الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

أقلام النفوس المظلمة

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي _ بغداد

 

في احراش ريف العراق وبساتينه وزرعه المتنوع، كان الليل حزاما للرجال لاداء العديد من واجبات الحياة ومتطلباتها. لذلك شاع بينهم من يخشى دهاليز الليل المظلم ويخاف نتائجها غير المحسوبة، لكنه مرغم على ولوجها فصار يبحث عن ما يهديء روعه ويغلب ارتعاش الخطوات ... فقالوا .. سائر الليل يغني!. أي غناء كان, لا يهم, المهم انه يرفع صوته وكأن في جلجلته طرد للجن المفترض بزوغه من تحت اقدامه في أية لحظة، واعلان عن هوية غير عدائية لمن يختفي خلف دهاليز الظلام بحثا عن ثأر او حق مغدور او اعلاما عن افلاس مطلق لمن يستتر بالظلمة بحثا عمن يحمل طقطقة دراهم او حتى كسرات خبز!.  غير إنّا في زمن السقوط والعهر واختلاط الالوان صرنا نجد من يغني في وضح النهار خوفا وهلعا في استعارة واضحة لغناء الليل. انهم يغنون في وضح النهار خوفا وهلعا مصداقا لمثل قاله اهلنا في ذالك السياق، ومعناه ان الخائف لا تسعه ارض ولا سماء.

خائف من الخائفين, انطلق قلمه مستفيدا من ديمقراطية الاحتلال الامريكي للعراق مثلما استفاد من كرم اميركا الباذخ الذي لم يحصل في تاريخها السابق ولن يحصل في التاريخ اللاحق، الاّ اللهم ان قررت احتلال مصر فتبدأ عندها بصرف ملايين الدولارات للكتاب والصحفيين ليكتبوا عن عصر الديمقراطية الامريكية حصرا وتحديدا. كرم امريكي استفاد منه بعض اعلاميوا وكتاب العراق والامة العربية فكتبوا عن موضوع واحد لاغير .. فالديمقراطية هنا تعني ان تكون اجيرا لأميركا، والاّ فانت ارهابي وان تكتب عن الارهاب البعثي وسقوط التجربة القومية العربية وانتفاء الحاجة الى حزب البعث العربي الاشتراكي.

في زمن الحصار المجرم, رفضت (الامم المتحدة وبعناد واصرار)، ان يقوم العراق بتأسيس شبكة الهاتف الجوال .. ولم توافق على طلبات العراق المتكررة التي كنا نطالعها في الصحف العراقية، الاّ قبل الاحتلال بشهور قليلة حيث شاهدنا الجهة المنفذة لعقد نشر الشبكة وهي هيئة المعاهد التقنية العراقية تملأ ارجاء البلد بابراج الشبكة التي لم تكتمل فسرقها (لصوص متخصصون لا أظن ان من بينهم عراقي على الاطلاق)، لان من انشغل بالسرقة من اهل العراق كان يعرف ماذا يسرق ولماذا يسرقه .. ويقينا ان ابراج الشبكة ليس من صلب اهتماماته.! وعلى اية حال ما يهمني هنا الوصول اليه .. هو ما يتطرق اليه بعض كتاب عصر الدم قراطية من ان من قاموا بادوار علي بابا هم عراقيون ممن وقع عليهم جور وظلم وتعسف مرحلة ما قبل البذخ والجود الحاتمي الامريكي غير المسبوق. اي بمعنى انهم حانقون على النظام السابق وممارساته الموصوفة فوق صفحات الدولار الخضراء ومن المتطلعين لحريات كانت غائبة فحضرت هكذا فجأة بأمر واحد أحد وعلى يد رجال المارينز ..

انه يستخدم ومعه امثاله اساليب ادبية في الكتابة ويوظفون قدرات في الصياغة والبناء المعماري لمقالاتهم استقت الكثير من تكوينات الدم قراطية التي فرضت عليهم التوغل العميق في عمليات غسل الادمغة رغم انهم يعرفون انها عمليات بليدة وبائسة. وهذا ما جادت به سليقته الفذّة .. كل الذين سرقوا دوائر الدولة وبيوت الناس هم من العراقيين الذين اوصلهم ظلم حزب البعث العربي الاشتراكي ودولته الوطنية الى هذا المستوى الوضيع من الافعال ... وهنا تجدون تماما كيف ان عذر كتاب النفوس المظلمة اسوأ من فعلهم:

يقيني ان لاعراقي شريف يمد يده على المال العام او الخاص حتى لو جارت عليه كل الدنيا .. وان من سرقوا هم مجاميع من المرتزقة سُحلوا مع دبابات الاحتلال من الكويت وقادتهم خلايا مخابراتية مختلفة من دول العدوان والتحق بهم نفر من سقط متاع شعبنا ونطيحته ومترديته.

وقد سقط كاتب الروح المظلمة هذا بهفوة خطيرة سياسيا واجتماعيا رغم انه يدّعي لنفسه قدرات رائدة في غناء الليل وكذلك في غناء النهار لو ادركتها المليشيات والاحزاب الحاكمة تحت امرة الاحتلال لقطعته اربا .. لكن اغلب ظننا انهم لا يفهمون شيئا الى جانب انهم منشغلون عن متابعة( كتابات) هذا المرتجف وامثاله ربما لانهم يعرفون مصادر تمويله. الهفوة التي سقط بها الدولاري الاخضري هي انه جعل كل من كانوا يعارضون البعث ودولته لصوصا وحرامية، وهم الذين أُطلق عليهم لقب علي بابا. أو .. وهذا اسوأ .. انه وصف السراق بانهم يقومون بالسرقة كفعل سياسي. في كل الاحوال هو اراد ان يؤطر الفعل الحرام المنكر باطار سياسي فضاعت عليه الفكرة والمضمون فسقط في سوء عمله.

الظلامي هذا مثل حصان عربة وضع اسياده على جانبي وجهه الوسائد فصار لا يرى غير نقطة تلوح امامه من بعيد يحاول ان يلتقط منها لقمة عيشه ... انها نقطة تشويه سمعة البعث .. لكن الحصان صاحب الروح الظلامية يقع في خطأ زماني مهلك وهو ان العراقيين في جلهم الآن يتحسرون ويعضون النواجد أسفا على زمن البعث العملاق .. و.. ينتمي العراقيون بالآلاف الى تنظيمات الحزب البطلة التي تقود العمل الجهادي ضد الاحتلال وعلي بابا. بقى شيء واحد لم يقله هذا الظلامي ... وهو بشأن الحرامية الكبار من حكام الاحتلال الذين يسرقون مليارات الدولارات .. رؤساء ووزراء وقضاة ومحافظين ومقاولي الاحزاب المليشياتية ورؤساء احزاب عميلة وكتل نيابية ... كلهم  نتاج حزب البعث العربي الاشتراكي, الذي عزلهم كقردة خاسئين عن خانة الوطن حتى عادت بهم امريكا المحتلة ...

حقيقة الحال ان علي بابا هم حرامية الاحتلال ولصوصه وحاشى لشعبنا الكريم ان ينتمي لهم او ان ينتموا اليه. اللصوصية التي رافقت دخول المحتل الى مدننا كان هدفها خلق الاجواء المناسبة لما عرف بالفوضى الخلاقة التي اباحت للجلبي ومافياته، ومافيات اللصوصية الدولية ان تدخل تحت عباءة امراة بائسة وصبي اجرب لتسرق كنوز العراق ... ايها المتحذلق  الظلامي. لقد كان علي بابا الاخرق العراقي غطاء مجرد غطاء ليس الاّ.

ظلامي آخر .. وضع الاحتلال وجيوشه وادواته وشركاته الأمنية والمليشيات والطائفية وحتى تنظيمات التطرف التي ادخلتها اميركا وايران المجرمتين على هامش حياة ما بعد الاحتلال جانبا .. وأتهم البعث والبعثيين بكل جرائم التفجير والاغتيالات والقتل المجاني والتهجير و... حتى تقسيم العراق الى كانتونات ودكاكين طائفية .. اضافة الى مسؤليتهم عن وضع يد الاحزاب الطائفية على املاك وعقارات عامة وخاصة وزيارة مثال الالوسي الى الكيان والصهيوني ومصافحة الخائن القذر جلال الطالباني مع السفاح الصهيوني باراك ..

ما من جريمة فعلها الاحتلال وازلامه وعملائه، الاّ ووضعها هذا الظلامي برقبة البعث ... ألا يعني هذا ان الرجل ومن على شاكلته لديهم مشكلة رؤيا مشوشة بفعل الظلام الذي يغطي نفوسهم وينعكس على الاسهال الفكري واللفظي الذي اصيبوا به بسبب الافراط في اكل الدولار والدم قراطية الامريكية والهذيان المرضي الذي وقعوا تحت رحمته منذ اللحظة التي بدأت اميركا باطلاق القنابل والصواريخ على بغداد وهم رفعوا شعار ... ليمت نصف الشعب العراقى ولتحصل تجزئة العراق ولتمحى ذاكرة الحضارة ... ليعم الخراب والموت الاحمر, ليحصل كل سوء .. مقابل ان يعودوا الى بغداد ويجلسوا على مساطب الاحتلال وتحت بساطيل المحتل .. محض تنفيس للنفوس المريضة المظلمة.

وحمدا لله ان شعبنا قد لفظهم وادرك الحضيض الذي يخوضون في قاعه فترّفع عنهم ..

هنيئا للبعث العظيم هذا الحقد الذي يحمله له اصحاب النفوس المظلمة .. هنيئا لرجال البعث احياءا وشهداء حيث يتغنى الآن ابناء شعبنا بانجازاتهم وبزمن الترف الذي حققوه لعراق الامجاد والتاريخ العريق ... واليقين .. كل اليقين ..ان العراقيين سيعيدون زمن البعث .. زمن القائد التاريخي العملاق الشهيد الخالد صدام حسين عليه سلام الله.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  09  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   12  /  تمــوز / 2008 م