الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

ملاحظات على مقال علاء اللامي المنشور في القدس العربي في 13/5/2008 والمعنون

(المتسامحون مع حزب البعث)

 

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس / اكاديمي عراقي – بغداد

 

بدءا" أريد ان أنوه الى مفارقة نعيشها منذ بداية الغزو الامريكي للعراق والى الآن تتعلق بقضية الديمقراطية التي يتحدث عنها الامريكان ومن تحالف او تعاطف او التحق بخط سيرهم. فالديمقراطية التي يتحدث بها الاعلام العربي مع هؤلاء أو من يتحدث نيابة عنهم هي ديمقراطية للطرف المتحدث حصرا" وتحديدا ".

فأميركا ومواليها في العراق والمنطقة يمنعون بالقوة ان يمارس سواهم الديمقراطية. انها ديمقراطية لطرف واحد بدليل ان الاعلام العربي بكل انواعه يمتنع عن نشر موقف وآراء البعثيين منذ أن بدأت عواصف الحرب العالمية الثالثة التي شنت على البعث ودولته منذ عام 1990 والى هذه اللحظة. ولولا طبيعة البناء التكنولوجي للشبكة العنكبوتية لكان مجموع ما قاله أو كتبه البعثييون للدفاع وتوضيح حقائق تمسهم وتمس تجربتهم التي ذبحها الاحتلال الامريكي وتمس بلدهم العراق وأمتهم العربية والاسلامية لا يزيد عن خمس ساعات في الخمس سنوات الأخيرة.

ورغم اني لست قياديا" في البعث ولا مخول بالنطق دفاعا" عنه، الاّ اني مواطن انتمى الى البعث لمدة تقارب الثلاثين عاما" تنتهي مع زمن الاحتلال فاني أشك كثيرا" ان يجد هذا الرد طريقه للنشر في 99% من أجهزة الاعلام العربي رغم انه لا يعدوا كونه وجهة نظر مواطن عراقي عربي لم يتبوأ مركزا" قياديا" لا في الحزب ولا في دولة الحزب في العراق.

ملاحظتي الأولى تتعلق بلقب كاتب المقال الذي يؤشر انتماءه لعشيرة عربية عراقية معروفة، الاّ انها انجبت أعتى عتاة اعداء البعث واكثرهم تطرفا" الى جانب احمد الجلبي وأحزاب الطائفية الشيعية والسنية على حد سواء, فان لم يكن الأخ كاتب المقال هو نفسه علي اللامي أحد أبرز عرابي الاجتثاث ونائب مؤسس فكرة الاجتثاث, مع الاقرار ان بعض الظن أثم, فهو على اقل تقدير ابن عمه وفقا" لمعايير العشيرة او القبيلة. وهو بذلك ووفق شهاداته التي يصرخ بها مقاله مدار بحثنا شريك في مجزرة الاجتثاث المعيبة و فضيحتها الكارثية (اجتثاث البعث عنت قتل البعث والبعثيين وليس اقصاءهم عن الحياة العامة والسياسية)، التي عصفت بمصدر قانون الاجتثاث نفسه بول بريمر نيابة عن (المعارضة) واجبرته على التراجع عن نصف اجراءات الاجتثاث عمليا" بعد اقل من ستة شهور من توقيعه عليها وتمثل هذا التراجع بقرارات أُريد لها ان ترقع الثقوب الواسعة التي احدثها القرار في الجسد العراقي المتهاوي تحت صواعق الاحتلال واجراءات مسيرة الغاء الهوية العراقية. انه بهذا الوصف عدو وشريك في أبشع عملية ابادة تعرض لها حزب سياسي عبر التاريخ الحديث تحت عناوين الثأر والانتقام وتصفية الحسابات التي وضع برنامجها في ايران والكويت ومؤتمرات لندن وصلاح الدين والكويت والناصرية وخطط لها تحت رعاية امريكا وبريطانيا بحيث يسجل قتل مئات الآلاف من البعثيين وعوائلهم وأصدقاءهم ضد مجهول. وحين نذكر هذا الرقم فاننا نتردد عن ذكر الرقم الأقرب الى الحقيقة والذي يصل الى قرابة نصف مليون قتيل من غير أي مبالغة.

وعلى افتراض لفظي لا غير, هل يستطيع متمنطق في هذا العالم ان يعطينا نصا" شرعيا" أو قانونيا" من قوانين الارض تشرعن قتل هذا العدد من الناس بدم بارد ووفق عمل فرقي منظم وممول يحصل تحت ظروف بلد محتل ويفترض ان تكون حماية ارواح الناس غير المسلحين فيه هي من مسؤولية الاحتلال الذي ملئت دباباته وعساكره شوارع وازقة مدن وقصبات وقرى العراق؟ ان الحديث عن اجرام البعثيين وقياداتهم بالشكل الذي تم به بعد الاحتلال يجعلنا نتساءل عن عدم توجه الاحتلال وعملاءه الى اعتقال الآلاف الذين قتلوا من البعثيين الذين لم يهربوا بالاموال التي تحدث عنها السيد علاء الى الخارج وتقديمهم للمحاكمات القانونية لكي يكون لدولة العراق الجديد التي اسستها ديمقراطية العالم المتمدن والمتحضر عام 2003 ، اساس ديمقراطي منظور بدل الادعاء الفارغ والممجوج بالديمقراطية الذي ما عاد يُضحك حتى السذج ولا يخدع اغبى اغبياء بني ادم؟. وعلى من يريد الرد على مثل هذه التساؤلات ان لا ينسى ان شهود الجريمة احياء وبالملايين وان منطق التذاكي والحذلقة الكلامية الفارغة لم يعد ينفع ولا يمر فالناس قد ملّت منه أولا" وتيقنت من انه فارغ ومشروخ لان ما جناه شعب العراق من البعث (الشعب العراقي وليس طلاب الحكم الفدرالي الطائفي والعرقي الذي قال عنه البعث وصدق القول انه يريد ذبح العراق وعروبته واسلامه)، كان ببساطة انتقالة تاريخية من الظلام الى النور ومن التخلف الى التطور. نعم على الجميع ان يدرك من امثال السيد اللامي, ان ما كان يصلح ويقبل كادعاء عام 2003 لم يعد كذلك الآن، لان من كان يصدق الدعاية المتهاتفة التي صيغت في الأقبية الظلمة قد تضاءل عددهم ليقترب كثيرا" من الصفر. لقد كسب الشعب من الاحتلال وعملاءه انهار دم ما زالت تجري، لان الديمقراطية المدمرة التي جاءت بها اميركا تقتضي ان يهدر دم عمر وابو بكر وعثمان وعبد الحق وعبد الله ليسود عبد الزهرة وعبد الحسين وعبد الكاظم ثم تطورت الرؤى الديمقراطية ليقتل عبيد الائمة بعضهم بعض ويذبح احفاد عمر بعضهم بعض لان ضرورات التوافق في المواقف من الاحتلال والعملية السياسية العتيدة توجب القتل وتتطلب تسييح الدماء.

ورأى شعبنا بأم عينيه كيف اعدت له الديمقراطية المخيمات في الصحارى ليعيش فيها مهجرا" مقصيا" عن الحياة بابسط متطلباتها ..

رأى الناس كيف تُغير قطعان الذئاب على المساجد والحسينيات لتقتل وتحرق وتنتهك الاعراض والمقدسات ورأينا كلنا كيف يفجر ويقتل المخدوعون السذج البلداء اللاهثين مشيا" على الاقدام مئات الكيلومترات ليقدموا فروض الطاعة للمرجعية ودهاقنةالمجلس الاعلى الفارسي ويذبح المخدوعون بجنة عرضها السماوات والارض اعدت لمن تطأ اقدامه ارض كربلاء والنجف والمهوسون بعبارات مثل (ولن تمس النار جسدا" علية غبار زوار الحسين !!).

رأى شعبنا بام عينيه كيف جعلوه يعيش من غير خبز ولا ماء ولا كهرباء في الوقت الذي يترفه فيه اهل المنطقة الخضراء بنعيم الشقراوات من بنات عمنا سام ونعم مكدونالد وكنتاكي ونباح الكلاب البوليسية ورائحة تراب البساطيل الكاوبوي الامريكان حين يدوسون بها على من يشم فيه كلابهم رائحة عراقية طاهرة أو يريد احد الاوغاد الصغار ان يبرهن لنفسه انه احد ابطال التحرير فيتجاهل الكلب وصاحب الكلب، او يحاول دخول الجرين زوون بطريقة لا تتناسب مع آداب الدخول الى المحميات الامريكية. عرف الناس كل انواع الاذلال والهوان حين تحول زمن الانتقال من بغداد الى بابل مثلا" الى ما يقرب من عشر ساعات بعد ان كان ساعة واحدة وخاصة في الذروات التي وصلت اليها حمى الانتقام الامريكي من اهل العراق لانهم لم يستقبلوهم بالورد والقبلات كما وعدهم الجلبي وعلاوي ومام جلال وكاكه مسعود، حيث أججوا مهرجانات القتل على الهوية .. الامثلة تحتاج الى مجلدات ولو كان السيد اللامي قد عاش في الانبار او الفلوجة او سامراء او طويريج او الديوانية او البصره او بغداد لكان قد ادرك ان شعبنا قد البس الامريكان ومن معهم لباس الاحتقار والديوثية والذلة والعار في الوقت الذي ازدهرت فيه ثقافة ذاتية ووعي ينطلق من اكداس البؤس وروائح الفساد والرذيلة والتفتيت وتمزيق الهوية الوطنية والقومية ويعلن عن نفسه بألف صيغة وصيغة للترحم على زمن كان العراق فيه يتألق بين العالم فاعلا"، مؤثرا"، بانيا"، عالما"، صحيحا"، سيدا"، تهاب الاسود الوصول الى كيلومترات من حدوده. لكن .. لن يعود الحسين لمن قتلوه وتاجروا ويتاجرون بدمه الطاهر ولن يغفر الله لهم لو بكوه ولطموا صدورهم وجلدوا ظهورهم بالحديد وشقوا رؤوسهم بالسيوف والخناجر لعصور وعصور .. لن يغفر لمن نكث العهد وخان المواثيق ياسيد علاء. وعليكم أن تدركوا انكم قد غادرتم عالم الواقع وسقطتم في عالم الوهم والخيال منذ أكثر من ثلاث سنوات على الاقل حيث كشفكم الشعب تماما" وبدون رتوش.

لمن يعتذر البعث وعن ما ذا يعتذر؟

الاعتذار عمل لفظي يطلب من مسئ ان يقدمه لمن أساء له ... وأعمق وأدل من هذا انه اعتراف ضمني بالخطأ .. والاعتذار فضيلة خلقية لا يوجد اروع منها واسلوب وديع لتجنب فتن قد تكون اكبر .. الاعتذار اللفظي اسلوب ادانة مهذب حتى لو حصل بفرض عين.انا لست ضد  الاعتذار الذي ينهي سجالا" قد يقود الى اقتتال ودم يراق وتهجير واقصاء وتفنن في الايذاء. والاعتذار ان قدم طواعية من المعتذر فانه يشرق بالنفوس حبا" وطيبة.

لكنه لا يُطلب ممَن ذَبحتَ انت عشرة من اخوانه لخطأ متصور في رأسك, او لجريمة انت قررت انه ارتكبها دون دليل شرعي او قانوني وفق ما هو متداول في حياة الدول والشعوب الراهنة. انت قتلتَ عشرة من اهله واولاد عمومته محل قتيل واحد فقدته لم يقتله هو بيده بل قتله القانون.

لا يُطلب الاعتذار من حزب تعرض لعملية اجتثاث جسدي وتصفية جسدية لا مثيل لها عن افعال نسبت اليه جزافا" وظلما" وعدوانا". وانت اصلا" قد ذبحت في كل قرية من قرى العراق عشرات البعثيين بدم بارد وبعمل خسيس وغادر لان لك رفيق في حزب الدعوة او المجلس كان قد عاقبه القانون على تحديه لنصوص قانونية صريحة وقع عليها وابلغ بها لان الانتماء الى هذه الاحزاب يخل بامن الدولة ولأن هذه الاحزاب عميلة لايران التي هي في حرب ضروس مع البلد( احيلك الى مقالات السيد ضياء الشكرجي الذي كان قياديا" في الدعوة وعضو في برلمان الاحتلال وعضو لجنة كتابة الدستور الامريكي التي نشرها في موقع كتابات خلال هذين الشهرين فقط)، والتي اعترف بها بعمالة هذه الاحزاب لايران وتشكيلها حاضنة للتوسع والتمدد الفارسي المعلن تحت شعارات تصدير الثورة. ثم جاءت عصابات هذه الاحزاب ومجاميع موتها التي صارت معروفة لكل العالم مع الاحتلال لتذبح عشرة من اهل القرية وكأنهم هم الذين نفذوا به حكم القانون. وتريد فوق ذلك منه ان يعتذر ؟؟!!.

الاعتذار صيغة متحضرة يطلبها متحضر وليس قاتل وجلاد ومغتصب ومنتهك اعراض.

 واذا دار الحوار عن روح ايجابية وطيبة النزعات والتوجهات فان من يعرف حزب البعث العربي الاشتراكي في حياته الداخلية فانه يعرف ان الحزب في كل خلية من خلاياه التنظيمية ومن اصغرها الى اعلاها سُلّما" تمارس عملية مراجعة ونقد للعمل في اجتماعاتها الاسبوعية او نصف الشهرية طيلة فترة حكم الحزب في العراق. وان دور الحزب التنظيمي التعبوي الجماهيري معروف ولا علاقة له بتنفيذ احكام القانون بمن يخترقها لاسباب اقتصادية او سياسية وان اخطر ما قام به الحزب خارج هذه الوظائف الحزبية التنظيمية كان يفرض عليه في ظروف المواجهة التاريخية التي اضطر العراق للدخول بها، ومن بين ذلك متابعة الفارين من الخدمة العسكرية او تجنيد الناس في قواطع الجيش الشعبي التي عاونت الجيش في الحرب مع ايران أو لاسناد الجبهة الداخلية. ان بعض الواجبات التي أُنيطت بالحزب في مراحل الصراع المسلح والتي كانت محدودة جدا" وتم تداركها ونقدها ومغادرتها فور اكتشافها من المفاصل القيادية العليا أو بعد رفع الملاحظات بشأنها من قواعد الحزب لا يمكن ان تشكل قاعدة صحيحة لما نسب الى الحزب من انتهاكات وجرائم، بشعت صورته ليس في عيون العراقيين حاشاهم بل في عيون العالم الذي وضعه الاحتلال وعملاءه وهم كلهم من الاعداء التاريخيين للبعث وقيادته التاريخية بين مطرقة الاعلام الغاشم وسندان القبول المرغم بواقع فرضه هو على العراق وشعبه كما فرضه على كل العالم.

الاعتذار قد وضع خلف تلال الاجساد الطاهرة التي ذبحها احمد الجلبي وعلي اللامي وعبد العزيز الحكيم وعتاة الدعوة وما سيحصل هو ان اميركا وازلامها سيعتذرون للبعث حين تحين ساعة تحرير العراق وسيكون البعث احد جحافل التحرير التي ستترفع عن الثأر رغم انه حق وستضع العراق ومصلحة ابناءه فوق كل اعتبار على عكس ما فعله عملاء الاحتلال تحت رعايته واشرافه وحمايته من ذبح طال ما لا يقل عن 250 ألف بعثي وهجر ما لا يقل عن ثلاثة ملايين منهم ومن عوائلهم وقطع الخبز عن ما لا يقل عن سبعة ملايين منهم وتريدهم ان يعتذروا؟ انك تركب الظلالة وتطبق شريعة الكاوبوي الى جانب شريعة الغاب.

أما قضية الشعبانية فهذه حكاية على من يتناولها ان يستحي من تسميتها انتفاضة شعبية. انها انتفاضة فيلق القدس الايراني واطلاعات الايرانية وفيلق بدر والدعوة وطابورهم الخامس في الداخل والذي لا يتجاوز عدد افراده عن بضعة عشرات في كل من محافظات الجنوب والفرات الاوسط وهم خلايا الدعوة وحزب الله العراقي ومن قاموا باطلاق سراحهم من السجون والمعتقلات من مجرمي الزنا بالمحارم والحشاشة والقتلة والفارين من الخدمة العسكرية والمتلاعبين بالسوق السوداء في زمن الحصار الامريكي المرعب. لن أُطيل الحديث في أمر الانتفاضة فلقد قلنا وكتبنا الكثير عنها و من بين من اعترف ببشاعة اجرامها ودناءة فعلها في سفك الدماء وقتل الابرياء بعض من كانوا من اقطابها ومحركي طاحونة التدمير التي حصلت فيها. وأنا كعراقي وشاهد عيان على ما حصل فيها اتمنى على من يدّعي غير ما أقوله عنها وأذكره الآن بصددها وهم حكام العراق تحت الاحتلال واحزابهم، وأنا أطالب هنا بفتح تحقيق دولي محايد في أمر الشعبانية يتم خارج العراق تحت اشراف الأمم المتحدة، وتتوفر فيه شروط التحقيق القضائي السليم وانا مستعد ان اكون شاهد عيان وان اجلب معي عشرات العراقيين من غير البعثيين للادلاء بشهادتهم لتثبت الحقائق كما حصلت لكي لا يظل الأمر سجالا" بين من يدعي وبين من ينكر. وللناس في كل العالم ان يطلعوا على افلام واشرطة فيديو وتسجيلات مختلفة وصور من ميادين الذبح الجماعي التي اشرف عليها عبد العزيز الحكيم في اطراف البصرة وهو يرتدي بزة عسكرية ايرانية ورتبة الجيش الايراني وكذلك لمسالخ البشر التي اقامها الشعبانيون في المساجد والحسينيات واضرحة أهل البيت عليهم سلام الله.

أما كيف تم  انهاء هذه الصفحة المشرقة في تاريخ ايران وعملاءها  فان الجيش العراقي الباسل هو الذي طهر المدن من مجاميع الانتفاضة فقتل منهم من قتل وعاد القياديون ادراجهم الى ايران (ارجع الى كتابات حمزه الكرعاوي وامير المكاميع في موقع كتابات الذي هو موقع للمعارضه الشيعية وليس من مواقع حزب البعث وجل كتابه من اركان المعارضة السابقة والحاكمة الآن في المنطقة الخضراء).

واقتصر دور الحزب ولعدد من اعضاءه الذين تمكنوا من الفرار من طاحونة الموت الشعباني وتقطيع الاوصال بالسيوف والخناجر والذين امتلأت بجثثهم مقرات الحزب وشوارع المدن والقصبات بعد ان أُخذوا غدرا" وعلى حين غرة، فقد اقتصر على مرافقة قوات الجيش للعودة الى مناطق سكناهم بعد التطهير وفي واحدة او اثنين من المحافظات الفراتية والجنوبية قام عدد من البعثيين العائدين من حتفهم باعجوبات الهية بالمعاونة المحدودة لتعريف القوة العسكرية المطهرة ببعض من شُخصوا استخباريا" وحُددت ادوارهم الاجرامية بالصورة والصوت في القتل وانتهاك الاعراض.

الفيصل الذي ينهي هذا الجدل العقيم والذي يأكل من جرف شعب العراق ووحدة صفه ويمزق نسيجه الاجتماعي هو التحقيق الدولي. ويمكن ان ندخل فيه فورا" حيث تتم الآن مهزلة محاكم الاحتلال وعملاءه لاحرار العراق ونجباءه المتهمون باحداث الشعبانية من كادر الدولة المدني والعسكري، اذ نقترح نقل محاكمتهم الى بلد محايد واستدعاء شهود نفي بالمئات بدل العشرات ومن عموم ابناء الفرات والجنوب ... ولنتكل على الله لنتبين ونحن نعبر نهر هذه المحاكمة الدولية او التحقيق الدولي من منا يحمل العورة والعار, ولنحتكم الى قول الله ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا والله سبحانه أصدق القائلين واحكمهم.

هذا هو الحل لعالم يبحث عن الحقيقة وليس لعالم يجرم على الهوى والشبهات والتوقع المستند الى موقف سياسي عدواني بغيض ضد حزب الامة العربية المجيدة, حزب الكفاح والجهاد والبناء الذي شهدت له كل الدنيا وحزب الخير الذي فاض على العرب كلهم دونما استثناء قويهم وضعيفهم, غنيهم وفقيرهم, اسمرهم وابيضهم .. ونرى ان الاوان قد آن لمن وضعوا رؤوسهم في الرمل ان يدركوا ان حقائق الحق ومواقف الكرم والرجولة واليعربية العراقية التي اشتغلت لاكثر من ثلاثين عاما" لا يمكن ان يمتد زمن تغييبها اكثر مما حصل الى الآن، وان بركان الارض الصالحة الخصبة التي زرعنا فيها فعلنا القومي والانساني سينفجر.

أما فيما يخص كيمياوي حلبجه. ايضا" قيل فيه الكثير, وانا كعراقي أدعو من المنابر الشريفة التي ستسمح بنشر هذا الرد, أدعو الامريكان ان يفتحوا تحقيقا" عمليا" وفوريا" في هذا الموضوع. لماذا لا يفتح الامريكان الطريق الذي يدلنا على الحق والحقيقة فنحن كجزء من الشعب العراقي نعرف الحقيقة ولا نقبل ما يطرح الآن على انه هو الحقيقة لان مَن يطرحونه هم اعداء تقليديون وقتلة محترفون من رئيس وزراءهم حتى شرطيهم. نريد  نتائج محايدة ومن الامريكان انفسهم لانهم يعرفون مَن استخدم غازات السيانيد في حلبجه. وبانتظار معجزة لن تتم ... فانني أقول كلمات قليلة لأنتهي من الموضوع.

لقد تمرد الاكراد قبل حكم البعث وبعد حكم البعث وحصل قتال شرس خسرنا فيه الكثير من شباب العراق عربا" وكرد وتواصلت المرارات لسنين طوال ... الاّ اننا لم نسمع عن استخدام اسلحة محرمة دولية حتى من العصاة الاكراد انفسهم. فلماذا تضرب حلبجة وكردها بالكيمياوي وهي ساحة قتال مع الايرانيين؟ حدثْ العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له. وبنفس معاني التصديق واللا تصديق فجلال ومسعود واحزابهم كانوا حلفاء للبعث فى العراق الواحد الموحد العزيز الكريم. كانوا في الحكم من قمته حتى قاعدته والى جانب ذلك كانت لهما مجالس تنفيذية وتشريعية تنتخب دوريا في كردستان الحكم الذاتي العراقي الذي لم يمنحه حزب لا في الامة العربية ولا عند الجيران الذين كانوا ولا زالو يذبحون الكردي ان قال انه كردي, سوى حزب البعث العربي الاشتراكي. ليس الشيوعيين فقط من كانوا حلفاء حتى حلا لهم ان يجربوا اسلوبا" آخر في المعارضة بل جلال ومسعود ايضا"، ثم ان للحزب الشيوعي اكثر من جناح ولا يعاب عليه ذلك ولحزب الدعوة الآن قرابة اربعة اجنحة، مع ان جميع أعضاء الدعوة بكل اجنحته لايزيد عددهم عن 150ألف بالكثير في داخل العراق وخارجه لكن الاخ اللامي لم يركز بذكاءه الفطري، الاّ على ما اسماه باجنحة حزب البعث (المتعددة)، وأنا شخصيا" لم اسمع الاّ عن حزب البعث الواحد ومجموعة انشقت تحت اجنحة مخابرات واستخبارات دولية يقودها محمود يونس الاحمد ونتوقع عودتها قريبا" بعد ان يفلس اعضاءها المائة واربعين تقريبا" فقط، ليعتذروا عن جرح وخدش سببوه لثلاثة ملايين بعثي في الداخل العراقي المجاهد.

ولعلم السيد علاء اللامي ان لا بعثي منتظم في الحزب الآن في الداخل او الخارج قد طلب ان يلغى قانون الاجتثاث او قانون المساءلة واللاّعدالة، بل ان الامريكان وبعض عملاءهم هم الذين يتحدثون بهذا الامر وهم الذين يحذفون ويضيفون الى الاجتثاث او المساءلة لأسباب هم يعرفونها ويعلنون عنها منها محاولة ان يسحب الحزب الى العملية السياسية وهذا لن يحصل وانا البعثي الذي كنت لثلاثين عاما" اخبرك بذلك ولكي يلقي البعثيين السلاح ويوقفون مقاومتهم (المزعومة)، وهذا لن يحصل ايضا الى ان يجلي المحتل ويهرب معه عملاءه ويعود العراقيون عربا" وكردا"، شيوعيون واسلاميون، وقوميون وبعثييون، يحكمون بلدهم الحر الموحد وفق الصيغة الديمقراطية التي يرتأون، وايضا" لانهم يشعرون بوطئة الجريمة التي اقترفت بحق البعثيين وعوائلهم وهم قرابة خمس شعب العراق.

لم يهرب من اعضاء القيادة احد خارج العراق ومن أُعتقل من الاحتلال فقد اعتقل بطريقة تسليم النفس تحت وطأة ظروف لا يعلم ظلاميتها وقسوتها الاّ الله، أو وهو ينفذ عمليات جهادية, ومن ركب موجات تراب العراق يلملم الجراح ويقاتل الاحتلال فأُسر ولو كان في (غار حراء)، ليس عيبا" مع ان الغار كذبة سخيفة، ومنهم من لم يزل يقاتل بمعونة الله وحفظه، يعرف فعله الامريكان وازلامهم لانه حرم عليهم لذيذ النوم واذاقهم كؤوس الردى.

وبغداد أُحتلت بعد ان قاتلت الامريكان عسكريا" وكحصار مجرم وكعمل مخابراتي مسنود من الامم المتحدة وتحت شرعيتها ثلاثة عشر عاما". واهل البلد النجباء لو كانوا حقا" ابناء بلد و نجباء وشرفاء فأنهم لا يعيّرون شعبهم وقواتهم المسلحة البطلة بخسارة معركة بدبابتين كما ادعيت والأجدر بهم ان يفجرو الدبابتين بأكباد الروح لكي لا تُحتل بلدهم لان المواطن الشريف الذي يُحتل بلده سيقع تحت ذل الاحتلال، الاّ ان كان عميلا".

السيد اللامي:

1.    لن يدخل البعثيون في عملية سياسية تحت الاحتلال، ومن يدخل فهو غير بعثي.

2.    لن يلقي البعثيون السلاح حتى لو كان عدد الذين يستطيعون القتال منهم عشرة فقط، لا سمح الله.

3.  قيادة البعث كلها تقاتل في الميدان، وبعض الذين كانوا في القيادة وأُبعدوا الى الخارج منفيين هم الذين كانوا في الاسر وفك الله سبحانه أسرهم.

4.  لم يكن صدام حسين رحمه الله سوى انسان يقود شعبا" وحزبا" ولم يكن معصوما" ولكن شئت أم أبيت فان غالبية العراقيين والعرب والمسلمين وشرفاء العالم قد منحوه نوعا" من العصمة بعد أن أُغتيل شهيدا".

5.  ليتك تدلنا على الاموال والشركات التي أقامها بعثيون في الخارج، وبذلك تدل الامريكان عليها لانهم يبحثون عنها بجد منذ خمس سنوات، فلا تبخل عليهم لان مَن نعرفهم نحن من قيادات الحزب والدولة شرفاء ومتعففين.

6.  لقد أكل الدهر وشرب على معلوماتك وفكرك، وعليك ان تبحث عن منافذ للتجديد فأنت في واد والعراق والعراقيون في واد آخر، وشتان بين مُشرق ومُغرب.

 

Victory.come@yahoo.com

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                       الاربعاء  /  09  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  14  /  أيــــار / 2008 م