الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

شهادة الفريق الركن سيف الدين الراوي
رئيس أركان الحرس الجمهوري العراقي
خطة الدفاع عن بغداد
(1)

 

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

 

متابعة لكتاب قبل أن يغادرنا التاريخ، للفريق رعد مجيد الحمداني، قائد فيلق الفتح المبين، الحرس الجمهوري العراقي، وعطفا على الحلقة الخامسة عشرة منه التي ذكر في نهايتها هذه الجملة:

((إزدادت حساسية الفريق سيف الدين تجاه الفريق رعد – كما يقول – ورغم انه حاد الذكاء ولديه خبرة كبيرة وقابلية بدنية، إلا ان نقطه ضعفه الأنانية المفرطة والحساسية الشديدة وطموحه الذي لاحدود له، حيث انه كان يأمل أن يكون وزيرا للدفاع قبل وقوع الحرب!!!!

لكن...

للانصاف... وكقراء محايدين بين القائدين العراقيين... رعد وسيف الدين... ماذا يقول الفريق سيف الدين عن خطة الدفاع عن بغداد ؟؟؟))

كان من المفترض أن تكون هذه الشهادة عقب تلك الحلقة مباشرة كي تتواصل معها، لكن الذي حصل، أنني حين نسخت الحلقة من موقع الجزيرة ورحت أقارنها مع الشريط المسجل لدي، وجدت الكثير الكثير من الاخطاء... وتبديل كلمات، وتغيير كلمات أيضا... وشطب كلمات..... ما جعلني في النهاية ولشدة تضايقي من هذا الامر، امحو ما نسخته من الجزيرة بلحظة... وبدأت بعدها بتفريغ كلام الفريق سيف بنفسي... وهذا ما استدعى وقتا مطولا بعض الشيء... إذ أنني تحريت الدقة كثيرا في هذا الموضوع....

أتعبني موضوع أبويزن... – ولم يتعبني هو بشخصه – .... فهو وغيره من أبطال العراق العظيم شرف وتاج على الرأس... وفخر لكل عراقي وعربي... ولو قدر لي يوما ما اللقاء به ان شاء الله لقبلت يده.... فهذه يد طاهرة دافعت عن أطهر وأعرق بلاد الدنيا....

إذا كان هناك شخص قذر... عميل... يفتخر بعمالته للأمريكان والصهاينة مثل بندر بن سلطان قد قال يوما ما، زورا وبهتانا، (قبل وقوع العدوان على العراق العظيم).. لاتخافوا .... ان الجيش العراقي بأكمله يمكن شراؤه بمائتي مليون دولار!!!

فإن العراقي – أي عراقي – لن يشتري لا بندر ولا ألف واحد من أفراد اسرته – إذا كانوا عملاء كلاب مثله – بمائتي لير ايطالي!!! بل حتى إن البسطار العتيق الذي كان يرتديه الجندي العراقي أغلى من بندر.... فعلى الأقل ذلك البسطار كان يحمي القدم.... أما بندر وأمثاله فهم يحمون الامريكان والصهاينة... وقدم الجندي العراقي أشرف وأطهر من الصهاينة والامريكان وعملاؤهم أمثال بندر وغيره....

المهم....

الفريق سيف الدين الراوي هو الرابع عشر في قائمة الشرف الوطنية الغالية على قلب كل عراقي، والتي أعدها الامريكان والمجوس والصهاينة، أعدوا قائمة بأبطال العراق العظيم، الذين دافعوا عنه بوجه المد المجوسي الاصفر السام، والذين وقفوا بوجه أمريكا والصهاينة لفترة طويلة.... أغاظ صمودهم الاسطوري الامريكان والمجوس... ما جعلهم يخرجون تلك القائمة.... ويدعون أنها قائمة من قتلوا الشعب العراقي!!!! وأطلقوا عليها قائمة المطلوبين.... بينما هؤلاء الاشراف هم في قلب كل عراقي... ومحبتهم هذه الايام تزداد أكثر وأكثر... فهم شرفاء أبناء أشراف... نبتوا من أرحام طاهرة مطهرة...

اما الفريق سيف.... فهو:

- ولد في قضاء راوة في محافظة الأنبار عام 1949

- تخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم عام 1970

- ثم تخرج من كلية الأركان العراقية عام 1980

- ثم درس في كلية الحرب العراقية جامعة البكر، وتخرج منها عام 1985.... الأول على دفعته...

- عمل في صنف الدروع وكان ضابط وحدات وشغل مناصب عدة أهمها:

- آمر لواء مدرع ثم قائد فرقة ثم رئيس أركان فيلق ثم قائد فيلق...

- ثم أمين سر عام الحرس الجمهوري....

- وأخيرا ترأس أركان الحرس الجمهوري في أواخر عام 1999...

- شارك في حرب تشرين عام 1973 على الجبهة السورية....

- ثم شارك في الدفاع عن العراقي أيام العدوان الخميني المجوسي الكسروي وأصيب وقتها...

- كذلك شارك في الدفاع عهن العراق أيام العدوان الثلاثيني الغادر المجرم عام 1991...

- كرمه الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين عدة مرات...

- نال أوسمة الشجاعة – أيام صد العدوان المجوسي ثم أيام العدوان الثلاثيني الغادر - ...

بالنسبة لشهادة الفريق سيف.....

فعلى اعتبار أنها مطولة، (حلقتين مع عبد العظيم محمد)... فإننا سندرج الاهم فيها – وكلها هامة – كي يكون القاريء على بينة، ويربط إن أراد مع ما كتب سابقا في كتاب الفريق رعد مجيد الحمداني....

إضافة إلى الاختصار، وحذف ما تردد من كلمات... فمثلا لو قال الفريق سيف: فدخلنا الى المقر... المقر العام... جعتلها فورا على شكل: فدخلنا الى المقر العام... وهكذا... على نفس هذا الشكل...

عدا عن أن أبويزن، استخدم كلمة "يعني" عددا من المرات ما لم استطع حصره... رغم محاولتي....  فهذه ايضا – مع الاعتذار من سيدي العزيز ابويزن – حذفتها في بعض المواضع..... يعني حاولت قدر المستطاع اخراج هذه الشهادة بصورة – أعتقد – أفضل من الصورة التي أخرجها موقع الجزيرة نت (يعني...على رأي أبويزن)...... والله أعلم... والقاريء هو الحكم....

يبدأ عبد العظيم محمد بسؤاله عن: اللحظات الأخيرة التي عاشها العسكريون العراقيون والقيادة العراقية، كان هناك إنذار قبل ثمانية وأربعين ساعة من بدء المعركة وجهه "الوغد بوش" لخروج الشهيد صدام حسين ونجليه الشهيدين من العراق، كيف عشتم هذه اللحظات؟

فيجيب الفريق سيف: بسم الله الرحمن الرحيم، لي تعقيب فيما يخص أنه المعركة استمرت واحد وعشرين يوم....... الحقيقة المعركة مع العدو الأميركي وحلفائه استمرت اثني عشر عام بعدة صفحات، الصفحة الأولى كان في عدوان عام 1991 اللي اشتركت فيه دول الحلفاء والمحور في حرب عالمية ثالثة ضد القوات المسلحة العراقية.... وضد العراق بشكل عام... والصفحة الثانية كانت ما بين 2003 وما بين عدوان 1991 تضمنت حصار اقتصادي جائر ضمنت عدوان بالرجعات متكرر.... وضمنت أيضا في عام 1998 قام العدو بعمليات ضربت بها بغداد بأكثر من أربعمائة صاروخ ...... واستمرت هاي الحالة حصار وعدوان وتآمر لحين بدء إنذار بوش عام 2003.

بكل الأدبيات العسكرية بالعالم.... ما أكو يعني جيش في العالم ينذر..... يعني المصريين بذلوا جهود كبيرة حتى يقنعون الكيان الصهيوني بأنه ما أكو عملية عبور باتجاه الضفة الغربية لقناة السويس... وإحنا بذلنا جهود كبيرة حتى نقنع الإيرانيين في عام 1988 بالفاو بأنه يعني ما عدنا عمليات باتجاه الجنوب.... بس القوة تولد الغطرسة... وهذه الغطرسة الشديدة لبوش وحلفائه راح تقود إلى التهور والتهور رح يقود إلى الهلاك....

مَن أنذر بوش ((من وقت أنذار بوش)).. إحنا عندنا وسائل إنذار....يعني للطيران المعادي... لصواريخ الكروز عدنا وسائل إنذار كاملة تنذرنا.... والقطعات ممرسة على هذه الواجبات... ولكن أنا أنذرك بأقول لك قبل ثمانية وأربعين ساعة!!! يعني أنطاك مهلة بأنه راح تنضرب أنت 100% ...إذن.. إحنا خلال هذا الإنذار، قطعات بالجيش أو الحرس الجمهوري أو كل دوائر الدولة مدربة على هذه الواجبات منذ عام 1991 .... وفي سياقها أكو بالتدريب هو كيفية التهيؤ للحركة الفورية، والتنقل إلى المقرات البديلة ومواقع الوحدات البديلة،.... كل وحدة من وحدات الحرس الجمهوري من الموسيقى إلى الطبابة إلى التموين والنقل إلى كتائب الدبابات كلها بالكامل لديها مواضع بديلة محفورة مهيأة مموهة تنتقل لها للإفلات من الضربة المعادية.... أي المعسكرات تبقى فارغة تماما. ........

الإجراءات اللي اتخذناها ..... يعني مَن قال بوش... أنذر بوش... القطعات كلها خرجت... الجيش والحرس إلى المخابئ... وأصبحت المعسكرات فارغة.... دعينا لاجتماع باليوم التالي بالقصر الجمهوري.... للاجتماع بالسيد الرئيس القائد صدام حسين.... وحضرنا، وحضر معنا ووزير الدفاع، وحضر الفريق حسين رشيد، أمين سر القيادة العامة...... حضر قائد القوة الجوية.... وحضر الشهيد قصي صدام حسين.... وحضرت مجموعة من الضباط...... فدخلنا بالقصر الجمهوري.... طبعا القصر الجمهوري مستهدف.... يعني أكو إنذار، يعني كان بإمكان العدو أن يضربنا خلال فترة الإنذار...... حتى أنا استغربت يعني شون هذا الاجتماع...... قلت للشهيد قصي ... قلت له شون يصير بالقصر الجمهوري يعني ممكن العدو يضربنا .... فقال لا... عدنا ثمانية وأربعين ساعة..... قلت له يجوز العدو ما يلتزم بها.... يعني هذه الثماني وأربعين ساعة.... وفعلا بعدين ما التزم بها. ......

عبد العظيم محمد: ما التزم.... ضرب... هذه ضربة الصيد الثمين اللي في منطقة الدورة كما اعتقد في يوم 19/3.

الفريق سيف: إحنا دخلنا إلى غرفة الاجتماعات.... لقينا السيد الرئيس واقف.... وكان لابس عسكري... وصار فترة طويلة وهو ما لابس عسكرية.... البذلة اللي لابسها يعني هو كان قاتل بها بالقادسية..... والآن يعود إلى القتال مرة أخرى.... دخلنا، قال السيد الرئيس ما يلي:

قال: هاي يعني كيف صارت الأمور يعني، هاي الحالة.... المتدنية، بأنه يجيك رئيس دولة معادية يقول لك أطلع، أترك منصبك، وأترك شعبك حتى احتلك.... إحنا نقاتل إلى آخر قطرة من دمائنا، هذا كلام السيد الرئيس.... اجتمعنا، جلسنا، وأنا كنت حامل مجموعة من الخرائط عاد تخص الدفاع عن بغداد... تخص عموم قواطع العمليات... السيد الرئيس ركز على أمور.... وطرحوا الدفاع بعض الحالات... قالوا عندنا تشكيلات في مفرق بستانة قريبة من أربيل.... السيد الرئيس قال تعود كركوك... ركز عليها السيد الرئيس... وقال: هذه معركتنا معركة مصير... إذا الله كتب لنا النصر فهذا النصر لنا وللأمة العربية كلها وإذا كانت حالة أخرى العدو قدر أن يوصل..... فراح تطلع قيادات جديدة من الشعب.....وحددها بالاسم، قال تطلع قيادات من الفلوجة ومن الأنبار ومن صلاح الدين من البصرة من ديالا قيادات جديدة..... راح تقاتل العدو وتجبره على الرحيل من العراق وراح تدحرج أميركا من القمة إلى السفح. ........

عبد العظيم محمد: عندما ضرب هدف الفرصة... (مزرعة الدورة) هل كان لديكم اجتماع في ذلك المكان أو القيادة العراقية السياسية كان لديها اجتماع في ذلك المكان؟

الفريق سيف: أبداً لا يوجد أي اجتماع للقيادة السياسية أو العسكرية في مزرعة الدورة..... الاجتماع تم بالقصر الجمهوري... وكان ورانا مباشرة حضرت الرفيقة هدى عماش... ومجموعة من الوزراء تباعا كانوا يجون... إحنا بعد أن كملنا وسلمنا على السيد الرئيس... تركنا القصر الجمهوري... وين رحنا؟ رحنا المقر العام للحرس الجمهوري ببناية الأسكوا بحي العامرية، قرب المطار،.... دخلت للمقر..... فلاحظت أكو دبابة تي 55 كانت على دكة ويمها تمثال السيد الرئيس على صهوة جواد عربي.... تنزل يعني، قلت لهم ليش بتنزل؟؟ قالوا بنخليها لمكان آخر.....، أعتقد إلى حديقة الزوراء.... قالوا: لأنه هاي الدبابة كانت رمز.... لأنه السيد الرئيس قادها في ثورة تموز عام 1968 وهي كانت من تشكيلات اللواء المدرع العاشر... طلعت أنا دخلت إلى غرفتي يعني نفسي أنا والمرحوم قصي موجودين بالمقر يعني استمرينا بالمقر..... بمقرنا الدائم.... فأشار لي العميد ركن عبد السلام سكرتير المشرف، هو ضابط جيد ومتابع.... وأبوه رجل دين وقور... فطلعت فوق... قلت له اشوكت الاجتماع، قال بعد ساعة... قلت له طيب... أنا صعدت، بلغت مدير المكتب شون إخلاء مكتبنا... قال كل الإجراءات إحنا أتخذناها..... واللواء أحمد يعني ضابط ركن جيد ومتابع..... وقال لي كل قطعات الحرس الجمهوري خرجت..... حتى وحدة الموسيقى..... خرجت إلى المواضع البديلة..... ومعاهم مواصلات وارتباط بشكل كامل.... بعد ساعة جاء قصي قعد جنبي قبل الاجتماع..... سلمت عليه الله يرحمه..... طبعا شخصية قصي شخصية رائعة يعني..... رجل متواضع شجاع قوي.... أخلاقه راقية..... لو يشوفنا باليوم عشرين مرة يسلم علينا بحرارة ويرحب بنا.... قعدت قال لي عندي اجتماع ويا الرفاق أعضاء القيادة راح يصير هنا بس أريد الاجتماع يصير بغرفتي...

قلت له: سيدي ترى بالنسبة للاجتماع بغرفتك ما يستوعب المكان... قال لي إحنا عندنا غرفة عمليات مهيأينها.... كل أعضاء قيادة المنطقة الوسطى راح يحضرون... اللي هي الأنبار وديالا والحلة وبغداد ضمن هذا القاطع.... قلت له: أنا أعرف ليش ما تريد تروح لغرفة العمليات.... وأنا أحشيلك بصراحة.... قال لي: ليش؟ قلت له أنت ما تريد تقعد على الكرسي الرئيسي .... تريد تقعد حالك حالنا.... قال نعم..... لأنه أغلب الرفاق سبقوني بالنضال وأكبر مني عمر وهم أعضاء قيادة وأنا مو عضو قيادة.. ولو أنا قائد منطقة وسطى.. بس أنا جزء من عندهم... قلت طيب نحل الموضوع..... قال كيف؟ قلت له: نخلي الكرسي مالك بالوسط.. وأعضاء القيادة يمينك ويسارك وأمامك... وبهذا ما راح تكون على الكرسي الرئيسي....

يا أخي شوف الأخلاق.. يعني بدون هاي الأخلاق ما نربح.... اجتمع بأعضاء قيادة المنطقة الوسطى..... طلبوا عتاد خفيف خاصة... وزع لهم فورا... ونسق حول الدفاع.... وعرضوا خططهم واتجهوا باتجاه مناطقهم.... قبل الغروب صار اجتماع ثاني بالنسبة للشهيد قصي الله يرحمه.. مع الدفاع الجوي للحرس الجمهوري... طبعاً قصي ها الفترة صار عنده رؤية عسكرية واستراتيجية وهو ذكي جدا.... ذكي جدا باستخدام الخريطة.....

عبد العظيم محمد: هو كان منصبه المشرف عن الحرس....

الفريق سيف: مشرف على الحرس الجمهوري... لا تتحرك دبابة واحدة أو عجلة أو مدرعة أو مدفع واحد ألا بأمر المشرف على الحرس الجمهوري... يعني لا يوجد صلاحية لقائد الفيلق أو حتى رئيس الأركان أن يحرك دبابة من مكان إلى آخر إلا بموافقة السيد المشرف على الحرس الجمهوري...

عبد العظيم محمد: حتى أنت يعني؟

الفريق سيف: نعم.. هذه تحديدات أمنية معروفة بالحرس الجمهوري.... فتناقش ويا الدفاع الجوي... إحنا عندنا أربع كتائب صواريخ دفاع جوي تنفتح على محيط بغداد... هي كتيبتين كفدرات، اللي هي سام 6 روسية.. وكتيبتين مختلطة روسا ورولاند..... رولاند فرنسية... وروسا روسية.... تدري هاي البطاريات من تنفتح على محيط بغداد كل ساعة لازم تغير موضعها... وإلا تستهدف بالحرب... وهاي بها معضلة فنية، بها معضلة إدارية، يعني معاضل عديدة بالنسبة للاستخدام.. بس هما كانوا يتنقلون بالمواصلات وإلى آخره،...ارتاح بالنسبة للدفاع الجوي وعلى توزيعهم...

صار اجتماع آخر أيضا مع آمر الحرس الخاص برزان... وركز السيد المشرف على الحرس الجمهوري على ما يلي: حماية المطار مطار صدام الدولي... حماية مجمع الرضوانية... الجسور داخل مدينة بغداد...القصر الجمهوري... كل القضايا اللي تخص جهاز الأمن الخاص... عندك احتياجات؟ قال ما عندي آني كلش احتياجات..... أيضا أنهينا الاجتماع....اتصل بالقيادة... قادة الفيالق والفرق شخصيا... وتأكد.....أخبروه الجميع بأنه كل القطعات الآن هي منفتحة في مناطق الإخفاء...

عبد العظيم محمد: لما صارت ضربة الصيد الثمين....هل أصبح هناك تحول في أماكن القيادة وتواجدكم واجتماعاتكم؟

الفريق سيف: إحنا لما صارت الضربة كنا بالمناطق البديلة ... فأنا كنت قاعد بالمقر... المقر مرتب بشكل جيد..... مواصلات وضباط ركن... فكان معي ضابط ارتباط من السيد الرئيس صدام حسين... ضابط ارتباط، عقيد ثابت النفوس، أبو علي رجل وقور كبير بالعمر...

شفت هذا الرجل... يعني... إمكانية بقاءه ويانا والسهر ما يتحملها... ما يقدر يأخذ راحته.. بجو كله توتر وكله إجراءات... فقلت له: أخويا أنت واجبك ارتباط بيننا وبين السيد الرئيس.. أتروح لمدير المكتب بمقرنا الآخر، وتقعد هناك قدامك كل المواقف تشوفها وتوديها....أدى التحية... رجل محترم وراح..... ننتظر الصواريخ... ما وصلت الصواريخ... ننتظر ما وقعت... يعني أستاذ عبد العظيم إحنا صارت عندنا خبرة بالحرب .....يعني بنحسب توقيت الصاروخ اللي يعبر من البصرة أيش وقت يوصل..... والصواريخ تيجي فوق الكوت تضرب الراشدية... الصواريخ فوق اليوسفية تضرب الرضوانية..... الصواريخ اللي تيجي من يم بغداد هي باتجاه الحبانية تروح على تكريت وعلى مجمع الرئاسة في مكحول... حتى مسار الصواريخ نمشي وياها بنعرفها وين توقع.... الصبح عاد قصي الله يرحمه زارني الصبح .....قال ترى ضربت مزارعنا بالدورة.... بس خالية قال ما بها احد..... فجاء قصي المغرب قال لي خلينا نأخذ لنا جولة داخل بغداد... هو دائما يسوق سيارته بنفسه... أبدا ما في يوم شفت سائق يسوق سيارة قصي هو يسوق فركبت بصفه....

عبد العظيم محمد: كان معكم حماية؟

الفريق سيف: عجلة واحدة... هو دائما حمايته قليلة... طلعنا باتجاه حي العامرية على طريق المطار على القيادة القومية للقصر الجمهوري... التصنيع العسكري... وصلنا إلى جسر الأعظمية ... رجعنا إلى طريق شارع الربيع ثم إلى مقرنا... بقى يحكي لي، قال: ركزوا على قضايا المقاتلين... رواتبهم... شون يوصلوها لأن المعركة تطول... ترى إحنا ما كنا نتوقع الهجوم البري ثاني يوم... هو هذا اللي باغتنا.. رجعنا أنا وقصي، نزلني يم المقر... الله يرحمه ودعني وراح... دق التليفون قال: موجة صواريخ وراها موجة صواريخ وراها موجة صواريخ... يعني ما أكو نهاية.. لها بداية وليس لها نهاية... طلعنا بره نشوف... تقريبا كل ثانية كان يوقع صاروخ كروز.. كل ثانية تحسب يوقع صاروخ كروز... ضرب مقرنا...غرفتي انضربت بصاروخ مباشر... غرفة قصي الله يرحمه انضربت بصاروخين... غرفة أمين السر العام انضربت بصاروخ... وبقية المناطق انضربوا حوالي ثمان صواريخ...

عبد العظيم محمد: طيب أول اجتماع مع الرئيس صدام حسين بعد هذا القصف؟؟

الفريق سيف: بداية الحرب كان الاجتماع يصير مسائي بين السيد الرئيس صدام حسين وبين السيد وزير الدفاع... وبين المشرف على الحرس الجمهوري المرحوم قصي صدام حسين... وتجينا التوجيهات... ولكن بعد اشتداد الحرب لا ... التوجهيات تجيك تباعا على تطورات المعارك... وشون أدارها السيد الرئيس....

عبد العظيم محمد: يعني حتى نفهم طريقة التخطيط للمعركة... كيف كانت تقاد المعركة؟ بيد مَن كانت الأوامر؟ مَن كان يستلم الأوامر... من المعروف أن العراق قسم إلى ثلاثة مناطق...

الفريق سيف: بس قبل هذا أقول لك بأنه خسائرنا بالضربة الأولى كانت محدودة... يعني لا تتعدى عشر شهداء... وهاي القوة اللي ضرب بها بوش سماها الصدمة والرعب... اشتركت بها حوالي ثلاثة آلاف صاروخ كروز... إحنا متخذين إجراءات قوية... وحتى الجيش أيضا خسائره محدودة... نيجي إلى موضوع القيادة والسيطرة بالحرب... أنذاع بيان بالراديو بأنه تم توزيع قيادات المناطق... بس أريد أعطيك فكرة عن قدرات القوات المسلحة قبل العدوان... إذا تسمح لي يعني... بالنسبة للجيش الجيش العراقي الباسل اللي تاريخه مجيد، يعني من واحد وعشرين وفي كل المعارك... وإحنا أولاد الجيش يعني.. آني ابن الجيش.. آخر 1997 غادرت الجيش للحرس... والحرس هو نفسه أيضا جيش... كل ضباطه من الجيش.. بالنسبة لقدرات الجيش، عنده كانت خمس فيالق... الفيلق الأول يتألف من ثلاث فرق مشاة وفرقة آلية، مهمتها الدفاع عن مدينة كركوك، وعنده جبهة محددة.... أما الفيلق الثاني يتألف من فرقة مدرعة وفرقتين مشاة مقاطعة ديالا ومندلي والكوت.... الفيلق الثالث يتألف من فرقة مدرعة وفرقة آلية وفرقة مشاة وواجبها الدفاع عن مناطق البصرة والناصرية... الفيلق الرابع يتألف من فرقة مدرعة وفرقتين مشاة... وواجبها الدفاع في منطقة العمارة وقلعة صالح.... الفيلق الخامس يتألف من أربع فرق ثلاثة مشاة.. وفرقة آلية... وواجبها الدفاع عن مدينة الموصل..

القوة الجوية العراقية هي أكثر القطعات تضررت في عدوان عام 1991 لأنه إحنا كان عندنا قبل الحرب ستمائة طائرة مقاتلة من أحدث الأنواع ميراج وميج 23 و25.. اللي بقى من عنده صالح قبل عدوان 2003 سبعين طائرة... القوة الجوية اللي كانت ستمائة طائرة قبل عدوان 1991 ..... ليش ترى أقول لك الصفحة الأولى كانت في عام 1991 ....فالقوة الجوية ما كان عندها القدرة.. يعني....إنه تجابه هذه القوة من الناحية التقنية وأشياء أخرى ....عندك بالنسبة للقوة البحرية أيضا تضررت بالعدوان، لأنه كانت قريبة من الكويت وقريبة من الخليج، مجرد زوارق بحرية عندنا... وعندنا قواعد إطلاق صواريخ صينية.. أرض بحر.. وبالنسبة للدفاع الجوي... تدري يعني وسائله أيضا أكثر صنف تضرر بالعام 1991...لأنه كانت معركة بين الدفاع الجوي العراقي وبين القوات المعادية وأسقطنا بها ثمانين طائرة معادية....

يعني هذا ما ذكره شوارزكوف... ثمانين طائرة مقاتلة سقطت بوسائل الدفاع الجوي العراقية عام 1991.....لو تدري حضرتك بعد 1998 صارت معركة فريدة بالعالم ...ما بين الدفاع الجوي العراقي فقط... وما بين القوة الجوية المعادية... عدوان يومي ضمن جنوب الخط 33 وشمال الخط 36 .. يوميا عندك كمائن الدفاع الجوي... والعدو يضربه.. فالعدو بهالموقف يعني تعرف على كل خصائصنا...

عبد العظيم محمد: السيد الفريق.. أريد أن نفهم منك أيضا... الحرس الجمهوري... أين كان يتوزع وكيف تم توزيعه؟

الفريق سيف: بالنسبة للحرس الجمهوري يتألف من فيلقين: فيلق الله أكبر... يتألف من ثلاث فرق: فرقة نبوخذ نصر مشاة، واجبها الدفاع عن مدينة كركوك.. فرقة عدنان مشاة آلية، واجبها الدفاع عن مدينة الموصل، فرقة حمورابي مدرعة، مجهزة بأحدث الأسلحة دبابات 72، واجبها الدفاع عن بغداد... وعليها لواء واجبات خاصة26 في الثرثار.. واجبه مهمات خاصة...

قيادة عمليات الفتح المبين هي فيلق، كانت أيضا ثلاث فرق، فرقة المدينة المنورة في منطقة الصويرة والمسيب والمحاويل... فرقة النداء أيضا فرقة مدرعة مجهزة بأحدث الأسلحة (T 72) و(BMB 2) في منطقة ديالا يعني بعقوبة والنهروان... فرقة بغداد مشاة راجل.. واجبها الدفاع عن مدينة الكوت...هذا الانفتاح الأولي للقطعات قبل العدوان... طبعا.. من صارت قيادات مناطق... من صارت قيادة المنطقة الشمالية، تضم الموصل وكركوك يعني تضم الفيلق الأول والثاني... الأول والخامس العفو... كل قطعات الأجهزة الحزبية والأجهزة الأخرى والفدائيين بقيادة الفريق أول ركن عزت الدوري... تيجي إلى قيادة المنطقة الوسطى يقودها المشرف على الحرس الجمهوري، السيد قصي صدام حسين نائب الفريق الأول ركن سلطان هاشم وزير الدفاع... شو تضم؟؟ تضم الفيلق الثاني بالأساس... والحرس الجمهوري ترى مو ضمن المنطقة الوسطى.. هو ضمنها جغرافيا... ولكن يأتمر بأمر السيد الرئيس القائد صدام حسين... تضم الأنبار تضم ديالا وتضم الحلة... ولاحقا صارت الكوت ضمنها... خلال سير العمليات... قيادة المنطقة الجنوبية، واضح يعني البصرة والعمارة والناصرية... يقودها فريق أول ركن علي حسن المجيد، وتضم الفيلق الثالث والرابع والبحرية... وكل الأجهزة الحزبية والمخابرات والأجهزة الأخرى يعني...

قيادة الفرات الأوسط اللي يقودها السيد مزبان خضر هادي تضم النجف وتضم كربلاء والسماوة والديوانية... هذه القيادة الوحيدة اللي ما بها لا تشكيل ولا فرقة ولا مقر فيلق....

عبد العظيم محمد: أريد أن أسألك عن نقطة ذكرتها، وهي التداخل بين قيادة المنطقة الوسطى والإشراف على الحرس الجمهوري من قبل قصي صدام، كان له يعني مهمتين، هي قيادة المنطقة الوسطى، والإشراف على الحرس الجمهوري... هل أثر عليكم هذا التداخل؟ كيف أثر على المعركة.. على إصدار الأوامر... باعتباركم حرس جمهوري وهناك منطقة وجيش وإلى ما ذلك؟

الفريق سيف: يعني تسمح لي أوضح هذه النقطة لاحقا بعد أن نأخذ موضوع سير المعركة ... لو قصي الله يرحمه صاير فقط مسؤول عن الدفاع عن بغداد لكانت المعركة صار لها وجه آخر...لأن هو عنده قيادتين... قيادة يدافع بها عن بغداد، صح بغداد ضمن المنطقة الوسطى... بس يعني بغداد كهدف استراتيجي مهم... يعني الحرس الجمهوري انجر إلى معارك المنطقة الوسطى... يعني هو كقائد منطقة وسطى... يعني من تصير معركة بكربلاء... بالحلة أو بالأنبار... يصير إنزال بعكاشات أو يصير معركة بديالا... يعني تشتت جهد السيد المشرف الله يرحمه... وتركيزه صار على الأطراف أكثر من القلب.. ولا هو القلب الأطراف تحميه... بس تدري القطعات والجهد صار باتجاه آخر... مثلا إحنا... يعني الدفاع عن الحلة مائة كيلومتر عن بغداد ... يعني ليس من مهمة الحرس الجمهوري أن يروح هكذا مسافة... يعني يدافع عن هدف مسافة مائة كيلو... وهذي سببت لنا مشاكل أحشي لك إياها لاحقا.. كيف رحنا للحلة.. فإذن إحنا كحرس جمهوري واجبنا الدفاع عن كل العراق... إحنا كمهمة يعني... الدفاع والتعرّف في الوقت اللي يحدده القائد العام للقوات المسلحة...

عبد العظيم محمد: طيب ما أبديت هذه الملاحظة لقصي.. وإنه التشتت وخروج قوات الحرس الجمهوري إلى خارج بغداد سيضعف من جبهة بغداد؟

الفريق سيف: لا... الحقيقة أنا أجريت دراسة قبل الحرب بأكثر من سنة.. ورفعتها للسيد المشرف الله يرحمه.. قلت له يا سيدي.. ترى عندنا 50% من الحرس الجمهوري خارج معركة بغداد... واللي متيسر عندنا هي ثلاث فرق مدرعة... فأرجو أنه يعني تطرح الموضوع على السيد الرئيس الله يحفظه بأنه يتحرك فيلق الله أكبر من تكريت.. بنعطيه مسؤولية الدفاع شمال بغداد على محور الفلوجة ومحور التاجي.. ونحرك قوات عدنان بالموصل إلى التاجي.. ونحرك حمورابي من التاجي إلى الحصوة عن طريق الفلوجة.. وعندنا بالنسبة لنبوخذ نصر تيجي على محور الشعلة بالداخل... يعني حتى نحيط بغداد من كل جهة... بدأ العدو يهدد بغداد أولا.. واقترحنا بالنسبة لفيلق الفتح المبين تيجي قوات بغداد من الكوت تتمركز في الصويرة.... والمدينة المنورة تتحرك باتجاه المسيب... والنداء تيجي في منطقة النهروان...

لم يتم العمل.. وبقى الحال... بدينا نكرر الدراسات حتى تيجي القطعات... ولكن هاي المناورة تمت بعد أسبوع من بدء الحرب...

عبد العظيم محمد: أنت ذكرت توزيع قطعات الجيش العراقي وإمكانيات الجيش العراقي...أريد أن أعرف منك تصوركم عن إمكانيات العدو...القوات الأميركية وحلفائها... تصوركم عن هذه القوات وإمكانياتها... كيف كان هذا التصور؟

الفريق سيف: تصور واضح من الجندي إلى قائد الفرقة والفيلق.. السيد الرئيس كان يركز بأنه المعلومات يعني على قدر من يحتاجها... يعني ليس بالضرورة إنه الجندي يعرف كل ما يمتلكه العدو من أسلحة تدمير...لأنه تأثر على معنوياته لاحقا... فتدري أكثر جيش بالعالم عنده كراسات هو الجيش العراقي...ونمتلك حتى يعني التعبئة على مستوى السوق والعمليات اللي يستخدمها الجيش الأميركي... وتكتيكاته كلها معروفة عدنا... وعدنا سلسلة يعني كاملة من الدراسات...

عبد العظيم محمد: يعني استحضرتم المقارنة بين إمكانياتكم وإمكانيتهم؟ ...(( فقرة مهمة جدا جدا))...

الفريق سيف: نعم... وعلى ضوءها اتصرفنا... يعني ثلاثة إلى واحد تفوق المعادي... بس هو دا يتفوق عليك بالطيران... مثلا ألفين طائرة ضد صفر ما أكو لا طائرة تطير...وحتى وسائل الدفاع الجوي مالتك... العدو عنده أساطيل بحرية...إحنا عدنا زوارق بحرية...هذه أوجه المقارنة...العدو يمتلك ترسانة نووية... حوالي اثني عشر ألف رأس نووي يعمل تحت مظلة نووية...إحنا متهمين بأسلحة دمار شامل وكل شيء مو عدنا... ومع ذلك دا يضربونا... ميزانيتنا نحن بالحرس أربعة ملايين دولار... ميزانيتهم السنوية أربعمائة مليار دولار!!! فبالنسبة للمقارنة يعني نعرف أسلحة العدو.. ونعرف تأثير طائرات الاباتشي... وكل الأنواع معروفة عدنا...

عبد العظيم محمد: على ذكر أسلحة الدمار الشامل... يعني هل حقيقة كان لديكم ربما سلاح أخير لم يستخدم هو أسلحة كيماوية...أسلحة دمار شامل؟

الفريق سيف:أبداً...يعني القيادة السياسية بالعراق أبدت مرونة ما مثلها أكو قيادة بالعالم تتجنب الحرب...يعني دخلوا حتى بغرف نوم رئيس الدولة...المفتشين.. بالقصر الجمهوري..معسكراتنا... دمروا المعامل...فتشوا كل شيء...يعني يطلعون العمال...ومعمل والله ما له علاقة...ما له علاقة...لم ينتج رصاصة واحدة... يفجرون المعمل قدام العمال...يؤثرون على نفسيتهم.... ويأخذون رواتبهم من موارد النفط !!((الفريق يقصد الكلاب الجواسيس المفتشين الحقراء))... فصارت مرونة يعني أكثر من اللازم... لأن العدو كان يتحشد بالكويت وبالخليج...والمفتشون يكسرون صواريخ الصمود مالتنا...اللي هي مداها ضمن المواصفات العالمية.. مائة وخمسين كيلومتر...كل هذه المرونة اللي أبدتها القيادة وتحمل الضربات ودخول المفتشين.. يجيك واحد حاشاك يتمنطق ويقول لك والله القيادة ما أبدت مرونة!! شون ما أبدت مرونة!!؟؟

عبد العظيم محمد: أنت ذكرت أنه كان لديكم معلومات وتعرفون الفرق بين إمكانياتكم وإمكانيات القوات الأميركية... القيادة العراقية... القيادة بمعنى الرئيس العراقي صدام حسين وقصي صدام حسين...هل كان لديهم الصورة واضحة على الفرق بين إمكانيات الجيش العراقي وإمكانيات القوات الغازية؟

الفريق سيف: نعم... قلت لك قصي يعرف كل خصائص الأسلحة من الكروز إلى الأف 18 إلى الأف 16... كلها واضحة وجربوها بـ1991...السيد الرئيس قائد كبير وشجاع...ويمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة وخبرة.. يعني كان مؤمن بالنصر على العدو...سواء بصفحة الحرب النظامية أو بعدها....أو حتى إذا إحنا تدمرنا وانتهينا قال راح تيجي قيادات جديدة تقود المقاومة وتطرد المحتل خارج العراق....يعني كان مؤمن بالصمود وبالنصر 100% .. وقصي صدام حسين كان مؤمن بأنه العدو ما رح يحقق أهدافه....وآني أيضا كنت مؤمن بأنه الهدف ما دا يحقق أهدافه.... فحجم الإجراءات اللي اتخذناها.... يعني القيادة اتخذت إجراءات هائلة .... يعني قبل العدوان دربنا كل الشعب بـ1997.. أنا اللي كنت بالفيلق الثالث دربت ثمانمائة ألف مواطن على استخدام السلاح....من محافظات البصرة والسماوة والناصرية...

عبد العظيم محمد: هذه الاستعدادات بالنسبة لكم كجيش.. والظروف التي يعني سبقت المعركة وقبيل المعركة.. أريد أن أعرف تصوركم عن المحيط العراقي... معروف إنه ربما تفتح جبهات من عدة مناطق.. وكان المتوقع للمعركة أن تفتح جبهة من الشمال وجبهة من الجنوب بالإضافة إلى الجو...تقديركم لدول الجوار العراقي اللي هي إيران وتركيا وسوريا والأردن والسعودية والكويت.... كيف كان تصوركم عن هذه الدول وعلاقتها بالقوات الأميركية؟...

الفريق سيف: تصورنا مثل ما يقول الشاعر العراقي المتنبي... يقول وسوى الروم خلف ظهرك روم.. فعلى أي جانبيك تميل...يعني موقفنا كان صعب هذا الاتجاه....يعني نأخذ إيران...الجبهة الإيرانية ألف ومائة كيلومتر...الجبهة الشرقية...من زمن كورش... وأجا بعده شاه إيران المقبور...كورش هاجم بابل...والعيلاميين غزوا أور... ومعروف التاريخ هذا...

عبد العظيم محمد: يعني شون كانت قراءتكم لإيران؟

الفريق سيف: قراءتنا لإيران دولة معادية... راح ينفذ من خلال هالألف ومائة كيلومتر عناصر مناوئة للعراقيين...

عبد العظيم محمد: لكن إعلاميا كانت أميركا وإيران يعني ليسوا على وفاق؟ ((اقرأ في هذه الفقرة حقارة وسفالة ونجاسة المجوس... المجوسي يبقى مجوسي الى قيام الساعة...))...

الفريق سيف: أخوي خليني أنطيك حشايه ولو شوية ما لها علاقة بالموضوع.... إيران رفسنجاني... لما كنا بالكويت قال: ابقوا بالكويت.. هذا حشي من قصي صدام حسين... قال ابقوا بالكويت وراح أخلي كل الحرس الثوري يقاتل وياكم...لا تنسحبوا من الكويت...وجيبوا الطائرات.. وإلى آخره... وإحنا وياكم.. وكذا....واللي صار بعد ما رجعنا من الكويت....الحرس الثوري قاتلنا ((يقصد الفريق هنا صفحة الغدر والخيانة المجوسية في شعبان 1991)).. فإيران يعني هي عدو.. مو بس للعراق.. عدو للأمة العربية كلها...يعني مو عدو بس النظام الحالي الموجود...لا هذا من زمن كورش...وزمن الشاه... الشاه أذانا ترى أكثر من الخميني...شاه إيران... دعمه للتمرد والتآمر على العراق وعلى الأمة العربية كلها...هاي متوارثة... ((ثم يطلع علينا بعض الجهلة والسذج والمغفلين والتافهين والناعقين والمتفلسفين والكذابين والمأجورين والسفلة والحقراء... يحاولون اقناعنا بأن إيران دولة في صف العرب والقضية الفلسطينية... وأن المشروع النووي الايراني لخدمة الاسلام والمسلمين!!!!))....

عبد العظيم محمد: غير إيران....

الفريق سيف: نيجي لتركيا... بها قاعدة انجرليك...وتركيا بحلف شمال الأطلسي..وحليفة لأميركا...فهي جبهة معادية...لأنه يوميا قبل العدوان2003 الطيران يطير من تركيا ويضرب المدنيين...يضرب الفلاحين... يضرب القطعات العسكرية بالموصل وغيرها....يعني مستمر بشكل يومي...فيمكن آخر لحظة بفارق صوت أو صوتين ما وافقوا على دخول القوات البرية من تركيا... فهي جبهة معادية... نيجي الجبهة الوحيدة يمكن.. إحنا نقول عليها محايدة... ما تيجي من عندها شر أو عدوان هي سوريا...لأن بها نظام قومي عربي يؤمن بأنه نحن عمقه الاستراتيجي ونحن نؤمن بأنه العمق الاستراتيجي لسوريا...

عبد العظيم محمد: طيب هذا بالنسبة للجبهة السورية...الأردن... حتى نكمل المحيط العراقي؟

الفريق سيف: الأردن...إحنا أخذنا بالافتراض الاسوأ.. اعتبرناها يعني منطقة يمكن أن ينطلق من عندها العدوان الأميركي...وما أكو مواطن بالأردن يوافق على دخول قوات أميركية من خلاله... ويمكن ضغط يعني.. ساهم بعدم دخول قوات...لكن أكو قطعات جوية بالأردن.. للعدو...وأكو أيضا ربما عملاء دخلوا من الأردن باتجاه العراق.. فإحنا افترضنا الأردن جبهة غير...

عبد العظيم محمد: وعمليا على الأرض قبل المعركة هل كان هناك دخول مثلما توقعت..

الفريق سيف: محدود...كان دخول محدود من اتجاه الأردن حسب معلومات الاستخبارات العسكرية...نيجي على السعودية...السعودية شاركت بعام 1991 بضرب العراق...طيارين سعوديين ضربوا أهداف بالناصرية... ضربوا يعني جسور وضربوا قطعات عسكرية...ولكن الآن بالـ2003 الشعب السعودي لم يرفض... يعني كنا متحسبين أن يندفع العدو على ثلاث محاور من اتجاه عرر... ومن اتجاه النخيب... ومن اتجاه كربلاء والنجف... وباتجاه بغداد، بس المشاهد إنه طائرات معادية سمتيه نزلت في منطقة عرر قبل 2003...وهذه القوات هي اللي هاجمت قوات الحدود العراقية في النخيب... وأجبرتها التراجع إلى منطقة كربلاء...أكيد يعني... هذا معلومات أكيدة... فإذن الجبهة السعودية ... نأخذ بالاحتمال... الافتراض الأسوأ إنه تيجي منها قوات برية.... ولكن بالحرب ما جاءت من عندها قوات برية بحجم كبير.... فقط هاي الحالة اللي قلت لك عليها.... ولكن اكو إسناد لوجستي... أكو إسناد آخر....طبعا أكو بالعائلة السعودية ما تقبل هذا.... الحقيقة يعني الأمير عبد الله كان وقتها يرفض....بس أكو ناس كانت تدفع باتجاه الحرب يعني من اتجاه السعودية....الكويت... واضحة يوم العدوان كل التحشد اللي صار هو داخل مدينة الكويت... من قوات مدرعة وقواعد جوية وإلى آخره...

عبد العظيم محمد: هذه الخطوط هي مسؤولية الحرس الجمهوري؟

الفريق سيف: نعم إحنا صممناها....إذا يفشل الدفاع بالخط الأول ينتقل للخط الثاني... من يجبرنا العدو.... بالمناورة إذا ما قدرنا بالخط الثاني ندافع بالخط الأخير.. اللي هو الخط الثالث....

عبد العظيم محمد: سألتك عن تصوركم عن الفترة الزمنية التي يحتاجها العدو إلى الوصول إلى بغداد...يعني هل كان لديكم تصور عن المدة التي ربما يصل فيها إلى بغداد؟

الفريق سيف: الحقيقة يعني إحنا ما توقعنا العدو يباشر بالهجوم البري باليوم الثاني أو الأول... هاي أبداً ما عندنا افتراض...الافتراض اللي إحنا كنا نتوقعه أنه تطول فترة القصف الجوي ما لا يقل عن شهر على كل عموم القطعات ويصير تليين للأهداف... وبعدين تنطلق القوات البرية مثل عدوان 1991... ولكن بهاي الحرب هما مباشرة دخلوا مع الهجوم البري بالتزامن مع الهجوم الجوي.. وهي حالة إحنا ما متوقعينها الحقيقة...

عبد العظيم محمد: يعني ربما كانوا في هذه المعركة استقرءوا أنه إمكانياتكم للدفاع إمكانيات ضعيفة؟

الفريق سيف:يعني إحنا على خط وقف إطلاق النار مع الكويت ما عندنا قطعات...كانت صحراء...الدفاع بالصحراء غير مجدي.. يعني الجغرافيا ظلمتنا بالحرب....ولكن إحنا أيضا ضمن هذا الافتراض ما متوقعين الهجوم البري يتصاحب مع الهجوم الجوي إلا بعد تليين الأهداف....

الناحية الثانية.. اللي صار بالنسبة للعدو...عملية القصف الجوي.. القصف التمهيدي على مدينة بغداد استمرت لثلاثمائة ساعة... يعني بكل الأدبيات العسكرية القصف التمهيدي يطول ساعتين.. ساعة ونصف... قبل شروع القطعات حتى تشتبك مع القطعات المدافعة....فعلى محيط بغداد استمر القصف التمهيدي ثلاثمائة ساعة!!! مستمر ليلا ونهارا....يعني هذه حالة جديدة بالقوة... تشكيل يروح.. تشكيل آخر يجيء يستلم المهمة يضرب القطعات... هذا أسلوب جديد يعني....

 

سنتابع الجزء الثاني....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                       الاربعاء  /  09  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  14  /  أيــــار / 2008 م