الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

حامد الجبوري بين وهم الجاه وحب التظاهر والظهور والاستجواب امام المذيع الموتور احمد منصور

 

 

شبكة المنصور

د. عبدالله الغني / اكاديمي عراقي

 

تخرج في كلية التربية فرع عربي من احدى جامعات مصر وكان اخوانيا ، حسب رواية من يعرفه من الاخوة المصريين ، لكنه بقي عاطلا عن العمل، فنجده اصحابه في تنظيم الاخوان المسلمين ورشحوه لوظيفة مقيم شعائر أي مؤذن في احد الجوامع الصغيرة في دولة الامارات. امنت له هذه الوظيفة البسيطة سكنا لصيقا بالجامع ومرتبا بسيطا. وبقي هناك عدة سنوات حتى جاءه الغيث من اخوانه الاخوانيين فرشحوه للعمل في مجلة الاصلاح التي كانت تصدرها جمعية الاصلاح الكويتية . بهذه الوظيفة انتقل من مؤذن في الامارات الى محرر في الكويت في مجلة دينية صغيرة محدودة الانتشار والاهمية، لكنها كانت نقلة بالغة الاهمية في حياة احمد منصور اهلته بعد سنوات للانتقال الى قناة الجزيرة لكي يقدم البرنامج الديني "الشريعة والحياة"بمساعدة من اصحابه الاخوانيين . فظهر بذقن نصفي استعراضي مما يستخدمه اعضاء الاحزاب الاسلامية الاميركية والايرانية. لكنه سرعان بدأ التسلق في الاعوام 2000-2001 الى برامج غير دينية اهم مثل "بلا حدود" و"شاهد على العصر" بفضل دعم اصحابه الاخوانيين في قناة الجزيرة ، فكان لابد ان يخفف ذقنه ويجعله على طراز موضة نجوم السيما والغناء في عصر الفضائيات.

وهكذا عرف مشاهدو قناة الجزيرة المذيع احمد منصور باسلوبه الاستعراضي المتكلف. فتارة يغمز ويلعب بحاجبيه ، وتارة يغص في نوبات مسرحية طويلة من الضحك لا تتناسب وأدب و اصول وظيفته بوصفه مذيعا ومقدم برامج. وتارة يتصرف بطريقة نمطية مقرفة وسمجة لتعظيم الذات والتذاكي فيحشر نفسه ويفرض اراءه على من يقابله ويعلق تعليقات لا تليق بوظيفته، ويتظاهر بقراءاته الواسعة باللغة الانكليزية (وهو لا يجيدها) فيتفوه بجملة هنا ونص هناك مما يلطشه من تراجم المقالات التي تنشرها بعض الصحف العربية.
في نظر المختصين والعارفين بأمور الاعلام، تعد تصرفات هذا المذيع المغمور في برامجه على قناة الجزيرة سقطات مهنية في المقام الاول ، لأنه ليس متوقعا منه بوصفه مذيعا ومقدم برامج في قناة ترفع شعار الرأي والرأي الآخر ان يفرض اراءه ومعتقداته ولا أن يتحزب لرأي ضد رأي آخر، أو أن يتصرف كمفكر وصاحب نظرية وقائد حزب.

غير ان المطلعين سياسيا وذوي الاهتمامات والهموم الوطنية والقومية ينظرون الى المذيع المغمور احمد منصور من زاوية اخرى غير الزاوية المهنية، رغم اهميتها. فقد اخذ على نحو متزايد يقدم صورة للجانب المتحجر من خلفيته الاخوانية المتقوقع على قوالب ومقولات التناقض المفتعل والخلاف الكاذب والصدام المشبوه والصراع العبثي بين صنوي الحياة العربية المتلازمين: العروبة والاسلام . وهو على النقيض مما فعله عدد كبير من الشرفاء من ذوي الخلفية الاخوانية في مصر والاردن والعراق وفلسطين الذين غادروا الأطر المنغلقة المتحجرة وانفتحوا على الفكر القومي العروبي وتفاعلوا معه وتعاونوا مع اهله في مقاومة الهجمة الاستعمارية الصهيونية الصفوية الشرسة ، بل انخرط بعضهم في العمل الوطني المقاوم المسلح وبعضهم الآخر في العمل الدعوي الشرعي المناهض لهذه الهجمة.

وقد يكون المعبرون عن هذا الجانب المتحجر من الخلفية الاخوانية من المتأثرين سلبا بأخطاء وهفوات مرت بها التجارب القومية العربية في السلطة سواء على يد الحركة الناصرية في مصر او حزب البعث في العراق وسورية او على يد حركات وأنظمة قومية في اقطار اخرى مثل اليمن وليبيا والجزائر شانها شأن كل التجارب التحررية في العالم . وليس خافيا الجهود الكبيرة التي بذلها معظم اطراف الحركة الوطنية والقومية والاسلامية العربية منذ سنوات في مراجعة مسيرة العمل الشعبي العربي وتصحيح مساراته لتعزيز صمود الامة بوجه الهجمة الاستعمارية والصهيونية والشعوبية الصفوية مترفعين عما شاب علاقاتهم البينية من أخطاء متقابلة وتوترات وخلافات ثانوية وهامشية وبعضها عبثي .

غير أن البعض ممن ترسخت في نفسه تلك الرواسب واستبدت بعقله عقد وامراض نفسية وشعور بالنقص والوضاعة قد تمترس وراء هذه المواقف السبية والبس نفسه وافكاره المريضة لباسا اسلاميا . ومن بين هؤلاء من اوغل في سلبيته وزاد من تغربه وابتعاده عن هموم امته وشعبه حد الانحراف وتسويغ الارتباط بعجلة الاحتلال الاميركي الصهيوني الصفوي للعراق والاصطفاف مع عملاء المخابرات الاميركية والانكليزية والايرانية والموساد في مخطط تدمير العراق حاضرة العرب والمسلمين ومركز حضارتهم وعنوان زهوهم وامجادهم التاريخية.

ولا أظن أن كثيرا من القراء يجهلون هوية المقصود هنا. انهم هؤلاء المتاجرين بدين الله العظيم ممن لم يتورعوا عن المشاركة في المخطط الاميركي البريطاني الاسرائيلي الايراني لغزو واحتلال العراق مثل الحزب المسمى ب(الاسلامي) الذي اشرك ممثليه البريطانيين اياد السامرائي واسامة التكريتي في لندن والاميركي حاجم الحسني في اميركا في التشكيلات التي اقامتها المخابرات البريطانية والاميركية لما سمي انذاك بالمعارضة العراقية، ثم اشرك رئيسه محسن عبدالحميد في مجلس حكم عملاء الاحتلال الذي شكله الحاكم الاستعماري الاميركي بول بريمر. وهم انفسهم الذين ارتضوا ان يدوس جندي اميركي ببسطاله على رأس رئيس حزبهم اللااسلامي (20 دقيقة حسب قوله) وان يدوس آخر ببسطاله على رأس حاجم الحسني الذي عينه الحاكم الاميركي رئيسا لبرلمان العملاء ، عندما حاول دخول المنطقة "الخضراء" مقر قيادة الاحتلال في كرادة مريم . بل ان امينهم العام الجديد طارق الهاشمي سعى بكل الوسائل لشق الصف الوطني الاسلامي المعارض لدستور الاحتلال عشية الاستفتاء المزور عليه عندما دعا العراقيين ( اثر اجتماعه بسيده حاكم العراق الاميركي الثاني خليلزاد) للموافقة على الدستور بحجة انه اتفق مع السفير الأميركي على ان يعدل فيما بعد !! ، واقام تحالفا مع الحزبين العنصريين الفاشيين الموالين للموساد الاسرائيلي ، وأخيرا أبدى هذا الأمين على مصالح الاحتلال اسفه وحسرته لان الحملة العسكرية لقوات الاحتلال وعملائها من مليشيات بدر والدعوة وبيشمركة طالباني وبرزاني لم تعتقل عددا كبيرا من اهل الموصل العرب المسلمين المجاهدين الاصلاء "بسبب فقدان المباغتة" حسب تعبيره، واكتفت باعتقال اكثر من 1500 من ضباط الجيش العراقي وكوادر البعث واعيان الموصل.

اذن، لا داعي للاستغراب من مواقف المذيع الموتور احمد منصور ، فهي انعكاس دقيق لما يحمله اخوانه في قيادة الحزب اللا اسلامي العراقي من حقد دفين على العراق وعلى دولته الوطنية و كل القيادات الوطنية والقومية العراقية الشريفة وعلى الأمة العربية. وانعكاس ايضا لخط حسن الترابي في السودان وهو ابرز نماذج العمل الانتهازي الميكافيلي المغطى بالعمة الاسلامية، والذي لم يتورع عن التحالف مع جماعة غرنغ الانفصالية جنوبي السودان المرتبطة بأجهزة المخابرات الغربية والأميركية والإسرائيلية ومع الانفصاليين في دارفور المرتبطين بالأجهزة الغربية لإنفاذ أطماعه بالسلطان والجاه والوجاهة والمال في حكم السودان.
غير أن عددا كبيرا من مشاهدي الجزيرة ،وخصوصا في العراق تناسوا هذه الملاحظات وغفروا له كل سقطاته عندما زار الفلوجة بضعة ايام في نيسان /ابريل 2004 ، وتشرف بتغطية اول ايام معركة اهلها الاولى ضد هجمة قوات الاحتلال وقوات مليشيات عملائها من بيشمركة طلباني وبرزاني وبدر والدعوة . ورغم ان المذيع احمد منصور لم يبق اكثر من خمسة الى ستة ايام بعد بدء الهجوم ،بينما هناك العشرات من المراسلين العراقيين الذين امضوا سنين في جو المعركة ، وسقط الكثير منهم شهداء برصاص قوات الاحتلال ومليشيات عملائه ، وهناك اكثر من صحفي اجنبي امضى اسابيع يغطي اعتداءات المحتلين وجرائمهم (وخصوصا جريمة ضرب الفلوجة بقنابل الفوسفور الابيض) ، الا ان طيبة المشاهدين العرب والعراقيين جعلتهم يتعاطفون معه ويتمنون ان يكون ، فعلا نصيرا للمقاومة العراقية واطارها السياسي وحاضنتها الشعبية الممثلين في الحركة الوطنية والقومية والاسلامية العراقية المناهضة للاحتلال.

لكن طبع المذيع احمد منصور غلب تطبعه. ففي اطار شفغه بالنجومية ألف كتابا تقريريا مسطحا ساذجا لوصف تجربته القصيرة ذات الأسبوع الواحد مع المقاومة في الفلوجة ، ولم يترك هذه الفرصة تمر دون حشر مواقفه الفجة والمعادية لدولة العراق الوطنية التي أزاحها الاحتلال والتي يفترض في من يؤيد المقاومة العراقية ان لا يصطف مع الاحتلال في الهجوم عليها وعلى قادتها.

ثم جاءته الفرصة المواتية في برنامجه "شاهد على العصر" مع الوزير العراقي السابق السيد صلاح عمر العلي ، فاقتنصها بحبور ولذة بالغين ،وأخذ يجرح بالبعث والحركة القومية العربية مما اضطر السيد العلي للتدخل اكثر من مرة لتذكير(وحتى لردع) المذيع احمد منصور وافهامه بأنه مجرد مذيع لا يحق له طرح الآراء المتحيزة وتقييم الأفكار والنظريات وابداء المواقف المسبقة وفرضها على من يقابله ، خصوصا تهجمه على البعث وقياداته و فكره .

ولكن ذلك مع الأسف لم يمنع هذا المذيع الموتور من أستثمار تلك الفرصة للإفصاح عن عقده وحقده على العروبة وعلى روادها ، مما جعل الكثيرين يتساءلون عما كسبه السيد العلي من تعريض نفسه لوضع لا يتناسب وتشرفه بخدمة وطنه العظيم في مناصب رفيعة في دولة العراق الوطنية .

والآن مع الاسف ، يخضع السياسي العراقي السيد حامد الجبوري الوزير السابق في عهد دولة العراق الوطنية نفسه لاستجواب المذيع المغمور والاعلامي الموتور احمد منصور الذي شمر عن ساعديه وضم صوته الى فحيح الافاعي الذي ما برحت الاجهزة الدعائية الاميركية والغربية والصهيونية والايرانية والابواق السائرة في فلكها تنفثه منذ بداية التسعينيات ضد شعب العراق وحركته الوطنية والقومية والاسلامية وتخص بمعظم سمومها وسهامها البعث وفكره وتأريخه وقياداته وأنجازاته وسير قادته وكوادره وحياتهم.

فاطلق هذا المذيع الموتور لسانه البذيء في شتم البعث و دولة العراق الوطنية و قيادتها وقائدها الشهيد الرئيس صدام حسين. كما شتم اكثر من 120 الفا من شهداء البعث الذين سقطوا برصاص الاحتلال ورصاص عملائه من فرق الموساد والبيشمركة وفيلق بدر والدعوة وفيلق القدس الايراني. ومارس هوايته في السباب ضد ملايين من اعضاء وجماهير البعث العاملين والمجاهدين في صفوف الحركة الوطنية والقومية والاسلامية المناهضة والمقاومة للاحتلال واصفا اياهم بالبلطجية.

وفضلا عن ذلك اطلق هذا المذيع المتأسلم احكاما مسبقة ومتحيزة وتهما نابية بذيئة ضد الرئيس الشهيد وضد قيادات دولة العراق الوطنية وضد ملايين من ابناء العراق البعثيين ، مما يجعله عرضة للملاحقة القضائية لو ان العراق يحكمه ابناؤه وليس خاضعا لاحتلال اعدائه ولادارة عملائهم . هذه التهم والاحكام المتحيزة لا يجوز لمقدم برنامج أو مذيع في قناة محايدة ومهنية اطلاقها ، الا اذا كان يتحدث من قنوات سوا أو العبرية "العربية" الاميركيتين او القنوات الصفوية الايرانية العالم و "فيحاء" القيحاء والفرات. فقد راح يروج الاكاذيب التي اختلقتها ماكنة الاكاذيب الاميركية الايرانية الاسرائيلية عن العراق في ظل الحكم الوطني مساهما عن قصد في الحملة الاميركية الغربية الصهيونية الايرانية لتشويه صورة دولة العراق الوطنية من خلال تشويه صورة قيادتها وطمس انجازاتها والمبالغة الصارخة بما وقعت فيه من اخطاء .. كل ذلك لتبرير غزو العراق واحتلاله وتدميره.

ويبدو ان احمد منصور التحق بزميله المشبوه الاميركي من اصل لبناني ايلي نكوزي الموظف في البنتاغون والذي اعير الى قناة العبرية (العربية) السعودية التمويل والادارة الاميركية التوجيه قبيل الغزو بشهرين وكلف بعده مباشرة بإعداد عشرات البرامج الخاصة بتشويه صورة دولة العراق الوطنية وقياداتها بهدف تبرير عملية غزو العراق واحتلاله وتدميره وازالة دولته الوطنية .

ومن المؤسف حقا أن يخضع السيد حامد الجبوري نفسه وماضيه وتاريخه لاستجواب المذيع الموتور احمد منصور ومداخلاته الفظة وتعليقاته السمجة المحملة بالمواقف المسبقة المتحيزة . وقد بدا الجبوري برأي ايجابي عن حزب البعث ثم انتقل الى اراء سلبية غير موضوعية تخللتها تعليقات سمجة غير مهذبة من المذيع لم يردها السيد حامد بل اضطر للموافقة عليها .كما بدأ بآراء تتراوح بين الحياد والسلبية من دولة العراق الوطنية. لكنه ظهر في كثير من الاحيان سجين اراء المذيع وتعليقاته واحكامه المتحيزة غير قادر على اللحاق به لردها أو نفيها مما يضطره الى السكوت والتسليم بافتراءاته والانسياق مع تحامله ضد الفكر القومي وضد قيادات الحركة القومية العربية سواء في حزب البعث او الحركة الناصرية. ومع تقدم الحلقات بدأ المذيع الموتور يستاسد على فريسته الجبوري ويدفعه دفعا للتشهير بدولة العراق الوطنية والتصديق على الأكاذيب والمبالغات الفجة والتعليقات الحاقدة المسمومة لهذا المذيع. وعندما لا يعرف السيد حامد الجبوري شيئا عما يرويه المذيع الموتور من روايات دعائية سوداء مختلقة عن دولة العراق الوطنية وقيادتها، يضطر في النهاية الى تأييد ما يقوله المذيع الموتور جاعلا من نفسه شاهد زور . وقد لاحظ المشاهدون ان المذيع الموتور احمد منصور قد افلح في جر السيد حامد الجبوري الى التعبير عما عده الجميع رغبة دفينة بالانتقام من القيادة الوطنية العراقية. بل افلح هذا المذيع في جر السيد حامد الجبوري الى ما يتناقض تناقضا صارخا مع ماضيه في حركة القوميين العرب ، وذلك قبول وتأييد طروحات المذيع الطائفية التي اجتر فيها الدعاية المشبوهة المشوهة للعراق ولدولته الوطنية ولحياة شعبه وحركته الوطنية والقومية، عندما كرر الاسطوانة الطائفية المشروخة القائلة ان "صدام اضطهد الشيعة واعدم العشرات منهم عندما تولى الحكم".

قد لا يعرف الكثير من المشاهدين العراقيين والعرب سبب هرب السيد حامد الجبوري من منصبه سفيرا للعراق في تونس عام 1993الى لندن مركز التآمر والعدوان على وطنه العراق اثر بلوغه السن القانونية وإحالته على التقاعد. لكن الدبلوماسيين العراقيين والعرب الذين كانوا في تونس يعرفون ضغوط أفراد من عائلته عليه لعدم العودة الى العراق بسبب ما قيل عن رغبتهم في الاستمرار بممارسات الاستفادة غير المشروعة من امتيازات الدبلوماسيين، والله اعلم ، ولا أريد أن افصل أكثر.

واذا كان السيد حامد يريد الانضمام لنفر ضال ارتد عن حركة القوميين العرب في العراق من امثال عبد الاله النصراوي الذي التحق بالاحتلال وبات خادما مطيعا وتابعا لعميل الموساد الاول جلال طلباني ، ومالك دوهان الحسن الذي انضم لحكومة عملاء الاحتلال وزيرا للعدل ، فهذا شأنه ولن ينتقص ذلك من الموقف الوطني المشرف للآلاف من القوميين والناصريين الحقيقيين وعلى رأسهم المناضل الاستاذ صبحي عبد الحميد وزير خارجية العراق عام 1964وانضمامهم الى الحركة الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال.

ولكن ما يحيرهم الآن هو هذا الإصرار والهوس من السيد حامد الجبوري على التشهير بدولة العراق الوطنية وبالقيادة الوطنية العراقية رغم انه خدمهما فترة تزيد على عشرين عاما من مواقع متقدمة منها منصب وزير لأكثر من 20 عاما و منصب سفير لخمس سنوات .

كيف اذن خدم السيد حامد الجبوري اكثر من عشرين عاما بمنصب وزير في اكثر من وزارة وهو لا يأمن ، حسب " شهادته " ، على نفسه وأسرته وعلى عرضه ، مما كان يضطره ان يضع مسدسا ومدفعا رشاشا تحت وسادته ؟! ولماذا لم يعتذر عن الوظيفة اذا كان يعلم ، حسب قوله وحسب افتراءات مستجوبه الموتور احمد منصور التي لم يعترض عليها بل ايدها، ان القيادة الوطنية العراقية كانت تقيم حفلات القتل في كل المحافظات وتنتهك الاعراض وتفرض على جميع مسؤوليها ان يتجسسوا على الناس وتقتل أي مواطن يرفع عنه أي مواطن آخر تقريرا كيديا؟!

كان الوطنيون العراقيون قد حسبوا للسيد حامد عدم التحاقه بالتشكيلات التي اقامتها المخابرات الاميركية والصهيونية والبريطانية والايرانية لفلول المعارضة، وحسبوا له عدم التحاقه بحكومات عملاء الاحتلال . لكنهم صدموا بهذا البرنامج المخزي. فقد كانوا يتمنون ان يحذو السيد حامد الجبوري حذو الكثير من الوطنيين العراقيين الشرفاء الذين اتخذوا في يوم ما موقفا معارضا للنظام الوطني العراقي ، واختلف بعضهم يوما ما مع البعث ،وهاجر معظمهم الى الخارج ، ولكنهم لم يكتفوا برفض الانضمام الى تلك التشكيلات المشبوهة وعدم تلويث أيديهم وضمائرهم بالتعاون مع الاحتلال واجهزته وتشكيلاته ومخططاته، بل رفضوا ان ينساقوا وراء الموجة العاتية والحملة الضخمة من الدعاية السوداء ضد العراق وقيادته ونظامه الوطني والتي قامت على الكذب والتضليل والتزوير والتزييف الموجهة والممولة اميركيا وصهيونيا. وفوق كل ذلك ترفعوا عن المهاترات وتجاوزا كل العثرات والأخطاء التي شابت علاقاتهم مع بعض قيادات الدولة الوطنية أو أجهزتها في حقبة من حقب العمل الوطني. ووقفوا على رؤوس الأشهاد يعارضون الاحتلال، ويفضحون مخططاته الشريرة ، ويدافعون عن دولة العراق الوطنية وانجازاتها وتجربتها . ولنا في مواقف السياسيين المناضلين والكتاب والمثقفين الوطنيين العراقيين عبد الجبار الكبيسي وعوني القلمجي وعلي الصراف وفاضل الربيعي ومحمد عارف وليث الحمداني وعشرات غيرهم خير مثال.

أن السيد حامد واهم جدا اذا كان يظن ان ثمة بقية من وجاهة أو سلطان (ولا نقول مجدا او شرفا لان ذلك في حكم المحال) في ان يضم صوته الى الاف الاصوات والابواق المبحوحة متعددة اللغات انكليزية وعبرية وفارسية وعرابية ومتعددة الجهات (من اميركا واوربا الى اسرائيل وايران الى الكويت الى عملائهم المحليين) المشاركة في حملة التضليل والتزوير والاكاذيب والتشهير الخائبة الموجهة ضد دولة العراق الوطنية وقيادتها لتبرير احتلال اميركا وايران للعراق وتدمير نهضته ودولته وحياة شعبه . فلم يعد في العراق المحتل، شأنه شان كل البلدان المحتلة التي تشهد مقاومة وطنية ضد الاحتلال، الا صفان : الاول يجمع كل العراقيين الشرفاء الاصلاء (سياسيين وغير سياسيين) المناهضين للاحتلال وحلفائه وعملائه ومخططاته وحكومته العميلة وهم الغالبية العظمى التي تسير بعون الله وبهمة ابطال العراق نحو النصر المؤزر قريبا ، والثاني يجمع كل المتواطئين مع الاحتلال من جواسيس وعملاء وخونة ومهادنين ولصوص وساقطين وسفاحين ودجالين أي الطابور الخامس وهم الاقلية التي يحيق بها من كل جانب مصير مظلم مع الانهيار المتسارع للاحتلال .

ترى هل بوسع السيد حامد الجبوري ان يقول انه لم ينضم الى الصف الثاني بعد هذا البرنامج السيء والمسيء له ولمقدمه ؟ وماذا ينتظر بعد ظهوره في الجزيرة ليسهم في حملة التشهير بدولته الوطنية التي خدمها خمسة وعشرين عاما من مواقع متقدمة ؟ لا ازعم معرفة الغيب ولكن اتوقع ان تنهال عليه "بركات" من تلك التي يقال انها جعلت افرادا في اسرته يرغمونه على عدم العودة الى الوطن والتوجه بدلا من ذلك الى اعدائه البريطانيين عام 1993 . واول المشحين لرش هذه البركات حكام الكويت ابرز الممولين لغزو العراق واحتلاله والمساهمين في تدميره . وفي المقابل ، اتوقع ان تنهال عليه لعنات العرب الغيورين على العراق المنتصر قريبا بأذن الله وعونه وبهمة ابنائه الابطال ، ولعنات الملايين من ابناء العراق الوطنيين العراقيين وخصوصا من ابناء عشيرته الكريمة في الفرات الاوسط الذين وقفوا ضد الاحتلال ومليشياته الصفوية والذين لا يرتضون ان يتسمى باسمهم من يساهم في تشويه دولتهم الوطنية لتبرير ودعم الاحتلال الذي يقاومونه.

ليس بالوسع ختام مقالتنا دون أن نسأل السيد حامد الجبوري : لماذا يختتم تأريخه السياسي بلقطة متهم ضعيف يجهد نفسه لارضاء قاضيه وللبحث عن اعذار ومبررات يدفع بها عن نفسه " تهمة ! " انه كان قد عمل في يوم ما من موقع قيادي في أثنين من أنبل الحركات السياسية العربية: حزب البعث والحركة الناصرية ، و في أنبل النظم الوطنية العربية واشجعها وأكثرها تضحية وأقداما وخدمة للامة العربية في جميع اقطارها وقضاياها . هذه "التهمة" ، ايها الوزير السابق شرف كبير لك ولكل عراقي حظي بخدمة شعبه ووطنه في ظل دولة العراق الوطنية. وتصوروا ان السيد حامد الجبوري كان يدافع عن نفسه امام اي قاض ؟ امام مذيع عادي موتور متذاكي متأدلج متكلف متصنع يتشدق بكلام المتاجرين بالاسلام ممن يتمظهرون باللحى الاستعراضية لعرب المارينز من عزيز الحكيم الى طارق الهاشمي الى نوري المالكي واياد السامرائي وابراهيم اشقوري وحاجم الحسني والسفاح صولاغ والمخنث محسن عبد الحميد،والسفاح الوسخ هادي عامري والساقط حازم الاعرجي ومن لف لفهم من الساقطين وابناء الشوارع ، ومن لف لفهم من خدم الاحتلال .

يا للأسف على هذا السقوط .. ولا نقول اكثر.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  19  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   23  /  حزيران / 2008 م