الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

إعصار غوستاف كارثه فوق رأس بوش ام ماكين ؟

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

 

جاء اعصار غوستاف ليزيد من اشكاليات ادارة بوش وليعقد من مهمة المرشح الجمهوري ماكين في تنافسه الصعب مع اوباما  المرشح الديمقراطي الذي وجد امامه كم من الاخطاء والسلبيات التي خلفها ورائه الرئيس الجمهوري بوش طيلة ثمان سنوات من حكمه للبيت الاسود والتي  اصبحت وبالا واثقالا تعيق حركة ماكين الذي يشكو اساسا من نواقص شخصيه تجعل من السهوله على خصمه استغلالها...كما ان هذا الاعصار عدا ما سيخلفه من دمار وخراب يعيد الى الاذهان تداعيات اعصار كاترينا!!


ومع كل ماحدث في الاعصار السابق (كاترينا) وما سيرتبه إعصار غوستاف من نتائج كارثيه نجد الرئيس بوش مصرا على ترويج خرافاته التي ما عادت تنطلي على أحد سواه وربما بعض أفراد إدارته الذين لم يعد باستطاعتهم تغيير لغة خطاباتهم المليئة بالكذب على أنفسهم وعلى الشعوب الأمريكية التي ابتليت بهم.

 
لقد أفرز اعصار غوستاف جملة من الحقائق التي أصبحت مدار حديث غالبية الأمريكيين ومثار اشمئزازهم منها:


أولاً: عدم اهتمام وتقصير إدارة بوش عن تهيئة المستلزمات واتخاذ الإجراءات التي من شأنها مواجهة إعصارغوستاف او حتى اوالتقليل من خسائره المحتملة. ففي حين ادعت الجهات الأمريكية عدم معرفتها بالدقة باحتمالية حدوث الكوارث ألطبيعيه في الاماكن الأخرى في العالم (رغم أن الوقائع  تثبت عكس ذلك) وأدت تلك الأعاصير إلى خسائر بشرية ومادية رهيبة وربما يقول قائل أن تلك الشعوب ليست أمريكية وإدارة بوش غير معنية أو مسؤولة لما يحدث لها....؟! إلا أنه في حالة إعصار غوستاف فإن الموضوع كان معروف ومتوقع حدوثه وأنه كان يستهدف ولايات مهمة في جنوب الولايات المتحدة ومع ذلك فأن الإدارة الأمريكية لم تتخذ الإجراءات المطلوبة لمواجهة الإعصار بما يوازيه من أهمية.

 
ثانياً: أثبت إعصار غوستاف أن إدارة بوش أعدت وهيئت لعدوانها على العراق وغاصت بكل التفاصيل في حين لم يظهر ذلك في مواجهة الإعصار وهذا دليل على أن بوش وإدارته يهتمون بمغامراتهم الخارجية أكثر من اهتمامهم بالشعوب الأمريكية.

 
ثالثاً: اعتبر كثيرون طريقة تعامل بوش وإدارته مع الإعصار قبل وأثناء حدوثه نوع صارخ من التمييز العنصري لأن غالبية سكان تلك الولايات من السود ذوي الأصول الأفريقية او مكسيكيين  .

 

رابعاً: أثبت هذا الإعصار حقيقة واقع الشعوب الأمريكية التي تعاني من مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية وأخلاقية فبمجرد وقوع أي كارثه تنتشر الفوضى والسرقات والقتل والاغتصاب في بلد يحاول رئيسه تصدير نمط حرياته وديمقراطياته إلى العالم (بالقوة) وهذه ليست المرة الأولى التي يحث فيها هذا بل سبقها مرات عديدة وهذا يعني أن على الرئيس ألامريكي القادم الالتفات إلى شعوبه ويهتم بها تربوياً وأخلاقياً واقتصادياً وديمقراطياً قبل أن يوجه اهتماماته إلى دول أخرى لاسيما تلك التي لا تزال شعوبها أكثر تمسكاً بالأخلاق من الشعوب الأمريكية.

 
خامساً: ظهر بوضوح أن عدوان بوش على العراق واحتلاله وإرسال مئات الآلاف من جنود أمريكا بكل إمكانياتهم وطائراتهم قد أضعف قدرات حكومة بوش عن مواجهة أية احتمالات لحالات الطوارئ وأن بوش فضل أن يضحي بعشرات الآلاف من الأمريكيين (السود) على أن يسحب جندي واحد أو طائرة واحدة من العراق وهذا ما سيترتب على بوش وإداراته وحزبه نتائج وخيمة ستظهر خلال الأنتخابات القريبه القادمة علماً بأن عدد الجنود الموجودين في العراق من هذه الولاية (نيوأورلينز) أكثر من (سبعة آلاف) جندي، وأشارت المعلومات أنهم أعلنوا تمردهم على السلطات العسكرية وطالبوا للمره الثانيه بإعادتهم إلى ولايتهم للمساهمة في عمليات الإنقاذ هناك.

 
سادساً: أظهرهذا إلاعصار مثل سابقاته هشاشة وضعف كثير من البنى الارتكازية الامريكيه ومنها السدود التي لم تصمد  وهذا يثير تساؤلات وشكوك في جدية الحكومات الفدرالية في إيجاد البنى التي يمكن أن تحمي الشعوب الأمريكية وتعد هذه المسألة بمثابة تجربة مفزعة ثانية في كشف عورات الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث /11/ أيلول التي وإن كانت مسرحية مخابراتية أمريكية فإنها أكدت ضعف الجدار الأمني الأمريكي الذي طالما تمشدقت به الحكومات الأمريكية.

 
سابعاً: كشف الإعصار ضعفاً واضحاً في ميكانيكية حركة الحكومة الفدرالية وقدرتها المشلولة عن أن تستجيب بالسرعة المطلوبة لتقديم المساعدة للولايات التي تتعرض للكوارث أياً كانت.

 
ثامناً: إن فقدان الأمن لاسيما في ولايات تعد الأبرز في مجالات النشاطات الثقافية والفنية تدلل بوضوح على هشاشة البنى التحتية (الاجتماعية) للمجتمع الأمريكي... فإذا كانت الولايات المتميزة حضارياً وثقافياً هكذا... فما هو حال الولايات الأمريكية الأخرى؟!


تاسعاً: ومن الحقائق المهمة أن الحكومة المحلية والحكومة الفدرالية تعلم جيداً أن سكان هذه الولايات وبالذات تيد أورلينز أغلبهم من الفقراء الذين لا يملكون وسائط نقل أو أموال لتسعفهم على مغادرة الولاية ومع ذلك لم تتصرف حكومة بوش كما يجب في الوقت المناسب؟!


ما الذي سيرتبه هذا إلاعصار على بوش وماكين؟


بدأ بوش (كعادته) بالكذب في زيارته لبعض المناطق الأقل تضرراً من الإعصار وصرح لوسائل الإعلام أنه أرسل أعداد كبيره من جنوده للمساعدة في أعمال الإغاثة ولم تمضي فترة قليلة حتى خرج رئيس الولاية المنكوبة ليكذب بوش ويعترف أن عدد الجنود الذين أرسلتهم حكومة بوش قليل .


يعد الأسبوع الماضي من أسوء أسابيع بوش وماكين  فقد جاء هذا الإعصار في وقت تزايدت فيه الضغوط والانتقادات على بوش وإدارته في مسألة سوء سياستهم في العراق بما يعني هذا الإعصار كان يمثل أكثر من نكبة على بوش وماكين .


سيكون هذا الإعصار فرصة لا تعوض للديمقراطيين وكل منتقدي السياسة الأمريكية الخارجية للنيل من بوش وماكين لاسيما في الانتخابات الأمريكية القريبة القادمة.


يحاول بوش وإدارته في البداية التقليل إعلامياً من ضخامة ما حدث في الولايات الجنوبية نتيجة الإعصار إلا أن هذا زاد من محنة بوش وفي نفس الوقت زاد من حدة الهجوم عليه لأنه لم يعطي هذا الموضوع الخطير أهميته المطلوبة وحاول أن يعتم عليه أمام وسائل الإعلام.


يواجه بوش أساساً مشاكل اقتصادية صعبة منها زيادة تكاليف العدوان على العراق واحتلاله وارتفاع العجز في الميزانية الأمريكية وزيادة حدة البطالة وارتفاع أسعار النفط إضافة إلى انخفاض سعر صرف الدولار أمام نظيره اليورو والمشاكل والداخليه والخارجيه التي تنهال على رؤوس بوش وادارته.


أتهم خصوم بوش بأنه يبدد الثروات الوطنية الأمريكية لأنه ينفق أكثرها في حربه على العراق وإعماره ( ويبدو أن الأمريكيين لا يعلمون بالدقة ماذا يحصل في العراق  فالذي يحصل فعلاً أن بوش والشركات التي يخدمها يسرقون ثروات العراق وثروات أمريكا في نفس الوقت) كذلك يتهمه هؤلاء بأنه حرم الشعب الأمريكي من فرصة الاستفادة من قواته المسلحة (أكثر من 160 ألف جندي) والتي كان يمكن أن تقلل من الفواجع التي أصابت الأمريكيين جراء هذا الإعصار وسابقاته.


ارجع كثير من الأمريكيين لاسيما السود منهم وبالتحديد أعضاء في الكونغرس أن عدم استجابة بوش وضعف تأخره في التحرك كان لأسباب عرقية إضافة إلى أن سكان هذه الولايات من المؤيدين للحزب الديمقراطي وهذا يعني أن بوش يفرق بين الأمريكيين على أسس عرقية وحزبية وهذا ما سيرتب عليه نتائج وخيمة إن استثمروها الديمقراطيون بعناية.


يحاول بوش واركان ادارته التهوين من حجم الخسائر البشرية في تصريحاتهم في حين تؤكد المصادر البحثية أن الخسائر البشرية والماديه لايستهان بها هذا عدا ما لم يتم حصره من  خسائر أخرى جراء استمرار وجود المياه التي غطت ولاية أورلينز وعدم تحديد أعداد كبيرة لا يزال مصيرهم مجهول لحد الآن (بين قتلى ومفقودين).
سيواجه بوش ومعه المرشح ماكين مشكلة كبيرة نتيجة عدم معرفة مصير أعداد من الضحايا لاسيما من الجنود والشرطه هذه ظاهرة فريدة من نوعها.


سيواجه بوش مشكلة بالنسبة للجنود الأمريكيين الموجودين في العراق فماذا سيكون رد فعلهم وهم يرون موت أهاليهم بسبب عدم تقديم حكومة بوش المساعدات لهم؟! في حين أرسلهم بوش إلى حرب تستنزفهم ولا يدركون مغزاها!!


 ربط عدد من الامريكيين بطريقة ملفتة للانتباه بين ما جرى من فقدان أمن  في المدن المنكوبة وبين ما حدث ولا يزال في العراق وهذا يعني أن  المواطن الامريكي البسيط أصبح يدرك العلاقة المباشرة بين ما حدث في هذه الولايات والعدوان الأمريكي على الشعب العراقي.


إن المشاكل الأساسية (لم يواجهها) بوش بعد لأن الشعوب الأمريكية مهتمة بمعالجة الحالة الآنية الآن إلا أن الأمور التي سيواجهها لاحقاً وستصيب بوش بالهلع هو نتائج الإعصار مثل معالجة الدمار في هذه الولايات ومواجهة انتشار الأوبئة وتسرب المواد الكيماوية والبحث عن جثث الموتى وتحللها وإيجاد سكن للمشردين و الاطفال بلا عناية ومأوى وتعويضهم لأن سير الأحداث تدلل أن هؤلاء المشردون سيلجئون إلى طلب التعويض لأنهم يحملون حكومة بوش المسؤولية الكاملة عما حدث وما ترتب عليه.


سيواجه بوش ومعه المرشح ماكين مسائل اساسية اخرى مثل:


-  تبرير التلكؤ في معالجة الكارثة.
-  مواجه الفشل في ترسيخ سياسة بيئية مناسبة في أمريكا.
-  هل أن الذي حدث هو فشل في الفلسفة السياسية للحزب الجمهوري أم فشل في إدارة بوش.
-  هل أن احتلال العراق أو الاستمرار في احتلاله كان له علاقة مباشرة في فشل الإدارة الأمريكية في القيام بواجباتها اتجاه شعبها في هذه الكارثة أو غيرها من المشاكل العصيبة.
-  هل ستكون هذه الكارثة فرصة أمام الإدارة القادمة للخروج (تحت خيمة الاضطرار) من ورطتهم في العراق.

 
لأول مرة في تاريخ أمريكا الحديث تتنازل هذه الدولة المتغطرسة المتعالية المغرورة وتقبل الاعتراف بانها أصبحت مثل حال أية دولة أخرى في هذه الكرة الأرضية وهذا يحدث أيضاً بسبب فشل إدارة بوش.

 
وتأسيساً على ما تقدم نعتقد جازمين (رغم كل ما أصاب إدارة بوش من ضربات موجعة وفاعلة) أن هذه الكارثة ربما ستعيد الوعي والعقلانية إلى سلوك الرئيس القادم العنيد وستدفعه باتجاه أن يعيد حسابات بلاده أو يستعجل قبوله بأهون الشرين ويسحب قواته تحت غطاء الضغط الشعبي وحاجة (الأمة الأمريكية) لأبنائها داخل أمريكا ويتركوا العراق للعراقيين.

 

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت / ٠٦ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٦ / أيلول / ٢٠٠٨ م