الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الماجدة العراقية لن تكون إلا منصفة وأخت أخيها

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

أرسل لي أحد الرفاق مقالا نشرته أحدى (العراقيات !) في أحد المواقع..

(عراقية ) تكتب هنا وهناك ..تتحدث باسم العراقيات الماجدات المضحيات الصابرات والمقاتلات..ومن يقرأ لها يقرأ لغيرها ..وما ينشر لي وللآخرين ولها لا يعني انه إقرار بصحة فكرتنا ورأينا..فكم من قراء بلا واعية وبذهن مشرد وقلب مشوش وكم من الأفواه والألسن والأقلام ضاعت في الزحمة وفوضى الادعاء ومسايرة التيار أو السباحة ضده على حد سواء..كم من مجاميع الأدعياء تقول وتكتب عكس ما تفعل على الأرض..وهؤلاء يمارسون الخيانة عندما يفعلون ذلك وأول أشكال هذه الخيانة هي خيانة النفس والروح قبل خيانة الشعب والقضية..

 

أسم هذه العراقية ولقبها الحقيقي أو المستعار.. غير مهم.. ماهي قوميتها وطائفتها وعملها وعمرها وتجربتها وما كانت وماهي الآن لا يعنينا في الوقت الحاضر ..ما يهمنا هي أنها من طريقة عرضها قد (تخلصت من النظام السابق الذي ظلم الشعب!)..وهذا يعني بغض النظر عن صحة ذلك من عدمه وهل أنها عاشت هذا الظلم أم سمعته من أبوها أو أخوها أو زوجها أو احد المقربين إليها.. أنها تفكر في الشعب ( والظلم الذي تعرض له!)  وتكتب من أجله وتنتخي الرجال لغرض التضحية بكل شيء لتخليصه من  معاناته  ورفع الظلم والحيف عنه!..وقد حقق لها الأمريكان ( الذين لم يظلموا أحدا في تاريخهم القديم والحديث !) ذلك ..(فحرروا لها العراق!)..ولبوا نداء (نخوتها للثأر!) فعبروا المحيطات والبحار ونحروا تحت أقدامها آلاف الشباب الشقر من الذين ضحت بهم أمهاتهم الأمريكيات من اجل (حرية وديمقراطية العراق الجديد!) وتلبية للنداء بتخليص العراقيين المظلومين من هذا النظام!..لقد قام الأمريكان بما كان يعجز غيرهم عليه وأسقطوا الدولة وتسلموا مفاتيح السجون النظيفة والتي كانوا يتوقعون أنها (تغص بمئات الآلاف من المظلومين!!)  وأشرفوا بقوة السلاح والطائرات والدبابات على (انتخابات غاية في النزاهة والشفافية والمصداقية!) والتي جرت والعراق جرح نازف كبير جعل ماء دجلة والفرات احمرا قانيا وهو لازال مدمر ومهدم ومسروق وبلا دولة ومؤسسات !..ونصبوا لها حكومة تقول إنها (منتخبة من الشعب!) ولم يجري في عملية انتخابها أي استغلال (للدين والطائفة!) ولم تتخللها فتاوى مثل (من لم ينتخب القائمة الفلانية فزوجته محرمة عليه ويدخل النار!)..وأجتمع بعد (التحرير!) كل من الأمريكان والحكومة المنصبة منهم على إشاعة العدل بين الناس بدل (ظلم النظام السابق!) فقتلت واغتالت أكثر من مليون ونصف عراقي من الشيعة والسنة والمسيحيين والعرب والأكراد بلا تفرقة !..وحققت مجتمعا ورديا وديمقراطيا وبخدمات يعجز عن وصفها المنصف والعاقل ولم يعد لكلمة الظلم وجود في حياة العراقيين!..  

 

وتقول هذه الكاتبة إنها تسكن دولة الإمارات العربية المتحدة..وامتدحت الشيخ عبد الله بن زايد بن سلطان آل نهيان وزير خارجية الإمارات لأنه مد ( يد المحبة والإخوة في قضية مداواة الجرح وردم الصدع وإعادة بناء جسر الإخوة الذي عصفت به الأيام السوداء الماضية! )..ويبدو أنها تقصد أنه مد يد المحبة والأخوة إلى الولايات المتحدة والى حكومة المالكي لينتشلها من مصير مجهول بعد الضغط الأمريكي الذي مارسته كونداليزا رايس وتشيني على دول المنطقة لإرسال مندوبي  حكوماتها إلى بغداد وفتح سفاراتها في المنطقة الخضراء لكي ينهي بوش فترة رئاسته وقد حقق على الأقل عدد من الاتفاقيات مع العراق وعلى اعتراف الدول العربية بما قام به من عدوان وغزو واحتلال وتدمير ونهب وقتل وتشريد  بدليل وجود سفاراتها في العاصمة الجديدة للعراق وهي المنطقة الخضراء كما يراد لها اليوم من قبل الائتلاف العراقي الموحد!.. فهذا العبد للأمريكان نفذ أوامرهم ومد يد العون لهم ولا يعنيه الشعب إذا كان يعلم ما يعاني منه العراقيون بحق..أما إذا كان لا يعلم فيعود الفضل في إخفاء الحقيقة إلى جهودكم وانتم تشغلون كل لياليكم الطويلة جدا في مطاعم وملاهي الإمارات بشرح مزايا النعيم العراقي الجديد الذي يعيش فيه العراقيون بعد أن تخلصوا من ( الظلم والقتل والسرقات والطائفية!)

 

ويبدو أيضا أنها تقصد بالجرح والصدع هم ما قام به (النظام السابق ) في جسد العلاقات بين العراق ودولة الإمارات.. عندما ظل هذا النظام الوطني طول حكمه يقاتل ويناضل من اجل الجزر الإماراتية العربية التي اغتصبتها إيران!..في وقت تنكر لحقهم حكام العراق اليوم وأصروا في مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد في أربيل على عدم التلويح للجارة (العزيزة) إيران بهذا الموضوع!..والذي أثار استغراب وغضب وفد الإمارات !!..وهم نفس الحكام الذين يريد عبد الله بن زايد أن يفتح لبلاده سفارة عندهم!!.. أو ربما تقصد موضوع الكويت التي ستبقى عراقية رغم أنف كل أمراه تقول أنا (عراقية) وأحب العراق ولا تعترف بهذا الحق..

 

ووصفت زيارته للعراق ولقاءه مع الحكومة العراقية وتصريحه بان الإمارات ستفتح سفارة لها في بغداد بأنه : ( جميل سيحمله كل عراقي على رأسه بفخر واعتزاز إلى ما شاء الله!) وتقول: (جاءت أميركا إلى المنطقة وطلبت من الجميع أن يعيد علاقاته مع العراق. طلبت، ولكنها لم تجبر احد على أن يعيد فتح سفارة أو يسقط دينا فمن الذي استجاب لنداء العراق ؟ كالمعتاد.. كانت الإمارات هي الأولى!) ووصفت ما قام به عبد الله بن زايد: ( ليضرب مثلا لمن لا يخاف في الله لومه لائم.. وهو واجب أملاه عليهم ضميرهم الذي وجد بان الأوان قد آن لكسر طوق العزلة التي ضربت حول العراق!..) وعن المعاهدة المرتقب توقيعها بين العراق والولايات المتحدة تقول: ( لن توقع حكومتنا معاهدة كهذه من دون أن نراها جميعا ومن دون أن يوافق عليها البرلمان. نعم ..نعم.. لدينا برلمان حقيقي في العراق، يرفع وينصب ويكسر أيضا..برلمان لن يرضى أن توقع الحكومة عنا صك مذلة آو استرخاص.. والأمريكان موافقين، وكل ما يظهر للعلن من أكاذيب يدحضونها بصورة لا يمكنهم التراجع عنها!)..

 

ونقول لهذه العراقية:

 

لماذا لا تكتبي أيتها العراقية الأم والأب شيئا عن مليون أمرآة أرملة تعيش اليوم داخل قفص الأسر العراقي أو الذي تسميه (الطوق) الذي فرضه (العالم) على (الحكومة العراقية!) التي نصبها المحتل واغتصبت أحزابها وتياراتها كل العراق تأريخا وحضارة وعمران وثروات..

 

أليست النخلة عنوان شموخ العراق ؟..ومن لخواتك وبناتك وأمهاتك من العراقيات اللاتي فقدن مليون زوج شهيد وقتيل ومغدور على يد القوات الأمريكية وميليشيات السلطة التي عاثت بأرض العراق فسادا وقتلا وتدميرا ونهبا والتي تريد فك العزلة وكسب الشرعية لما قامت به من جرائم ..هذه النسوة الموشحات بالسواد والظلم والعتمة والحزن يحيط  بهن ما لا يقل عن ثلاثة مليون يتيم بلا فرص عمل ولا مستقبل وأغلبهم بلا مأوى وعلى بعد أمتار منهم جميعا ما لا يقل عن خمسة  مليون أب وأم وأخ أو أخت للشهداء والمغدورين وأراملهم..

 

أيتها العراقية التي تملكين الوقت لتهاجمي النظام الذي تخلصتم منه لتبنوا العراق الجديد فإذا بالعراق الذي كنتم تنتظروه قد انقلب جحيما لا يمكن العيش فيه ففرت منه السفارات ورجال الأعمال..ألم تسألي نفسك لماذا بقيت السفارة الإيرانية ولم تغادر العراق؟!..ألم تأخذي من وقتك لتفكري قليلا بذلك ولك الوقت لتمتدحي المالكي ومجلس النواب وتناقشي معاهدة أنت تقولي (إننا أضعف من أن نرفضها!) ..

 

لا عليك بالسياسة وقولي لنساء العراق الموشحات بالسواد:

 

سينقذكم عبد الله بن زايد ( إذا أوفى بعهده ونفذ وأطال !) عندما يكسر طوق العزلة عنكم وسيشرعن لحكومتكم المجرمة صك البقاء والاستثمار لكي يزيل عنكم هذه الملابس الرثة ويلبسكم أحلى الثياب ..وخوفنا أن يعيد تصدير (البضائع التي كانت رائجة سابقا !) ..

 

وسوف لن نناقش هذه (العراقية غير المنصفة!) في موضوع (ظلم البعث والنظام السابق!) لان هذا الموضوع أصبح اليوم يشبه المتحدث من أقارب (الذي لحس كاغدها!)..

 

ولكننا نسألها:

 

ألا يوجد اليوم ظلم في العراق ؟

 

وهل إن العراق اليوم لم يشهد مقابر جماعية فاقت الواحدة منها عشرات المرات عما ادعوا عن اكتشافها زورا وبهتانا  في السابق؟..

 

وكيف تقولين أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تأمر وتجبر بلدا بفتح سفارة له في العراق؟..هل كانت لا تستطيع أن تأمر أحدا بعد احتلالها للعراق أو عند تحضيرها للعدوان أم أصبحت اليوم عاجزة عن ذلك؟..ومن الذي أصابها اليوم بالعجز والوهن ولطخ سمعتها بالعار ؟..ومن فضح عدم مصداقيتها وجعلها الكاذب والمزور الأكبر في التاريخ ؟..أليس حربها الغاشمة على العراق التي استندت على الأكاذيب والحيل والخداع وهم الذين اعترفوا بذلك ..ألم يكن صبر وصمود شعب العراق  وقوة وقدرة المقاومة العراقية الوطنية البطلة وتضحياتها وانتصاراتها من أجبر الولايات المتحدة الأمريكية بكل قوتها وتسلطها وعنجهيتها على الاعترافات المتسلسلة للفشل والإحباط والهزيمة التي لم تستثني رأسا من الرؤوس التي تآمرت على العراق إلا وأطاحت به؟..أم تريدين أن تقولي إنها إيران.؟..

 

وماذا ستستفيد الأرامل والأيتام والشهداء ونصف مليون معتقل بلا ذنب وعوائلهم والشعب المسحوق والمهجر والمسجون من فتح سفارة دولة الإمارات في بغداد استجابة لطلب الولايات المتحدة  لكي تتهلل أسارير العراقيات الماجدات ؟..ويخرجن إلى الشوارع مزغردات وفرحات يتغنين بالجميل الإماراتي الذي أعطى شرعية للصغير والجلبي وهادي العامري والبرزاني والطالباني والحكيم والمالكي ليزدادوا تنكيلا وقتلا ونهبا باسم (الشرعية الإماراتية الجديدة  ) التي تريدينها أن تكون مدخل (للشرعية العربية) لتضاف إلى ما يبررون فيها أفعالهم بحصولهم على (الشرعية من الانتخابات الشعبية!)..ليجري جمعها وتقديمها كهدية متواضعة ورد للجميل الأمريكي باحتلال وتدمير وقتل شعب العراق وتمكينهم من الوصول للسلطة التي استغلوها أبشع استغلال في القتل والاغتيال والانتقام والتهجير وملاحقة الوطنيين والشرفاء وسرقة ممتلكاتهم  والنهب  المنظم لثروة الشعب وإعطاءه الشرعية الكاملة لكل ذلك تحت شعار تحقيق الديمقراطية وبناء دولة الرفاهية على ارض الرافدين وعلى ان يتم ذلك قبل أن يغادر بوش البيت الأبيض!..

 

وهل ستشاركين (كل) الماجدات العراقيات والعوائل العراقية البائسة والأيتام والأطفال والمهجرين من بيوتهم بدعوتك للتعبير عن (هذه الفرحة الغامرة) وتحت حراسة فيلق بدر والحرس الثوري الإيراني وجيش المهدي وميليشيات المالكي والصغير والجلبي ومغاوير الداخلية وبهائم بيشمركة الطالباني والبرزاني للاحتفال بهذه المناسبة !..أم ستحتفلون في الإمارات بهذه المناسبة مع الذين لازالوا مستمرين بتهريب أموال الشعب هناك للاستثمار؟..

 

وهل ستبقين على نفس النهج والنغمة المادحة للحكومة وبهذه الفرحة الغامرة التي أنستك جراح العراقيات النازفة عندما يطلب المالكي من عبد الله بن زايد بإعادة كل العراقيين المقيمين في الإمارات إلى العراق وإلغاء أقاماتهم واعتقال وتسفير كل عراقي لاجيء أو متجاوز كما فعل في السويد وطلب من الأردن وسوريا وتركيا ذلك؟؟..أم أنك ستركبين أول مركب يعيدك للبصرة التي تنافس دبي اليوم بالرفاهية والعمران بعد أكثر من خمس سنوات من نهاية عهد الظلم الذي لحق بكم؟..أم انك من غير المشمولات بالطرد والإبعاد  والملاحقة والمتابعة ؟..

 

ولماذا يحمل كل عراقي (جميل) فتح سفارة لدولة الإمارات على رأسه ؟..

 

لماذا استخدمت كلمة (كل عراقي!) وهل يشمل ذلك الصداميين والبعثيين والمقاومة بكل تشكيلاتها والوطنيين والمبعدين وعوائل الذين تم اغتيالهم وأكثر من نصف مليون معتقل في سجون الاحتلال والداخلية والميليشيات وهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والامتهان وعولئلهم؟..وهل يشمل هذا الوصف الجيش العراقي الشرعي والحرس الجمهوري والحرس الخاص والأجهزة الأمنية وأجهزة الدولة الشرعية وإذا أضفنا إليهم العشرة مليون الذين جرى ذكرهم سابقا فكم رأس سيبقى ليحمل جميل دولة الإمارات بتزكية شرعية القاتل والمغتصب والسارق والمزور؟..

 

أما المعاهدة التي تنوي الحكومة توقيعها..والاستغراب عن من سيقف بوجه أمريكا؟؟..

 

فنقول لهذه البائسة غير المنصفة والمبهورة بمولات الإمارات :

 

الماجدة العراقية لن تكون عراقية الأصل إلا إذا أنصفت..وكانت أخت حقيقية لأخيها .

 

نحن من وقف بوجه القوة الأمريكية الغاشمة بكل قدرتها وطائراتها وغواصاتها وطائراتها ودباباتها..وأذقناهم مر الهزيمة والعار والهوان بعزيمتنا وإرادتنا وصبرنا وإيماننا وحقنا وتضحياتنا حتى أركعناها..

 

وعندما يطردكم المالكي من الإمارات بالتعاون مع عبد الله بن زايد وتأتين للعراق سترين ذلك..وإذا كنت من غير المشمولات بالطرد والمتابعة ستصلك أخبارنا..وسيعلمك بذلك أخوك النشمي الذي نكستي عكاله!..وتبراتي من مساندته وشد أزره وهو يقاتل في ميدان الشرف والعز..

 

أما المعاهدة كما تقولين..

 

فنعم (سيرفضها مجلس نوابكم!!..  وسيقف كل النواب وقفة رجل واحد!  بوجه أمريكا وأساطيلها وقواتها!! ..وسيضحون بكل المكاسب والمناصب والمغانم التي حصلوا عليها بلا كفاءة أو شهادة أو خبرة أو خدمة ! وسيعلنون الرفض في قاعة  لا تقف على بواباتها كلاب التفتيش الأمريكية !! ) ..

 

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  07  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   11  /  حزيران / 2008 م