الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

19 سؤالا بدلا من 9 !!

 

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

في النقاش السياسي والإستراتيجي والوطني.. العلمي والموضوعي ليس من الممكن إثارة المختصين بسهولة لأنهم يؤمنون بشكل مطلق بان هنالك نوعين من الناس الذين يمكن أن يخالفونهم في الرأي ويتبنون موقفا متشددا ومحددا مما يؤمنون به وهم : إنسان عاقل أو آخر أحمق .. فأما الأحمق فأنا بالنسبة لي لن أدخل معه بنقاش ولن أجهد نفسي ووقتي وذهني وأتخلى عن واجباتي لأصل معه بعد وقت طويل ضائع إلى نفس النتيجة ..والإنسان العاقل وبغض النظر عن كونه قد تبنى موقفا يستند إلى ظروف مختلفة..فهما نوعان أيضا: من يستخدم عقله وذكائه للخير والآخر من يستخدمه للشر..وبشكل عام وفيما يتعلق بواقعنا الحالي في العراق سيكون من الصعب أن تصل إلى نتيجة مع من يوظف قدرته للشر وخدمة الأجنبي والنفس قبل الآخرين عند المقارنة مع من يختلف معك ممن يهدف لخدمة شعبه ووطنه..وهنا يكمن أساس الاختلاف في التفهم والإيمان بضرورة احترام الرأي والموقف الآخر ونبذ فكرة التحييد والتحريم ومحوه..

فالذي ناصب نظام صدام العداء لأنه يحمل فكرا مخالفا ومنهجا متباينا غير الذي عاداه لأنه سرق قوت الشعب وعوقب ثم أعفي عنه ليهرب ويصبح معارضا ..والذي جابه الحزب والثورة بالسلاح وبالقول منطلقا من رؤيته الخاصة المختلفة بضرورة تغيير النظام بغية تطبيق نظرية يتصور أنها صحيحة لخدمة شعب العراق غير الذي يستلم أجرا لتنفيذ أجندة لا يعرف عنها شيئا للسعي للإطاحة بالنظام..والذي ناصب حزب البعث والثورة العداء انطلاقا من نظرية فكرية وأيديولوجية مهما كانت غريبة غير الذي ناصبهم العداء حبا بالسلطة والمنصب والجاه والمال أو للانتقام فقط.. 

ولأن الأعداء جادين في سعيهم المستميت لتغيير منظومة القيم والمبادئ لدينا وتركيزهم على نقد وتفتيت الإيمان بالتوجه الوطني والقومي والترويج لفلسفة المحافظة أو الإقليم والوطن أولا ونبذ فكرة النضال القومي وجعله ترفا ومأزقا وجحيما وتوجها خاطئا والسعي لإيجاد مشاريع بديلة عن المشروع القومي بحيث تستند إلى مفاهيم الإخلال بمنظومة الأخلاق والأعراف والسمات المتوارثة أو تدمير التجارب التي تتعارض مع توجهاتهم..فقد طفت اليوم على سطح المتداول مفاهيم ما كان يمكن (لعاقل محب لوطنه) أن يتجرا على السعي لإقناع نفسه بصحتها كمنهج أو مبدأ أو سلوك وإيجاد التبريرات والمناخ المزيف للدعوة لترويجها حتى وان اقتنع البعض بحسن نية الطرح والتبني أو قصر النظر في الرؤية أو التحليل  ..ولدينا مثال على ذلك: 

أحد الإخوة أرسل لي مقال لأحد الكتاب وهو السيد خضير طاهر تحت عنوان (  في ضيافة جهاز المخابرات العراقي .. استعداداً لمعانقة بغداد والبكاء في أحضانها) وهو يتحدث عن قيام جهاز المخابرات الحالي  بتأمين الحماية له للذهاب إلى بغداد ليلتقي بأهله بعد 17 عام من الغربة  وذكر في مقاله مايلي : 

( فمن الآن بدأت دقات القلب تعصف بي وأنا أتخيل اقتراب الطائرة من مطار بغداد الذي طالما حلمت أن انزل به وأتمشى داخله واصرخ عالياً : هذا مطار بلدي ، لا أعرف كيف سأواجه بغداد وأنا أحمل في داخلي كل هذه الجبال من الوجع والعذابات  والشوق.

سأحدث بغداد عن مرارتي ووجعي القاتل وأنا أشاهد عملاء إيران السفلة ، والعصابات الكردية وهم يتقاسمون العراق ويحولونه إلى محاصصة وكأنه غنائم حرب !

للأسف ليس عندي رغبة  لزيارة مدينتي كربلاء .. فأنا لا أطيق رؤية كربلاء وهي قد تحولت إلى مستعمرة إيرانية ، وتدمرني فكرة أن تدنس أرض مدينتي  القنصلية الإيرانية  ويصبح القنصل هو الحاكم الفعلي للمدينة !

وسأنتهز فرصة زيارتي إلى بغداد وسأحاول أن أحصل على موافقة السيد محمد الشهواني رئيس جهاز المخابرات  لإجراء مقابلة صحفية معه  وطرح عليه  الأسئلة التالية:

س1 - هل من الممكن أن تحدثنا عن الطفولة والنشأة، وحياتك العسكرية والمناصب التي تقلدتها ؟

 

س2 - كإنسان وأب ماهي العوامل التي ساعدتك على تحمل مأساة إعدام أولادك الشهداء الثلاثة من قبل نظام صدام ؟

 

س3- هل تشعر بالحزن بسبب تقصير الشعب العراقي في  تكريمك باعتبارك بطلاً وطنيا  ضحى بكل شيء من اجل العراق ؟

 

س4- في الوقت الذي كانت عناصر المعارضة تتسكع في شوارع إيران وسوريا كنت تعمل سراً لإسقاط نظام صدام مع مجموعة من الشرفاء.. هل من الممكن أن تحدثنا عن تلك الفترة ؟

 

س5- بالنسبة لجهاز المخابرات الوطني.. ماهي الضمانات التي تجعلنا نطمئن على عدم اختراق المخابرات الإيرانية له ؟

 

س6 - شعبك وكل العالم يريد معرفة حجم التدخل الإيراني في شؤون الدولة العراقية في مجالات : الأعلام والاقتصاد والدين والسياسة والأمن وغيرها ؟

 

س7- تحديداً ماذا عن حجم الدعم الإيراني لتنظيم القاعدة في العراق ؟

 

س8- من وجهة نظرك كمسئول مطلع .. كيف ترى مستقبل العراق هل تتفق مع الرأي القائل: إن العراق بحاجة إلى سلطة مركزية قوية والى دكتاتور عادل ؟

 

س9- إذا دعاك الواجب الوطني  لإنقاذ العراق وتشكيل وترأس حكومة طوارئ عسكرية هل آنت مستعد لتلبية  نداء هذا الواجب ؟ )

 

وبعلمية وموضوعية يبدو أن هذا الكاتب كان معارضا للنظام السابق ..والظاهر انه كان يقيم خارج العراق منذ عام 1991 وبحساب بسيط يظهر لنا انه ترك العراق خلال أو بعد العدوان الثلاثيني وربما انه كان أسيرا لدى القوات الأمريكية وآثر البقاء عندهم وربما كان قد لجأ إلى شمال العراق وغادر من هناك أو لديه ظروف مشابهة لظروف محمد الشهواني !..أو بأية  بأشكال أخرى ..

المهم أنه وحسب ما يتناوله في المقال لم يشارك في صفحة الغدر والخيانة ولم يكن عميلا لإيران أو من المتعاونين مع الانفصاليين الأكراد والأهم أنه محب للعراق..

 

والملاحظ..

أنه ممتعض من هيمنة إيران والأكراد على مقدرات العراق ومدنه وإرادته..مما يعطي الانطباع انه يعارض توجهات حزب الدعوة والتيار الصدري عصابات بدر والحكيم والائتلاف العراقي الموحد وتيار ألجلبي..

وانه لو كان من المنتمين إلى أي من التيارات والأحزاب والحركات والتجمعات السياسية المشاركة في العملية السياسية لما احتاج لحماية المخابرات لدخول العراق !..

وهو ليس شخصا مطلوبا من قبل السلطة والحكومة الحالية ..

ولكونه محب للعراق وكان ولا يزال يحمل رؤية خاصة به لخدمة وطنه تتعارض مع ما كان سائدا في زمن النظام السابق..فسوف لن نتطرق إلى هذا الموضوع لكي لا يكون نقاشنا غير مجدي..

وهو يختلف مع توجه الدولة الحالية التي سلمت العراق إلى إيران والأكراد..

وهو لم يتطرق في هجومه على الوضع الحالي في العراق على الأمريكان ولم يحملهم أية مسؤولية لما حصل من تدمير وقتل وتشريد وتهجير ..وما كان رأيه عندما قامت القوات الأمريكية بحملات الإبادة في الرمادي والفلوجة وسامراء والنجف وكربلاء ومدينة الصدر ولا نعرف هل ان من ضمن المليون ونصف عراقي الذين لاقوا حتفهم خلال الخمس سنوات من أهله وأقاربه وعشيرته ؟..وهل يعرف احد من الأربعة ملايين مهجر من وطنه ممن تربطهم به علاقة القرابة أو الصداقة أو من محافظته ومدينته..

وأنه معجب جدا بجهاز المخابرات الحالي وبشخص رئيسه محمد الشهواني وقد يكون هذا الإعجاب لأسباب شخصية أو وطنية..

والأسباب الشخصية سوف لن نتطرق إليها..وسوف نفترض أن سبب إعجابه وتقديره يعود لقناعته بالدور الوطني الذي يقوم به هذا الجهاز في خدمة العراق..

وبغض النظر عن الدافع نطلب من الأخ الكاتب أن يضيف وبكل أمانة الأسئلة الإضافية التالية عند لقاءه بمحمد الشهواني وعلى أن لا يستخدم شماعة (القاعدة وتنظيماتها الإرهابية كهدف  وكأن جهاز المخابرات الحالي أنشأ من أجلها) وهي:

س10 – كجهاز مخابرات عراقي..ما هو تسلسل أعدائكم الإستراتيجيين..وأين يقع تسلسل إسرائيل في هذه القائمة إذا كانت موجودة ؟ وهل الولايات المتحدة اليوم صديق لكم أم حليف طامع ؟..ومن رفعتم من الأعداء لتضعوا حزب البعث والمقاومة مكانهم؟

س11- أين أنتم وإمكاناتكم من الأعمال التي قامت بها الولايات المتحدة وقواتها العسكرية من تدمير وقتل واعتقال.. وما قامت به إيران من خلال فيلق بدر والقدس وعصابات جيش المهدي والجلبي والصغير والبيشمركة التي قامت باغتيال مئات الآلاف من خيرة أبناء وشباب ورجال العراق وكفاءاته وخبراته واعتقال ومطاردة وملاحقة وتهجير ونهب بيوت من تبقى منهم ..ومنتسبو جهازكم على علم تام بكل قائمة للمراد تصفيتهم والتي تصدر من إيران ومجمع الحكيم الفاسد؟

س12- هل لدى جهازكم علم بما يجري في سفارات العراق في الخارج وكيف أصبحت سفارات للبرزاني والطالباني ولإيران ؟..ما هو دور محطاتكم في هذه الدول ..من تحارب ومن تراقب ومن تحجم ..وعلى من تتحرك ؟..   

س13- في زمن النظام السابق كان رئيس جهاز المخابرات مرتبط برئيس الجمهورية من خلال السكرتير أو مجلس الأمن القومي أو مخول آخر..بأي جهة يرتبط رئيس الجهاز اليوم؟.. بالطالباني أم بالمالكي ؟ أم بالربيعي ؟ أم بجهة أخرى ومن هي هذه الجهة التي تصدر لكم الأوامر؟

س14- يقول مجلس النواب ووزارة المالية بان الحكومة العراقية غير معنية بتمويل الجهاز ولا تضع في ميزانيتها السنوية مبالغ  لتخصيصاتكم كجهاز..من أين تستلمون تخصيصاتكم المالية؟ وماهي شروط من يخصص المبالغ إذا كانت جهات خارجية؟

س15- هل أن جهاز المخابرات الحالي يتحسب من تغلغل التأثير الإيراني فيه فقط أم أن هنالك اتجاهات أخرى ومن هي هذه الجهات ؟

س16-هل تعادون إيران لان الولايات المتحدة تعلن عدائها لها أم أن لديكم أسباب أخرى؟..وكيف تعادونها في وسط دولة خاضعة لها؟ ألستم خاضعين للدولة العراقية التي تنفذ أجندة إيران؟أم انتم تتبعون جهة أخرى ؟ومن هي هذه الجهة؟

س17- قديما كانوا يقولون عدو عدوي صديقي ..فهل تعملون اليوم بهذه المقولة في الموقف من إيران ؟وهل ينطبق ذلك على من تريد إيران اجتثاثهم؟..

س15-ماهو تفسيركم للوطنية ؟..

س19-وهل أن حزب البعث العربي الاشتراكي والنظام السابق الذي خدمت فيه مدة طويلة من وجهة نظر المخابرات كان عميلا لجهة خارجية عند المقارنة مع من يحكم العراق الآن؟

وبذلك نكون قد حاولنا المساهمة في اغناء مقابلة كاتب المقال عندما يحين موعدها بعيدا عن إثارة العواطف والأمور الشخصية وتصوير خيال وانعكاسات الصور الحقيقية للأحداث لكي نوهم القارئ بان الحق باطل ..والباطل حق ملزم!..

 

mah.azam@yahoo.com

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

 الخميس  /  10  جمادي الاول 1429 هـ

***

 الموافق  15  /  أيــــار / 2008 م