المقابلة التي أجرتها صحيفة روز اليوسف
،المصرية شبه الرسمية مؤخرا ، مع السيد هاني
خلاف رئيس بعثة جامعة الدول العربية الى
العراق ، لاتخلو من اعتراف ضمني بإذلال متعمّد
وإهانة للوعي وحتى السلوك العربي ، الميداني ،
وغير الميداني ، في مضمار الحضور على مسرح
السياسات الدولية والأقليمية ، وعلى جملة من
الأدلة مأخوذة عن ذات المقابلة الطريفة في (
دبلوماسيتها ) ورقتها :
ذكر السيد خلاف أن : ( الولايات المتحدة
وأطراف عراقية وأقليمية لاترغب في دور قوي
للجامعة العربية في العراق ) . واذا كنا (
نستسيغ ) الرفض الأميركي ، بحكم تعوّدنا على
سماعه والتعايش معه رافضا مستهينا بكل ماهو
عربي واسلامي ، ومن قبيل تحصيل ماهو حاصل
دائما ، ولكن السيد خلاف لم يشرح لنا : كيف
تأكد أن هذه الأطراف الرافضة لدوره العربي (
عراقية ) ، اذا كان يعرف مسبقا ــ واذا كان
لايعرف فالمصيبة أجل ّ وأعظم ــ ان من يتكلمون
بلهجة العراق العربي في حكومة المالكي هم إمّا
فرس إستعارتهم أميركا ديكورات طائفية
لدباباتها الغازية ، أو ( كوند ) باعوا وطنهم
علنا من الشمال ( فباعوا حقوق مواطنتهم )
العراقية علنا في آن ، وماعادوا تحت اي ظرف
أخلاقي يمتلكون حق النطق باسم العراق !! .
يعرف السيد خلاف ان من يدعون انهم ( عرب شيعة
) في حكومة المالكي ، قدموا من حاضرة طهران ،
ولاعلاقة لهم بعروبة العراق الإ من خلال
إجادتهم للـ
لهجة العراقية بعد معايشتها مهاجرين
الى العراق كخلايا نائمة للنفوذ الأيراني
الفارسي ،عاشت على ( تقية ) فارسية وتربة
عراقية ، ( متمسكنين ) حتى ( تمكنوا ) من
الإستيلاء على العراق بقوات أجنبية غازية ،،
وكان من اوائل واجبات الجامعة العربية القومية
ان ترفض التعامل معهم ، لا أن تجاملهم تحت اي
غطاء على حساب عرب العراق ،( 80% ) ، اولا ،
وبقية مكونات الشعب العراقي من اكراد وتركمان
ويزيديين وصابئة رافضين لهذه الإحتلالات
المركبة .
ولكن الجامعة العربية تقف بإرادتها وحدها ،
حتى دون رفض ( عراقي ) مسبق او لاحق ، مشلولة
عاجزة عن نجدة ( 20 ) مليون عربي عراقي ،،
وتقف أكثر من عاجزة إزاء إسعاف مالايقل عن
ثلاثة ملايين مهاجر ، هربوا الى دول الجوار من
بطش هذه ( الأطراف ) التي سماها السيد خلاف
(عراقية ) زورا ، إمّا عن جهل مخجل ، أو تجاهل
مدان ، خاصة وان بعض شظايا مهاجرينا العرب ،
العرب ، وصلت حتى ابواب الجامعة نفسها دون
ظهور رحمة بعروبتهم ، كما ان أكثر الدول (
العربية ) المالكة لجامعتنا العربية باتت
تتطيّر من كل ماهو عراقي متخلّية ، وبإرادتها
ايضا ، عن قدر الله في خلقها عربية .
اذن علام تجامل الجامعة العربية قوى إحتلال
لشعب عربي ؟! .
وعلام تشكو اصلا ، اذا كانت تعرف انها تتعامل
مع أجانب غير عرب و( كوند ) تخلّوا طوعا
وإختيارا عن عراقيتهم ، ولااحد من الطرفين
يمثل الشعب العراقي الحقيقي ، على دلالة ان
العراقيين واينما حلت وجوه هذه الحكومة تقدم
على صفعها بكل ماتيسر علنا وعلى رؤوس أشهاد
جامعتنا ، التي أعلنت ضمنا تخليها عن قدر الله
في جامعته لنا عربا بالولادة مذ رضيت بقبول
دعوات من حكومة إحتلال مركّب : اميركي ،
أيراني ، كوندي ؟! .
الا تبدو شكوى الجامعة من جهتنا نحن العرب كما
لو انها ترجمة حرفية ساخرة لمثل عربي قديم :
(
ضربني وبكى ، سبقني وإشتكى ) ؟! .
وثمة حقيقية تفرض نفسها بحق هذه الجامعة ، وهي
انها لاتغادر حدود : منتدى سياسي إختياري غير
ملزم للحكام العرب ، ومنهم من ساهم ( ميدانيا
) في إحتلال العراق ، ومازال يساهم في تمزيقه
، لتأمين سلامة ودوام قوى الإحتلالات المركبة
فيه ، وان كنّا لانستطيع تسميتهم عراقيين
يمثلون ( الطرف العراقي ) الذي عناه السيد
خلاف فيمكن ان نسمّي هذا الطرف بأنه طرف عراقي
( وكيل ) لأطراف عربية لاتريد للعراق ان يتحرر
، ولاتريد له حضورا عربيا ، كما لاتريد حضورا
فاعلا للعرب فيه وأولهم الجامعة العربية .
وكما ترى الجامعة العربية وتعلم مسبقا قبل
ذهابها للعراق أن : ( قلّة ) أقل من قليلة ،
أيرانية كوندية ، تسمّيها مع عميق الأسف
جامعتنا العربية (عراقية ) ، ولكنها ، اي
الجامعة ، رضيت بالتعامل معها نيابة عن عرب
العراق ، وهي تعرف انهم من ألدّ اعداء عروبة
العراق ، كما ان الجامعة تعرف انها لن تكون
موجودة على ارض العراق لولا انها محمية بقوات
أمريكية وأيرانية هي التي : ( لاترغب في دور
قوي للجامعة العربية في العراق ) لحقيقتين
توفرتا أصلا في هذه الجامعة هما :
أولا: ان حكومات عربية ( ؟! ) ساهمت بإحتلال
العراق وزجّه في أتون أبشع حرب في مستهل هذا
القرن ، كانت من نتائجها المباشرة ستة ملايين
مهاجر ومهجر ( عربي ) ، وهي اكبر هجرة في
تأريخ الإنسانية بعد تهجير ( عرب ) فلسطين ،
فضلا عن مئات الألوف من الشهداء والأسرى
والمفقودين في اقل من ست سنوات ، كما زرعت
أكبر فتنة لطائفية سياسية معدية قابلة
للإنتشار خلافا لما أمرت به المذاهب الإسلامية
الصحيحة ، وخلافا لروح المواطنة الصحيحة في كل
بلد ، وتحت أنف الجامعة العربية التي عجزت حتى
عن تزويد مهاجريها عرب العراق ولو بخيام
لاجئين في الدول ( العربية ) ، ولانقول مجرد
تأشيرة دخول .
ثانيا : يعرف السيد خلاف كما الطرف الأيراني
الكوندي ، الذي سمّاه الأول ( عراقيا ) إمّا
عن جهل أو تجاهل ، أن الجامعة العربية ، وبحكم
عائديتها وملكيتها وأصول سلوكها أقليميا
ودوليا ، أنها خاضعة تحت كل الأحوال والظروف
لسياسات البيت ، الذي كان ( أبيض ) في واشنطن
، بشكل مباشرة وغير مباشر في آن ، ومن ثم
،علام تزعل الجامعة العربية ممّن هو قادر على
لي ّ أذرعها وأرجلها في اي وقت يشاء ، وفي اي
مكان شاء حتى لو كان يرتدي قناعا ( عراقيا )
؟!.
أليس من الأفضل لها ان ترضى بدور ( فراشة ) ،
بلا حول ولاقوة ، على تفاصيل مجزرة عرب العراق
؟! . |