الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

مهزلة اسمها حكومة منتخبه ديمقراطيه في العراق

 

 

شبكة المنصور

د. فيصل الفهد

 

دفعتني إلى كتابة هذا الموضوع ملاحظة طالما نسمعها من بعض العملاء وأسيادهم المحتلين بأن الحكومة التي نصبت على العراقيين هي حكومة منتخبه من الشعب العراقي ويدلل تكرار هذه الملاحظة بشكل واضح على حجم الدعاية المضللة المعادية للعراق والمجافية للحقائق على الأرض ومع ذلك نجد في طرحها فرصة ذهبية لكي نوضح للقاصي والداني حقيقة الزوايا التي لا يعرفها الناس ذلك لأن من يعادون العراق فكراً ومنهجاً وأهدافاً لابد وأن يحجبوا أية معلومات قد يضر طرحها الهدف أو الغايات التي ينشدونها وهي في كل الأحوال تشويه صورة العراق قيادةً وشعباً.

لقد جاءت الادعاءات هذه المرة من احد مسئولي الاحتلال الأمريكي في العراق في برنامج الاتجاه المعاكس يوم الثلاثاء الماضي السفير المدعو(آدم ايرلي) التي خصصت حلقته لمناقشة الاتفاقية المنوي فرضها على العراق وكان في مواجهته الأستاذ صلاح المختار الذي أبلى بلاءا حسنا وافعم خصمه بما يلصم فمه ويبدد أكاذيبه.

قال ادم ايرلي مدافعا عن عمالة حكومة المالكي إنها حكومة منتخبه من العراقيين وذات سيادة...الخ من الترهات وهنا نعيد إلى الذاكرة المعلومات التي كانت وسائل الدعاية المعادية الامريكيه والصهيونية تروجها عن من ما كانوا يسمون أنفسهم كذبا (معارضة) العملاء والجواسيس والخونة الذين دخلوا العراق خلف دبابات الاحتلال الأمريكي وهنا لابد ان أصحح لهذا الرجل وغيره معلوماتهم البعيدة كل البعد عن الحقيقة وأبدأ كلامي بسؤال بسيط هل كان هناك فعلاً معارضة؟ وهل يعلم أن كل هؤلاء الذين كذبوا على الدنيا وادعوا أنهم معارضة كانوا.... كلهم مطلوبين للقضاء العراقي ابتداءا من ألهالكي(أبو المحاسن) ومرورا بكل الذين ابتلى بهم العراقيين بعد احتلال بلدهم الذين اتهموا بجرائم تبدأ من القتل والزنا واغتصاب الأطفال والسرقة وسرقة الأموال العامة والهروب من الخدمة العسكرية و.. و.. و... الخ وأنه ليس من كل هؤلاء من يمكن أن نسميه معارض سياسي لأنهم لا يحملون أية مبادئ أو قيم حقيقية.

ان كثرة تكرار الحديث عن حكومة أبو المحاسن المجرم ألهالكي المنتخبة تثير السخرية والاستهجان لاسيما وان أصحاب هذه الأكاذيب يغفلون حقيقة أساسيه وهي كيف تكون هناك انتخابات شرعية في ظل الاحتلال ونسى أو تناسى هؤلاء وقبلهم بوش أنهم يريدون أن يسوقوا لكل دول المنطقة اسطوانتهم الديمقراطية المشخوطة عن نجاح تجربة الممارسة الانتخابية في العراق التي جرت تحت حراب الاحتلال الأمريكي .
فالانتخابات التي أجراها الاحتلال الأمريكي في العراق كانت الأسوأ في تاريخ العراق من كثرة التجاوزات التي مورست فيها عدا أنها أجريت تحت حراب الاحتلال وإفرازاته على المجتمع العراقي فإن من شاركوا فيها لايشكلون سوى أقلية من العراقيين شاركت فيها نتيجة لما يأتي:

 التهديد والوعيد بحجب البطاقة التموينية عن الذين لا يشاركوا في التصويت.

 استخدام الفتاوى من قبل السيستاني والتي جعلت أعداد من أبناء طائفة الشيعة البسطاء المغرر بهم يعتقدون أنهم إن لم يلبوا النداء فإنهم سيدخلون جهنم وكأن السيستاني أصبح بديلاً عن حكم الله وهو من يقرر على الناس دخول الجنة أو النار وكذلك فأن من لايشارك في انتخاب ألقائمه ألمرقمه 555 ألطائفيه الصفويه سوف تحرم عليه زوجته!!.

 استخدام الأموال العامة لرشوة المواطنين حيث تم دفع مبالغ (200 دولار) لكل فرد يثبت أنه شارك في هذه المهزلة الانتخابية هذا عدا مئات ملايين الدولارات التي تم إنفاقها على شكل هبات ولإقامة الولائم والدعوات والحفلات داخل العراق وخارجه ومن ضمن ذلك مئات الملايين من الدولارات أنفقت في أربيل ودهوك والسليمانية لجذب المواطنين للمشاركة في الانتخابات ومع ذلك فإن حجم المشاركة قياساً إلى المبالغ التي أنفقت كانت ضعيفة جداً.

 إن أغلب المواقع التي حددت لاستقبال الناخبين لم تجري فيها الانتخابات بسبب مقاطعة الشعب ولهذا فإن الذي ملأ الاستمارات هم من المشرفين الذي ينتمون لهذه القائمة أو تلك ففي الشمال كان ممثلي القائمة الكردية هم الذين ملئوا أغلب الاستمارات وفي الجنوب والفرات الأوسط (حزب الدعوة وفيلق بدر وجماعة الجلبي) أما في محافظات (الأنبار، نينوى، ديالى، صلاح الدين، كركوك، بغداد ومدن كثيرة غيرها) فإن اللجان المشرفة والجنود الأمريكيين هما من تولى ملأ الاستمارات كل للجهة التي ينتمي إليها في حين صوت الأمريكان لقائمة علاوي.

 استخدام التهديد المسلح من قبل فيلق بدر وحزب الدعوة وجماعة الجلبي وقوى أخرى مستفيدة من الاحتلال للكثير من المواطنين لاسيما في الجنوب الذين كانوا قد أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات وتم إجبارهم على المشاركة بالقوة.

 قيام كثير من مرشحي القوائم بإقناع المواطنين بأن المشاركة في هذه الانتخابات يعني قرب نهاية الاحتلال حيث ستقوم الحكومة المنتخبة بالطلب من الاحتلال الأمريكي وحلفائه مغادرة العراق وقد نسى هؤلاء المواطنين أن أصحاب هذه القوائم المرشحة هم من جلبوا الاحتلال وأعلنوا صراحة أنهم لا يريدون للأمريكان أن يغادروا العراق لأن مصلحتهم ووجودهم واستمرارهم في العراق يعتمد على وجود الاحتلال وبزواله لا يمكن أن يبقوا فيه لأن العراقيين سوف يحاكمونهم على ما ارتكبوه من جرائم وتدمير لبلدهم هذا ما حصل فعلاً فمجرد ما إن اطمئن الخونة على فوزهم تراجعوا فوراً عن ما سبق أن كذبوا فيه على المواطنين البسطاء وعادوا لترديد ذات الموال وهو خطورة خروج الأمريكان من العراق وهذا ما يفسر استقتال أبو المحاسن ألهالكي وبقية العملاء لتمرير ألاتفاقيه سيئة الصيت والنوايا.

 مشاركة أعداد كبيرة من الإيرانيين في الانتخابات الذين دخلوا بطرق غير مشروعة إلى العراق وتم تزويدهم بوثائق مزورة لدعم القائمة الموالية لإيران وقد قدر عدد هؤلاء بأكثر من مليون ونصف إيراني وربما أكثر من هذا العدد (وللعلم ولتأكيد هذه المعلومة فقد طلبت جماعة السيستاني من وزارة التجارة أن تزودهم بثلاثة ملايين بطاقة تموينية وهي البطاقة الأساسية التي اعتمدوها في تحديد من يحق لهم التصويت).

 ومن المفارقات المفضوحة الإعلان عن حصول قائمة السيستاني على مئات الآلاف الأصوات في محافظات الأنبار والموصل وهي محافظات لم تجري فيها الانتخابات وهذا دليل واضح على حجم التزوير في هذه الانتخابات.

إن هذه الانتخابات المزورة التي هي أشبه بطفل الأنابيب ولدت جنيناً مشوهاً لا يمثل الشعب العراقي لا من قريب ولا من بعيد فعدا أنها غير شرعية لأنها جرت تحت حراب الاحتلال ولأنها قوطعت من قبل أكثر من ثلثي الشعب العراقي من كافة أطيافه (وليس السنة فقط كما يدعون) لأن المقاطعة شملت عرباً وأكراداً وتركماناً ومن كل الأديان والطوائف ومعروف أن أي انتخابات في أي دولة وبهكذا ظروف قاهرة وعدم مشاركة الأكثرية تعد انتخابات باطلة...

ومع كل هذا وذاك في هذه المسرحية الهزيلة فإن الرئيس بوش وحاشيته وعملائه يصرون على أن يسوقوا نتائجها الدعائية (الكاذبة) لتكون أساساً لنجاح مختلق يريد أن يعممه على كل دول المنطقة... فأي مهزلة هذه التي تفرض على أنظمة وشعوب المنطقة لتكون عناوين لما هو قادم في حياتهم السياسية.

وآخر مانريد الاستفسار عنه من السفير الأمريكي ادم ايرلي هو جلوسه وسط العلمين الأمريكي وعلم حكومة ابوالمحاسن ألهالكي فأي حكومة مستقلة ذات سيادة تلك التي يريد ان يضحك بها على نفسه وعلى الساذجين من أمثاله بها موجودة في العراق المحتل... وان المشاركين في لعبتهم ألسياسيه في العراق لايمكن أن يطلبوا خروج الاحتلال الأمريكي لأنهم سيخرجون قبله عدا أن العبد لايستطيع أن يطلب شيئا من سيده وإنما عليه أن ينفذ بإذعان كل مايأمر به فقط .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت /  24  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   28  /  حزيران / 2008 م