ، كما يعني ،
ويالبؤس التوازنات ، ان ايران ب ( 70 ) مليون
نسمة ( توازن ) في القوى الدول العربية ذات ال
( 320 ) مليون عربي !! . وكأن هذا صعودا من
الأكبر نحو ( علياء ) الأصغر ، بالمقاييس
المادية ،أو هبوطا بالأعلى نحو الأسفل
بالمقاييس المعنوية ، لمن أدمنوا تفاسير كتب
الأحلام على الطريقة الأمريكية . طريف هذا (
العزم ) وهذا ( التوازن ) هو طرافة البصير
العربي الذي يقوده أعمى امريكي في متاهة العرب
الأيرانية .
ايران تقايض نوويها مع اميركا علنا : ( أمن
العراق ) المقيّد بقوة تهديدها باستعمال النفط
سلاحا شامل التدمير من مضيق هرمز الى عمق
اوربا واميركا ، وبتسهيل مطلق من عملاء
المضبعة الخضراء ، فيما الجامعة العربية تتمنى
على هذه الأطراف ان تمنحها دور ( مراقب )
محايد ، بلا حول ولاقوة ، في افضل الحالات ،
يقف على مسافة واحدة من عرب العراق ومن
الأطراف الأجنبية التي إحتلتهم ،، فعلام تقتبع
الجامعة وصف ( عربية ) اذا كان حضورها طرفا
على مثل هذا الموقع أكثر ضررا لعرب العراق من
غيابها ؟! .
مايشكر عنه السيد خلاف انه شخص ، في مقابلته
مع جريدة ( روز اليوسف ) ، العلّة في الجامعة
العربية في قوله انها : ( لاتمتلك حتى الآن
صلاحيات وآليات كافية للعمل الميداني على غرار
الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي ) . واذا كانت
هذه العلّة طوعية إرادية مخطط لها من المعلول:
الحكومات العربية التي تدير هذه الجامعة ، (
فتلك مصيبة ) ، أما اذا كانت هذه العلّة غير
طوعية ، ولا مخطط لها ، وليست قسرية (
فالمصيبة أعظم ) بكل تأكيد ، لأنها توثق (
حالة فريدة ) من الوعي ، يعجر قلمي ولساني في
آن عن توصيفها بإسمها الصريح إحتراما للمخلصين
لقدر الله في عروبتهم من موظفي الجامعة ، وهي
من أعرق المنظمات العربية التي لاتعوزها الآن
غير: ( الصلاحيات والآليات ) !!.
وفيما تؤثث الجامعة مكتبها في بغداد المحتلة ،
لها ان تتذكر ان حكومة المضبعة الخضراء التي
سمتها عن جهل او تجاهل ( عراقية ) تعرف انها
ستأتي كما يأتي ( الأيتام مأدبة لئام ) ، اذ
لاهي تطيق مناطحة الوالي الأوّل للعراق السفير
الأميركي في بغداد ، ولاتستطيع مناطحة الوالي
الثاني سفير أيران ، كما لن يمسح لها بأي دور
قطعا في أقليم كوندستان بوصفها منظمة عربية (
قومجية شوفينية ) !! .
هل الجامعة زعلانة من تهميشها الآن في العراق
المحتل ممّن تفترضهم أعداء لدورها هناك ، أم
زعلانة لأنها ( نسيت ) عرب العراق منذ ماقبل
الإحتلال ؟!. سؤالين برسم عدم الإجابة طبعا
وطبعا ، مع نصيحة أخوية لأولاد العم الذاهبين
الى بغداد المحتلة : إشتروا ا تيسر من خوذ
ودروع حربية لأن المضبعة تنال حصتها من ( الحب
ّ ) العراقي بالقذائف يوميا على غير ماتتجاهله
وسائل الإعلام .
و ( سالمه ياسلاّمة .. رحتي وجيتي بالسلامه )
. |