الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

هل يتخلى الأكراد عن أحلامهم التوسعية

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

 

لم تكن السياسة التي يتبعها الأكراد(وأقصد بها الأحزاب الكردية)؛ منذ نشؤها والى يومنا هذاإلا على حساب مصالح الشعب العراقي؛ولم تكن سياستهم في إدارة الأمور إلا وسيلة للضغط على الحكومات المتعاقبة على حكم البلد من أجل تحقيق مكاسب معينة قد تكون في بعض الأحيان بل في كلها خارجة عن نطاق المألوف أو أنها تمنح لهم دون وجه حق.

 

لقد أستغلت قيادات الأحزاب الكردية على الدوام إنشغال القيادة العراقية بمشاكل لاحصر لها لتنال مبتغاها معللة ذلك بأنها تدافع عن مصالح الأكراد وأن مصلحة الشعب الكردي التي يمثلوها فوق كل شيء؛إلا اننا نرى على الواقع غير الكلام المعلن من قبل قادة الاحزاب فأولئك منعمون مترفون ويتوارثون الادوار؛وفي الجانب الأخر نرى بؤس الأحوال التي يعيشها إخواننا الكرد البسطاء الذين لم يتغير حالهم منذ عقود؛كماهم الشيعة حسب التقسيمات المرفوضة من قبلنا والتي جاء بها الإحتلال ومن معه محاولين ان يجعلوها واقعا طائفيا ثابتا على طول العراق وعرضه إلا أن أفعالهم الماكرة الخبيثة فشلت وتهاوت مشاريعهم حين سقطت الأقنعة التي يتخفون من ورائها وقال الشعب كلمته في( ملعب الشعب الدولي) بتظاهرة عفوية عبرت عن ما يدور في عقول وضمائر العراقيين تجاه الإحتلال وتجاه كل من يعمل معه.
إن الواقع المرير الذي يعيشه بسطاء الكرد ينذر بالسوء؛كما واقع إخوانهم في الجنوب حيث يعاني الطرفان من نقص واضح بل تهميش تام في كل ما يتعلق بواقع الحياة اليومية ومتطلباتها والتي تتمثل بأنعدام الخدمات والرعاية الصحية ناهيك عن إنحطاط بل دمار منظمومة التعليم بشكل عام؛وهذا بدوره ينعكس على واقع العقل العراقي ومستقبل البلاد عبر تهميش أجيال وليس جيل واحد بل القضاء عليه قضاء تاما؛وما (ظاهرة عمل الأطفال) الذين هم في سن الدراسة إلا كارثة تنذر بضياع تلك الأجيال.


وبالعودة الى ظاهرة السياسة التي يتبعها الساسة الكرد الذين لم تتغير وجوههم منذ عرفنا مفردة المطالب الكردية ولحد الأن؛وهذا يعني إننا نتكلم عن تاريخ طويل من (الكفاح المسلح) وهو مصطلح خاطىء يستخدمه الأكراد (الأحزاب وليس الشعب)؛ في تعبيراتهم تجاه ما يطلقون عليه القضية الكردية؛وخاطىء كونه يستخدم في غير محله كونهم يعيشون في بلدهم الأم وعلى أرضهم التي يمتازون دون غيرهم بالتفرد في العيش عليها الا وهي الجبال؛كما ان عملية أنضمامهم الى الحكومة الحالية تعني اسقاط صفة الكفاح المسلح كمفردة يستخدمها الساسة لتاجيج مشاعر العامة وأستمالتهم نحو رغبات معينة دون غيرها ؛وقد عمل على هذا المنوال مجلس الحكيم ونحى الى أسقاط كلمة الثورة من مسمى مجلسه وبرر ذلك لأنتفاء معناها بعد أن امسكوا بالسلطة.


لنترك المدخلات السياسية التي تتعلق بهذا النضال الكردي المرير كما يحب ان يسميه زعماء الاحزاب الكردية وننطلق من التاريخ الحديث الذي تؤشر ابوابه أن ليس هناك فئة من الشعب العراقي قد حصلت على أمتيازات وحقوق غير الاكراد في زمن حكم الرئيس صدام حسين (رحمه الله) فقد كان الشعب بأكمله يقاتل الهجمة الفارسية المجوسية الحاقدة أبان الثمانينات بينما تم أعفاء الاكراد من الخدمة العسكرية وأمر بعدم التحاقهم بالجبهات وهذا غبن كبير تعرض له العراقي بشكل عام الذي يقطن مناطق جنوب كردستان بدءا من كركوك والمحافظات الاخرى وصولا الى البصرة ثغر العراق الباسم.


لقد منحت الاحزاب الكردية اكثر مما تستحق على حساب العراق وأهله وكان أن تمادت في ذلك الظلم مما حدى بها أن تطالب بالمزيد وإن لم يتحقق فقادتها مستعدين لتهديد العراق واهله بأشكال من التآمر والتطاول حد الأتفاق مع دول أخرى لتهديد أمن العراق والتجاوز على حدوده بل على مواطنيه ووحدة أراضيه وهذا ماحصل في كل تاريخنا الحديث سواء في الستينات المنصرمة أم في عقد السبعينات أم ما تلاه من قتال القوات التي يطلق عليها الأحزاب الكردية أسم (البشمركة) الى جانب القوات الإيرانية المعادية آبان الحرب في الثمانينات وما حادثة (حلبجة) إلا مثالا على ذلك حين أدخلت قوات الإتحاد الوطني الكردستاني التي يقودها الطلباني القوات الإيرانية على تلك المدينة وعدة قرى اخرى قريبة منها وذلك لمحاصرة القوات العراقية والإنقضاض عليها وحين فشلت تلك القوات وفشلت معها بشمركة الرئيس ؛عمد الجانب الإيراني الى ضرب المنطقة (بغاز السيانيد) وهذا موثق في التقارير الامريكية التي أعدتها لجان من الكونجرس؛واخرى من الكلية العسكرية الامريكية والتي توصلت الى أن العراق لايملك هذا الغاز الذي أدى الى مقتل الألاف من الاكراد؛ولكن وعلى طبيعة الولايات المتحدة وسياستها المجرمة في أخفاء الحقائق واظهار ما هو نافع لها ولمصالحها أخفت تلك التقارير التي تكشف المستور وغيبتها ولم تظهرها الى الان وسياتي اليوم الذي ستظهر فيها تلك الشهادات وتسطع من خلالها الحقيقة؛والسؤال الذي يدعم أقوالنا هو لماذا سكتت الولايات المتحدة إن كانت تتباكى على الأكراد عن نظام صدام حسين كل تلك السنين لتظهر وكانها راعية لحقوق الانسان بعد إحتلال العراق ولتحاكم الرجل ونظامه على مادار في حلبجة وفق تمثيلية معدة سلفا لاتنطلي حتى على المبتدئين في مجال القضاء وليس على شعب بحجم الشعب العراقي ؛وليقدموا أنموذجا فجا من خلالها لكل العالم عن صورة العراقي الذي لايعرف غير القتل والدم والانتقام.


أن عملية التامر المتواصل الذي تمثله القيادات الكردية على العراق قد افضت الى تكريس حالة من التشرذم يدعوا أصحابها الى أقتسام العراق شمالا وجنوبا فيما بين القادة الاكراد المخضرمين وبين جهات اخرى تعرف بتبعيتها الى دول اقليمية مجاورة(إيران) وغيرها ايضا؛ومما دفع الى أن يهول البالون الكردي وفق هذا الذي نراه اليوم ليصبح غولا يخاف منه الجميع هي العملية السياسية المشوهة التي تجري في العراق اليوم بكل تفاصيلها وشخوصها واحسب انني الى اليوم لم ارى سياسيا كما يسمونهم يستحق ان يطلق عليه معنى تلك الكلمة التي تحمل في طياتها الكثير من الاوصاف والمستحقات ليس أقلها الدفاع عن الوطن والشعب؛ولاارى سوى أن الادارة الإيرانية هي التي أوصلت موضوع الاكراد الى تلك الصورة لكي تدور الايام وتعود تلك الإدارة الفارسية لتطالب بضربهم بيد من حديد كما فعلت مع السنة في جبهة التوافق وهي هنا تقضي على عدة عصافير بدون أن تضرب اي حجر؛فالقضاء على الأكراد مطلب بالنسبة للسياسة الإيرانية وأن توددت لهم وقدمت لهم المساعدات؛ومن جانب آخر فقد تمكنت من تقوية الإئتلاف الإيراني الذي يدير الحكم في المنطقة الخضراء وقضت على منافسيه وهي كانت قد قضت على الجبهة السنية ودماهى المتمثلة بالتوافق ولم يبقى أمامها سوى الشيطان الاكبر وهذا حليف قديم ولاخوف على المصالح الإيرانية من هذه الفزاعة.


ووفق ماتم عرضه فقد تستطيع إيران أن تدير العراق على هواها من خلال شبكة الاحزاب التابعة لها مما يعطيها القدرة والسيطرة حتى على تحركات الجيش الامريكي وقيادته الغبية في العراق والتحكم من خلال ذلك بمجريات الأحداث واستخدامها كورقة ضغط بوجه الإدارة الأمريكية إن حاولت تصعيد الموقف ضد إيران.


وهكذا تتحق مقولتنا السابقة إن بأمكان إيران أن تضرب سبعون فريسة بدون أن تكلف نفسها عناء رمي الحجر؛فالحجر موجود والرامي حاضر والفريسة غارقة في وحل العراق وما على اللاعب إلا أن يحرك أصابعه والمنفذين كثر؛ووفق هذا التصور أيضا تكون الويلات التي جرها الأكراد على العراق أكبر من أن تحصى وان تعد وان تأمرهم مع القوى الخارجية تحمل من العداء للعراق ما لايحمله حتى اليهود وستنقلب في الأخر على الجميع واولهم الساسة الكرد ولانستثني القيادات الأخرى غير الكردية التي تشارك في حكومة المنطقة الخضراء وإن طبقت السياسة الإيرانية أو الأمريكية بحذافيرها وإن من زرع الريح لايحصد إلا العاصفة ؛فهل يتخلى الساسة الكرد عن توسيعتهم ويعوا ويفهموا أن مصيرهم مع مصير الشعب العراقي أفضل من أن يربطوا مصائرهم مع جهات لاطائل منها ولافائدة سوى تدمير البلاد وقتل وتشريد العباد والسنين التي مرت شاهد على مانقول.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٣ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أيلول / ٢٠٠٨ م