الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

إذا كان لابد للعراقي أن يموت بسبب وطنيته ومناهضته للاحتلال

فليمت مقاوماُ مكرماً لا لاجئاً حقيراً

 

 

شبكة المنصور

كلشان البياتي / كاتبة وصحفية عراقية

 

قبل أن تقدم الولايات المتحدة الأميركية على غزو العراق بأعوام ، كنا نعلم علم اليقين أن أمريكا ستجند كل الوسائل والأدوات لتدمير العراق ، وستسخرّ كل إمكانياتها وإمكانيات الشعوب الأخرى لتحقيق مأربها الدنيئة في النيل من العراق كوطن له حجمه وثقله السياسي والاقتصادي والجغرافي .. وكشعب يحظى باحترام وتقدير الشعوب الأخرى لمواقفه الوطنية والقومية لصد رياح الفرس القادمة من إيران في اشرف معركة خاضه بقيادته الوطنية المتمثلة بالشهيد البطلة صدام حسين ورفاقه المعتقلين في سجون الاحتلال الأميركي.


هذا الشعب الذي اصطفى من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب خلف راية الله اكبر التي حمل لوائها حزب البعث وقيادته ليصد أطماع خميني في العراق والوطن العربي.


وقبل أعوام وأعوام ، هيأت أمريكا وسائلها لتدمير المقاومة الوطنية العراقية التي كانت تتشكل وتنمو مثل الجنيين في أحشاء أمه كلما تصعدّ الشريرة أمريكا من نبراتها العدائية ضد قيادة العراق الوطنية الشرعية الذين كانوا يرفضون العروض والإغراءات المادية والمعنوية للاستسلام والتنازل عن سيادة العراق وكرامته اولاً وعن اقتصاده وثرواته ثانياً.


قبل أعوام وأعوام كنا نعلم أن أمريكا لن تترك وسيلة إلا وتستغلها لإنهاء المقاومة الوطنية المسلحة التي ستتصاعد وتنمو يوماً بعد يوم ، وستسخر كل الوسائل للنيل من المؤيدين للمقاومة والمناصرين لها والمدافعين عنها .


بعد الغزو الهمجي البربري على العراق ، وفي الوقت الذي شكلت فيه أمريكا الجيوش والقوات الأمنية بأسماء ومسميات مثل الصحوات ومجالس الإنقاذ واللجان الشعبية والشرطة السرية وأغدقت عليها الأموال والتجهيزات لإجهاض فرسان المقاومة الوطنية المسلحة في الداخل ، كانت تنشط في الجانب الآخر وتشكل منظمات سرية وعلنية ، وتجندّ أشخاص وأموال بقوالب وأسماء إنسانية للنيل من المناهضين لها والمناصرين للمقاومة العراقية في داخل العراق ودول الجوار.


وإلا بماذا نفسر تشكيل الآلاف من المنظمات الإنسانية للدفاع عن حقوق الإنسان أو منظمات لرعاية اللاجئين والمهجرينّ ومنظمات أخرى لرعاية الأرامل والحوامل.


من منا يتمكن من إحصاء عدد المنظمات الإنسانية التي تشكلت بعد الاحتلال ؟؟؟ . ومن منا يتمكن من تدقيق الجهات التي تمولّ هذه المنظمات وتدعمها ، ومن منا لايشكك في نوايا هذه المنظمات أو الأشخاص الذين انخرطوا بها.


أين كانت الإنسانية برمتها عندما احتلت أمريكا العراق ودمرته بالكامل ، لماذا لم تمنع المنظمات الإنسانية وتقف ضد احتلال العراق .


من منا يتمكن من فرز المنظمة الإنسانية التي تعمل للإنسانية من التي تتخذ من الإنسانية والرحمة ومناهضة الاحتلال شعار وغطاء.


كيف غاب عن ذهن العراقي قبل أن يقدم ويصبح مهجراً في الخارج ، يتأمل أن تتنازل تلك الدولة أو الحكومة ،وتمنحه موافقة إقامة وصفة اللاجئ السياسي أو الإنساني ، وتمنحه راتب ومخصصات سكن وتامين صحي – أن أمريكا والدولة التي صار لاجئاً إليها ، خططت ليصبح لاجئ ، كما خططت أن تنهي حياته بأية وسيلة ، وخططت له الموت الذليل بدلاً عن الموت المشرف المعجون بعبق الكرامة.

 

نعم...


العراقي المقاوم الذي يقتل من قبل قوات الاحتلال أو من قبل أدواته من العملاء المتمثلة بالقوات الحكومية العراقية ومليشياتها وفرق موتها أفضل وأكرم وأنبل من العراقي الذي صار لاجئاً بإراداته أو رغماً عنه.
العراقي المقاوم الذي ظل يقاوم ويواصل الجهاد والمقاومة رغم كل الظروف السيئة المحيطة به هو بالتأكيد يتفوق في درجة الوطنية والإيمان بالله فالمؤمن القوي خير إلف مرة من المؤمن الضعيف.


أن يجلس عراقي في شقق الشام أو عمان أو القاهرة ويتسلل إليه عناصر فرق الموت والاغتيالات التي دخلت إلى تلك الدول تحت غطاء المنظمات الإنسانية فهو العار بعينه ، وهو موضوع يحز في النفس ، فالعراقي يجب أن يموت وهو يقاوم لأنه الموت المشرف الذي لايشبهه موت آخر ،وذا كان الموت مكتوب على العراقي الوطني المناهض للاحتلال ولأدواته فالأفضل أن يموت مقاوماً في وطنه على أن يموت لاجئاً في المهجر.
والشهادة في ساحة المعركة ليس مثل غيره ، أن يستشهد العراقي على يد جندي أمريكي أو على يد عملائه أنبل من ذاك العراقي الذي يقتل وهو لاجئ فالأول مات مقاوماً والثاني مات مستسلماً وشتان ما بين الموتين.


وإذا كنا مطالبين ككتاب وكصحفيين أن ننبه أخواننا العراقيين الذين ارتضوا أن يلبسوا ثوب المهجرينّ بإرادتهم أو رغماً عنهم ،فأننا مطالبون اليوم أن نذكر أن أمريكا تلاحق العراقي الوطني المقاوم أو المؤيد للمقاومة أينما ذهب وتهجرّ ، وستعمل على ملاحقته وتصفيته بأية وسيلة ، تزرع أشخاص وتجندهم في المنظمات الإنسانية لتحقق مشروع تصفية العراقي المقاوم أو المناهض لمشاريعها ومخططاتها.


وإذا كان لازما علينا أن ننبه العراقيين إلى بعض أعوان الاحتلال الأميركي وحكومته المجرمة في العراق أمثال محمد أدهام الحمد رئيس المنظمة العراقية للمهاجرين في دمشق الذي أشار إليه الزميل الكاتب عبد الرحيم العبسي في مقاله الموسوم (منظمات ألشبهه وأنتربول الاحتلال) المنشور في (شبكة الرشيد نت) ، لازماً علينا أن نذكر (عسى أن تنفع الذكرى) أن النجاة الوحيد من الموت السهل وموت العار هو العودة إلى الوطن والانضمام إلى فصائل المقاومة الوطنية العراقية والانضواء تحت جناحها ودعمها مادياً ومعنوياً فالذي ضاع بقوة لن يسترد إلا بالقوة .


لسنا مغفلين تفوتنا الحقائق مثل هذه ، أمريكا أعدت العدة لتجهز على كل ماهو عراقي خالص ونقي ، فهل نسمح لها أم نقف في وجهها ونواجهها مواجهة الشجعان الإبطال.أمريكا خططت أن يصبح العراقي لاجئاً بدلاً من أن يكون مقاوماً فهل نحقق مآرب أمريكا وعملائها الحثالى ونصبح جميعاً لاجئين (تذبحنا أمريكا اليوم) وتلعننا التاريخ غداً..


((صدقوني أن صفة لاجئ صار مقززاً جداً)) والتباكي على اللاجئين العراقيين في وسائل الإعلام صار يدعو إلى الاشمئزاز والخجل بينما ظل صفة المقاوم واسمه جميل وعذب يشرح الصدر ، يتباهي به المرء ويتفاخر .أن الله تعالى خلق العراقي ليكون مقاوماً وهيأ له الشهادة والموت بعز .والمقاومة تليق بالعراقي وليس اللاجئ الذليل تهينه هذه الدولة وتجندّ أمريكا حثالتها من العملاء لتذبحه ذبح النعاج أو تحرك الانتربول وتشحنه ضده..


ليس إمام العراقي من خيار سوا الانضمام إلى المقاومة العراقية والنضال والمقاومة المتواصلة من اجل التحرير.
عاشت المقاومة الوطنية العراقية .
ولخلود لشهدائها والمجد للمعتقلين في سجون الاحتلال.

 

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٦ شعبان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٨ أب / ٢٠٠٨ م