فيما العدو يعلن  أوّل  أمس "وفاة جندي بعمليات غير قتالية"  إليكم الحقيقة

شبكة المنصور

طلال الصالحي

لا يختلف اثنان على حقيقة منهج  الدجل الاعلامي الاميركي  وكيفية طمسه الحقائق وبالأخص العسكرية منها  وإظهار عكس الحقيقة للملأ في جميع حروبها  التي ابتلي العالم  بها   طيلة أكثر من قرنين من الزمن , وكلنا  يتذكر  أو قرأ  عن أساليب التعتيم الاعلامي  الأميركي في الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة الأميركية ضد  فيتنام  مثلاً فقد كانت تلك الحرب خير شاهد على شدة ذلك التعتيم الأميركي  والتي أكدته أيضاً وقائع حرب أميركا  الحالية ضد العراق  والتي يمكن أن يطلق عليها  بامتياز بحرب القرن التعتيمي  الواحد والعشرون!, فإننا  ومن المؤكد  سنتوصل الى  جوانب  خفيّة مهمة عن  الخسائر الاميركية في فيتنام  والتي من المؤكد  بعد الذي نراه على أرض العراق , قد تجاوز عدد القتلى فيها  من الجنود الأميركان النصف مليون قتيل وليس ستين ألف  كما ادّعت الادارة الاميركية حينها وسوّقته للعالم عبر اعلامها الكذوب  "نستطيع أن نصف الاعلام الاميركي بالكذب لأنه كان اعلاماً موجهاً  نحو الشعب الاميركي وليس إلى شيئ آخر , وبعكس ذلك فلا ضرر, فالحرب خدعة" ..

سقنا هذه المقدّمة البسيطة للتذكير بما اعتاد  عليه الاميركيون  من تعتيم  شديد  على خسائرهم على أرض العراق , وخصوصاً  اننا  بتنا نراه يتضاعف ذلك التعتيم  مع كل  "انتخابات" في العراق أو في أميركا منذ الاحتلال  نيسان 2003 م  ولغاية الآن أو مع كل تقرير عسكري أميركي للوضع  الدامي المحرج  للقوات الاميركية  المنهكة على أرض العراق  , وخاصة في الاشهر الاخيرة , ومنها هذه الايام  تحديداً  ...

بينما ونحن جالسون في لقاء  مسائي معتاد  بيننا أول أمس ,  قام  أحد الأخوة  بعمل اتصال هاتفي , مع  أهله  في مدينة "المحمودية" , هذا القضاء  التابعة  إداريّاً لمحافظة بغداد , كان أخونا في هذا الاتصال يحاول أن يستفسر فيه  من أهله في المدينة عن داره السكنية الجديدة التي يقوم أخوته بإشادتها نيابة عنه  ويسألهم أين وصل العمل فيها ,  على اعتبار ان هذا الاخ  غير قادر حالياً على دخول العراق للأسباب المعروفة , فتفاجأ هذا الأخ بما جرى في  المحمودية صباح ذلك اليوم "أو عصر ذلك اليوم"  عندما نقل  له أهله  ما جرى  للأهالي  في المدينة من تقتيل عشوائي بهم من قبل القوات الاميركية الغازية , بعد أن تعرّض رتلاً أميركيّاً لإبادة تامّة "وكان الرتل كبيراً"  ولم ينجوا من جنود الرتل  إلاّ الجرحى , بحيث , وبحسب ما نقل له عن أخوته , أن خمسا وعشرين جنديا أميركياً قد  لقوا مصرعهم  بعد  تعرض  رتلهم  إلى هجوم  قوي وسريع  من قبل مجاميع  تحمل أسلحة متوسطة وثقيلة , وأن المدينة في فوضى  "لغاية هذه اللحظة"  كما وصفها هذا الأخ ! ...بينما  كان قد أعلن الجيش الأميركي  في نفس ذلك  اليوم  عن  "وفاة !" جندي أميركي في عمليات غير قتالية ! ...

كيفية طباعة المقال

شبكة المنصور

الاربعاء /  06  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   09  /  تمــوز / 2008 م