الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

المفتاح الإيراني للأبواب العراقية !

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

عندما عقد السفير الإيراني في بغداد مؤتمرا صحفيا في الشهر الماضي في مقر السفارة الإيرانية التي تقع (خارج!!) المنطقة الخضراء ودعا فيه كل وكالات الأنباء والفضائيات وقال فيه( أن على الحكومة العراقية أن لا تستعمل العنف مع التيار الصدري.. وان تشكيلات الصحوة هي ميليشيات مسلحة ويجب محاربتها وحلها !) .. تحدينا في لحظتها رئيس جمهورية العراق المحتل ورئيس وزراءه  ورئيس البرلمان ووزير الخارجية  والبقية الباقية من جوقة المطبلين في حكومة العار من أمثال محمد العسكري وقاسم الموسوي وعلي الدباغ  وغيرهم أن يردوا عليه!..  

وحدث ما كنا متأكدين منه فلم ينتقد أو يعتب أو يتململ أحد منهم لسبب بسيط.. 

 وهو أن إيران اليوم مؤثرة في العراق أكثر من أمريكا !!.. 

ومن حق إيران أن تستغل ذلك!!.. 

مثلما استغلت ظرف الحصار على العراق واستثمرت حماقة الولايات المتحدة بغزوه واحتلاله فدخلت بكل قوتها وإمكاناتها تارة تحت مختلف العباءات والعمائم وتارة أخرى بالتهديد أو الترغيب والمطالبة بديونها لمن آوتهم وساعدتهم .. 

وأول ما قامت به إيران في العراق هو الثأر لهزيمتها المرة من النظام الذي ظل شوكة في عينها وجيشه العظيم الذي كان المتصدي لمؤامراتها والمحطم لأسطورتها..فأوكلت لنفسها ولأجهزة مخابراتها وميليشياتها في بدر والدعوة والصدر للإيغال بتنفيذ سياسة الولايات المتحدة بالقضاء على الوطنية العراقية من خلال حملات الاغتيال والإبادة والاعتقال لمناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي ومنتسبي الجيش بكل تشكيلاته والأجهزة الأمنية كافة.. 

وبذلك صنعت إيران لنفسها دورا هاما في منذ ساعات الاحتلال الأولى.. وامتازت منذ ذلك التأريخ بالصراحة والشفافية والوضوح في مواقفها وأطروحاتها !!.. 

فإيران هي الحاكم الناهي اليوم في العراق ويكاد لا يخلو منصب في الحكومة بكل وزاراتها من وجود بصمة الموافقة عليه وتأييد تعيينه فيها.. حتى وان كانت الموافقات على بعض المناصب على مضض.. 

وهي صاحبة القرار على طريقة وشكل وطبيعة الاعمار الذي يؤمل تنفيذه في المحافظات  والاقضية والنواحي!!.. 

وأصبحت إيران صاحبة مفاتيح الحل في العراق اليوم !.. 

هي التي تقوم بتسليح وتثقيف وتدريب وإرسال العصابات للعراق للقتل والاغتيال والتدمير والاعتقال واستنادا إلى أدلة يمتلكها الجميع بما فيهم الولايات المتحدة وقواتها وأجهزتها الاستخبارية في العراق  .. 

وهي التي تصدر الأوامر ببدء هجمات الميليشيات الطائفية في العراق من جيش المهدي إلى فيلق بدر مرورا بعصابات  حزب الله العراقي والصغير والجلبي وغيره..وهي التي تأمر بتصعيد الموقف أو وقف إطلاق النار وتهدئته وحسب ما تراه ملائما لها وخاصة عندما يزداد الحديث عن موقف أوربي متشدد من إيران أو بعد تهديد أمريكي أو إسرائيلي لها.. 

وإيران اليوم هي التي تأمر مقتدى الصدر بان يصرح أو يسكت أو يصدر بيانا يرفض فيه أو يقبل شروط أو مطالب الحكومة وهي التي تجعله يغير رأيه ويتنكر لما قال ويترك أصحابه فريسة لفيلق بدر والحكومة..

وفي الطرف المقابل هي التي توجه المالكي وهي التي تعاقب أو تغضب أو تعتب عليه وهي التي توصيه بالتشدد أو التساهل.. 

وهي التي توجه مجلس النواب لأن العطية ضابط في جهاز مخابراتها وذلك معروف للجميع والمشهداني يعرف أن أي تحرش بمواقف إيران سيؤدي إلى ظهور ونشر كل الوصولات وقسائم الإيداعات للأموال التي استلمها منهم .. 

وإيران هي التي فوضت الحكيم ليحكم العراق طولا وعرضا باسمها وتتدخل أحيانا بشكل مباشر في بعض سياساته وسياسة هادي العامري الضابط لديها لأنها تثق بالدور والقدرة  الأمريكية التي  تستطيع أن تشتري كل عملاءها مهما غلا ثمنهم ..ولأنهم يؤمنون بمبدأ التقية فان علاقة  رجالها الذين يحكمون العراق مع أمريكا (مطلوبة ) في الوقت الراهن !.. 

وإيران لها ديون في أعناق البرزاني وأولاده والطالباني ونيجيرفان فلولا إيران لما استطاعوا أن يبنوا فوق (رمال كردستان المتحركة!) قصورهم الزجاجية..ولولا إيران ما كان لحركة التمرد الكردية أن تنشا أو تستمر.. 

وإيران اليوم هي صاحبة القرار في سحب القوات الأمريكية أو بقاءها في العراق وتملك بيدها المبادأة في زيادة أو تقليل حدة العنف في العراق وهذا لا نقوله نحن فقط بل تقوله السلطة الحالية وكل الائتلاف العراقي الموحد .. 

وإيران اليوم هي التي تحتجز كل القوات الأمريكية في العراق وبفتوى واحدة تفقد الولايات المتحدة السيطرة والتحكم حتى على قواتها في العراق !.. 

وأصبحت إيران التي كانت الهدف الأمريكي المستهدف رقم 2 في محور الشر الذي رسمته سياسة وإدارة الأغبياء والجهلة والحمقى في واشنطن الدولة رقم واحد التي تقف بوجه أمريكا وتتحداها علانية وكل يوم وعلى ارض العراق ولبنان وفي مياه الخليج العربي والمحافل الدولية!..   

واليوم إيران تفوق الولايات المتحدة تأثيرا في مشاريع الحل في ملفين مرغا انف أمريكا وحلفائها في التراب وهما الملف العراقي والملف اللبناني..وفي الوقت الذي تستجدي الولايات المتحدة معونة أصدقائها لوضع حد لما يجري في لبنان والعراق فان إيران لا يستطيع أن يؤثر عليها احد اليوم !.. 

وإذا هددتها أمريكا بالحرب فهي لا تبالي ويصرح مسئوليها أنهم سيبيدون إسرائيل !!.. 

وإذا استمرت الإدارة الأمريكية بتوجيه التحذيرات إلى إيران فهي تقوم بقلب الطاولة العراقية واللبنانية على رؤوس اللاعبين في الوقت التي تصرح علانية بأنها ستضرب كل آبار البترول لدول الخليج (العربي ) .. 

فمن الذي أوصل المنطقة والعراق إيران إلى هذه المرحلة؟.. 

ومن الذي أطلق يدها ومن مكنها من التحكم بصمامات السيطرة على المنطقة ؟.. 

ومن الذي عزز نفوذها وبسط تأثيرها وسلمها العراق على طبق من ذهب ليسلمها لبنان كذلك؟.. 

نحن نعرف الإجابة بكل تفاصيلها ..ولدينا أدواتنا التي لا تخيب لاستئصال هذا المرض الخبيث..  

ولكننا نريد تعليقا من الإستراتيجيين والمستشارين وبيوت الخبرة ووكالات المخابرات والاستخبارات وجنرالات الجيش وقادة السياسة  الأمريكية والبريطانية التي ظلت عشرات السنين تبحث وتخطط وتضع الخطط والبدائل وتحيك المؤامرات والدسائس وترفع الشعارات وتصرف المليارات وتؤجج الخلافات وتؤطر الأكاذيب وتؤلف القصص وترغب الضعفاء  وترهب الذي يدعي القوة وتلقي بجنودها بمحرقة الموت والمجهول وتغامر بمستقبلها ووجودها ومصداقيتها  للمضي في مشروعها للإطاحة بالنظام العراقي ومن ثم تسليم النتائج ومحصلة ما توصلوا إليه إلى إيران؟!!..

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                       الاربعاء  /  09  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  14  /  أيــــار / 2008 م