الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

مالذي بقى من المشروع الأمريكي في العراق ؟

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

 

بعد ست سنوات من احتلال العراق ثبت للقاصي والداني ان العراق لم يكن يمتلك اسلحة الدمار الشامل كما كانت تزعم إدارة بوش وقد جاءت اعترافات كبار المسؤلين الامريكيين الضالعين في هذه الجريمة الانسانيه لتشكل صفعه الى بوش وثلته المارقه وفي المقدمه منهم اعتراف كولن باول وزير الخارجيه السابق في الاداره الامريكيه الذي اعتذر عن الخطأ والتضليل اللذين اوقعته بهما CIA   وبعدها اعترف ممثل بريطانيا السابق في الامم المتحده بوقوع حكومته في نفس الخطأ وتوالت الاعترافات دون ان يحصل العراقيين على بريق امل من الامم المتحده او ما يسمى المجتمع الدولي بازاحة الاحتلال عن صدورهم فالكل يعترف ان الاحتلال كان خطأ جسيم وان ما يتحدث عنه بوش من نصر انما هو وهم وسراب لايراه سوى بوش والمحافظين الجدد في احلامهم المريضه.


ان مانتج بعد احتلال العراق من احداث ومجازر وصراعات ونزاعات دمويه كان نتيجه حتميه لما ارتكبته سلطات الاحتلال ومن خلفوها من حكومات مرتبطه بها من كوارث لاتزال مستمره لحد الان لان همهم الاول تدمير العراق بأي شكل وبأي وسيله وقد حاولوا خائبين اجتثاث حزب البعث ومؤسساته الامر الذي وحد وجمع الحشد الاكبر من العراقيين خلفهم لاسيما وان اغلب قادة الدوله والمؤسسات العسكريه والاجهزه الامنيه اضافه الى ملايين من تنظيمات البعث كلها تتظافر مع باقي مكونات الشعب العراقي تحت لافتة المقاومه الوطنيه العراقيه رائدة مشروع تحرير العراق وتخليصه من محنته الكبرى.


وبعد خمسة سنوات ونصف من احتلال العراق لم يستطع المحتلين ان يحققوا للشعب العراقي ولا حتى للمنطقه أي شئ مما كانوا يعدون به فلا امن ولا استقرار ولا اقتصاد ولاعمل ولاطعام ولا ديمقراطيه ولا حريه ولا وحده وطنيه...ان الذي حل على العراقيين هو الموت وتمزيق الشعب والارض وصار العراق ميدان لاصحاب الفتاوي والمنظرين المتخلفين وكل منهم يهذي بما يملى عليه من قبل اسياده سواء كان ذلك السيد امريكا ام ايران ام اسرئيل ام غيرها...وعراق اليوم يعج بفرق الموت والمليشيات التابعه لهذا الحزب الكردي العميل او ذاك المرتبط بايران واكل يسير في فلك الاحتلالين الامريكي والايراني ويعمل على خدمته والضحيه هو العرق ارضا وعبا وخيرات...والمواطن ينام على الرصاص والصواريخ وقصف طائرات المحتل والمدافع ويصحو على اصوات انفجارات السيارات المفخخه  التي تزرعها قوات الاحتلال وعملائها في حكومه الهالكي وفرق الموت التابعه لهما ..فالجرح عميق في جسد الشعب العراقي ووحدته الوطنيه والعراق بطول تاريخه وعرضه لم يشهد مثلما يشهده اليوم على يد المحتلين وعملائهم فالموت يطال كل العراقيين دون تمييز بينهم والفوضى ضربت كل نواحي الحياة والفقر والبؤس والامراض بكل انواعها التي غادرها العراق قبل الاحتلال تستفحل الان كما لم تستفحل من قبل ناهيك عن هجرة الملايين وجلهم من خيرة خبرات الامه والعراق وعلمائهما عدا مئات الالاف الذين قتلوا..وووو!!! ولاتكفي كل قصص الف ليلة وليله لتروي ما اصاب العراقيين من هول الاحتلال وعملائه وهم لايخجلون حينما يتحدثون بكل وقاحه عن الامن والتقدم والرفاهيه والديمقراطيه وباقي اكاذيبهم التي لايصدقها الا المجانيين ومن ربط نفسه بالاحتلال.


إن الأوضاع الحالية في الولايات المتحدة تعاني من فشل داخلي وخارجي خاصة في مجالات التعليم والبيئة والهجرة بالإضافة إلى الفشل في العراق وأفغانستان الانهيار الأمريكي في ظل استمرار سياسة بوش الارتفاع الصارخ في الضرائب وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وارتفاع الدين الداخلي وتراجع القيم الأخلاقية، والمبالغة في الثقة بالنفس، والمبالغة في إرسال قوات عسكرية إلى الخارج، وحالة اللامبالاة التي تنفق بها إدارة بوش الأموال ناهيك عن ضعف العلاقات والروابط التي تجمع الولايات المتحدة بأوروبا والانفجار السكاني الذي تشهده الكرة الأرضية  وهذه تمثل جانب من المخاطر الإستراتيجية الكبيرة التي تهدد مستقبل أمريكا خلال القرن الحالي لاسيما وان أمريكا استنفدت كل الشعارات البراقة الكاذبة ابتداء من الديمقراطية والحرية وانتهاء بحقوق الإنسان، بقتلها المدنيين العراقيين وفظائع سجن «أبو غريب» والسجون العراقية التابعة للاحتلال واستعمالها القنابل العنقودية، والأسلحة المزودة باليورانيوم والفسفور الأبيض، والقنابل النووية الصغيرة، والأسلحة الكيماوية"

 
ومن الأمور التي شجعت بوش وإدارته على ارتكاب هذه الحماقات الدور السيئ الذي تقوم به اغلب وسائل الإعلام في أمريكا فعدى ان هذه الوسائل غير قادره على ان تعبر عن مشاعر الناس الحقيقية وآرائهم، ولا على الإجابة على تساؤلاتهم فهي أصبحت وسائل للدعاية الحكومية، وتصر على أن أمريكا تحقق نجاحا في العراق، لكن الشعب لم يعد يصدقها لذلك قال 56% من المشاركين في استطلاع أجرته الواشنطن بوست بالاشتراك مع إيه بي سي نيوز: إن الجيش الأمريكي يجب أن ينسحب من العراق لكي يتجنب المزيد من الخسائر البشرية علما ان الشعب الامريكي يجهل تماما الحقائق عما يجري من اوضاع في العراق المحتل.

 
فإدارة بوش اتبعت نفس سياقات تظليل الرأي العام الدولي والأمريكي لحجب الخسائر الحقيقيه في العراق كما سبق وان فعلته امريكا في حرب فيتنام حيث بلغت خسائرها 58 ألف قتيل في حين كانوا يعلنون عن اعداد اقل من الخسائر الحقيقية وحتى في موضوع نقل جثث القتلى الى الولايات الامريكية يتم تسليمها الى ذويها على شكل وجبات صغيرة (بالتقسيط)لعدم أثارة الشعب والحركات المناهضة للحرب واستغلال ذلك سياسياً.... فالجيش الامريكي اعتمد نفس السياسات في حجب الخسائر البشرية والمادية في العراق حيث تعلن القوات الامريكية عن اعداد خسائر اقل من الواقع بكثير بينما في يقدرها شهود العيان أضعاف مايذكر في عموم العراق نتيحة الضربات المركزة والدقيقة لفصائل المقاومة العراقيه.

 
ان ادارة بوش مستمره في عمليات تضليل الرأي العام العالمي اعلاميا من خلال نقل وجهات نظر مؤيده لبوش وادارته ، واصفين كل من يقف ضد الاحتلال بأنه إرهابي في وقت تقوم الادارة الامريكية بكل مافي وسعها لفرض الاتفاقية الإستراتيجية الطويلة الأمد وتمرير قانون النفط والغاز بزمن قياسي.


كل ذلك يتم ضمن اطار أمني دموي وجو من العنف الدائم لابقاء الوضع الأمني والسياسي في العراق ضعيفا هشا يكون فيه كل العملاء ضعاف وكل هذا لابعاد أي تهديد  لمستقبل وجود الاحتلال ..ضمن هذه الاجواء تستعد إدارة بوش لتوقيع اتفاقية استراتيجيه طويلة الامد مع حكومة الهالكي ، تحت حجج الحفاظ علي مصالح العراق وحمايته من تدخلات دول الجوار.وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان إدارة بوش تريد التوقيع علي اتفاقيتين لاستبدال وصاية الأمم المتحدة التي تنتهي صلاحيتها في نهاية العام الجاري.تتعلق الاتفاقية الاولي بتعريف وحماية الوضع القانوني للجيش الأمريكي ومسؤولياته في العراق السماح للقوات الأمريكية بالقيام بعمليات عسكرية أحادية الجانب، واعتقال عراقيين، ومنح حصانة من الملاحقة القانونية في العراق للمتعاقدين المدنيين مع الولايات المتحدة.


أما الاتفاقية الثانية، فهي ذات اطار استراتيجي طويل الأمد، قالت الإدارة الأمريكية إنها سترسي تعاونا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية.وتتضمن (ضمانات امنية والتزامات تجاه جمهورية العراق لردع أي عدوان خارجي ينتهك سيادة البلد ووحدة أراضيه ومياهه وأجواءه).

 
إن هذه الاتفاقية تؤكد هدف إدارة بوش في اظفاء الشرعية على استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق وشرعنه السرقة والنهب بترتيبات دولية من الصعب تجاوزها كونها خارج الأطر القانونية التقليدية،في وقت تبقى فيه قوات الاحتلال تتمتع بحرية الحركة والحصانة القانونية والمرتزقة والمتعاقدين الأمنيين ينهبون ويقتلون، خفية أو علنا، بلا رادع او مساءلة.

 
ان الحرب على العراق هي مجرد نتيجة لرغبة اسرائيل في شل اعدائها بتحويل حكوماتها الى دمى، من اجل تحقيق سيطرتها على دول الشرق الأوسط ولا يتقبل الصهاينه الموت من اجل تحقيق هذا الهدف، ولذلك اوكلو المهمه الى الولايات المتحدة لتنفيذها نيابة عنهم وخوض هذه الحرب بمساعدة "اسرائيل اولا" والعاملين في ادارة بوش، ولذلك سفكوا دماء كثير من الشباب الأمريكي رجالا ونساء بدلا من دمائهم المقدسة. فهؤلاء الذين يسيطرون على السياسة الخارجية لامريكا،انفسهم يسيطرون على الكونكرس وعلى الرئيس الاخرق بوش، ولديهم سيطرة متميزة على وسائل الاعلام، ولذلك فألعالم خاضع على مشاهدة برامج وأفلام هوليودية لانهاية لها تزدري القيم ، وتنتقص من مبادئ الاخرين.

 
ومن الامور الخطيره التي زاد حديث المنتقدون في الساحة الأمريكية عنها في الاونه الاخيره تورط الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني بعلاقات ومصالح مع شركات تستفيد من نفط العراق وأفغانستان، ومن الحرب عليها. ووصفوا بوش بأنه يغذي حرب العراق ليستفيد من عوائدها.


علما أن تشيني نائباً الرئيس بوش كان رئيساً لشركات هاليبيرتون التي تعتبر اللاعب الرئيسي في ساحة تجارة النفط وصناعة الخدمات المتعلقة بالنفط. لذلك ارتبط اسمه باللغط حول تورط ذوي العلاقات السياسية بعقود الحكومة، وكل ما تعلق بذلك من أخلاقيات تسخير المنصب من أجل توجيه الدفة باتجاه المصالح الخاصه والشركة الفرعية لهاليبيرتون المعروفة بـ كيلوغ براون آند روت منحت عقوداً قيمتها تعدت مليارات الدولارات لتوفير عقود البناء، والضيافة، والخدمات العسكرية، وغيرها لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 عقب غزو العراق. وبسبب ما أثير من جدل حول هذه العقود وما واجهه تشيني من انتقاد بسبب علاقته مع هذه الشركة، ولأن الشركة لم تكن مضطرة للتنافس مع أعمال البنتاغون، تم تغيير اسم الشركة وأصبح اسمها كي بي آر لوقف سيل الانتقادات

 
لذلك لا يتوقع المطلعون على ساحة المال والاقتصاد والاستثمار أن يبدي أعضاء الكونغرس أي اهتمام بالانسحاب من العراق لئلا يفوتوا فرصهم الاستثمارية، وأن ما يرى من تشنج وصياح مفتعل ومطالبات بالانسحاب ما هو إلا جزء من إحكام خطة الضحك على لحى البسطاء الذين يصدقون كل ما يقال لهم فهناك اليوم اكثر من 151 عضواً في مجلس الكونغرس،أي ما يزيد عن نسبة الربع منهم استثمروا ما بين 78.7 مليون دولار إلى 195.5 مليون دولار في شركات تتلقى عروض عقود من العراق لا يقل قيمة الواحد منها عن 5 مليون دولار. وحسب ما جاء في تقارير مؤسسة الرقابة "أو إم بي" فإن هذه الشركات ربحت ما يزيد عن 275.6 بليون دولار من عقود الحكومة عام 2006، وهذا يعني 755 مليون دولار يومياً وأسفرت هذه الاستثمارات عن مردود أرباح وعوائد دخل على المشرعين القانونيين في الكونغرس بقيمة تقدر ما بين 15.8 مليون دولار إلى 62 مليون دولارو من العسير وجود شركة أو استثمار أو عقد توريد للعراق لم يستفد منه أعضاء الكونغرس. كذلك هناك أعضاء من مجلس العلاقات الخارجية ولجان القوات المسلحة يملكون ما بين 0.3 مليون إلى 5.1 مليون دولار في أسهم شركات تتاجر بالأسلحة والمعدات العسكرية ، والخدمات ألاخرى.


ان هذه الصوره السلبيه للمسؤلين عن اقوى دوله في العالم لم تعد غائبه عن ذهن اي عاقل لاسيما من الانظمه العربيه ومع ذلك لاتزال اغلب دول الخليج تستثمر فوائضها المالية في الولايات المتحدة بنسبة تعادل 70% من إجمالي استثماراتها الإجمالية حيث أن من المتوقع أن تصل إلى حدود 2 تريليون نهاية هذا العام.. فزيادة الاستثمارات في الولايات المتحدة نابعة عن قناعة انه لابد أن تلعب تلك الدول دورا في إنقاذ الاقتصاد الامريكي وعملته لان احتياطات وثروات اغلب دول الخليج مدخرة بالدولار وبالتالي فهي تساهم بشكل غير مباشر في حماية ثرواتها من التآكل.


هذا من ناحيه ومن ناحيه اخرى تستمر هذه الانظمه في تقديم كل اسباب الدعم والاسناد مشروع الاحتلال المتهاوي في العراق فبمجرد ما تأمر كونداليزا رايز يتراكض الاخوان لتنفيذ أوامرها واخرها ما قامت به دولة الامارت من رمي طوق النجاة لحكومة الهالكي عندما زار وزير خارجية الامارات عاصمة الرشيد المحتله بدم بارد وهو يطلق الوعود ويثني على عملاء الاحتلالين الامريكي والايراني في حين استغرب العاقل والجاهل من توقيت هذه الزياره ودم شقيق وزير الخارجيه الاماراتي لم يجف بعد...فما هي الحكايه ؟


وكانت كثير من حكومات الدول العربية تحجم عن اقامة روابط دبلوماسية كاملة مع بغداد متعللة بالمخاطر الأمنية واعتماد الحكومة المستمر على أعداد كبيرة من القوات الأجنبية والنفوذ المتنامي لإيران جارة العراق ولا يوجد سفير من أي دولة عربية بشكل دائم في بغداد منذ خطف وقتل المبعوث المصري بعد وقت قصير من وصوله للعراق عام 2005 ..... وقال دبلوماسيون في الرياض ان السعودية التي تعتبر نفسها الممثل الأكبر للتيار الإسلامي قررت العام الماضي تقليص معاملاتها مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد أن خلصت إلى انه يرأس حكومة طائفية مقربة للغاية من إيران.ومع ذلك فالاخوه ( العرب)  لايزالون شديدوا الحماسه لتنفيذ اوامر المرأه السمراء عن طيب خاطر!!

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢١ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / أيلول / ٢٠٠٨ م