الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

مدينة البؤساء...!!

 

 

 

شبكة المنصور

الأستاذ كمال القيسي

 

سكنتها ملح أرض السواد.. أجدادهم بناة بابل وأور والكوفة والبصرة وبغداد.. أجدادهم شهداء معرك القادسية  وصفيّن وكربلاء وثورات النجف والرميثة والرارنجية وثورة العشرين.. أجدادهم عليهم السلام :علي والحسن والحسين والكاظم  وموسى بن جعفر...

شيوخهم رحمهم الله تيجان معقودة على رأس كل العراقيين : محسن أبو طبيخ وعلوان الياسري والحاج عبد الواحد سكر وشعلان أبو الجون  والحاج رايح العطية  وعمران الحاج سعدون  وقاطع العوادي  ومنذور العبد الله  والحاج صكبان آل بدير  ومحمد العبطان ومرزوق العواد  ونورالياسري  وشعلان العطية  و شعلان السلمان وغيرهم...

شقٌت سواعدهم الترع وزرعت وحصدت وأطعمت وأغنت المتخمين .. عمّرت الأهوار والممالح والقرىوالأرياف والمدن..أقامت الطرق والمصانع والمستشفيات والمدارس والجامعات..منهم الشعراء والكتاب والعلماء والفنانين والمناضلين والشهداء..

أقام طواغيت الزمن على أشلائهم أكاليل ونٌصب ...طحنهم وأمتهن كرامتهم الملوك والأمراء والرؤساء والأقطاع والجوع والفقر والجهل والمرض... خطاياهم وكرمهم ونخوتهم وتضحيتهم وغريزتهم وعفويتهم الفطرية تلاعب بها شياطين النهار والليل.. قسوة الحياة والسلطة والأنسان جعلت قلوبهم تتعلق بقصص أبطال السماء وطقوس المعتقد.. لبسوا السواد وشقُوا الجيوب وضربوا الصدور وأدموا الرؤوس ولبسوا الأكفان أحياء وأقاموا الشعائر ودفعوا الزكاة وأقاموا المساجد ومشوا لأيمانهم حفاة عطاش ... ورثوا عن أجدادهم التصديق وعقدوا اللواء لأولي الأمر في الدين..

أبتز التاريخ عقولهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم وآمالهم ... عمل "السلطان" دوما على جعلهم عبيدا مهلّلين وحطبا وقرابين.. باعهم  السلطان آمال  الحياة والموت فعاشوا مهلّلين لطّامين  وماتوا مغدورين مجهولين منسيّين..

اليوم في "مدينة البؤساء".. إجتمعت طواغيث  التأريخ لتكرر فنون حصارالقتل والتدمير والهلع والتجويع وهتك الأعراض إستجابة "لنداء أهلها الموجه للمالكي في إنقاذهم من العصابات".. ولأن " المجرمين يستخدمون أهلهم دروعا بشرية خلال عملياتهم" وأن "إيران تدعمهم".. لذلك كله يقوم المالكي تسانده قوات الأحتلال الأمريكي و تحت ألوية "صولة الفرسان" بحصار المدينة وقصف منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم  بمدفعية الدبابات والضربات الجوية ملحقة آلاف القتلى والجرحى...

إن سكتة " مدينة البؤساء" هم عراقيون.. وأن المحاصرين هم أهلنا من فقراء "الشيعة العرب" .. وأن قاتليهم محتل وخائن وعميل ومرتزق وحاقد غريب..

أما آن لله أن يظهر آياته تخرج إلى الناس لابسة المسوح حاسرة الرأس حافية القدمين تجأر بأن دم الحسين وأهله حرام حرام حرام...!                                      

 

مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                       الاربعاء  /  09  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  14  /  أيــــار / 2008 م