الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

معطيات العدوان الأمريكي ونتائجه

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

هل حسمت الحرب في ضوء المعطيات الحالية ليس غريبا أن يتفق اليوم معظم متتبعو السياسة الدولية على إن العدوان الأمريكي على العراق محسوم بتوقعات النتائج النهائية له لغير صالح أطراف تحالف الشر بعد أن أثبتت الأحداث زيف وكذب ادعاءات الإدارة الأمريكية ومبرراتها لشن عدوانها , على ما جندت من أجهزة إعلام كاذبة غطت اغلب الساحة الإعلامية العالمية وخصوصا في منطقتنا العربية على اعتبار أنها مسرح الأحداث وفي الغرب لما يمتلك من وسائل تأثير وسيطرة على اغلب المؤسسات الإنسانية العالمية .

لقد شنت أمريكا عدوانها وهي تراهن على بقاء دائم في العراق كقاعدة أبدية لها كما أكدت ذلك تصريحات قادتها من خلال إثارة الفتنة الطائفية بين أبنائه ومن خلالها أيضا سيتم كما اعتقدت وخططت إدارة بوش على محاربة القومية العربية كنزعة تحررية يتمسك بها أبناء العراق كغيرهم من العرب من جهة ومحاربة الإسلام بتفتيته باستخدام سلاح الطائفية , وعلى ذلك كان اعتماد دراسات المخابرات الأمريكية فان الواقع العراقي عرضة للانقسام المستمر والاقتتال والخضوع لواقع الاحتلال والقبول بالانكسار في ضل غياب القيادة الواعية التي تدير المجتمع لذلك لم تكتفي بأسر القيادات الوطنية وإيداعها أقفاص الأسر وممارسة أبشع أنواع الضغوط النفسية وما زالت مستمرة للوصل بها إلى الانكسار ومن ثم عجلت بعد فشلها في اغتيال الرفيق الشهيد صدام حسين ومجموعة من رفاقه رحمهم الله وأرضاهم .

لقد أعدت مراكز بحوثهم دراسات إحصائيات غير دقيقة حاولوا من خلالها خلق فجوة بين المواطن العراقي وعمقه العربي لجعله وحيدا في صد هذا العدوان ودعمت الأحزاب والتكتلات الطائفية خصوصا تلك التي يدعمها الفرس كمجلس عزيز طباطبائي اللئيم منسق العلاقات الفارسية الأمريكية ومن التحف عباءته وتستر بها كمجموعة فيلق بدر وتكتل الدعوة بكل انشقاقاته القديمة والحالية في نفس الوقت الذي دعمت فيه الحزب الإسلامي الطائفي لالتزاماتها غير الوطنية وغير لقومية , وكان من المتوقع أن تكون الحرب سبيلا لمزيد من الانهيار و التفتيت والتجزئة في عموم المنطقة الشرقية للوطن العربي للتنوع القومي فيها ولانفتاحها الجغرافي مع غيرها لتصبح ساحة لمجموعة من الكيانات الهزيلة المتحاربة فلا تمتلك حولا ولا قوة في الدفاع عن نفسها , كما سعت أمريكا إلى زج العنصر غير العربي في صراعها في العراق وجعلهم أطراف مباشرة كالفرس وتنظيمات القاعدة التي لا تؤمن بالقومية ودعمت وتوجهاتهم الطائفية المتطرفة .

ماذا يعني صمود العراق بوجه العدوان وما هي نتائج ذك الصمود؟

لقد فقدت الإدارة الأمريكية التأييد شبه المطلق الذي كان قد حصل عليه الحزب الجمهوري الحاكم الذي ينتمي إليه بوش الصغير في بداية عدوانه على العراق , وتراجعت شعبيته بشكل كبير لم يشهد لها تاريخ الحزب مثيل بسبب ارتفاع خسائرها البشرية التي تجاوزت الأربعة آلاف عسكري حيث يعتبر هذا العدد مرتفع للغاية بمراعاة الآلة العسكرية والتكنولوجيا الحربية المتطورة جدا إذا ما قورنت بإمكانيات المقاومة العراقية البسيطة وإذا ما استثنينا قوة إرادة وعزيمة الرجال المقاومين ودوافع استخدام السلاح , فاذا كان العسكري الأمريكي ومن تخندق معه بتحالفهم يتعرض لضغوط المؤسسة الدينية المسيحية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه أو نشر الديانة المسيحية والتبشير لها , فان المقاوم العراقي يدفعه الواجب الديني والوطني والقومي طوعا للدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته مع قناعته المطلقة بانعدام صفة الإرهاب بين أبناء شعبه وما يحمل من معتقدات ومبادئ تدينه كظاهرة أو كممارسة , لذلك فان محصلة دوافع القتال لدى المقاومة العراقية اكبر بكثير من مثيلتها لدى الأمريكي أو غيره من إفراد جيوش العدوان وهي التي ستؤدي بالنتيجة الحتمية الى انتصار المقاومة , ومع قرب انتهاء ولاية بوش الصغير الثانية التي لم تحمل للعالم أو لأمريكا غير الشؤم والدمار وانتقال السلطة شبه المحسوم لصالح مرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما الذي بدأ تحت ضغوط اللوبي الصهيوني يتراجع تدريجيا عن تصريحاته بسحب القوات الأمريكية من العراق خلال ستة عشر شهرا , بعد أن استحوذ حزبه على أغلبية المقاعد في الكونغرس بمؤسستيه , الشيوخ والنواب , فان مؤشر النتائج المتوقعة يشير الى أن بوش بعد أن يفقد صفته الرسمية في البيت الأبيض سيقع فريسة لتساؤل أكثر من جهة من بينها حزبه الذي سيحمله نتيجة ما وصل إليه من جفاء الشارع الأمريكي وابتعاده عنه كما ستبرز له مشكلة المواجهة مع المؤسسات الاقتصادية ودافعي الضرائب وما وصل إليه انهيار الاقتصاد الأمريكي وفشله في جني ما وعد به من ثمار عدوانه , أما المؤسسة الأكثر تضررا من هذا العدوان , المؤسسة العسكرية التي فقدت الكثير من هيبتها الدولية بعد أن تمرغ انفها في وحل الهزيمة وستجبر إن شاء الله العزيز القدير صاغرة على الرضوخ لشروط المقاومة العراقية الباسلة فسيصبح من حقها أيضا أن تحمل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية ذلك لزجها في عدوان لم تكن مضطرة إليه آلت نتائجه إلى هذه الحال .

إن انكسارات العدوان الأمريكي الأكيدة في العراق ستعيد ثقة المواطن العربي بنفسه وبقدراته القتالية في الدفاع عن وطنه بعد سلسلة الهزائم التي دفعته إليها أنظمة الحكم الحالية التي تعمل بإرادة المحتل والتي جندت نفسها لتسهيل سرقة الثروات العربية مقابل الحفاظ على سلامة كراسيها .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد /  03  رجــــب  1429 هـ

***

 الموافق   06  /  تمــوز / 2008 م