الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ثلاثة حول ( الرئيس ) !

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

قلنا سيبقى بوش في النهاية لوحده أو مع كلبه..

وعندما يحمل قدماه متثاقلا للتنزه في مزرعته في تكساس في السنة القادمة سوف لن يرى حوله أي من شلته القديمة التي كانت تغريه بالأوهام وتقترح عليه القرارات التي يتخذها باسم إرادة الله مرة.. ومرة بتفويض الإنسانية له ليشيع الأرض عدلا وحرية وديمقراطية !!..وعلى الأغلب سيحدث نفسه بصوت عال ولو أن الكلب سوف يفهم عليه بعد كل هذه السنوات من الرفقة!..

لن يكون بقربه لا تشيني ولا رايس ولا المستشارين من وكالة المخابرات والبيت الأبيض ولا حتى رامسفيلد أو فرانكس .. فالجميع تبرأ من أفعاله وحماقاته ومن قراراته الطائشة التي مرغت سمعة الولايات المتحدة بالحضيض وأولها قراره بغزو واحتلال العراق وتدميره وتمكين إيران من السيطرة عليه وانتقالها إلى حالة الهجوم والتحدي والاستفزاز للقوة والإرادة الأمريكية ..وسوف لن يجدي نفعا معاتبة احد منهم على النصائح والتوصيات الشيطانية التي أطاحت بسمعته وحولت نصره المزعوم على الإرهاب في أفغانستان واحتلاله للعراق إلى كابوس دائم لا يستطيع كل من ساهم فيه من التخلص منه!..

وأول خيوط التنصل من أفعال الرئيس الأمريكي حدثت قبل سنوات عندما بدأت تنشر المذكرات والكتب وتظهر التصريحات والتلميحات إلى مصطلح (يكرهه وينكره!) الكثير من الساسة وهو "نظرية المؤامرة على العراق"..ويستطيع المتابع أن يطلع على ما كتبه وصرح به (المنطوي على نفسه والتائه بين الجموع ) كولن باول عندما قال في وصف ظهوره في مجلس الأمن وهو يعرض صورا مدبلجة ومفبركة لمواقع عراقية ملتقطة بالأقمار الصناعية قال عنها أنها مواقع تنتج أسلحة دمار شامل  : ( لقد كانت خيانة مني لشرفي العسكري وسوف لن استطيع التكفير عن ذلك مهما عملت!) ..

وتبعه الكثيرون من المستشارين والمحللين والعاملين في برامج الإدارة الأمريكية الخاصة بالتجسس أو الأعمار في العراق والقادة الذين أحرقت شمس العراق كل تأريخهم السياسي والعسكري والمهني..

والغريب أن كل هؤلاء المنتقدين والمهاجمين لسياسة بوش اليوم كانوا من أكثر المدافعين عن قراراته ! وآخرهم المتحدث باسم البيت الأبيض ماكلين الذي وصف بوش بصراحة بالغة بأنه (مخادع ) ..و (إن الحرب على العراق لم تكن ضرورية) ..

لم يبق لحد الآن حول بوش سوى خمسة أو ستة أشخاص إضافة إلى الكلب !..ومن المؤكد أن ثلاثة منهم سيبقون معه إلى نهاية الرحلة التي ستنتهي بداية عام 2009 وهم كل من الكلب وتشيني ورايس ..

فماذا ستقول رايس عندما يذكرها أحد بقولها قبل شن الحرب على العراق وفي حملتها المسعورة لتبرير الغزو والاحتلال من  (أن هنالك شهود عيان شاهدوا بن لادن في بغداد قبل 11 سبتمبر وهويتجول فيها!!)..

بدايات أمطار الخريف الأمريكي لبوش في هذا العام بدأت مبكرة هذا العام!!..وعلى غير عادتها في كل سنة !..

ولاحظ الشعب الأمريكي والعالم أن رشقه المطر هذه المرة جاءت من داخل البيت الأبيض  في أول حركة استباقية ( على غرار مفهوم ضرباتهم الاستباقية التي طبقوها علينا يوم كان الربيع الأميركي لبوش وزبانيته يغطي الهامات!!) ..هذه المرة جاءت الضربة التمهيدية من أقرب المقربين والذين تربطهم علاقات المنهج والفكر والتوجه مع اثنين من الثلاثة المتبقين حول (الرئيس)..

ترقبوا تراجعا تدريجيا من تشيني ورايس عما كانوا يروجون له من أهداف وخطط وتبريرات وسوف يحاولون التملص من حبل القصاص الذي بدأ يضيق عليهم ..

ويتوقع بوش أن تكون الرشقة القادمة من بينهم !..

فما الذي يمنع حدوث ذلك وكل المؤشرات تبين انفراط عقد المصلحة المشتركة وأفول آخر فرص نجاح تحقق حلم صغير واحد على الأقل من الأحلام الكبيرة التي ظلت طوال ثماني سنوات تتحرك وكأنها حقيقة واقعة وليست أوهاما شيطانية مستحيلة المنال!..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  19  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   23  /  حزيران / 2008 م