الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

خيارات النظم العربية في ظل ضربة ايران

 

 

شبكة المنصور

أبــو جـعفــر

 

في قراءة سريعة لازمة الملف النووي الايراني نجد ان السياسة الامريكية بدات تعتمد على الحل الدبلوماسي واستبعاد الاجراء العسكري. غير ان اللوبي الصهيوني المؤثر على القرار السياسي الامريكي بدا ينشط ويسعى نحو ترجيح الضربة العسكرية ضد ايران، واعتبارها بديلا للحل الدبلوماسي وباي مستوى او حجم يكون, فالمهم لدى (اسرائيل) ان تتم (ضربة ايران), وليس المهم ايذاءها او تدميرها او اسقاط نظامها.

لان التحالف الايراني- الاسرائيلي، يبحث عن مبرر لتوسيع الازمة في المنطقة وعلى حساب مصالح الامة العربية.

فانعكاسات وردة فعل (ضربة ايران) سيعطي الفرصة للنظام الايراني والاسرائيلي واتخاذ ردة الفعل هذه سيكون غطاءا لتوسيع مصالح التحالف الايراني- الاسرائيلي في المنطقة، فايران تبحث عن مبرر لضرب دول الخليج وتعطيل البنية التجارية، والمالية والمصرفية، والنشاط الاقتصادي الاقليمي لدول الخليج العربي والذي تحقق عبر جهود عربية ودولية مشتركة بغض النظر عن بعض المواقف السياسية الرجعية التي تتخذها نظم الخليج, وبالتالي فسح المجال لنقل هذا النشاط الى منطقة الشرق الاوسط، خصوصا وقد جرى اعداد جيد لمشروع (الاتحاد من اجل المتوسط) الذي اصبحت فيه (فرنسا) و(اسرائيل) اللاعبين المهمين فيه، فالقوى المالية الصهيونية العالمية وسيطرتها على كبرى بنوك العالم كفيلة باستثمار الفراغ الذي سيحصل في الخليج العربي اذ ستتعطل الحياة برمتها وتعيش فترة ازمة ربما تصل الى خمسة سنوات فان (اسرائيل) التي قد مدت ذيولها الخفية في شمال العراق وبتعاون وثيق مع العصابات الكردية المسلحة وبعض الاحزاب العميلة المسيطرة في شمال العراق, وما يتواجد من منظمات يهودية وصهيونية وفرق موت داخل العراق في ظل حكومة الاحتلال العميلة ستكون كافية لئن تحقق مصالح ستراتيجية طيلة مدة الاضطراب الذي سيحصل في دول الخليج العربي عموما, وبالاخص حالة الهروب والتشرد الذي سيعم ابناء الخليج العربي سواء كانوا من الحكام او المسؤولين او المواطنين. وستتحول منطقة الخليج الى سيطرة الخلايا النائمة المرتبطة باجهزة المخابرات الايرانية والاسرائيلية والاجنبية وستعتمد (ايران الاسلامية) خطابا تضليليا جديدا في ادعاءات (تحرير القدس) وانقاذ (قبر الرسول) و(البيت الحرام) وستهدد اماكن عزيزة على قلوب العرب والمسلمين.

هذه الصورة الان في ذهن الساسة الامريكان المحتلين ومفكري الغرب, وهم في اكبر مأزق سياسي تعيشه الولايات المتحدة منذ تاسيسها, وبدا الندم يملئ نفوس وقلوب الساسة الامريكان والغربيين والعرب, الذين ساهموا في احتلال العراق وتدميره وقتل وتشريد شعبه المجاهد, وانعدام التوازن الاقليمي في المنطقة, جراء العدوان الخبيث على العراق.

والحسرة تزداد اكثر حينما يجد هؤلاء المعتدون ان سياسة بوش قد اوغلت في غبائها حينما ذهبت بعيدا لدعم العميل المالكي والاعتماد عليه, تجاوزا على تقارير المؤسسات المخابراتية والسياسية التي تتعارض مع وجهة نظر بوش, التي تتصور وتعتقد ان المالكي سيستطيع تحقيق (حيادا) او (سيطرة) على الموقف داخل العراق فيما اذا حصلت (ضربة ايران) التي تريدها وترغب بها (اسرائيل).

اذ يرى بوش ان المالكي كونه (قائدا للقوات المسلحة) سيسطر على زمام الامور, وسيقوم بالزام (القوات المسلحة) والميليشيات الصفوية باتخاذ المواقف المحايدة ازاء ايران, وعدم استهداف قوات الاحتلال وقواعده, وهذا ما جعل المالكي يتحدث احيانا بطريقة اكبر من حجمه او يطلق التهديد والوعيد عبر اجهزة الاعلام, لطمئنة سيده بوش.

وتناسى بوش بان الميليشيات الايرانية والاحزاب الصفوية لا تطيع العميل المالكي ولا تعيره اهمية لانها تعرفه جيدا من هو؟ ومن يكون؟ وكيف تم اعداده؟ وانه بمجرد الانحراف عن الخط المرسوم له سوف يصبح هدفا ايرانيا, او ربما انه قد اتفق مع ايران سرا بالايعاز لعملائها في العراق بعدم اطاعته, كي يتم تمرير المشروع الايراني الصفوي التوسعي الذي يتوازى مع المشروع الصهيوني لتدمير الامة العربية وتحطيم قدراتها وسرقة ثرواتها..

غير ان الرقم الصعب في هذا المشهد الخطير يكمن في تعاظم واتساع قوة المقاومة الوطنية العراقية وسر قوتها انها تنمو بلا دعم او اسناد من اي طرف عربي او أجنبي, وانها تعتمد على النفس والإيمان والبطولة الموروثة في الذات الوطنية والعروبية والإسلامية.

انها مقاومة (يتيمة) ان صح التعبير ليس لها الا الله العزيز القوي العظيم ويتوجب عليها حمل راية الحق الالهي ليس في العراق فحسب وانما اينما يحل الظلم والظلام والفساد والخذلان, وانها صاحبة الشرعية الحقيقية في المسؤولية الوطنية, وهي الدلالة الجهادية في حماية السيادة الوطنية ليس في العراق, وإنما في معظم الأقطار العربية, والدلالة في حماية سمعة وصفة المقاومة الصادقة, من الاختراقات التي طرأت في الساحة العراقية والعربية التي اوعزت بها الدوائر المخابراتية الاجنبية لتشويه قيم الجهاد والبطولة بتجنيد عناصر مرتزقة تقتل وتنهب تحت غطاء الاسلام والمقاومة.

فلا خيار للنظم العربية الا الانتباه والادراك والحذر لما سيحصل وسيحدث وان يستثمروا لغة الحوار مع القوى الحقيقية للثورة العربية والحركات الجهادية, المتحدية والمتصدية للمشاريع العدوانية التوسعية الايرانية والصهيونية ونخص بالذكر حزب العروبة والاسلام حزب البعث العربي الاشتراكي الذي صدق في قوله وفعله وبصفتة احدى الركائز الاساسية في المقاومة العراقية الوطنية.

فالتحالف الايراني- الاسرائيلي سيستهدف في دول الخليج العربي واليمن والاردن ولبنان ومصر العروبة قلب الشرق الاوسط, ولا داعي ان نتطرق الى المغرب العربي الاصيل.

اما سوريا العربية فان المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل ما كانت لتستمر وتتم عبر الوسيط التركي, لولا الترتيبات الإيرانية السورية السرية عبر (نظام الاسرة العلوية) التي تعد وتنظم في أروقة بعيدة عن جوهر القرار الرئاسي المتمثل في السياسة الجديدة للرئيس بشار الأسد, التي تحاول ان تتخلص عن مأزق الارتباط الصعب مع إيران, وتجاوز اشكالياته وعدم الاحتكام لشروطه, وهذا ما يؤشر ملامح تدبير محاولات التصفية الجسدية لبؤرة القرار الرئاسي الجديد, والله خير الحافظين وخاب فأل الظالمين والمجرمين.

ولا نريد ان نتوسع في حديثنا عن المملكة الاردنية الهاشمية بكونها امتداد الثورة العربية الكبرى التي فجرها الشريف الحسين بن علي املا بوحدة العرب التي تعطلت, والتي ما زالت ترفع علم العروبة والامة العربية, وما يتوجب عليها, ومع من يفترض ان تلتقي؟ ومن تساند؟ وكيف تتخلص من تجاوبها واطاعتها وخنوعها للتآمر الامريكي البريطاني الصهيوني على الامة العربية, وكيف يمكن ان تتعامل مع العراقيين في هذه المحنة؟ فهناك تساؤلات عديدة وعلامات استفهام كثيرة لا نحبذ ذكرها.

اما حديثنا عن مصر العروبة وتاريخها المجيد في حركة النهضة العربية, وطرد الانكليز, وتاميم قناة السويس, فانها ذخر الامة وملاذها الامين ويترتب عليها مسؤوليات كبرى وقرارات حاسمة وصادقة دون لف او دوران.

ان حرب تحرير العراق قادمة لا محال وان القوى الوطنية والقومية والاسلامية الشريفة قد وضعت يدها على الزناد تنتظر ساعة الصفر, وبدات الجموع المخلصة تتوافد وتنخرط وتدخل في فصائل التحرير والمقاومة وكلا من موقعه, انه نصر من الله وفتح قريب وسيكون النصر اعظم واشمل حينما تمتد السواعد العربية الاصيلة صاحبة القرار وقائدة الاحرار لتاخذ دورها وتصدق في فعلها لنصرة العراق وشعبه العظيم وان يصبح تحرير العراق عرس العرب والشرفاء من ابناء شعبنا وامتنا الخالدة وكل المخلصين في العالم.


عاشت المقاومة العراقية البطلة.
الخزي والعار للمحتلين والخونة والعملاء.
الله اكبر.. الله اكبر.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  05 شعبان 1429 هـ

***

 الموافق 07 / أب / 2008 م