فقدت الجامعة العربية مصداقيتها عند الشعب
العراقي ، و ( 80% ) منه خلقوا عربا ، على
اكثر من صعيد ، وللأيجاز نذكر :
اولا : اعلنت الجامعة العربية انها ( ضد
إحتلال العراق ) سنة ( 2003 ) ، ولكن كل
الجيوش الغازية ومع اسلحتها مرّت من اراض
عربية وسماءات عربية لتدمير العراق !! . بمعنى
ان هذه الجامعة قول مالاتفعل ، او تقول ماتعجز
عن فعله في أفضل التسميات حيادية ، وتلك حقيقة
لاتستطيع جامعتنا إنكارها قطعا امام عرب
العراق . ومن ثم فقد أثبتت لنا ، نحن عرب
العراق ، نفاقا قوميا فريدا ، قد يسمّيه البعض
ذلا ّ ، وقد يسمّيه البعض عجزا ، اذا ماقورن
بموقف تركيا وشعبها نجد أن الأتراك كانوا أقرب
الينا من عرب الجامعة ، واذا ماقورنت مواقف
بعض الحكومات ( العربية ) من مواقف الحكومتين
الروسية والفرنسية ، وحتى الشعوب الأوربية
التي تظاهرت ضد الحرب ، نجد ان الشعوب
الأجنبية والحكومة الروسية والفرنسية ، مثلا ،
كانتا أرحم بنا وبما لايقاس من رحمة بعض (
عربنا ) . ومن هنا فقد العربي العراقي جزءا من
( صلة الرحم ) وكل الإتجاهات في بوصلة
التوجهات في أمر مصيره ، وعلى دلالات منها
وجود ملايين المهاجرين من عرب العراق باتوا
يتمنون جحيم الغربة في الدول غير العربية على
معاملتهم ( كشحاذين ) في الدول التي مازالت
تدّعي انها ( عربية ) .
ثانيا : جملة من مواقف الجامعة العربية ، بعد
الإحتلال ، كانت ومازالت أكثر من مؤشر على عدم
فاعليتها قوميا بدئا من سكوتها العجيب المريب
عن إعدام رئيس عربي لدولة عربية ، وهو أسير
حرب ، ايا كانت أخطاؤه ، سلّم لأعدائه
المباشرين خلافا لكل القوانين والقيم
الأخلاقية ، مرورا بسكوت الجامعة عن مصير مئات
الألوف من الأسرى العرب في سجون قوات الإحتلال
وسجون الحكومة الأيرانية الكوندية الحالية ،
وإنتهاء بمجازر موثوقي الأيادي معصوبي العيون
من جثث ليست ( مجهولة ) تعرف الجامعة أنها
عربية ، فضلا عن ( سهوها ) الطريف الظريف عن
ثلاثة ملايين مهاجر عربي عراقي تستجدي الأمم
المتحدة لهم من دول العالم ( 200 ) مليون
دولار دون جدوى ، في وقت يصرف فيه بعض ( عربنا
) مئات ملايين الدولارات على حفلات عهر صريح ،
وتحت أنف وسمع وبصر الجامعة .
ثالثا : بذلت الجامعة جهدها للتطبيع مع وجوه
غير عراقية تحكم العراق ،، ولعل إجتماع
البرلمانات ( العربية ) في حاضرة الشرق الأوسخ
الجديد ( كوندستان ) كان من أقوى الأدلة على
ان جامعتنا العربية باعتنا عرب العراق جملة
ومفردا هناك ،، وما أثار الشماتة عند بعضنا ،
ان الأجانب الذين عقدت برلمانات العرب مؤتمرها
في كنفهم صفعوا العرب مرتين ،
اولاهما :من خلال رفض برلمان الحكومة التي
سماها السيد خلاف ( عراقية ) لتسمية جزر
الإمارات الثلاث محتلة ،،
وثانيهما : رفض هذا البرلمان ( العراقي ؟! )
الإعتراف ان العراق محتل ،،
ولكن جامعتنا العتيدة مرّرت هذه الإهانات بيسر
عجيب ، وسكتت عنها سكوت مهان مريب . ومن ثم
وضعت الجامعة طوعا منها على سجلها العربي في
العراق قطيعة رحم جديدة وذلاّ إشترته بجهدها
ومالها .
رابعا : لم تجد الجامعة العربية ، إزاء
تبعيتها غير المباشرة لأميركا والدول الأوربية
وحتى ايران ، من دور ، اي دور ، في العراق بعد
الإحتلال غير دور : وسيط ، خاطبة ودّ ، لجمع (
رأسين بالحلال ) ، في تطبيع رآه البعض مذلا ّ
لكل ماهو عربي بين الأطراف الوطنية العراقية ،
وبين ( نجوم ) الإحتلال التي إستعارت وجوها
عراقية !! . أما كان الأجدى للجامعة ( قوميا )
ان تلتزم جانب ( عربها ) الذين إعترفت أميركا
نفسها بأنها قد إحتلتهم ، بدلا من ان تقف
الجامعة وسيطا بين أتباع إحتلال وبين من تبكي
عليهم الجامعة عربا الآن ؟!. أم أن هذا الحرص
( غير المفاجئ ) من الجامعة العربية على عرب
العراق هو إمتداد للتطبيع بين أجانب إحتلوا
العراق وبين من تعدّهم الجامعة عربا من أهلها
؟! ؟
خامسا : في وقت تستعد فيه اميركا لسحب قواتها
من العراق ، آجلا أم عاجلا ، أراهن كما غيري
من عرب العراق ان جامعتنا العربية تستعد
للإستمرار في دور ( خاطبة الودّ ) بين من
ستستبقيه قوات الإحتلال الأمريكي حاكما للعراق
وبين عربها العراقيين ،، وعلى أكثر من دلالة
أولها : التطبيع المجاني الحاصل من حكومات
عربية مع عملاء الإحتلالين والثلاث ورقات
كوندية ،،
وثانيها : إستعداد الجامعة غير القومي للذهاب
إسوة بغيرها الى بغداد ، حيث لاتتجرأ هناك على
وصف العراق ( محتلا ) ، لئلا تتهم بأنها جامعة
( إرهابية ) ، ( قومجية ) .
ومن هذا يتضح ان عرب العراق ، الحقيقيين ، وهم
ليس من عناهم السيد هاني خلاف ، والذين يمثلون
اكثرية من الشعب العراقي ، قد غسلوا اياديهم
من ( الإنجازا القومية ) لللجامعة العربية
داخل وخارج العراق ،، وسيعدون مكتب الجامعة في
بغداد ، ونتمنى له طيب الإقامة في المضبعة
الخضراء ، ليس بأفضل من مكتب سياحات ( عربية )
دبلوماسية لاتحل ّ ولاتربط رجل دجاجة عراقية
من تحت حذاء أي أجنبي أقام في العراق بقوة
سلاحه . وهذا رهان يضاف الى جملة من رهانات
المستقبل ( العربي ) في العراق المحتل . |