الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

العراق الفساد يلتهم الحصص الغذائية الشهرية

 

 

 

شبكة المنصور

ترجمة: د. عبد الوهاب حميد رشيد

 

وسط البطالة والمجاعة التي يعيشها العراقيون، فإنهم يواجهون كذلك تخفيض الحصص الغذائية الشهرية- بعد أن تعرضت أغلبها لالتهام فساد الرسميين.

نجا العراقيون من المقاطعة بعد حرب الخليج (1990) من خلال النظام العام لتوزيع الحصص الغذائية PDS, بدأ هذا النظام العام 1995 كجزء من اتفاقية برنامج النفط مقابل الغذاء بين الأمم المتحدة والنظام العراقي السابق, ومع ذلك، فقد كانت المقاطعة مُدمّرة . ذكر الرئيس السابق لبرنامج الأمم المتحدة Von Sponeck في العام 2001 أن المقاطعة أصبحت وسيلة لـ "تشديد الخناق على عامة العراقيين." وأضاف أنها (المقاطعة) تسببت في موت 150 طفلاً يومياً.

بينما استقال Denis Haliday- المنسق السابق للأمم المتحدة في العراق- احتجاجاً على المقاطعة، وأخبر وكالة  IPSأنهم أثبتوا بأن المقاطعة تُشكل "إبادة جماعية genocide" بحق العراقيين, وخلال فترة تجاوزت خمس سنوات من الاحتلال الأمريكي للعراق، صارت أحوال الناس حتى أكثر سوءً. إذ تفتتَ نظام التوزيع في ظل إدارة هزيلة فاسدة. والأكثر من ذلك، فمنذ هذا العام (2008)، تم تقليص الحصص الغذائية الشهرية من عشر إلى خمس مواد غذائية.

"استخدمنا النظام العام للتوزيع كدعاية مضادة counter- propaganda تجاه النظام العراقي السابق قبل الاحتلال الأمريكي للعراق العام 2003،" قالها فاضل جواد- حزب الدعوة- بزعامة رئيس حكومة الاحتلال في بغداد, وأضاف "لكننا وجدنا بعدئذ ضرورة المحافظة على هذا الدعم الرئيسي للعراقيين في ظل الاحتلال, وجّهنا لومنا للنظام العراقي السابق بتشبيهنا تغذيته للعراقيين وفق نظام الحصص كمثل تغذيته للحيوانات، في حين فشلنا نحن حتى في توفيرها للناس حالياً! "عندما جاء الأمريكان لاحتلال العراق، وعدونا بحياة أفضل،" قالتها للوكالة إيمان مجيد- مدرسة للبنات في الفلوجة.

"بعد قتلهم لأولادنا وأزواجنا، فإنهم يقتلوننا حالياً عن طريق المجاعة"؟؟, كانت الحصص الغذائية الشهرية قبل الاحتلال كافية لمعيشتنا، بينما هي حالياً أقرب إلى الصفر، وبالمقابل تتصاعد أسعار المواد الغذائية بجنون، ومن المستحيل بالنسبة إلى 80% من شعب العراق شراء نفس محتويات الحصص الغذائية السابقة التي كانوا يحصلون عليها مجاناً في عهد النظام العراقي السابق."

قُتل زوج إيمان خلال قصف جوي للمحتل الأمريكي في إبريل العام 2004 على مدينتها المحاصرة. وهكذا تُركت وحدها لتنشئة أطفالها الأربعة.

في تقرير لبرنامج الغذاء العالميWFP  صدر في مايو العام 2006: إن أكثر من أربعة ملايين عراقي يواجهون "انعداما في الأمن الغذائي، وفي حاجة مُلحّة لمختلف أنواع المساعدات الإنسانية." وحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين UNHCR في إبريل العام 2007، فإن60% من بين الأربعة ملايين غير القادرين على شراء متطلباتهم الغذائية بانتظام، محرومون من النظام العام للحصص الغذائية, والحالة هي أكثر سوءً الآن.

اعتادت وزارة التجارة سابقاً تطبيق التوزيع العادل للمواد الغذائية في سياق النظام العام للتوزيع PDS، ثم هبطت نوعية المواد الموزعة مع بداية المقاطعة. وأخذت الكميات الموزعة بالتناقص بعد أن استمرت المقاطعة لفترة أطول مما توقعها النظام السابق, وبعد أن وقّع العراق مذكرة التفاهم مع الأمم المتحدة العام 1996، تحسّنت كمية ونوعية المواد الغذائية الموزعة بشكل ملحوظ, "لا توجه لومك للعراقيين الذين يطلقون على أيام المقاطعة- الأيام القديمة الطيبة- لأنها كانت فعلاً أياماً طيبة مقارنة بالأيام السوداء التي يعيشونها في ظل الاحتلال الأمريكي،" قالها للوكالة أبو أمين (49 عام)- محامي في الفلوجة وله تسعة أطفال. "كافة العراقيين شكوا من حياتهم في ظل النظام العراقي السابق لأنها كانت سيئة، ولكن يظهر أنها كانت طيبة، بعد أن قُذِفوا بعيداً ليعيشوا حياةً سوداوية حالياً."

أضافت إيمان "اعتدنا الحصول على الجبن، الحليب المجفف لنا ولأطفالنا، معجون الأسنان والشفرات، معجون الطماطم، غذاء خاص للأطفال، بقوليات، صابون ومنظفات، وحتى الدجاج، علاوة على المواد الغذائية الأساسية مثل الطحين، الرز، زيت الطعام، الشاي والسكر, أما الآن فمحصولنا هو طلقات الرصاص والصواريخ والغذاء الملوث والأدوية الفاسدة."

ذكر الحاج جياد- وكيل توزيع المواد الغذائية في الفلوجة- للوكالة بأنه يوزع أيضاً المرض! "اعتدتُ على توزيع المواد الغذائية، ولكن حالياً أوزع السم معها أيضاً... لقد حدث ذلك مرات عديدة خلال السنوات الأربع الماضية, إذ أن الحصص الغذائية المرسلة إلينا من قبل وزارة التجارة كانت أما متعفنة/ فاسدة أو، في الواقع، مسمومة, وزعنا الرز والسكر من أكياس سبق وتم تخزينها لفترات طويلة في أماكن رطبة. وكذلك علب معجون طماطم منتهية الصلاحية منذ فترة طويلة قبل أن نتسلمها،" حسب قوله.

طالبت اللجنة البرلمانية للشفافية/ الاستقامة integrity إجراء تحقيق شامل مع وزير التجارة- عبد الفلاح السوداني- لكن رئيس حكومة الاحتلال في بغداد لم يتخذ بشأن هذه المطالبة وشكاوى مماثلة أخرى أي إجراء يُذكر!

  

IRAQ: Corruption Eats Into Food Rations, (Ali al-Fadhily and Dahr amail*),uruknet.info,FALLUJAH, May 2 (IPS).

(*Ali, our correspondent in Baghdad, works in close collaboration with Dahr Jamail, our U.S.-based specialist writer on Iraq who has reported extensively from Iraq and the Middle East) (END/2008).

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                       الاربعاء  /  09  جمادي الاول 1429 هـ   ***   الموافق  14  /  أيــــار / 2008 م