الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

اهلا جمهورية مهاباد البارزانيه الامريكية الصهيونيه

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

 

لاينفك هذه الايام الجدل قائما بين من لهم علاقه والذين ليست لديهم علاقه مباشره بخصوص الاتفاقيات التي تريد فرضها ادارة بوش على الشعب العراقي بخنوع وتواطؤا واضح وصريح مع ذيولها المشاركين في العمليه السياسيه ( المأبونه ) مثل اصحابها ... وتتراوح درجات الحماسه لتوقيع هذه الاتفاقيات المذله تبعا لنوع المصالح التي يجنيها كل طرف ويقف هنا البارزاني والطالباني في طليعة الجميع فهم يرون فيها الشريان الذي يحفظ لهم ما حققوه من مكاسب ذاتيه على حساب العراق ارضا وشعبا وسياده ووحدة ومصيرا ومن هنا فهم لم يكتفوا بالتهليل والتمجيد وضرورة الاستعجال بتوقيع اتفاقيات العهر بل ذهبوا بعيدا لتضمينها التزامات هي ابعد ما تكون عن مستوى صلاحياتهم او تخصصهم الخياني.

ان البارزاني والطالباني يرون في الاحتلال فرصة العمر التي لن تتكرر لتحقيق احلامهم المريضه وللعلم فأن هذين الخائنين طلبا من ادارة بوش انشاء القواعد العسكريه العملاقه في شمال العراق ففي منطقة (حاج عمران) ينشئ الامريكان ألآن ثاني اكبر قاعده عسكريه لهم في العالم بعد قاعدة دنفر في داخل الاراضي الامريكيه وهم مستعدين للتوقيع على بياض وبدون اية شروط لكل ماتريده امريكا او لم تفكر به بعد.

ولربما يتسائل البعض عن السر الذي يقف وراء هذا السلوك الشائن لهذين العميلين اللذين التقيا في مصالحهما ضد العراق الا انهما سيختلفان اجلا ام عاجلا بتقاطع هذه المصالح في شمال العراق ونقول انهما يريدان فرض الامر الواقع لما يسعون ايه بانشاء جمهورية مهاباد الكرديه حاليا (البارزانيه لاحقا) والذي يجري الان في شمال العراق من عمليات تهيأه لاصدار جوازات خاصه وعمله خاصه بكردستان وسفارات ومد خطوط لانابيب النفط من مناطق سرقة النفط العراقي في اربيل ودهوك والسليمانيه الى الموانئ التركيه لحين سيطرتهم على خط الانابيب الذي ينقل النفط من كركوك الى تلك الموانئ حيث يسعى البرازاني والطالباني لتقديم كل ما في وسعهم من عمليات بيع النفس رخيصه للامريكان للحصول على هدفهم غير المشروع في السيطره على مدينة كركوك والمناطق الاخرى ليعلنوا بعدها جمهورتهم!! في الفتره القريبه الماضيه وقع ناجريفان رئيس وزراء ما يسمى بحكومة كردستان عديد من الاتفاقيات مع كوريا الجنوبيه ودول الخليج العربي وغيرهما بعيدا عن حكومة الهالكي وبشكل مستقل بالكامل!

ان العقده التي كانت تمنع هؤلاء العتاة المجرمين من اطلاق مشروع دولتهم خشيتهم من غضب تركيا وايران حيث يتواجد اغلب الاكراد فيهما في حبن لايشكل اكراد العراق سوى عدد محدود (مع المبالغه اربعة ملايين كردي في العراق مقابل عشرين مليون كردي في ايران وقرابة ثلاثين مليون في تركيا واقل من اربعة ملايين في سوريا ومئات الالاف في لبنان)...لقد باع البارزاني ابناء جلدته من حزب العمال الكردستاني التركي ومثلهم في ايران بثمن بخس حيث تقبل البارزاني واستوعب الرساله التي بعثها له رئيس وزراء تركيا طيب رجب اردوغان بواسطة الطالباني وكان جوهرها يتلخص بان استمرار البارزاني بدعم حزب العمال الكردستاني سيؤدي الى اضطرار تركيا الى توجيه ضربات جويه ( اربعة ضربات) لن تبقي احد في شمال العراق يتكلم اللغه الكرديه وسيتحول من يتبقى الى اللغه التركيه,,, ويبدو ان البارزاني حسبها جيدا ووجد ان دوله مهاباد باليد على حساب العراقيين المغلوب على امرهم خير من امبراطوريه مهاباد كرديه في الأحلام ونفس الشئ حصل مع النظام الايراني وهذا ما يفسر لنا قنوط البارزاني والطالباني و( تطنيشهم ) على الهجمات الجويه التركيه والقصف المدفعي اليومي على القرى الكرديه العراقيه.

ان فهم حقيقة المعادلات التي تحكم العلاقه بين امريكا وتركيا وايران امر في غاية الاهميه للبارزاني فالاداره الامريكيه التي تحابي العميلين الكرديين في العراق وتقف الى جانبهم بالباطل لاتريد ان تفرط بعقدها مع الاتراك او الايرانيين ولذلك فان مايصح للحزبين الكرديين العميلين في العراق كفر وجريمة لاتغتفرللاكراد في تركيا وإيران ويعتقد البارزاني ان عليه استغلال الفرصه الذهبيه المتاحه له في العراق المحتل دون ان يسقط احتماليه تكرارها لاحقا في ايران او تركيا وعندها سيستغلها ويعلن امبراطوريته التي تمتد على مساحات ثلث العراق وشمال ايران وثلث تركيا وجزء مهم من سوريا وصولا الى البحر الابيض المتوسط.

ومن هنا فان تعامل العملاء في العراق كما اسلفنا مع الاتفاقيات الامريكيه المنوي فرضها بقوة البسطال العسكري الامريكي انما ينطلق من مصلحة كل طرف منهم بعيدا عن مصلحة الشعب العراقي ووحدته واستقلاله ومستقبله وعلى سبيل المثال لا الحصر ياتي رفض ايران للاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، لانها تريد إبعاد الولايات المتحدة عن التأثير في أمنها القومي، وربما أيضا لتجنب حرب تستهدفها في مرحلة لاحقة، وهي التي تسعى لابتلاع العراق بعد الانسحاب الأمريكي خصوصا وأن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد كان صرح سابقا بأن "إيران مستعدة لملء الفراغ في العراق"، في حين ياتي رفض مقتدى الصدر من خلال معركة وجود ليقول لكل خصومه الذين اجتمعوا على تحجيمه وإقصائه إنه ما يزال موجودا، وبيده الكثير من المفاتيح والشئ الملفت للانتباه هنا أن الإيرانيين كانوا اكثر استعجالا ووضوحا في اعلانهم الرفض للإتفاقية والسبب أن النقاش حولها كان يدور في الأروقة الإيرانية أكثر منه داخل العراق صاحب الشأن، لأن إيران ذات الباع الطويل والاراده المهيمنه على الرسميين العراقيين معنيه اكثر بالموضوع حفاظا على مصالحها وأمنها القومي، وقد بدت بالفعل أكثر اهتماما بهذه الاتفاقية من بعض الذين ابتلى بهم العراقيين، خصوصا حين يتعلق الأمر بالمكاسب الحزبية أو الطائفية التي يحرص عليها الكثير من عهرة السياسه في العراق الجديد المحتل.

لقد كان لمقتدى الصدر وأتباعه طموحات وامال وخطط مستقبلية في حال انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية، وتشير المعلومات إلى أن الاتفاقية تسمح للولايات المتحدة بتواجد أمريكي طويل الأمد في العراق وبالدفاع عنه في حال تعرضه لأي اعتداء خارجي، وبمطاردة واعتقال المطلوبين، وهذا يعني بعباره واضحه ان الصدر وجماعاته سيكونوا احد اهم اهداف هذه الاتفاقيات ، وهو ما قد يفسر أيضا دوافع الرفض الإيراني.

لقد اسقط الشعب العراقي كثير من الاتفاقات التي حاولت بريطانيا فرضها عليه بل ان تسعه من رؤساء الوزارات حينها رفضوا توقيع اتفاقية 1930 الى ان جاء نوري السعيد ووقعها وكانت مناهضة الشعب العراقي سببا في اسقاط ، حكومة صالح جـبـر الذي وقع معاهدة بورتسموث ، وتراجعت بذلك الحكومة العراقية "رسميا" عنها نزولا عند رغبة الشعب، فسمحت بريطانيا لحلفائها من العراقيين بالعودة مجددا الى تعزيز نفوذهم على إثر حرب أيار 1948 بين الدول العربية والصهاينه وهنا لابد لسؤال مهم ان يطرح نفسه فهل هذه الاتفاقيات بورتسموث جديدة بصياغة أمريكية.

ان هذه الاتفاقيات الأمنية العسكرية السياسيه الاقتصاديه النفطيه بين العراق والولايات المتحدة بكل ما يجري حولها من فبركات، بين شد وجذب، وخضوع لأولياء النعمة والظهور أمام الملأ كوطنيين وادعاء الحكومة كذبا أن الاتفاقيات ستخرج العراق من وصاية البند السابع!؟

وحكومة الهالكي تخلط بقصد واضح بين مسألة خروج العراق مـن البند السابع من قرارات مجلس الامن (الذي يضع العراق في خانة الدول التي تمثل خطرا على السلم أو الأمن العالمي. ولأنه يهدد هذا السلم وعليه يحتاج إلى ولاية منحها مجلس الأمن الى الولايات المتحدة) وبين قضية عقد اتفاقية تجعل العراق مستعمرة أمريكية إلى اجل غير مسمى.

أن نوري الهالكي يضحك على نفسه قبل ان يضحك على الشعب العراقي حينما يدعي ان العراق يحتاج إلى الولايات المتحدة المحتلة للعراق لكي تقوم هي بإخراجه من البند السابع (أي من الوصاية الأمريكية بتفويض أممي) إلى استعمار أمريكي بموافقة عراقية بمعنى ان الامريكان يخرجوننا من قفص صغير مرحلي ويدخلونا في قفص امريكي كبير مدى الدهر.

أن الشعب العراقي يرفض هذه الاتفاقيات المشئومة مع الولايات المتحدة، مثلما رفضتها كل القوى الوطنيه ؛ لأنها تبيع العراق حاضرا ومستقبلا ارضا وشعبا وجوا بثمن بخس للولايات المتحدة الامريكية وقواتها المحتلة بحيث لا تبقى للعراقيين أية سيادة في بلادهم ومع ان كل وايا امريكا اصبحت اكثر من واضحه فان هناك من لايزال يغرق اذاننا باصوات نشاز يدعون فيها ان الجانب "العراقي" له مصلحة كبيرة في توقيع الاتفاقية الأمنية للخلاص من البند السابع الذي ينظم علاقات العراق بالمجتمع الدولي، كما أنها لن تسمح برفع الحصانة عن الأموال العراقية المودعة في المصارف الأمريكية والأوربية خصوصا مع وجود مطالبات زائفة للتعويض من العراق.

أن الجماعات التي جاءت خلف دبابات المحتل لا ترفض توقيع الاتفاقية الأمنية لانها ترى في تعهد الولايات المتحدة بالدفاع عن العراق ضد أي هجوم خارجي، أمرا مفيدا جدا،ليس هذا فقط بل وتريد تضمينها بنودا مثل حماية الوضع الديمقراطي في العراق، وحماية النظام الحاكم من انقلابات عسكرية، في وقت أكدت تسريبات أمريكية أن بوش يريد أن يتم التوقيع على الاتفاقية قبل نهاية تموز القادم فيما تشير معلومات من حكومة الاحتلال الرابعه أن السقف الزمني محدد بنهاية كانون الاول المقبل، وهو موعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة الذي ينظم وجود القوات الأمريكية في العراق وباعتراف برهم صالح نائب الرئيس الوزراء (عن الحزبين الكرديين) فإن واشنطن تلوح لعملائها في بغداد في حال عدم توقيعهم الاتفاقية، بتجميد 50 مليار دولار من العملة الأجنبية والأصول المالية العراقية في الخارج، وبإبقاء شبح العقوبات الاقتصادية والديون قائما.

ان الحقيقه التي اصبحت واضحه وضوح الشمس ان المتهافتين من عملاء امريكا في العراق يريدون بقاء الاحتلال ولكن بمسميات اخرى لحمايتهم هم من الشعب العراقي والا فمن هي الجهات التي يخشى العملاء منهم بعد خروج الاحتلال من العراق..فان كانت ايران فهذه كذبه وفريه كبيره لان ايران هي الحليف الاساس لمن يحكمون اليوم في العراق ولكن الذين يخشون العملاء منهم هم ابطال المقاومه العراقيه الذين ينتظرون الفجر الجديد بفارغ الصبر ليعدوا العراق وشعبه الى وضعهم الصحيح ..... العراق العربي المسلم المستقل ..وفجر العراق لايتأخر عن موعده.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  21  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   25  /  حزيران / 2008 م