الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

من علامات المنافق .. إذا قال كذب

 

 

شبكة المنصور

محمد الاعظمي  / بغداد

 

بتاريخ 11 حزيران 2008 شاهدت من على قناة الفضائية العربية السورية ، اللقاء الذي جرى بين مقدم ( البرنامج الخاص ) بمناسبة ذكرى وفاة المرحوم الرئيس العربي السوري حافظ الاسد ، والسيد حسن العلوي الذي ينتشي طرباً عندما يكنى بـ ( المفكر ) فهو الأستاذ والكاتب والأديب والاعلامي والصحفي والسياسي والمؤرخ واللاجئ واللا ( طائفي ) ولا يحب ( المكرمات ) ولا ( التومانات ) ولا ( الدولارات ) وصاحب مشروع مؤسسة ( سومر ) الفاشلة في بغداد بعد الاحتلال .. والسفير بلا سفارة .. وصاحب الدفاتر العتيقة .. والانتهازي الذي لايريد ان ينطفئ بريقه .. فمن خلال اللقاء .. كان ( المفكر ) قد أخذ كل مجده وفرصته ، ليقول ما يشاء .. والكلام ليس عليه حساب طالما منضبط ومحسوب ومشحون بالعواطف في الزمان والمكان .. فللحرف صدى ومعان .

ومن خلال أسطري هذه .. اود الاشارة أنني لن أفند ما جاء في الجزء الأول قبل يوم الأربعاء او اللقاء الثاني لان موضوع البرنامج حديثه خاص بالمناسبة .. ولكن عندما يبتعد المتحدث عن الحقيقة ولو في حادثة عابرة يكون القياس عندها مطلوباً لمعرفة مدى الثقة بالمتحدث ، فليس كل متلقي عارف ومطلع ببواطن الأمور .. سيما وان المتحدث ( مفكر ) .. ويا عجبي .. فمنذ نشوء الدولة العراقية الحديثة عام 1921 وحتى الاحتلال لم أجد حسب علمي ان عالماً او أستاذاً او باحثاً او كاسباً قال عن نفسه او طلب من الناس ان يقولوا عنه انه ( مفكر ) او ( فيلسوف ) او ( فلته ) .. وحتى في الساحات الأخرى من الوطن العربي عرفنا أسماء لامعة في سماء الأمة لم تقف عند مفردة ( مفكر ) اذ ماذا نقول عن المرحوم احمد ميشيل عفلق او ساطع الحصري او محمد خلف الله او انستاس الكرملي او طه حسين او ابن هبهب مصطفى جواد .. ؟!! وغيرهم .. وكي لا ابتعد كثيراً أقول :

ان الذي لا يصدق في الحديث عن ذاته .. سيبقى مسكوناً بحالة الكذب ولا يمكن ان يؤتمن في الحديث عن أحداثاً تأريخية او آنية .. وسأتناول عينات محددة من حديث ( الشاطر ) حسن وليته يستطيع ان يفندها او يوصمها بالتدليس على ذاته .. فيا سادة يا كرام جاء في حديث الختيار حسن الهمام ، انه بعد اعدام قريبه عدنان الحمداني 1979 تم نقله من رئيس تحرير مجلة الف باء البغدادية الى وظيفة ( ممرض ) في وزارة الصحة !!؟؟ .

عليه أقول :

ان السيد حسن بعد تخرجه من ( الكلية ) تم تعيينه من قبل ( مجلس الخدمة ) بوظيفة ( مدرس ) في محافظة الانبار وعاش في قضاء حديثة في كنف الكرام الأخيار .. وبعد أشهر من قيام ثورة 17- 30 تموز عام 1968 كنت مع أخي الكبير ورفيق لنا في اليوم الثالث من أيام العيد نجلس في كازينو بمنطقة ( سلمان باك ) قضاء المدائن ، وكان يجلس بقربنا على طاولة أخرى السيد حسن وبصحبته زميلاً له .. وفي هذه الأثناء قدم الى الكازينو المرحوم الشهيد صدام حسين رحمه الله وبصحبته ولده الشهيد عدي وكان دون الـ (5) سنوات .. وبمعيتهم المرحوم صباح مرزا محمود ، سلم أبا عدي على الحضور وجلس على طاولة قريبة .. هب ( المفكر ) من مكانه مرحباً مهللاً مؤدياً واجب الولاء والطاعة والاحترام والمحبة لرجل الدولة والحزب ..ويشهد الله أنني لم أشاهد السيد حسن منذ ذلك اليوم إلا في التلفزيون وخاصة يوم جال القائد في الاهوار بـ ( المشحوف ) بين القصب والبردي حيث الصرائف والقرى المتناثرة في الاهوار وسأروي لكم سادتي الكرام متى شاهدت السيد حسن ثانية ولم ألتقيه بعدها إلا متحركاً في التلفزيون .. واللقاء الثاني المباشر معه .. هو الذي دفعني للكتابة هذه .. فما سمعته منه يوم أمس وهو يتحدث عن الميثاق بين القطرين العراق وسورية وما سمي بمؤامرة محمد عايش ومن ثم تعيينه ( ممرض ) قبل مغادرته القطر بداية الثمانينيات كان حافزاً لتصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها السيد حسن العلوي فكما أسلفت ان السيد عمل مدرساً وبداية الثورة تم تعيينه مديراً لاعلام وزارة التربية ، وبحكم علاقاته وتطلعاته مثل أي موظف تم تعيينه مراسلاً لوكالة الأنباء العراقية في المغرب .. وأشتغل بعدها في دائرة الصحافة بوزارة الاعلام .. وأخر موقع شغله ( المفكر ) قبل شهر تموز 1979 رئيساً لتحرير مجلة الف باء وهي بمثابة ( قسم ) تابع الى جريدة الجمهورية .وبعد اعدام قريبه عدنان الحمداني صدر قرار بنقل السيد حسن العلوي الى وزارة الصحة / المؤسسة العامة للتعليم والتدريب الصحي بدرجة وظيفية ( مديراً للتخطيط في المؤسسة ) وليس ممرضاً كما ادعى .. وكان رئيساً للمؤسسة الرفيق الدكتور نزار الشابندر شقيق السادة غالب وعزت الشابندر ، اما مقر المؤسسة فيذكره السيد حسن جيداً قرب ساحة عقبة بن نافع في بغداد بجانب دائرة اطفاء الرصافة ومقابل مطعم كباب ممدوح الديري .. ويذكر جيداً السيد حسن من كان معه في مديرية التخطيط كل من السيدين عبد الكريم السلماني وصبار الحديثي .

ترى ألم يعين في مدرسة معلماً أول الأمر .. وها هو يعود الى مؤسسة تعليمية ثانية .. وبعد استقرار السيد حسن بالمؤسسة واستلامه نسخة من الأمر الاداري واحتساب راتبه كما يستحقه وحصوله على هوية منتسب في المؤسسة المذكورة ، زرته وزرت رئيس المؤسسة والسيدين المذكورين لمعرفتي بالجميع .. ومن بين ما قاله السيد حسن : انه سيذهب للعمل في الكويت فقد كتب رسالة بذلك الى السيد الرئيس ، وان الاعلامي الكويتي احمد الجار الله سيتحدث بموضوعه مع السيد الرئيس ليأخذه معه ويعمل في الصحافة الكويتية .. وهذا ما حصل فعلاً .. واذكر من بين الطرائف التي تحدث بها السيد حسن ان خاله ( المعمم ) طرق باب دارهم عصراً وعندما فتح الباب لم يدخل وقال محتجاً : كيف تسمي ولدك باسم ( عمر ) وغادر الباب مزمجراً معربداً مفعوساً .. الأمر الآخر الذي يجلب الانتباه في حديث السيد حسن انه كرر أكثر من مرة : ان أعضاء مكتب الثقافة والاعلام الذين شتموا القيادة السورية لمدة ( 35 ) عاماً هم اليوم في دمشق ولديهم جريدة تشتمني يومياً .. وحسب علمي ان الرئيس الشهيد كان يشرف أشراف مباشر على مكتب الثقافة والاعلام ومن بين الأعضاء فيه الرفاق طارق عزيز والياس فرح وسعد قاسم حمودي والسكرتير الصحفي ووزير الاعلام حكماً والشاعر الضرير كمال الحديثي ورئيس تحرير جريدة الثورة كونها جريدة الحزب وبعض الأعضاء بصفة مشارك .

فمن هم أعضاء مكتب الثقافة والاعلام في دمشق أولاً .. وحتى لو كانوا في سورية العروبة فهل ترغب ان تزج بهم في المعتقلات .. فقبلك ومعك وبعدك من كانوا في سورية وعادوا على غبار الجزم الأميركية صاروا يشتمون سورية والقيادة السورية فهم مثلك لم يعرفوا طعم الوفاء ولا الصدق ولا الحقيقة .. اما الصحيفة التي تشتمك يومياً وتنسبها الى مكتب الثقافة والاعلام ، فحسب علمي ان الصحف ذات النكهة العراقية التي تصدر في دمشق هي :

• الاتجاه الاخر - لصاحبها السيد مشعان الجبوري .
• المدار - لصاحبها الأسير عز الدين المجيد الذي عاد الى القطر بعد الاحتلال .
• جريدة الحرية - لصاحبها السيد جوهر الهركي ولم تحصل الموافقة على توزيعها في المكتبات لحد الان .
• جريدة الصوت - لصاحبها السيد مؤيد عبد القادر .

وإذا كان السيد حسن العلوي يعني الصحيفة الأخيرة فأقول له : ما علاقتها بمكتب الثقافة والاعلام وبحزب البعث العربي الاشتراكي ، فالحمد لله لم يسلم احد من لسعات صاحب الجريدة .. وللعلم ان ميزانية الجريدة المذكورة لا تشجع على إصدارها بشكل منتظم ، على عكس بعض الصحف والفضائيات في المحافظات العراقية التي تمولها السفارة الأميركية والكويت وطهران .

وليكن في علم السيد حسن لو توفر المال لدى مكتب الثقافة والاعلام في القطر لكانت له أكثر من فضائية وأكثر من جريدة ومجلة .. ومع ذلك البركة في جريدة الثورة الناطقة باسم الحزب التي عاودت الى الصدور وكذلك جريدة الحزب الداخلية ( الثورة العربية ) .. وكما يقول المثل البغدادي ( صيت الغنى ولا صيت الفقر ) .. وأخيراً .. اتفق معك يا سيد حسن .. فأنا ( فكرت ) وقلت : لو ان الرئيس البكر رحمه الله قد تحمل قليلاً و ( داس ) على مرضه .. ولم يقدم استقالته عام 1979 أكراماً لمشروع الوحدة .. ولو صبر لحين قيام الوحدة ونجح الميثاق .. لما حصل الذي حصل .. من تكتل في القيادة العراقية .. ولما سالت دماء .. ولما استمرت سواتر بين البلدين ولا دامت القطيعة .. وأنت يا حسن .. وأنت تفكر .. لا تنسى دور الأجهزة السلبي في البلدين .. ولا تنسى دور الغرب وأميركا ودولة العدو الصهيوني ويهود الخليج في الكويت .. فالوحدة خط احمر .. فالعرب الذين شهدوا قيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1958 وتم وأدها بالانفصال عام 1961 لم يشهدوا وحدة عربية أخرى الى اليوم .. وإذا قال شاعر البعث سليمان العيسى في الستينيات من القرن الماضي :

أنا وحدة عربية يا سيدي
تأبى انفصالا ..
وعلى الحصير .. حصير آبائي
وأجدادي .. تعلمت النضالا ..

فأن الأرض العربية ( توالدت ) مشاريع وحدوية ولم تطأ أقدامنا أرضاً عربية بدون جواز سفر او تأشيرة دخول .

فسلام عليك يا أبا سليمان ، رحلت ولم ترفع علماً صهيونياً فوق أحياء دمشق ..
وسلام عليك أبا عدي ، وأنت تفارق الدنيا بالشهادة عبر أرجوحة الأبطال فأغتيالك تم بأرادة المحتلين الأميركان وبتنفيذ ميليشيا طهران وأصفهان ، في ليل الكاظمية الاسود ، أول عيد الحج الأكبر ، نهاية عام 2006 فأنت علو في الحياة وفي الممات ..

فهل من شهادة لحزب ثوري عربي .. يغتال الأميركان أمينه العام للحزب ، رئيس دولة العراق الشرعي .. واي ( مفكر ) يتمنطق عن حفنة زناة كانوا معه صبايا في شوارع دمشق ومواخير لندن وطهران ممن يتبولون في ( جحور المنطقة الخضراء ) .. ممن يصلون ويسبحون صباح مساء لسيدهم المحتل الأميركي الذي أعطاهم نعمة ( اللغف ) و ( الشفط ) واغتيال كل شيء في العراق .. لماذا تدور حول نفسك .. مثل حمار الطاحونة .. او الطفل الذي يتغوط حول نفسه .. كل أعصار العراق لم يهزك .. فبعد الاحتلال قامت مؤسستك في بغداد ( سومر ) ولم تستطع ان تجاري التيار .. فأنزويت .. ثم جاءت مرحلة ( الدريل ) و ( فرق الموت الملثمة ) ومرحلة ( القاعدة ) و ( جيش المهدي ) و ( الصحوة ) وأغطية ( بدر ) .. وحلت في العراق كل مخابرات الدنيا ودولاراتها وشركاتها الأمنية .. وأغتيل العالم والأستاذ والطيار والشيخ والرفاق وما زلنا جذوراً داخل وعلى الأرض عشاق الحياة .. فيا سيد حسن .. لولا المقاومة العراقية .. لولا الأحبة في العراق .. لما بقي نهر ولا شجر ولا نجوم في السماء .. أنه العراق .. قد يحتل مرات ومرات ..

لكنه صعب الهضم ..
صعب التقسيم ..
صعب الفناء ..
وغداً ستشرق الشمس ..
ولن تبقى في العراق بوم .. او خفافيش او ثعالب او غربان او أبناء اللقطاء ..
سيعود العراق عربياً .. عربياً مثل طائر الفينيق .. يولد من جديد .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة /  09  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   13  /  حزيران / 2008 م