الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ثورة 17 – 30 تموز 1968 القومية الاشتراكية

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عـبــــد

 

تحل علينا الذكرى الأربعين لانبثاق ثورة 17 – 30 تموز 1968 التي جاءت كرد مباشر على  نكسة الخامس من حزيران 1967  واستجابة  واعية لحاجات الجماهير العربية   واستشرافا للمستقبل العربي من حيث بناء القدرات العربية التي تمكن الأمة  من الوقوف أمام كافة أشكال العدوان الصهيوني الامبريالي  والوصول بالوضع العربي الرسمي إلى الحد الأدنى من اجل الحفاظ  على التماسك والتوجه بما  يحفظ  الحقوق القومية وخاصة في جوهر القضية القومية المركزية فلسطين ،  وللوصول إلى هذا الطموح لابد من  توفير المستلزمات المادية  له ومن هنا طرحت الثورة شعار نفط العرب  للعرب وعملت على تحقيقه وصولا إلى قرار التأميم الخالد  والانتصار على الشركات الاحتكارية وما تمثله من كارتل سياسي فاعل في الغرب الاستعماري   ،  ومن هنا يظهر  البعد القومي الاشتراكي في تفجير الثورة وما تشكله من مخاطر على المصالح الأجنبية في  الوطن العربي والإقليم  في أن واحد كون الفعل الثوري المتحقق بالعراق لابد من انعكاسه على  المنطقة لان المعانات هي ذاتها والحرمان هو ذاته والأدوات المسببة هي ذاتها  ، ولهذا نرى أن الموقف العدائي المتخذ ضد الثورة  وقيادتها الوطنية القومية  كان  نتاج  هذا التحسب  والتحليل  من قبل الدوائر الامبريالية الصهيونية  وان  ما قامت  به الثورة  من انجازات  و تنمية انفجارية  نقولها  وبدون تردد حولت العراق إلى بروسيا العرب  وهذا  أربك حسابات القوى الطامعة  بثروات الأمة العربية  ومكانتها  كونها  حلقة  وصل بين العالم القديم والحديث  وعلية لابد من إجهاض هذه التجربة الفتية لما تمثله من المظهر الأول إنها استجابة لحاجات آلامه ورد فعل ثوري مباشر على العدوان الصهيوني وانبعاث للذات العربية كي تخرج من دائرة اليأس والقنوط والركون إلى الحنين على الأمجاد  دون أداء نضالي فاعل على ساحة المواجهة والتصدي وان كل  ما تحقق  على الساحة العراقية كان الغرض منته إيجاد قوة الردع القومي والتوازن الإقليمي كي تتمكن الأمة من مجابهة التحديات والمخاطر  وان الفعل السياسي الوطني الذي مارسته القيادة الوطنية القومية العراقية كان ينصب في تحقيق نوعا من التماسك العربي على صعيد الأنظمة العربية بالدرجة الأولى وخاصة  ما بعد زيارة السادات  للقدس المحتلة والاعتراف بالكيان الصهيوني  وبهذا تم إخراج اكبر قوة عربية من  حلبة الصراع العربي الصهيوني مما حتم على قيادة البعث  وقاعدته المحررة العراق  القيام  باى  جهد  قومي  لإيقاف التداعي العربي  وخاصة  على مستوى الأنظمة العربية وانبعاث الأمل في نفوس الجماهير العربية التي أصيبت بخيبة أمل بل إحباط أريد له أن يكون اليأس والاستسلام ..

المظهر الثاني الأفق الإنساني  المتجسد بتنمية كافة القدرات والإمكانات المادية  لرفع المستوى ألمعاشي للإنسان العراقي وانعكاس ذلك على المجتمع العربي من حيث استثمار  الموارد البشرية العربية في تنفيذ خطط التنمية الانفجارية التي شهدها العراق ما بعد قرار التأميم الخالد و تنمية القطاع العام وجعله القوة الفاعلة في العملية التنموية والأخذ بيد القطاع الخاص ليكون القوة ألرافده للقطاع العام  دون الإخلال بمصالح الجماهير  وتخفيف العبء عن الاداره  بغية عدم إرهاقها  وجعلها مثقلة دون القدرة على القيام بالمهام والواجبات التي  تحقق الهدف المنشود من حيث إيجاد المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد بشكله المصغر في العراق كميدان تجريبي  لنظرية العمل البعثية وقد تحقق ذلك من خلال الثورة الإدارية والندوات الإنتاجية التي تمت من خلالها عملية تحديد الأفاق المستقبلية لبنية المجتمع المنشود ..

إن التجربة البعثية المتجسدة بثورة  17  -  30 تموز 1968  جابهت منذ اليوم الأول أساليب التأمر من اجل حرفها عن منهجها الذي جاءت فيه  ألا وهو تهيأت المستلزمات  المطلوبة لبناء القاعدة الجماهيرية التي  تنتج العملية الوطنية القومية ببعدها الاشتراكي الذي يحقق العدالة الاجتماعية والمساواة لان الفهم الاشتراكي لدى البعث مرتبط بالزمن وبما أن الزمن متجدد ومتطور فان الحاجة الإنسانية متجددة ومتطورة جراء تطور الإنسان بعامل الزمن ومن هنا أصبح البعث العربي يقلق كل القوى  والحركات السياسية التي تواجدت على الساحة  إن كانت مزروعة من قبل القوى المعادية أو نتاج التأثر وهنا يكمن سر العداء والعمل من اجل إجهاض الولادة القومية المتحققة في العراق  ،  وكان التأمر على أشده متمثلا بالمؤامرة الإيرانية الانكلو امريكيه  عام 1969  وما أعقبها  وصولا إلى تحريك الجيب العميل في شمال العراق وتنشيط دور الإيرانيين المتجنسيين بالجنسية العراقية لأداء دورهم التخريبي من خلال الإضرار بالاقتصاد الوطني وبث شرور الفتنة الطائفية كما شوهد تنشيط للأحزاب الدينية التي تم تأسيسها من قبل الدوائر المخابراتية الامبريالية الصهيونية الفارسية لتدمير الإسلام وإظهاره بمظهر  الإرهاب وان المشهد العراقي  الحالي خير دليل على  النوازع الاساسيه لهذه الأحزاب الهجينية بأفكارها وسلوك ما يسمون بقياداتها إن كان على ضوء السلوك الملشياوي التي تقوم به أو  الكذب والخداع والنفاق  لأنهم  بالأصل منافقون أفاقون  ؟؟

حلول الذكرى العطرة للثورة هذا العام بالتأكيد تختلف عن الأعوام العجاف التي سبقتها لان بشائر النصر الحاسم والناجز بانت ويراها كل الخيرين الصابرين المتطلعين للغدر المشرق وان الثورة الشعبية  المسلحة أخذت تتوسع قاعدتها  في  عموم أرجاء الوطن المحتل والعدو يترنح من جراء الضربات المباغتة والسريعة والعبرة ليس بعدد قتلى العدو وعملائه وإذنابه  بل كيف الثوار والمقاومون يفوتون الفرصة على العدو من تحقيق أهدافه ونوايا الشريرة والوصول إلى عقر داره بالرغم من الإجراءات الأمنية ألمشدده وانتشار عملائه وجواسيسه إن كانوا مرتدين العمائم السوداء أو البيضاء والحمد لله على نعمه حيث أصبح من يدعون الإيمان  ويتبجحون  كونهم إسلاميون بان  معدنهم الرديء واضمحلال أخلاقهم بان للداني والقاصي من خلال (  انتساب المومسان وغاويا الدعارة إلى منظمة غدر  وتشكيلات المجلس الأعلى كما يسمونه ولأكن الحقيقة هو الأدنى خلقا وعلاقات وممارسات تحت يافطة التبليغ الإسلامي التابعة لمؤسسة شهيد المحراب ويا ترى اى شهيد  واي محراب ، وهنا يكفيهم عارا وخسة بمحاولة  نسف التسمية الحقيقية للامام على بن ابي طالب – ع – الذي هو حقا شهيد المحراب   )    والحاضن الأساس  للمقاتلين أصبح كل العراقيين  والتمرد على  ما يسمى بالحكومة لم يكن  مقتصرا على فئة معينه ومن المفرح أيضا إن المواطن أصبح لا يخشى بطش كلاب السلطة ومأجوريها  بالرغم من الحملات الإعلامية المضللة التي جند لها من  هو حاقد على الأمة والوطن  لعدم انتمائه الوطني الحقيقي أو من تهالك على المال السحت وأصبح مأجورا يوجه كالدمية  كي ينعق ويبث سمومه ونفاقه ولكن  الحقيقة لا ولن يتمكن  الحاقدون طمسها أو تجنبها لأنها  السيف البتار بيد  الزمن الذي يبحر فية المجاهدون وعشاق الحرية  فأصبح هؤلاء أشباه الرجال نكرات  يتندر عليها الشارع العراقي اليوم  والثورة قومية الانبثاق اشتراكية التوجه والبناء  ستبقى مكونة صيرورة  الانتقال نحو الغد المشرق لأنها مفتاح كل التحولات التي لابد وان تشهدها الأمة العربية  وان الليل مهما ادلهمت خطوبه  وأصبح دامسا لابد وان ينبلج الفجر فجر الحرية والانعتاق وتشرق الشمس وتتفتح الزهور  ويغرد العندليب بتكبيرات الله أكبر     ألله أكبر     ألله أكبر يابلادي كبري .

وهنا تعود البسمة لكل شفاه المحرومين المعذبين اليتامى والأرامل والثكالا ويعلو ويسمو الشهداء الأكرم منا جميعا ويزحف الجمع نحو قبر شهيد الحج الأكبر ليرددوا  يا كاع ترابح كافوري نعم انه يوم التقاء الأحبة بالمحبوب  والثوار  بالثائر الشهيد   والى ذلك اليوم لتتوجه أنظارنا  وقلوبنا  وانه لقريب .

المجد كل المجد لثوار تموز والخلود لمن  سقط شهيدا

تحية إكبار وإجلال لشيخ المجاهدين عز المناضلين  حامل أمانة الأمة في ذكرى الثورة وان النصر متحقق إنشاء الله .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  07  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   10  /  تمــوز / 2008 م