الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

شيطان أكبر أم الحليف الأكبر

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

ليس من الغريب أن يزور المالكي إيران قبل كل حدث أو بعده..وهذا العرف سيكون قانونا ما دام منصب رئيس وزراء العراق الجديد هو من حصة الائتلاف العراقي (الإيراني) الموحد.. ومن الثوابت الاعتيادية أن يشرح رئيس وزراء العراق اليوم للقادة الإيرانيين ما يواجهه هو وحكومته وحزبه والتجمع المؤتلف معه من تهديد وضغط متعدد الجوانب فضغط الإدارة الأمريكية التي تحاول عزله عن حاضنته التاريخية وتحويل اهتمامه إلى جمع الأدلة على تورط إيران في تردي الوضع الأمني في العراق من خلال دعمها لفرق الموت والميليشيات الطائفية من جانب ..ومن جانب آخر تداعي بناء التحالف الطائفي الذي شكل بضوء النصيحة الإيرانية وخروج العديد من التيارات والأحزاب وحتى الشخصيات منه وتحالفها مع أحزاب وتيارات من طوائف أخرى ..والضغط الذي يقوم به (ممثلي السنة !) ورغبتهم بأخذ دور في السلطة بعد (تفردهم) بقيادة العراق (آلاف السنين!)..وأخيرا التحدي الذي يجابهه من تزايد حدة وقوة وتأثير وقدرة المقاومة الوطنية العراقية وما يعانيه من بقية التنظيمات (الإرهابية!) التي يعجز عن مقاومتها والحد من نشاطها وكيف أن كل هذه المشاكل أدت إلى تفكك الدولة وفقدان السيطرة على مفاصلها ..

ومن الأمور الاعتيادية أن يذهب المالكي لتلقي التوجيهات المباشرة من القادة الإيرانيين مباشرة ولتلك الأمور التي لا يرغب احد منهم تخويل السفير الإيراني ومسئول المخابرات الإيرانية في العراق لنقلها عبر قنواتهم المباشرة..

ونعرف جيدا إن ما أعلنه علي الدباغ من إن الزيارة هي لغرض وضع الأدلة التي تبين تدخل إيران في الشأن العراقي أمام أنظار مرشد الثورة الإيرانية هو مجرد عذر أقبح من الذنب..لأنه لا يوجد في العرف الدبلوماسي أو السياسي والأمني والسيادي  مفهوم إن من يحصل على أدلة تدخل مباشر من دولة أجنبية أو جارة في شؤونه الداخلية ويعبث بأمن واستقرار ووحدة البلاد وسيادتها يأخذ رئيس وزراء هذه الدولة الأدلة ويعرضها على مسئولي الدولة تلك ليطلب منهم التكرم بالكف عن إيذائنا وتفجير منشاتنا وقتل أطفالنا واغتيال أطبائنا ومهندسينا وهدم بيوتنا وسرقة ثرواتنا !!..

ولا بأس أن يذهب المالكي بين فترة وأخرى لتقديم الشكر والتقدير للدعم الذي قدموه في السابق والذي يقدمونه اليوم..

ومن الطبيعي أن يذهب بنفسه ليطلع القادة الإيرانيين والمرشد الأعلى على نسبة تنفيذهم لقرارات اجتثاث البعث وحل الجيش العراقي والحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية ومتابعة وملاحقة واغتيال  البعثيين والصداميين والضباط وكوادر الدولة وخبراتها وتشريد من لم يتم القبض عليه واعتقاله وما حققته الميليشيات ومغاوير الداخلية لتنفيذ الأوامر الإيرانية بهذا الصدد ..

وليس هنالك غرابة في انه سيطلعهم على احدث الانجازات ومنها تغيير العلم وإلغاء اللجنة الاولمبية وحل اتحاداتها وآليات تطبيق قانون المسائلة الجديدة التي لا تستثني احد وسيعرج قليلا على موضوع الحملة العسكرية التي شنها على أهالي البصرة والموقف من جيش المهدي وتصريحات مقتدى الصدر ..وما حققته أجهزة الدولة القمعية في حملة الموصل ..ويشرح لهم خطة حزب الدعوة في الفوز المحقق في انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات العامة بالتعاون والتنسيق مع الحكيم..

ومن المسلمات أن رئيس وزراء العراق الحالي سيزور قبر خميني ويضع أكليلا من الزهور عليه لأن ذلك أصبح واجبا على كل مسئول عراقي يزور إيران !..ويتذكر مع الوفد الذي يرافقه كيف أن الخميني كاد أن يحقق لهم ما حققوه اليوم لولا (الدعم الأمريكي للعراق!!)..

وكان هذا هو المدخل للحديث عن الاتفاقية الأبدية المزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدة والتي تعترض عليها إيران..

وفي لقاء المالكي وخامنئي.. 

وبعد جلسة هادئة خالية من العلم العراقي الجديد الذي اتفقوا عليه.. 

وبلا مترجمين ..أو ربطات عنق .. 

وبعد الاستذكار وعرض مبررات ضرورة الشعور بالطمأنينة بعدم تأثر إيران بالاتفاقية المفروض توقيعها .. 

فقد اتفق الطرفان العراقي والإيراني بعد الاتكال على الله ورسوله وآل البيت الأطهار..من أن الولايات المتحدة ليست الشيطان الأكبر وإنما الحليف الأكبر !..

 

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  06  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   10  /  حزيران / 2008 م