الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

بالأمس القريب كان العراق "يهدد جيرانه" واليوم ؛ جيران العراق هم الذين يهددونه ...

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

على من يضحك هؤلاء المحتلون المجرمون السفلة , أميركان وإيرانيون فرس وحكام الأقطار العربية "المعتدلة" , وعلى من يريدون أن يعبّروا فذلكاتهم العفنة التي سبق لها وأن جاست على أسيادهم البريطانيون في نهاية المطاف عندما انقلب سحر البريطانيين على أنفسهم بالأحذية والمداسات لحظة أفاقت فيها لشعوب على حالها وساعة ما استفاقت من سباتها الطويل , في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية , بينما اليوم يريد أن يعيد هؤلاء المجرمون الصفيوعرباويّون العجلة إلى الوراء رغماً عن أنف التاريخ , في الوقت الذي استوعبت فيه جميع شعوب الأرض ما احترق لديها من مراحل مظلمة , وتنورت بما فيه الكفاية , بل وتريد هذه الشعوب , بعض منها , هي الأخرى تتطلع لأن تكون هي المستعمرة للبلدان وليس العكس ! خاصة من تلك الدول الطموحة بالنهب "إيران" ذات التاريخ الاستعماري القديم , مثالاً ... ! ..

وليس بعيداً عن حسني العميل القديم وبقية أشقاءه الخونة من الحكام العرب , وخاصة منهم الخونة والعملاء القدماء جداً , تأتي العملية الهوليوفضاعربية لتزوير كارزما خاصة بمكوناتها راسخة عبر صيرورة خضعت لعقود من الزمن تحت وطأة الجهل والحقد والغباء والتبعية المستأنسة للغير , ثم لتحاول الآلات الإعلامية العملاقة هذه ـ غربية ـ عربية ـ فارسية ـ وبدفعة واحدة وتحت إيقاع واحد , وخصوصاً هذه الأيام , تحاول وتعمل بكل ثقلها لتفكيك وإعادة ع تشكيلة تلك المكونات التي تسمى "المالكي" بأمل رسم ملامحها الخارجية من جديد , ورغماً عن أنف طبيعة الأشياء! وعلى أن تظهر تلك الشخصية الجديدة وتبدو للعراقيين وللعالم , ووفق المخيلة المشوشة الفاشلة لبوش الأرعن , على أمل منه أن يكون صنيعته المالكي ديكتاتوراً "جديداً" يهابه العراقيون ويخافونه "من أوّل نظرة" لكي يعيد بوش , بظنه , رسم المنطقة من جديد على وفق توازن القوى على ماكنت عليه التوازنات الأقليمية "أيام زمان !" ,حسب أماني بوش المخبّل وحسب تمنياته بـ"صدّام" جديد يعيد تنظيم علاقات قوة الأضداد بمحورها العراقي الذي كان ! , تماشياً مع التأثير الكبير والراسخ لكارزما صدّام , الغير قابلة صورتها الراسخة حد الحكايا الشعبية في الذهنية العراقية والعربية , الغير قابلة لأن تزول من ذاكرة العراقيين ومن ذاكرة العرب ومن ذاكرةالإيرانيّون أيضاً ! ولايمكن أن تزول حتى من أفق دولة المالكي نفسه ولا من طموح بقية حمير الدبابات الأميركية وجحوشها ...

عملية غسل الدماغ الجمعي لشعوب منطقتنا ولشعوب العالم لتثبيت "صورة" خضعت في الآونة الأخيرة وبعجالة عالية مفضوحة لعمليات التشريح واللصق بطريقة "كولاج" أو ما يسمى بالعاميّة العراقية "من كل زيج رقعة" عل وعسى أن تقتنع شعوب المنطقة والعالم بتشكيل لصورة جديدة للسيد الأستاذ دولة المالكي تنسخ صورته البلهاء القديمة المتكدّمة ! بعد النفخ فيها من جميع فتحاتها وثقوبها , ولعل آخر تلك البدع في ساحات سيرك التلميع "البلياتشوي" لمهرّج حكومة الاحتلال الرابعة , حكومة دولة المالكي , هي الترويج لـ"صراع" يدور ما بين المالكي وما بين سيّده بوش الأرعن , كانت مقدماتها "دوائر تلفزيونية مغلقة" لشد أنظار العالم لنقطة مجهولة بالنسبة إليه ! , يكون المالكي فيها هو المعني! مع استمرار تكرار , بين آونة وأخرى , لهذا "الحدث" ولحين استكمال عناصر تأثيرها الإعلامي المباشر عى المتابع , لتخرج علينا وسائل الإعلام تلك بعدها , بعد مقدمات لها تسربت من هنا وهناك , بمشروع اتفاقية "أمنية " تكون تأثيراتها على الشعب العراقي وشعوب المنطقة متوقفة على مدى نجاح المالكي في "فرض" شكله الجديد الذي تخمّر أخيراً بعمليات عسكرية "بطوليّة" مصطنعة , من مثل "جعير الأسد وصفنة الفرسان" ليكتمل هذا التأثير السايكولوجي الجديد المزعوم بصولة جديدة عنوانها "رفض المالكي للاتفاقية الأمنية لأنها تمس سيادة العراق!" في حالة تجييش إعلامي أميركي مزري ومفضوح وفي غاية النتانة والخلق الشاذ , تذكّرنا بتلك "الحالة" التي اعتاد عليها روّاد المجون في أزقة أحياء بغداد القديمة التي أسسها البريطانيون عند غزوهم العراق 1917 ميلادية "الصابونجية وحي الذهب" وهي حالة أصبحت فيما بعد كثيراً ما يرددها العراقيون لوصف من يمتاز بصفة الصلافة والقباحة في إنكار جرم قد ضبط وهو متلبس به ؛ لتقاس عندهم مثل تلك الحالات بحالة بائعة الهوى التي وحين يتعكّر مزاجها من الزبون , والزبون لا زال قابعاً فوقها! قائلة له بعنف , وبحسب اللهجة العراقية "فوت أبو العيـ ...ـون السود ... يلله خلـّص!" يعني بائعة الهوى تسب الزبون بما هو لازالت تحته ! ... وكذلك هذا "لدولة" فإن "العـ..." في "منفسه" وسط إسته , بينما هو يردد "فوت أبو الـــ....ـعيون السود" لا نريد اتفايات أمنية تمس سيادة العراق ! في محاولة شتم من لازال , لا نقول إلاّ ... وتقديراً لمركز "دولته" لانقول إلاّ : يسب بما هو "الزبون" لازال به يمتطيه! ....

دولة بائع هوى الاتفاقيات الأمنية , كان من زمرة مطبلي "أهزوجة" لا زالوا يرددونها ... ليس هم وحدهم , بل جميع دول "الاعتدال" وغيرهم يرددونها عبر مجاري فضائياتهم قائلين , وبانحطاط قياسي قاع المراحيض يكون فيها , عفوا للقارئ الكريم ,أنظف منهم بكثير , فهم جميعاً لازالوا يرددون "العراق يهدد أمن دول الجوار!" بينما أساس الاتفاقية التي يريد الأميركيون أن يمرروها عبر عميلهم الأجحث المسكين دولة المالكي أن يجعلوا من لب أسباب تواجدهم العسكري على أرض العراق , طبعاً بزيف وبتمويه مكشوف , هو الدفاع عن العراق ضد جيرانه ! .. يعني للدفاع عن العراق ضد إيران .. بل , ولا مانع أن يقول الأميركي الصلف , والذي سبق وأن "كسر عينه" الفيتناميون من قبل العراقيّون ومقاومتهم الكونية العظيمة بقيادة المجاهد الرئيس الشرعي للعراق الرفيق أبو أحمد المهيب الركن عزت الدوري , فلا مانع أن يقول الأميركيون لاحقاً , وحتى لو سقطت إيران وسوريا لا سامح الله بأيديهم وتركيا أيضاً , لا مانع لديهم من أن يقولوا " أن التواجد الأميركي العسكري على أرض العراق هو للدفاع عنه ضد التدخل الكازاخستاني والتترستاني والأذربيجاني والهندي والصيني والروسي" بل ولا مانع أن يضيفوا لهذه الدول "الشرّيرة" أقطار "الاعتدال" نفسها إذا ما ضاقت بهم سبل الإقناع .... !

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد /  11  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   15  /  حزيران / 2008 م