الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

صدام حسين

 

 

 

شبكة المنصور

حمزة الكرعاوي

 

عندما نريد نكتب عن شخصية صدام حسين ونتناولها بكل أبعادها يجب أن نكون محايدين ، وغير مقلدين لاحد ، لان الله أمرنا بإعمال العقل والفكر ، ولانكون مقلدين للاخرين ، ولا نكون كالببغاء نردد ما يقوله الاخرون ، سواء كان صدقا ومطابقا للواقع ، أم كذبا ومخالفا للواقع ومجانبا للحقيقة .

وكل إنسان يريد أن يحقق ويتعرف على حقيقة ما ، عليه أن يتجرد عن كل العوامل التي تجعله يزيغ عن قول الحقيقة ، وعدم الوصول اليها ، ولا يستشهد أو يأخذ بأقوال الذين يتواطئون على الكذب ، لان دعواهم وأقوالهم تسقط أمام الحقيقة ، ولا يصلح الاستشهاد بها كأدلة .

أريد أن أصرح وأبين حياديتي في هذا الموضوع ، أنا لم أكن بعثي في يوم من الايام ، ولم أتبنَ وادعُ للفكر البعثي ، ولا إستلمت من صدام والبعث أي شئ في حياتي ، وأنا من الذين حرموا أيام حكمه ، وعشتُ في منزل من طين خال من التدفئة ، والتدفئة في منزلنا هي (المنقلة ) جمر الحطب ، ولم يبنِ لي مدرسة صدام ، حتى يجعلني متملقا ، بل ذهبت الى المدرسة التي تبعد عن بيتي عشرة كليو مترات في البرد القارص مشيا على الاقدام ، وعلى البايسكل اذا لم يكن الجو ممطرا ، وأستعين بعض الاحيان بفرسنا حتى لا أتأخر وآكل الفلقة من المعلم ، ولذلك قررت أن أخوض في هذه المسألة لقول وكشف الحقيقة التي يجب أن تُكشف .

لانحتاج في هذا المقام الى علم المنطق لاجل الاستدلال ، والوصول من المعلوم الى المجهول ، لانه لايوجد مجهول هنا ، الذي يوجد هي حقائق وشهادات يجب إخراجها وقولها للناس ، قبل أن نموت وتبقى بدون تدوين ، ومن الناس وخصوصا العلماء منهم من يخشى الناس ولا يخشى الله ، فيبقى مجانبا للحقيقة وكاتما لها خوفا من اللوم وربما الموت أحيانا ، ولا عذر لهم هنا وعليهم قول ما يجب قوله حتى وإن ضحى بحياته اذا تطلب الامر وتوقفت عليه المصلحة ، سواء كانت دينية أم لا .

وربما يعترض علينا معترضون ، وكما إعتادوا على الشتم والصاق التهم جزافا ، لكنني أقول لهؤلاء إلتفتوا وراءكم الى أصحابكم أين هم ؟ وفي خدمة من ؟ وبعد ذلك إعترضوا على ما تريدون الاعتراض عليه وهو حقكم ، لكن يجب أن يحكم المنطق والعقل ، لان الاجيال تطالبنا بكشف الحقيقة ، وكشف شهادتنا وما راينا .

لا أريد أن أتكلم عن حكم صدام حسين للعراق ولا ما فعله ، الذي أريد أن أتناوله في هذا المقام أمرين فقط وهما :

هل أن صدام حسين عميل أم لا ؟.

هل أن الرجل جبان أم شجاع ؟ .

كانت تراودني فكرة الكتابة عن هذين الموضوعين منذ أن تم تنفيذ حكم الاعدام يوم العيد ، لكن الظروف لم تسمح لي بذلك .

طبلت مجاميع ما يسمى (المعارضة ) طيلة سنوات وقوفها في الطابور أمام الخارجية البريطانية والامريكية ، وسفارات دول العالم ، طبلت أن صدام حسين عميل لامريكا ، وغير ملتفتين الى مكان وقوفهم ، لكنني لا الومهم ، وألوم الذين صدقوهم ، وكما قلنا سابقا أن محمد العربي ص جاء بالاسلام ليخاطب العقل ويحارب الجهل ، والقران يقول (اذا جاءكم فاسق بنبا ....... الى اخر الاية ) ، والمنطق يقول ( الخبر يحتمل الصدق والكذب ) فهل فكرت الامة التي صدقت مقولة هؤلاء وهم في طابور العمالة والخسة ، أن تسألهم أولا ماذا تفعلون هناك ؟ وهل أفرزت الصدق من الكذب باستخدام العقل الذي أمر الله تعالى ونبيه الاكرم ان يستخدم ليكون الانسان خليفة لله في الارض ، يفكر ويستنتج ولايكون بوقا ينفخ فيه الاخرون ، لان الانسان اذا استخدم عقله لاتنطلي عليه ألاعيب المنافقين والمخادعين .

ولحد هذه اللحظة ونحن في السنة السادسة لاحتلال العراق ، تغنى نفس الاغنية ، وهي ( النظام البائد ، وصدام عميل ، وهمش الشعب ، وووو ) والقوم ركعا سجدا لامريكا ، لانها أوصلت أراذل القوم ليتحكموا بشرفاء العراق ومصيرهم ، وبيع العراق وأهله مقابل نيل كلمة معتدل .

هل صدام حسين جبان ؟ .

الجواب : لا ، صدام حسين رجل شجاع في كل أيامه التي عاشها الى رحيله عن هذه الدنيا .

الادلة : طبعا نستعرض جزءا منها لضيق المقام ، وهي كافية وتدلل على خلاف ما قاله الاعداء ، لان شهادتهم ساقطة امام منطق العقل ، ولانهم كذابون ، وهم في العمالة غاطسون ( لاتنه عن خلق وتاتي بمثله عارعليك اذا فعلت عظيم ).

الدليل الاول : صدام حسين ابن قرية ، والقرى في العراق كانت مظلمة ولا توجد فيها إنارة ، اي بخلاف ابن المدينة ، ويختلف ابن القرية عن ابن المدينة ، ويكتسب شجاعته من المجتمع الذي يحيط به ، ومن الظلام الحالك ، فإبن المدينة اذا انقطعت الكهرباء لايستطيع أن يخرج من باب الدار ، بخلاف ابن القرية الذي تعود على الظلام ، وعاش مع الحيوانات المفترسة ، وكل حياته محفوفة بالمخاطر ، والثارات العشائرية ، اضافة الى الحراسة في الليل المظلم .

الدليل الثاني : كان صدام ايام النضال السلبي مطاردا من قبل الحكومات في العراق ، وكان متخفيا في الصحراء ، والغابات ، وشارك في عمليات إغتيال ضد عبد الكريم قاسم ، وجرح ، وتخفى ، وعبر الحدود مع سوريا ، وحفة به كل المخاطر .

الدليل الثالث : شارك في القتال في حرب ايران ، ووصل الامر الى أن تحاصر الوحدة العسكرية التي هو فيها ، وقاتل في المعركة ، وفي السلاح الخفيف ، فلو كان جبانا لم يصمد ، ولم يذهب الى الخطوط الامامية ويقاتل .

نكتفي بهذه الادلة التي من خلالها أثبتنا أن الرجل شجاعا ، واسقطنا شهادة المنافق موفق الربيعي ، ومثل هذا لايعتد بشهادته لانه أوسخ إنسان على وجه الارض ، فضلا عن أنه غير محايد ، وذيل من ذيول الاحتلال .

هل صدام حسين عميل ؟.

لايوجد للعمالة مصداق ينطبق على غير سكان المنطقة الخضراء ، ولا لها لون وطعم ورائحة ، هي الركون للمحتل الغازي .

هل رأينا صدام في البيت الابيض ؟ ، الذين رأيناهم هم الذين قالوا أن صدام عميل لامريكا ، ياللمهزلة ، واذا قال لنا أحد أن صدام استقبل رامسفلد أثناء الحرب العراقية الايرانية ، واشترى الاسلحة من امريكا .

فنقول هناك فرق بين رئيس الدولة وبين التابعين للمحتل ، واستقبال رامسلفد مثل استقبال العرب في صدر الاسلام الاول وما بعده لرسل الاعداء لنقل الرسائل ، وشراء الاسلحة ، يقابله شراء ايران اسلحة من اسرائيل ، وخير دليل فضيحة ( ايران جيت ) فلا حجة لكم علينا في هذا الامر .

مسألة الحفرة أو القبو الذي أُسر فيه صدام حسين ، هو خندق في المعركة التي كان صدام وغيره من العراقيين يستخدمه لمقاومة الاحتلال ، وهو اسير حرب وليس القاء القبض عليه بدليل أن القاء القبض يجب أن يصدر من قاضي شرعي في ظروف طبيعية ، لا من جهة محتلة للبلد .

صدام حسين أسير حرب تم انتهاك اتفاقيات جنيف بمهزلة المحاكمة التي تم تمثيلها لشرعنة احتلال العراق ، وأن هؤلاء هم حكومة والخ من المهازل التي لا زالت مستمرة .

عندما ذهب بول بريمر مصطحبا معه كلابه ليتعرفوا على ان هذا الاسير هل هو صدام أم لا ؟ كما قالوا ، هذا كذب لم يذهبوا للتعرف عليه ، لان صدام غني عن التعريف ، ويعرفه العالم كله ، ذهبوا للشماتة ، وليقولوا أننا انتصرنا وتحقق أحد أهداف أمريكا ، لكن ماذا حصل هناك ؟.

حصلت فضيحة عندما سأل موفق الربيعي صدام ، وقال له لماذا لم تقاتل ؟ فقال له صدام وهل قاتلت أنت ( انت تعرف إتكاون ) فنسي نفسه الربيعي وقال نعم ، فقال صدام اين قاتلت ؟ فقال الخاسئ في ايران -اي ضد العراق - طبعا كذب لانه ليس رجل قتال حتى وان جاء معه أشجع الشجعان ، وبعدها أحسن أن صدام استدرجه ، وقال لصدام أنا أسألك لاتسألني .

زاره دونالد رامسفلد ، وقال له نستطيع أن نخلي سبيلك اذا اصدرت بيان واوقفت المقاومة ، ونرتب لك لجوء الى الدولة التي تريد ، فقال له صدام توقعتك أن تعتذر مني لان قواتك احتلت بلدي ، لا أن تضيفني الى قائمة العملاء ، فقال رامسفلد ، نحن امرنا جلال طالباني أن يعترض على اعدامك .

صدام يعرف جيدا أن رأسه هو المطلوب فلو كان عميلا وجبان لضعف وهان أمام مطالبهم ، وخلص رقبته ، لكنه أبى ، وختمها باحسن شئ ، وهو الشهادة ، ألم يردد فقهاء السراديب ( اللهم أرزقنا حسن العاقبة ) فحسن العاقبة شاهده العالم كله عندما وقف على منصة الاعدام .

ولو افترضنا أن صدام قتل وذبح شعبه حسب ما ينعق وينهق سكان المنطقة الخضراء فالشهادة في سبيل الوطن تكفي ويحاسب الرجل على أعماله الاخرى وامره الى الله .

أولاده وحفيده قاتلوا واستشهدوا ، فماذا قدمتم انتم لانفسكم ، ولانريد منكم أن تقدموا للعراق شئ ، الذي نريده منكم أن ترفعوا الاهانات عنكم اليومية من قبل جنود الاحتلال .

صمد صدام صمود الابطال وسجل التاريخ له صموده، ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا ، والعراقييون الان يترحمون عليه ، وتعجبت من كلام صدام عندما قال لرامسفلد أتحداك أن تجرى انتخابات حقيقية ، وانني سافوز فيها ، وتاكدت من انه متاكد عندما سمعت كل العراقيين يترحمون عليه حتى في الاهوار قال احدهم النظام افضل واشرف من هؤلاء الحرامية .

انتهاك تعاليم الاسلام يوم العيد :

الموت يجب أن يحترم ويأخذ الناس منه العبر ، لانه انتقال من حياة الى أخرى ، وفي اسلام محمد ص لايجوز الضحك خلف جنازة ، المهم تبينت ضحالتهم عندما قالوا صلوا على محمد ص ، والمعروف عند المسلمين أن الذي يريد ان يجهز على عدوه يقول الله اكبر ، وهم جبناء لانه واحد وهم مجموعة محمية من قبل قوات الاحتلال التي تراقب من الخارج ، وتضحك عليهم وهم يظنون أنهم هم الذين ينفذون الاعدام ، ومنهم من أخذ يرتعد من صدام ، وأحدث بعضهم (بال في ملابسه ) والرجل مقيد ، وكانت شجاعته أن قال لهم هي هذه المرجلة ؟ .

وقف كالاسد ورفض ان يلبس قناع الموت الذي كشف كذب موفق الربيعي ، والذي فضحهم بيع الشريط المصور لوسائل الاعلام ، فلو كانوا رجال فعلا ، لاخفوا التصوير أو لم يصوروا لكن الله اراد أن يفضحهم ، وادانهم من استخدمهم ووصفهم بالهمج الرعاع ، وأدان عملهم القاضي حكمه .

سقطت جثة صدام وانتهكوا اسلام محمد ص عندما رقصوا وتخاصموا عليها ، والنبي يقول ( لاتجوز المثلة ولو بالكلب العقور ) والامام علي ع ، قال للحسن ( الله الله باسيركم فان مت فضربة بضربة ولا تمثلوا بالرجل وذكرهم بالحديث اعلاه ) وان شفيت من ضربتي هذه أنا ولي امره .

أقول العربي صقر لاينقر الجثة اذا سقطت الذي ينقرها الغراب ، والعربي صاحب مبادئ وشيم ، اذا وجد خصمه نائم يوقظه ليدافع عن نفسه ، واذا سقط سيف عدوه ينتظره الى أن ياخذ سلاحه ، هذه ليس من عاداتنا نحن العرب ، جاءتنا من الخارج .

لو كان صدام حسين في بيتي وهو عدوي لم اسلمه لامريكا مهما كان الامر ، وسلام على الامام السجاد عندما قال ( والله لو إئتمنني قاتل ابي الحسين بالسيف الذي قتل به والدي لاديت الامانة ) هل انتم من أخلاق اهل البيت بشئ ؟ .

هذه شهادتنا قلناها لاننا رأينا بأعيننا خلاف ما قال المنافقون والكذابون .

قالوا صدام عميل وهم في أحضان من احتل العراق ، وياليتهم عملاء كباقي عملاء امريكا الاخرين ، لم يلقوا اي إحترام ممن استخدمهم .

بالامس رايت صورة على أحد المواقع بانت لي وكأنها فك لكلب أجرب أجلكم الله واذا بها صورة جانبية لعبد الانكليز لعنة الله عليه .

وأخرى لشخص جالس قربه لم أره من قبل ، وبقيت أركز على الصورة ، ورأيت على الطاولة سدارة سوداء واذا بها سدارة الخرف زعيم جبهة المرافق الهاشمية أجلكم الله .

فليشتم من يريد ان يشتم طريقنا هو فضح كل عميل وخائن وجاسوس ومنافق لان القران لعنهم على لسان رسوله ص ، وشرعا لا كرامة لهذا النوع من البشر .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                       الاربعاء  /  09  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  14  /  أيــــار / 2008 م