الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

القوات الدولية في غزة ... ضرب لمشروع المقاومة

 

 

شبكة المنصور

بقلم : احمد ملحم

 

تشكل فكرة" ارسال قوات دولية الى اي مكان تحت اي ذريعة"... صورة قديمة جديدة من اشكال الوصايه العسكرية، وبالتالي فأن الحديث عن ارسال قوات دولية الى قطاع غزة يندرج في هذا الاطار، ولهذا يتوجب على الشعب الفلسطيني بكافة فصائله ومنظماته وقياداته ان ترفض هذه الفكره بكل ابجدياتها من الالف الى الياء  تفويتاً للاهداف المشبوهه التي تسعى هذه الافكار الى تكريسها على ارض الواقع، بايجاد معادلة صعبة على الارض من شأنها الحاق المزيد من الضرر بالقضية الفلسطينية الرئيسية، والصراع مع الاحتلال الصهيوني ، كما تساهم في تعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي وزيادة الهوة بين الاطراف الفلسطينية المختلفة.


دعوة محمود عباس المؤخرة الى نشر قوات دولية في قطاع غزة، تمهيداً الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، تمثل صورة من البلاهة والغباء السياسي، ومحاولة للابتعاد اكثر عن الشعب الفلسطيني وهمومه، ولذلك ووفق المعطيات الموجودة على ارض الواقع(استمرار الاحتلال، عبثية المفاوضات، تزايد وتيرة الاستيطان، الاعتقالات بين صفوف المواطنين، مصادرة الاراضي،تهويد القدس والاضرار بالمقدسات الاسلامية،جدار الفصل العنصري) كل ذلك  يمنحنا امكانية توقع النتائج التي يمكن ان تنجم عنها تلك الخطوة ان تمت بالفعل، ومدى التأثير الذي ستحدثه ليس على الساحة السياسية الفلسطينية  وحسب، بل العربية والاقليمية كذلك من حيث الاتي:

 
- ان ارسال قوات عربية الى قطاع غزة هومطلب صهيوني خالص لما سيحققه لدولة الصهاينة من مكاسب كبيرة، من انشغال الفصائل العسكرية المقاومة بتلك القوات الدولية وبالتالي" انحراف بوصلة المقاومة ونسيان الوجود الصهيوني وجرائمه"، وكذلك الدور السلبي الذي ستلعبه تلك القوات في حال اي تصعيد عسكري بين فصائل المقاومة في غزة وقوات الاحتلال، حيث ستعمل على قطع الامدادات بكافة اشكالها لتلك الفصائل من خلال تواجدها على الحدود، اضافة الى انتشارها على ارض الواقع وما قد تقدمه من معلومات هامة الى قادة الاحتلال.

 
- ارسال قوات دولية الى قطاع غزة من شأنه ان يزيد الشرخ في المجتمع الفلسطيني، ويقوي الانقسام الحاصل، فنحن نعلم ان اغلبية الفصائل الفلسطينية ترفض هذا القرار( منها: الحكومة الفلسطينية الشرعية في غزة، حركة حماس، الجهاد الاسلامي، الجبهة الشعبية، الوية الناصر صلاح الدين... وغيرها) وبالتالي فأن هذه القوات ليست من اجل الشعب الفلسطيني  بل من اجل سلطة فياض دايتون ليس اكثر، وتبني موقف دون اخر  والضغط على باقي الاطراف بما يرضي سياسة السلطة ،وهذا الامر سيزداد صعوبة مع مرور الوقت عبر السلوكيات اليومية لهذه القوات على الارض.

 
- المطلوب عربياً ليست قوات عربية، بل العمل سريعاً على كسر الحصار الضارب على قطاع غزة، وانهاء معاناة مليون ونصف انسان فلسطيني، واذا كان احمد ابو الغيط يرى الفكرة بأنها جذابة فأن الشعب الفلسطيني يراها مقيته، ونعتقد ان المطلوب من مصر فتح معبر رفح امام الطلبة الفلسطينيين، والمرضى من اطفال ونساء، وفتح المجال للحكومة الفلسطينية في غزة للانفتاح على بعدها العربي والاسلامي، المطلوب من الدول العربية ان تخرج قطاع غزة من الموت وان تضغط على الكيان الصهيوني لوقف ممارساته التعسفيه، لا ان ترسل قوات احتلال جديدة للقطاع، وتمارس العهر السياسي تحت شعار المفاوضات والديبلوماسية.

 
- اذا كان لا مفر من تلك القوات، فأن الضفة الغربية هي الاجدر بها وليس غزة، فانتهاكات الاحتلال في الضفة في تصاعد مستمر من اعتقالات، وهدم البيوت ومصادرة الاراضي والممتلكات، وتهويد القدس، تستطيع القوات الدولية والعربية ان تأتي الى الضفة وتسمح للمواطنين بالوصول الى القدس للصلاة في شهر رمضان الكريم هذا ابسط  شيء، وسادة رام الله عاجزين عن تحقيقة، وثمة شيء اخر لماذا رفض العالم ، وفي مقدمتهم الدول العربية ارسال قوات حماية والشعب الفلسطيني يذبح يومياً والى الان على يد الالة الصهيونية، اين كانت تلك القوات من مجزرة حي الدرج ، والشجاعية وبيت حانون، ومخيم جنين... الم يقدم الشعب الفلسطيني خيرة قادته وابناءه شهداء، الم يستباح المسجد الاقصى ويدنس من الصهاينة، فأين كانت تلك القوات ...؟

 
- ان فكرة ارسال قوات دولية الى غزة، لا تحمل بطياتها اي مصلحة للشعب الفلسطيني ولا تفتح امامه افق سياسي او نضالي او عسكري او اقتصادي، بل تعتبر بنظر البعض عدة خطوات الى الخلف في المشروع الوطني التحرري، والذي ضحى هذا الشعب بكل ما يملك من اجل تحقيقه، ومن ثم لن يكون لها اثر في تحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، بل ستعمل على تأجيج المواقف حين تدعم فريقاً دون اخر، اضافة الى دورها العسكري في ملاحقة المقاومة ومحاولة تعطيلها والاضرار بها... فهي مهما تكن لن تستطيع الخروج من الثوب الصهيو امريكي.

 
ان رفض ارسال قوات دولية الى قطاع غزة يجب ان نتبناه بكل قوة ليس لان الحكومة الشرعية التي فازت بانتخابات المجلس التشريعي، بأصوات الشعب والمخولة عنا بأصدار القرارات ،واتخاذ السياسات التي تراها مناسبة قد قررت ذلك وحسب، بل لأن جميع فصائل النضال والمقاومة الفلسطينية، يرفضون هذه الخطوة ويعتبرونها احتلالأ جديداً ، ولايماننا الثابت ايضاً بأن هذه القوات لن تقف في وجه قوات الاحتلال يوماً، ولن تدافع عن حقوقنا ولن تحقن دماءنا، بل ستأتي لتكون وصية على الشعب الفلسطيني وفق المنظور الصهيوامريكي .

 

 
 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس / ١١ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١١ / أيلول / ٢٠٠٨ م