الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

للديمقراطية وجه جديد

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

لعل من الأمور التي تصر عليها الإدارة الأمريكية أنها تنقل الديمقراطية إلى العراق بشكل قسري أي رغما عن العراقيين حيث كانت تسود فيه الدكتاتورية على حد تعبيرها وإنها ستجعل من العراق نموذجا تقتدي به أقطار المنطقة ودول الجوار وربما ذهب القسم إلى الأبعد من ذلك إلى كل دول العالم وقد تكون أمريكا نفسها مشمولة بتطبيق الديمقراطية الجديدة , ولتطبيق تلك الديمقراطية شرع بوش الصغير وأركان إدارته السابقين الذين تركوا العمل فيها وأطلقوا العنان لألسنتهم بتخطيء سياسته التي كانوا يدعمونها أو الحاليين الذين لازالوا ضمن طاقم الإدارة , نقول شرعوا العديد من القوانين التي رأتها مناسبة حتى وان اختلفت مع كل الأعراف والقوانين وان رفضتها المنظمات الدولية حتى وان كانت هيئة الأمم المتحدة كما حصل مع قرار غزو العراق واحتلاله فبتلك الخطوة يتغنى بوش الصغير حيث اختلف مع العالم كله لان السماء (( المسيحية أمرته أن يغزو العراق لتحريره من أهلة  الذين يحكمون نفسهم باسلوب دكتاتوري )) ، ثم توالت القرارات والقوانين التي سنها بأمر رئيسه بريمر فشكل مجلس الحكم الذي لم نعرف نحن العراقيين واحد منهم يمس الأمانة أو الوطنية بصلة  من قريب أو بعيد واغلبهم لازالوا يمارسون أدوارا في صناعة الديمقراطية الأمريكية لحد الآن أمثال احمد ألجلبي الذي لا يستطيع دخول الأردن لحد الآن على الرغم من الضغوط الأمريكية لأنه مطلوب لها على ذمة قضية سرقة , أو إياد علاوي الذي أعلن بعظمة لسانه تعاونه مع مخابرات ست عشرة دولة من اجل أن تحتل أمريكا العراق وتطبق فيه ديمقراطيتها , أو عزيز طباطبائي والرجل يعترف بجنسيته الفارسية ويتفاخر بها ولكنه يميل إلى تطبيق الديمقراطية في العراق من باب الإنسانية وإنقاذ الطائفة الشيعية التي كانت مظلومة فتعاون مع بوش فأنصفها حقها في التطبير واللطم على الصدر أو الظهر والسير لمئات الكيلومترات مشيا على الأقدام وكأن من لا يمارسها كافر لا يمكن أن يسمع بالجنة على الطريقة الصفوية , ولك أن تتصفح باقي الأسماء من اشيقر وربيعي ومالكي وعامري وغيرهم من التكنوقراط  وحملة الشهادات المزورة وما أكثرهم حيث أصبح يكشف بعضهم البعض .

ورغم إن بوش طعن في شرعية الانتخابات اللبنانية السابقة لأنها كما يزعم تحت سيطرة الاحتلال السوري وكأن اليهود لا يحتلون فلسطين فكانت الانتخابات الفلسطينية شرعية رغم نتائجها التي جاءت عكسية ففازت حماس فيها أو كما أسلفنا إن غزوه للعراق ضد الإرادة الدولية كان شرعيا , ولكي يمارس العراقيون الديمقراطية الحقيقية على الطريقة الأمريكي التي اشترط السياسيون الجدد لتطبيقها وضمان فوزهم بها إبعاد نصف من يحق لهم الترشيح أو الانتخاب حسب قانون بريمر في اجتثاث البعث لان البعثيين إن اشتركوا فيها وهذا أمر مستحيل طبعا في ظل الاحتلال سيفوزون وهذا معناه إن بوش فشل في نقل الديمقراطية الأمريكية , وتعززت تلك الإجراءات بشعارات طائفية على غرار هيهات منا الذلة , كأن احتلال البلد والممارسات التي مارسها ولا يزال يمارسها الجيش الأمريكي لا تخدش حيائهم وكرامتهم ولا تذلهم , أو شعار انصر الحسين (ع) وشارك بالانتخابات , أو الزهراء تستغيثكم للمشاركة في الانتخابات , أو انصر الطائفة المظلومة وشارك في الانتخابات , عززت ذلك فتاوى المرجعيات القابعة في سراديب النجف الاشرف .

المهم إن الانتخابات الديمقراطية النزيهة تلك كنزاهة بوش في احتلاله للعراق أفرزت نتائجها المتوقعة وتشكلت حكومة أثمرت رعايتها لشعبنا أن بلغ عدد الشهداء ما يقارب المليوني شيخ وطفل وامرأة وعالم وأستاذ وطبيب ونخب ثقافية ووطنية وعنف طائفي تمخض عن هجرة أربعة ملايين عراقي خارج القطر وضعفه داخل القطر ومقابر جماعية مجهولة الهوية سكانها بالآلاف وانعدام الخدمات الضرورية كالماء الصافي والكهرباء والصحة وتراجع خطير في مستوى التعليم وبطالة لا عد لها ولا حصر كساد اقتصادي وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن وفساد إداري ورشاوى وسرقات لأموال الشعب بلغ فيها العراق المرتبة الأولى في العالم , فهل هناك ديمقراطية أقذر من هذه التي يفرضها بوش على شعبنا عنوة .

بعد مرور خمس سنوات ونيف من عمر الاحتلال أدركت كل الأطراف سواء الشعب العراقي أو أطراف حكومة الاحتلال إن الشعارات ما عادت مقبولة ونحن من بقي في داخل القطر بإرادتنا أو بدونها  ممن تحمل وعانى من نتائج الاحتلال وشاءت قدرة الله العزيز أن نسلم من غدر مليشياتهم بطريقة أو بأخرى لنرصد طريقة تعاملهم مع معطيات الأمور ونكشفها أمام شعبنا نتلمس خطواتهم , بعد أن شعروا بفشلهم الذريع راحوا يتفننون في كسب ود الناس والالتفاف عليهم بعد تكرار لعبة الانتخابات, فهذه المرة جاؤنا بصيغ جديدة , فبعد فشلهم في إقناع الشخصيات الوطنية التي ظلت محافظة على نزاهتها وشرفها للترشيح تحت عباءتهم الطائفية إلا القليلين الذين رضخوا للتهديد خشية على حياتهم وحياة عوائلهم من التصفية , فقد انتهج أصحاب العمائم اليوم طريقة جديدة في التعامل مع الناخب , حيث اخذ أصحاب العمائم الملالي باسم المذهب يجوبون القرى والأرياف يلتقون بالناس فيطلبون منهم أداء أغلظ الأيمان بانتخابهم مقابل مبلغ خمسون ألف دينار لكل صوت تسلم فورا بعد أداء اليمين والويل لمن يخالف ذلك والويل لعائلته .

وهكذا نرى إن كل يوم تشرق فيه الشمس في العراق يولد ثوب جديد لديمقراطية بوش الصغير ولعملائه كنموذج جديد يطمح إلى تعميمه على دول المنطقة , وللديمقراطية الأمريكية عدة وجوه .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  09  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   12  /  تمــوز / 2008 م