الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

أحلام العصافير والهروب الى أمام

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  /  أكاديمي عراقي _ بغداد

 

الحلم الاول:

قرأت مقالا قصيرا لصحفي (لامع) بلمعان عصر (التحرير) اسمه حميد عبد الله في أحد المواقع الالكترونية بعنوان (ابقروا كروشهم) ... قبل يومين ... فكرت في لحظتها ان اكتب مداخلة، الاّ انني ترفعت, ثم فكرت ان اكتب ردا, الاّ انني خجلت, ثم فكرت ان اسكت فأبت نفسي!. لا أدري ما ذا اسمي ما هو واقع تحت نواظركم الكريمة الآن هل هو مداخلة ام رد ام سكوت ... غير اني واثق بأنكم تتسائلون الآن .. كروش مَن؟ ومن يبقرها ولماذا؟

الأخ يريد ويطالب  ببقر كروش المفسدين والفاسدين في بلدنا, الذين يمارسون السرقة والنهب والسلب والسطو على المال العام والخاص واؤلئك الذين اتخذوا من السلطة بعد (التحرير) طريقا للاثراء على حساب الوطن والشعب ,,, الرجل مخلص (للكشر)، ويريد ان تبقر كروش اصحاب اضخم مصطلح انتجه الاحتلال والخونة وهو مصطلح الفساد المالي والاداري وهو يوضح لنا مشكورا ان جميع الذين يشتغلون في حكومة الاحتلال هم فاسدين ومفسدين، بدءا من الشرطي وانتهاءا بدولة الحاخام الاكبر رئيس وزراء اتفاقية النفط والغاز واتفاقية توطين الاحتلال السيد نوري العلي.

شئ واحد لم يوضحه الصحفي اللامع .... وهو الحلقة المفرغة التي ترك فيها قراءه قاصدا ذلك, او لانه ما كان قادرا على التواصل في الحديث .... لم يوضح لنا الكاتب الجهبذ ... من سيقوم ببقر كروش المفسدين اذا كان كل من تحدث عنهم في حكومة الاحتلال هم مفسدين؟

حميد والسائح والنائح واللطام، صحفيوا وكتاب زمن العهر والسقوط ... إن كانوا يفقهون ما يفعلون فتلك مصيبة .. لأن الصحافة والاعلام والكتابة يجب ان تكون صادقة وفي خدمة الهدف الأسمى، ألا وهو تأكيد الحقائق ونسف الزبد الضار .. وهم يجافون الحقيقة والحقائق كلها لانهم في كل ما يفعلونه انما يصلون بشكل مباشر او غير مباشر ... شاء الدكتور الانساني الكبير شعبان ام ابى .... الى انهم يحابون الاحتلال ويتملقون لعمليته السياسية وينَظرّون للاحتلال ولعملياته المختلفة .... ونحن نحترمهم اكثر لو كانوا مثل اعلاميوا الحرة عراق والعراقية والفرات وبلادي والمنار وغيرها من قنوات تنطق باسم الاحتلال واضحين صريحين ... لاغبار على انتماءهم الى زمن العهر والسقوط .. بدل ان يلفوا كل هذه المشاوير للضحك على الناس وعلى انفسهم ... لأن اهلنا مفتحين في اللبن وان شئتم فهم مفتحين بالتيزاب .... وان كانوا لا يفقهون ما يفعلون فتلك مصيبة ايضا .... لان من غير المعقول ان يصوغ الاعلام وحركته جوقة من مَن لا ألباب لهم ... وهمهم الاول والاخير الاعتياش والارتزاق على ضفاف برك دماءنا وتحت خيم تهجيرنا وعلى انقاض وطن بنيناه فهدموه مع الامريكان وايران والصهيونية.

الحلم الثاني:

قبل بضعة سنوات كتبنا مقالا متواضعا نشرته بعض مواقع العراق الوطنية وكان اول مقال نكتبه في عالم الاعلام الذي لا نعرف عنه سوى انه عالم صوت الحق المذبوح والتوعية الوطنية ووسيلة لاعلان مقاومتنا للاحتلال المجرم. قلنا حينها ان الاحزاب الطائفية الشيعية هي ليست احزاب جماهيرية، لأن لا صلة لها بالوطن سوى الرغبة بالجلوس على كراسي الحكم لنهب واردات البلد والعودة بعد حين الى حيث اتت. وقلنا ان هذه الاحزاب والمليشيات ستقتتل مع بعضها البعض وستضمحل تدريجيا مع الزمن فلا يبقى منها غير واحد او اثنين بصيغة عصابات اجرامية ستتولى امريكا سحقها بالقنادر.

وقد تحقق الجزء الاكبر من توقعاتنا لحد الآن.

لكن بقى السؤال قائما من قبل بعض قراءنا الاكارم وبعض رفاقنا في محنة الوطن الحبيب ... لماذا تتخلص امريكا من هؤلاء الذين خدموها واعانوها على الاحتلال ووفروا لها كل سبل توطينه الى امد لا يعرفه الاّ الله سبحانه وخطط مقاومتنا البطلة التي تدري بعون الله متى ستعلن ساعة الصفر للانقضاض على الهر وعلى الصراصير.

جوابنا هو ....

لان اميركا تريد عراقا وفق ما خطط له تشينى وولفولتز ورايس وباول وبقية الصقور. عراق فيه نوادي ليلية ومراقص وحانات وعاهرات يفترشن الدروب كما في ساحة سوهو وازقة موزلي وليالي فيجاس. عراق تتكاثر فيه الناس بالحلال وبالحرام دون رادع وتمتلئ شوارعه بمكدونالدز وكنتاكي الاصلي والايس كريم وصور موشي دايان ورابين وملايين الدكاكين التي توزع تأشيرات زيارة القدس المحتلة للتبرك بمقدساتها. عراق يزرع الافيون ويحصد المروانا. يرتدى رجاله المايوهات وتلبس نساءه البكيني في بحيرات الرزازة والثرثار وعلى شطوط المسيب والعمارة وعند نواصي الرافدين على امتدادهما في صيف عراقي يمتد لاكثر من نصف العام. عراق تمتلئ شوارعه بسيارات امريكية الصنع ونساء شقراوات يسلبن ألباب شباب مدينة الثورة ويحررنهم من الكبت الملعون وينمن في حديقة بين الحرمين بكربلاء يتوسدن اذرع شباب حي البعث وحي الحر الاريحيه. عراق تزدهر فيه شواطئ الحله و تتراقص فيها اضواء مساءات حالمة وتتصاعد التناهيد من نفق حي نادر حتى شارع ستين وصولا" الى حي الامير فى النجف وحي الشهداء في الديوانية لشباب يرتدون السراويل القصيرة ويمتلكون تسريحات شعر البانكيز ويحملون مسجلات تشبه مسجلات النكرو يتمايلون مع انغامها طربا واسفافا.

اميركا تريد عراقا رجاله نساء ونساءه رجال .. وطنيته خيانة وخيانته وطنية. اسوَدَه ابيض وابيضَه اسود. دينه اللا تدين وتدينه اللا دين. لا يزرع ولا يحصد ولا يصنع ولا يتاجر الاّ مع الماكنة الامريكية.

وهناك طريق واحد امام بقايا الاحزاب الشيعية والسنية الطائفية التي سيكتب لها القدر عمرا بعد رحلة تصفيتها الذاتية للتوافق مع هذا العراق المطلوب ... وهو ان تنزع جببها وعمائمها وسراويلها وطاقياتها وتلبس ما وصفناه اعلاه. وإن حصل هذا فانها عندئذ ستعلن عن حقيقتها ويسقط عنها الامريكان اوراق التوت وهذا جل ما نتمنى حصوله وندعو الله ان يتم في غضون شهور ... نحن واثقون ان الكثير من المعممين سينزعون عمائمهم لانها عمائم زيف ورياء وان الهاشمي وعدنان سيتخلون عن اسلامويتهم لان لا صحة لانتماءهم للاسلام .. الجميع سينزع ثوبه عندما تريد امريكا ذلك لانهم اصلا بلا ستر وبلا عرض وبلا دين، بل مجرد خدم للدولار الامريكي.

ومن يستكثر منهم الانصياع للحلم الامريكي فانه سيجد له جحرا في سراديب النجف او فيما بين مقابر السلام فيها او يعود ادراجه الى حيث اتى من ايران او لندن او الكويت حيث كلهم ينتمون الى متعددة الجنسيات والجوازات .

ان اميركا لا صاحب لها غير مصالحها .. وكلهم يعرفون هذه الحقيقة .. ولن يطول اليوم الذي سنرى فيه طالبان العراق وقاعدة العراق الشيعية الصفوية، اسماء لا تحمل السلاح لانهم لا يقوون على القتال .. ان طالبان وقاعدة العراق الصفوية هي نفسها العرب الافغان الذين قاتلوا السوفييت بسلاح اميركا ومال اميركا ومخابرات اميركا ثم تحولوا الى ارهابيين بعد اداء المهمة تطاردهم اميركا ذاتها. وهم في العراق المجلس الاعلى والدعوة وجيش المهدي وغيرهم من اسماء تداولناها ما يكفي.

سيكون كل الطائفيين القتلة امام حقيقة ان ينزعوا لباسهم المخادع ليكونوا امريكانوا بالكامل او يرحلوا الى حيث جاءوا او جرذان تطاردهم احذية الاحتلال ... وفي كل الاحوال ... سنكون نحن المنتصرون لاننا سنكون حينئذ سادة بلدنا ومحرريه باذن الله.

الحلم الثالث:

رأيت في حلمي الاخير هذا كلا" من سامي العسكري وبرهم صالح وزيباري وعلي العلاق والساعدي وعلي الاديب وحيدر العبادي وهم يضعون ايادي المفاوضين الامريكان على اتفاقية توطين الاحتلال يضعونها بين (علوة ونصه) ويكسروها ويرغمونهم على توقيع اتفاقية امنية وفق الشروط العراقية. نعم وفق الشروط العراقية، ومكتوبة بلغة واحدة، لا غير هي لغة العراق الرسمية وليس بالانجليزية لان الملايين من ابناء شعبنا يقرئون العربية فقط.

حمدت الله وشكرته لانني تيقنت ان مهمة الرفيق ابو الآوس (الرفيق الاستاذ صلاح المختار) مع السفير بيرلي في برنامج الاتجاه المعاكس القادم ستكون سهلة لانه سيقابل رجلا بلا يد ولا حول له ولا قوة امام ذراع سعادة السفير العراقي المليئة بالعافية وفكره الشفاف الواضح وعقليته الراجحة وقضيته المنتصرة لا محال .... وفوق هذا وذاك ان بيرلي وسواه يعرفون المختار ورفاقه وشعبه .. لم ولن ينزعوا ارديتهم لانها مشتراة بحلال المال وليست لبسا مستعارا ....

مع اطنان اسف على حميد عبد الله والسائح والنائح والحكيم واللئيم والجعفري والعسكري والاديب وغير الاديب لانهم لبسوا ثياب غيرهم وستسلب منهم لان اهلنا قالوا في حداءهم العتيد

لبس العواري ما يدوم ....

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد /  18  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   22  /  حزيران / 2008 م