الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

أنبـــار العز والنخوة والشهامة

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

أجاد أحد الرفاق المناضلين في تعقيب أرسله لي على الأصل وما يلحق به وحال الانتهازي الذي نهل من خير العراق وقيادته الوطنية التي ضحت بنفسها من اجل الموقف وأردف ببيت الشعر الذي قال فيه:

لا خــــير في ود إمـــــرء متلون          إذا الريح مالت مـــــــال حيـــث تميــــل

فبارك الله فيه ..وقوانا به ..

هل هذا هو واقع حال الأنبار الآن أم واقع حالها الذي كان!..

أليست الأنبار عنوان العراق في عزها وشموخها ورجولة أبناءها ..أليست هي نفس الأرض التي انبتت النخوة التي لا تنام على ضيم وحيف وعدوان..أليست هي المحافظة التي يغار منها كل أعداء العروبة والوطنية والشجاعة والثبات على العهد يوم سماها القائد الشهيد صدام حسين بالمحافظة البيضاء من ضمن المحافظات التي رفعت رأس العراق عاليا وأعادت للوطنية مفهومها الحقيقي الذي حاولت دبابات وطائرات العدوان الأمريكي مع الأذلاء الخونة الذين جاءوا معها أن يجتثوها  كما حاولت أن تجتث الانتماء والشرف والبطولة..

أليست هي الأنبار نفسها التي أذاقت الأمريكان لوعة الهزيمة المنكرة على باطل عدوانهم علينا وأشعرتهم بالضعف والخوف والرهبة من شدة المقاومة وقوة الشكيمة والشجاعة والقدرة على التضحية في الملمات ..

أليست الأنبار حاضنة المقاومة الوطنية العراقية وأم الفلوجة والرمادي والخالدية ومدن وقرى علمت الاحتلال معنى الثبات على المباديء والقيم والتضحية بالنفس من اجل الشرف والكرامة والحرية ..أليست الشهامة العراقية ولدت في باديتها كما ولدت في أهوار العراق وبساتينها وجبالها ..

أليست الأنبار هي أم الكرم العراقي والضيافة العربية وأهل الحمية والحماية والبقاء على العهد..أليست الأنبار هي أم الجهاد البطولي والأسطوري ضد الاحتلال الأمريكي في وقت تعبت البنادق والسيوف يوم كان سيفها بتارا وشوارعها محرمة على الأمريكان ..

أين تأريخ الأنبار الحافل بالبطولات وما يرفع الرأس عاليا..أين رجال الدين الذين كانوا يلهبون عزائم الناس للقتال والصمود مع الحق ضد الباطل..لم يكونوا وعاظا يعملون للسلطة كما يجري اليوم وكما يحدث في خطب صلاة الجمعة ومحاضرات اللجان في الأحزاب الدينية الطائفية فتحول رجل الدين إلى سياسي على المنبر ويذهب رجل الدين ليصبح سياسيا متضلعا بالعلاقات مع المحتل ومبررا له في البقاء  في مجلس النواب ومحافل السلطة!..

لقد أثنى على كل ذلك الرفيق أبو عمر  وهو يذكرني بما كان يحدث في الأنبار وأثني على قوله من إن التأريخ لم ولن ينسى أو يرحم أحدا ..

وأعاد إلى الذاكرة كيف أن أهل الأنبار يعرفون جيدا كيف نعيش نحن بالذات ..

وكيف أننا نرفض أن نفكر بالعودة للخدمة..لن نعود كما فعل الكثيرين ولن يعيدوننا..ونحن بلا راتب تقاعدي ..وبلا منح ..تلك التي يسمونها منح الطواريء ..ولم ندفع أولادنا للدخول في جيشهم وشرطتهم وأجهزة أمنهم وحتى وظائف الدولة العامة  ..نحن لا نرغب بذلك ونرفضه مع إنهم بالأساس محرومين من التقديم إليها لأنهم أولاد رجال البعث والنظام السابق !..

ويعرف الرجال الوطنيين في الانبار والشيوخ الذين لازالت (عكلهم على رؤوسهم الشامخة) بأننا مؤمنين بالله والشعب والوطن ..وسنستمر في بيع ما لدينا ومساعدة بعضنا البعض كما كنا قبل عام 68 وخلال الحصار  إلى أن يتحقق النصر الكامل على أعداء العراق الذين اغتصبوا الأرض والسلطة بإذن الله ..

ونسمع يوميا من أهلنا  الطيبين وأصحاب العقل والمشورة في الأنبار بمختلف مكانتهم  وأعمالهم ومواقعهم كيف يقولون صادقين (نعرفكم أنتم البعثيـــين أصحاب مبادئ لا تتنازلون ولا تقبلون الذل .. وتبقون دائما  رافعي الرؤوس .. لا تقبلون أن يكتب عنكم التأريخ إلا الشئ الجيد) ..

ويذكرني الرفيق العزيز الذي لا تغيب عن ناظريه محبة العراق وشعبه كيف كان هؤلاء الطيبين من أهلنا في الانبار يذكرون دائما وفي كل مجلس القصة المشهورة في الانبار والتي تقول انه ( عند احتلال الانكليز للعراق وسيطرتهم على الأنبار , دخل أحـــد القادة الانكليز مــع جنوده الى بناية المحافظة وكان فيها مجموعة من الشرطة العراقيــــين , طلب هذا القائد منهـم بأن من يصعد إلى سطح البناية ويقوم بإنزال العلم العراقي سيتم مكافأته ! فرفض جميع الأفراد هذا العرض, وقالوا كيف نقوم بإنزال علم بلادنـــــــا ؟ ! إلا إن أحــــد الأفراد رفع يده متطوعا

للحصول على المكافأة ... وكان ينحدر من عائلة مجهولة الأصل وغير حرة ويخدمون في بيوت بعض شيوخ المحافظة ؟ ! تبرع وصعد وقام بإنزال العلــــم ........ ؟ !

وهل يستطيع احد من الرمادي ان ينكر  إنه الى يومنا هذا عندما يذكر أحد أبناء هذه العائلة , لا يذكـــــر إلا ويقال .. أتقصــــد الذي قام جــــده بإنزال علم العراق للانكليز ؟ !)..

فما قول الأذلاء اليوم لأولادهم ..وما ذنب الأحفاد الذين سيأتي يوم يقولون إن أجدادنا (شيوخ عشائرالانبار من عشيرة......وعشيرة......)  قاموا بحماية المحتل وإسناده ..وإنزال كرامة المحافظة لأجل حفنة من الدولارات التي لم تدم لهم!...

تحية لرفاقنا الذين يتكأ عليهم الزمان ونتكأ عليهم في الاستزادة من التعلق بحب العراق وشعبه وعشائره ..

عاش كل الأحرار الشرفاء الثابتين الصابرين والباقين على العهد..

عاشت الأنبار التي ستبقى رمز المقاومة الوطنية العراقية ..

وعيب عليها وعلينا أن تكون غير ذلك..

 

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  08  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   12  /  حزيران / 2008 م