الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

تفريس الوطن العربي ظاهرة سياسية أم انحياز طائفي

 

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

إن مما يثير الألم في النفس إن تجد بعض من يحسب نفسه على الصف الوطني ينحاز الى جانب غير قوميته على حساب أبناء جلدته وأخوته العرب فمقياس الوطنية دائما يجب إن يكون التمسك بالثوابت الوطنية والقومية أولا وقبل كل شيء بدون تطرف عنصري واعتداء على ما هو حق للآخرين , ولاشك إن بيننا الكثيرون ممن يعتقدون إن الولايات المتحدة الامريكية والحركة الصهيونية وحدهم من يستهدف امتنا العربية لما يلمس من عداء سافر مفضوح وقح تقوم بها كل منهما او مجتمعتين وان معظم أسباب التخلف الذي يحيط بأمة العرب تقف من ورائه أطماع امريكا في منطقتنا , وينظر بحسن نية وعن دون قصد الى جيراننا الفرس على إنهم يعتنقون الدين الإسلامي مثلنا وان كان لنا الفضل في هذا حيث نقل العرب الدين الإسلامي الحنيف وحررهم من ديانتهم المجوسية ونحن أيضا نتمنى إن نتعايش مع الفرس وفق ما نحمل من مبادئ الإسلام وموروث العروبة الزاهر كجيران من الممكن إن تمتد بيننا وبينهم جسور من التعاون والمحبة والسلام التي بشر بها الإسلام كما هي مع باقي شعوب الارض ورغم إننا نعتقد إن الدين مسألة بين العبد وخالقه وله أن يختار الدين والطريقة التي يعتقد أنها تؤمن له اكثر الصلاة قوة بينه وبين ربه وهذا ما أكده الإسلام حين قال " لكم دينكم ولي دين " وما سار عليه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه أجمعين حيث لنا في سيرته الشريفة أسوة حسنة .

في تاريخنا المعاصر وبعد إن انهارت الدولة العثمانية التي كانت امتنا المجيدة تخضع لاحتلالها تقاسمت الدول الغربية ارثها العربي وفق اتفاقية سايكس – بيكو سيئة الصيت ثم فصلت لها طريقة جديدة للاحتلال تحت مسمى الانتداب ثم ما تلا ذلك من ثورات كانت محصلتها الاستقلال الذي بقي غير كامل الى لحظتنا هذه , فإذا كانت دول الغرب في الفترة قبل القرن العشرين تكتفي بضمان طرق مواصلاتها مع مستعمراتها فإنها بعد ذلك مارست الاحتلال المباشر وقد أبدعت في طرق تفتيت الأمة العربية لضمان اكبر فترة زمنية من تواجدها في الوطن العربي , فمن القطرية التي قسمت أوصال الوطن العربي وتعمّّد توسيع الهوة بين تلك الأقطار وتنمية الفوارق الطبقية حسب المستوى ألمعاشي وحسب الطبيعة الحضرية بين الريف والمدينة اتجهت الى إثارة الفتنة الطائفية في داخل القطر الواحد لإشغال الشعب في أمور ذات حساسية عالية بالنسبة له تشغله عن التفكير الجدي في مقاومة الاحتلال وطرده من ارض الوطن .

في القرن الماضي تصاعد نمو الفكر القومي في عموم الوطن العربي ومع بداية نصفه الثاني كان هذا الفكر قد تطور بشكل كبير وبلور مشروع نهضوي حضاري يفضي الى بناء امة واحدة على أساس من مقومات وجودها , بينما بقي المشروع المضاد الذي تقوده الدول المعادية يعمل أيضا في الاتجاه المعاكس فاعتمد هذا أكثرها حساسية فاتجه الى التفتيت حسب الطائفة خصوصا وضل كذلك حتى نجاح تسلط الملالي على الحكم الفارسي في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة الامريكية تدعم نفوذ تنظيمات القاعدة المتطرفة للحد من نفوذ الاتحاد السوفيتي " السابق " وتغلغله الى أواسط آسيا, وفي العقد الماضي بدأت المشاريع التي تتصف بطابعها الديني تفرض نفسها كقوى سياسية خصوصا في المنطقة العربية التي تحتضن الأديان السماوية الثلاث وأخذت تطرح مشاريعها على أساس إنها بديل للقومية العربية وتتقاطع معها وكأنها عدوها الاول وقد تبنى هذا الطرح علنا حكم الآيات الملالي الفرس فاخذوا يتحدثون عن تصدير الثورة ويبشرون بإقامة الدولة الإسلامية بطابعها الشيعي الطائفي وفق منظورهم للإسلام .

إذا قلنا إن الولايات المتحدة الامريكية كانت تنمي الفكر الإسلامي الطائفي وسمحت به بل هي من ادخل الفكر الطائفي المتشدد بطرفيه الشيعي او السلفي الى العراق بعد إن غزته عام 2003 ومن ثم العمل على نشره في المنطقة لتغذية الصراعات الطائفية فيها فلن نبالغ ولن نجانب الحقيقة في شيء , فلم نكن في العراق نعرف التمييز حسب الطائفة ويتجول الشيعي العراقي فيه من أقصى شماله الى أقصى جنوبه ويمارس عباداته دون إن يمنعه احد وكذلك حال السني , بينما أصبح الاقتتال الطائفي على أشده والذبح على الهوية خصوصا بعد تفجير مرقد العسكريين عليهما السلام في سامراء وهو تحت حراسة مشددة من قبل مليشيات حكومة الاحتلال , فرغم انه على حاله هذا منذ قرون في وسط منطقة سنية لم يتجرأ على الاعتداء على حرمته أي احد بل كان الجميع يشارك في حراسته وحراسة زواره وسلامتهم علما انه كان من الروافد الاقتصادية المهمة للمدينة ومن معالمها السياحية , وكذلك حال مرقد الزبير في محافظة البصرة حيث كان أبناء المدينة يحرسونه .

ومع بداية احتلال القطر ودخول عصابات بدر ومجلس عزيز محسن طباطبائي الى القطر وهم من تربى ونجح بامتياز على يد ملالي قم وطهران وتركزهم أولا في المدن المقدسة في كربلاء والنجف الاشرف وجعلها قاعدة انطلاق بموافقة الحاكم المدني الامريكي سيء الذكر بريمر وحسب ما كان قد خطط له في مؤتمرات العملاء في لندن وشمال القطر فقد بدؤوا باستقطاب العناصر ذات الالتزام الوطني الضعيف والتركيز على الارتباط مع الفرس على أساس حماية الطائفة الشيعية والممارسات الحسينية وشعائر هذه المناسبة واستيراد آلاتها الجارحة من هناك والتركيز على تمييع الولاء للوطن وإبداله بالولاء للطائفة ثم المشروع الذي تبنى رعاية المراهق مقتدى الصدر واستثمار الاندفاع والحماسة التي يفرزها سنه وتقديم الدعم والرعاية الفارسية له لتشكيل مليشيات عنف طائفية وبحماية عسكرية أمريكية أثمرت عن انصراف قسم من الناس الى التعلق بالطائفة الشيعية وتوجيه أنظارها الى الفرس باعتبارهم منقذين إضافة الى الموروث العقائدي الذي يستثمر بشكل يخدم هذا التوجه غير ما سرق من البنى التحتية ومعامل العراق وتم تهريبه الى الفرس على يد عصاباتهم وأكثرها قبحا تصريحات عزيز محسن طباطبائي بتعويض يدفع لهم عن اعتدائهم على العراق وتمسكهم بالطائرات العراقية وغيرها المودعة لديهم كأمانة .

إن ضعف الحكومات العربية والاستغلال غير الصحيح للأسلوب الحضاري الديمقراطي ادى الى بروز ظاهرة الطائفية بشكل كبير بالمقاسات التي اشرنا إليها أعلاه وهي نفسها التي ساعدت الى نمو ظاهرة حسن نصر الله وحزب الله في لبنان بالإضافة الى تشتت الحكومات العربية وهزالها وأخذها بإرادتها او بدونها بالتوجيهات الأجنبية , فلو كانت في لبنان حكومة مركزية قوية ولو توفر لها غطاءا عربيا لما استطاع هذا إن ينمو ويعلن بكل الصلف الفارسي المعروف إن ولائه الى الفرس ولما سفه وأنكر جهد مقاوم جبار أبكى الأمريكان واعترف به كل العالم ولما بارك خيانة أمثاله من أصحاب عمائم الشر ومن تستر بعباءتهم تحت خيمة رامسفيلد وبوش فمشروعهم واحد مقابل إشباع نهمهم المادي وغريزة حب الدم التي تحركهم يبيعون وطنهم الى الفرس تحت ذريعة حماية الطائفة .

بنفس الحدة ولكن بالاتجاه المضاد سمحت الولايات المتحدة بدخول تنظيمات القاعدة الى المنطقة العربية وخصوصا العراق لزيادة سخونتها وفق ثقافة السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والنحر على الهوية أيضا التي ولدت مزيد من الثأر والعنف وهدر الدماء وتقسيم المجتمع وبالتالي خدمة مشاريع تفتيت الأمة العربية.

إن الفرس قوة قديمة في المنطقة تعمل على خدمة مصالحها القومية ورعايتها على حساب القوى الإقليمية وغير الإقليمية الأخرى وتسخر الظروف المتاحة من اجل استثمارها لصالحها وتاريخ امتنا العربية المجيدة مليء بصفحات غدر الفرس لنا وليس آخرها التمسك بجزر الإمارات العربية الثلاث والعدوان الفارسي على العراق طيلة اكثر من ثماني سنوات وتعاونهم مع الأمريكان كما يصرحون في غزو واحتلال العراق غير البصمات الفارسية الخبيثة وما يحصل في لبنان وفلسطين واليمن والسودان وغيرها من الأقطار العربية وعلى كل عربي واجب محاربة تغلغلهم في وطننا العربي الطاهر فهم مرض ينخر في الجسم .

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                       الاربعاء  /  09  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  14  /  أيــــار / 2008 م