الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

العراق والاتفاقية الأمريكية الأمنية المقترحة

 

 

شبكة المنصور

محمد على خالد

 

الأهداف الأمريكية لغزو العراق وبعد أربع سنوات من أحتلاله لم تعد خافية على أحد والتي لا علاقة لها بأسلحة الدمار الشامل أو العلاقة بتنظيم القاعدة أو الديمقراطية وغيرها . الأهداف أصبحت واضحة من خلال البرنامج الأمريكي الصهيوني الذي يتم تطبيقه في العراق ومنذ اليوم الأول لأحتلاله .. الأهداف كانت ولا زالت كما يلي :

1- تدمير العراق أقتصادبا وعسكريا وسياسيا وأجتماعيا وبنى تحتية ..
2- السيطرة والأستحواذ الكاملين على نفط العراق..
3- جعل العراق تابعا لأمريكا وبسيطرة كاملة منها عليه وعلى قراره..
4- أبقاء العراق بأوضاع عامة متدهورة وغير مستقرة يقاتل بعضه بعضا تمهيدا لتقسيمه ..
5- منع العراق من الوقوف على قدميه مرة أخرى ..

كانت البداية بقوانين بريمر المشهورة كحل الجيش والأجتثاث والخصخصة والمحاصة الطائفية وغيرها وما نتج عنها من كوارث الدمار والتهجير والقتل وفساد أداري منح العراق (شرف ) الدولة الأولى في العالم في الفساد الأداري ..

ثم جاء الدستور الهجين الذي لا يمت للعراق بصلة كهوية وكتاريخ وحاضر ومستقبل وكوحدة وطنية .. بعد الدستور جاء قانون أنتخاب المحافظات مع التمهيد لحملة قانون النفط والغاز وطرحه زورا وبهتانا بصيغة التوزيع العادل للثروة النفطية بين العراقيين في الوقت الذي يهدف لتحقيق السيطرة الكاملة لأمريكا وشركاتها النفطية على نفط العراق الى نهاية عهد النفط .. أخيرا وليس آخرا جاءت الأتفاقية الأمنية التي وقع عليها بوش والمالكي بالأحرف الأولى ...

:كانت الأدارة الأمريكية تتمنى وتريد أن يتم كل هذا على مراحل تبدأ بمجلس الحكم وبريمر وتنتهي بالأتفاقية الأمنية الطويلة الأمد ... لكن رياح العراق جاءت بما لا تشتهيه سفن أمريكا .. المقاومة العراقية وصمود شعب العراق ووعيه ورفضه للأحتلال وعملائه فتح الطريق لأفشال هذا المخطط الأجرامي الرهيب ....

القليل جدا الذي تسرب من بنود الأتفاقية الأمنية المقترحة بين العراق وأمريكا يؤكد ما أشرنا اليه أعلاه من أستنتاجات ويشير الى أن أمريكا تريد أنشاء 400 ( أربعمائة ) موقع عسكري في العراق تعتبرها جميعا وكأنها أراضي أمريكية وتدار بموجب القوانين الأمريكية ولا علاقة أو سيطرة من أي نوع للحكومة العراقية عليها بما في ذلك فعالياتها وحركتها ونشاطاتها والدخول اليها والخروج منها من داخل العراق وخارجه مع حصانة كاملة لهذه القواعد ومنتسبيها وعدم مساءلتهم من قبل أي طرف عراقي عن أى عمل أو جريمة يقومون بها على أرض العراق ...

أذا كان النموذج اليباني الألماني الكوري الجنوبي هو الذي سيكون المرجع للأتفاقية الأمنية مع العراق فهذا يعني أن العراق سيساهم في تحمل الجزء الكبير والأساسي من تفقات أقامة هذه القواعد وأدارتها وتشغيلها وتلبية أحتياجاتها ..

وهذا يعني أنه أحتلال للعراق طويل الأمد جدا وشرعي بموجب الأتفاقية وبتمويل عراقي .. نعم .. بتمويل عراقي ..

أضافة الى توفير أراضي عراقية تستخدمها أمريكا لأغراضها في المنطقة والعالم كما تريد وفي أي وقت تشاء وبدون الرجوع الى الحكومة العراقية أو غيرها ...

تحاول الأدارة الأمريكية وعملائها في العراق تسويق هذه الأتفاقية كوسيلة كما يقولون لأخلراج العراق من البند السابع من ميثاق الأم المتحدة في الوقت الذي تعلم أمريكا وعدد قليل من عملائها في العراق أن البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة يشار اليه ويربط في القرارات الصادرة عن مجلس الأمن عندما يكون موضوع القرار فيه تهديد للأمن والسلام الدوليين وفي هذه الحالة يكون تطبيق القرار ملزما لجميع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة ... وهم يعلمون أيضا أن الغالبية العظمى من قرارات مجلس الصادرة بحق العراق قد تم تنفيذها والمتبقي لم يعد نافذا بعد الأحتلال بسبب أنتهاء ظروف ومبررات صدوره..هذا يعني أن الموضوع لا علاقة له بالبند السابع بكل تأكيد...

يقول عملاء أمريكا في العراق أيضا أن الأتفاقية تحمي العراق وتضمن سلامته وعدم الأعتداء عليه ...]يطالبون بأحتلال بلدهم لحمايته ومنع العدوان عليه ويتصرفون كأن الأحتلال ليس عدوانا وليس محرما بموجب المواثيق الدولية... أنهم يعلمون جيدا أن الأحتلال لحمايتهم من شعب العراق وليس غير ذلك بالنسبة لهم..

موضوع المقارنة بين أحتلال ألمانيا واليابان بالعراق وكيف أن ألمانيا واليابان وما هما عليه الآن هو نتيجة لما يشابه الأتفاقية المعروضة على العراق لا أساس له وبشكل مطلق للأسباب التالية :

1- العراق لم يخسر الحرب قانونا بموجب القانون الدولي لأنه لم يوقع وثيقة أستسلام لأحد ، وهذا هو السبب الذي دفع أمريكا للذهاب الى مجلس الأمن لأستصدار قرار يعتبرها قوة محتلة للعراق ..

2- أمريكا بعد أحتلالها للعراق لم تباشر بمشروع مشابه لمشروع مارشال الذي بموجبه أعادوا أعمار ألمانيا واليابان .... الذي فعلته أمريكا في العراق بعد أحتلاله هو التدمير والسرقة والقتل والتهجير وعيرها..

3- العراق دولة نفطية وليس بحاجة لمشروع مارشال جديد .. لكن الذي حصل هو أن العراق باع نفطا بقيمة تزيد على 150 ( مئة وخمسون ) مليار دولار خلال السنوات الأربع الماضية ... شعب العراق لا يعلم أين ذهبت هذه الأموال ، لأنهم ، أي العراقيون ، لم يلاحضوا بناء مدرسة أو مستشفى أو محطة كهرباء أو جسر أو مصنع أو محطة تنقية مياه ، أذ أن العكس تماما هو الذي حصل ، أي تدمير البنى التحتية التي كانت موجودة قبل الأحتلال والتي كانت تعمل بكفاءة بالرغم من قدمها وعدم تجديدها بسبب الحصار الجائر الذي دام ثلاثة عشر عاما....

4- الأنسان العراقي بوعيه ووطنيته في القرن الواحد والعشرين ، لا يمكن ، وليس من الصحيح مقارنته بشعوب المانيا واليبان المهزومة في الحرب قبل ما يزيد على ستين عاما ... شعب العراق قادر وقد أثبت أنه قادر على أدارة شؤونه بنفسه وبدون تدخل من أحد وبأحدث الوسائل في العصر الحديث....

5- السؤال المهم في هذه الحالة الآن هو هل شعوب ألمانيا واليايان سعيدة وعلى وفاق مع أمريكا بموجب الأتفاقيات التي وقعوها مع أمريكا قبل ستين عاما ؟ الجواب عند شعوب هذه الدول التي تعبر كل يوم وبوسائل مختلفة عن رفضها للوجود الأمريكي على أراضيها وشروطه المجحفة والمخلة بسيادتها .....

الخلاصة هي أن الأتفاقية الأمنية المقترحة هي تشريع للأحتلال الأمريكي للعراق وبدون سقف زمني لهذا الأحتلال مع سيطرة كاملة على نفطه وشؤونه وأمواله ومستقبله ، والكارثة هي أن كل ذلك يتم بتمويل عراقي .....

أملنا كبير بشعبنا العراقي العظيم ومقاومته الباسلة وقواه الوطنية وقدرتهم جميعا على قبر هذه الجريمة قبل وقوعها.. تاريخ العراق القديم والحديث زاخر بالأحداث التي تؤكد هذه الحقيقة...........

ومن بين هذه الحقائق نذكر المالكي وبقية العملاء وأسيادهم الأمريكان اللذين يجهلون تاريخ العراق وشعب العراقوتأريخ شعب العراق بسبب غباءهم أو لأنهم أميون .

إن شعب العراق أجهض واسقط العديد من الاتفاقيات والمعاهدات المشبوهة منذ عام 1922 والى يومنا هذا ولعن موقعيها أو اللذين حاولوا توقيعها أمثال المالكي ؟ ولدينا شاهد عيان على ما نقوله هو ( بريطانيا العجوز ) الحليف والتابع الذليل لأمريكا ووثائق وزارة خارجيتها (وثائق وزارة الخارجية البريطانية ) .

• اتفاقية 1922 م تم إسقاطها وإفشالها رغم إن البريطانيين حاولوا تحويلها من احتلال إلى انتداب.

• مشروع اتفاقيه 1926 -1927 م لم يمرر هذا المشروع من قبل مجلس النواب والحكومة بسبب المعارضة الوطنية والشعبية وبسبب هذا المشروع المشبوه اسقط شعب العراق مجلس النواب. وحاصرت المظاهرات الشعبية الحكومة مما دفع رئيس الوزراء آنذاك محسن السعدون إلى الانتحار عام 1929 م .

• وفي معاهدة عام 1937 م حاولت بريطانيا بهذه المعاهدة ابتزاز العراقيين وترغيب ألحكومة آنذاك بأن العراق سوف يقبل عضو في عصبة الأمم ورغم ذلك استمرت الاعتراضات والمظاهرات ضد هذه الاتفاقية مما دفع بريطانيا لطرح اتفاقية جديدة .

• عام 1948 م تم التوقيع علي اتفاقية مع رئيس الوزراء آنذاك صالح جبر ونتيجة الضغط الشعبي والجماهيري والحس الوطني تم إسقاط المعاهدة مع موقعها صالح جبر واستمرت بعد ذلك بريطانيا وأمريكا بمحاولات لربط العراق بمشاريع ومعاهدات وأحلاف مثل ( حلف بغداد المشبوه) الذي أسقطه الشعب العراقي وقواته المسلحة في 14 تموز 1958م .

• إن هذه الاتفاقية التي يحاول المالكي وأعوانه تمريرها ستلحق حتما بالمعاهدات والمؤامرات التي سبقتها وذلك تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة وقوى الشعب العراقي الأخرى التي تستمر بعون الله حتى خروج المحتل وأعوانه أمثال المالكي وغيره.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  06  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   10  /  حزيران / 2008 م