الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

مملكة الشر السعودية وجدارها العازل الى أين ؟!!!

 

 

شبكة المنصور

دجلة وحيد

 

أثار تعليق على خبر قصير نشرته امس الأخت بيداء الحسن - حول نية مملكة الشر السعودية بناء جدار عازل بين شبه الجزيرة العربية والعراق - إهتمامي لإعادة الكتابة والتعليق حول هذا الموضوع. ذكرت في إحدى مقالاتي المنشورة في نهاية عام 2006 تحت عنوان "فقاعات دول وإمارات الخليج العربي ... متى تنفجر؟!!!" مايلي: " سمعنا في بداية الشهر الماضي خبرا مفاده يقول أن المملكة العربية السعودية - التي تأمرت على العراق وفلسطين ولبنان - تنوي بناء جدار فاصل على الحدود العراقية السعودية كلفته عشرة مليارات دولار. الشركة المقدمة للعطاء لبناء هذا الجدار هي الشركة الأمريكية رايثيون المشهورة بصناعة الأسلحة المتطورة التي لها علاقة حميمة مع المحافظين الجدد او الصهاينة الجدد ومن جملتهم الصهيوني ريتشارد أرميتاج وكيل وزارة الخارجية الأمريكية سابقا عندما كان مجرم الحرب كولن باول رئيسها، والصهيوني شون أوكيف وزير البحرية السابق في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان. غاية هذا الإجراء أو التفكير السعودي الشاذ هو فصل دول وأمارات الخليج العربي بصورة إصطناعية عن باقي الدول العربية وخصوصا العراق. هذا التفكير العقيم لا يؤدي فقط الى بث روح الفرقة والكراهية بين الدول العربية وشعبها بل الى ضعف منطقة الخليج العربي وعرضتها مستقبلا الى الإبتزاز والإحتلالات والهجرة الأجنبية إليها لحماية العروش المستهلكة الخاوية."

مع الأسف أن هذا الخبر المهم مر دون متابعة من قبلنا أو من قبل كتاب أخرين لأسباب قد تكون متعلقة بضخامة الوضع المزري المتأزم في عراقنا المحتل.

الخبر الذي نشرته الأخت بيداء الحسن يذكر بأن "مسؤولون تنفيذيون بشركة سعودية مشاركة في كونسورتيوم تقوده مجموعة الفضاء والطيران الأوربية أي.إيه.دي. إس، أن الكونسورتيوم هو صاحب الحظ الأوفر للفوز بعقد قيمته مليار دولار لبناء سور حدودي بين السعودية والعراق. وتريد السعودية بناء سور من الأسلاك الشائكة على طول الحدود البالغ طولها تسعمئة كيلومتر مع العراق مزود بقدرات التصوير الحراري والرادار".

التبرير الذي أطلقه وزير الداخلية السعودي نايف بن عبدالعزيز لبناء السور أو الجدار الإفتراضي الحدودي هو تصاعد العنف في العراق وأنشطة المسلحين ضد حكومة بغداد!!! هذا التبرير الفارغ المحتوى يذكرني بالتبرير الواهي الذي أطلقته إدارة الشر الأمريكية والمحافظين الجدد لبناء جدار عنصري أليكتروني بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث أن المتنفذين والمسؤولين عن الملف الأمني في إدارة بوش الصهيونية برروا النية لبناء ذلك الجدار الإفتراضي العازل الغير مجدي والفاشل - المشابهة للجدار الذي تنوي مملكة الشر السعودية بينها وبين العراق - بمنع تسلل الإرهابيين ومهربي المخدرات والمهاجرين الغير شرعيين من المكسيك الى الولايات المتحدة. الشركات التي حصلت على عطاء بناء ذلك السور هي شركات صنع وتصدير الأسلحة الأمريكية ومنها شركة رايثيون. المسؤولين السعوديين يحاولون تغطية أسرار الصفقة مع شركة رايثيون وثمنها العالي بدمج شركة سعودية وهمية مع ما يسمى بكونسورتيوم متكون من عدة شركات تقوده مايسمى "مجموعة الفضاء والطيران الأوربية" التي تسيطر عليها شركة رايثيون وشركات أمريكية أخرى. الثمن لبناء الجدار الإفتراضي في الحقيقة ليس مليار دولار كما ذكر وإنما عشرة مليارات أو أكثر كما ذكرنا سابقا في أواخر شهر كانون الأول عام 2006.

الأسئلة المهمة التي نطرحها في هذا السياق هي لماذا بناء جدار إفتراضي عازل بين الصحراء العراقية والصحراء السعودية؟!!! من يستطيع أن يعبر هذه الأراضي القاحلة سوى البدو الرحل وبعض رعاة الغنم؟!!! هل تريد مملكة الشر السعودية منع رعاة الغنم العراقيين من إستغلال الأراضي العربية التي ساروا بها وعليها منذ بدأ الخليقة؟!!! ولم هذه الحدود المصطنعة التي تقسم الأراضي العربية حسب ما تخطط له أمريكا والصهيونية العالمية؟!!! هل صحيح أن سبب بناء هذا الجدار الأليكتروني هو تصاعد العنف في العراق وأنشطة المسلحين "المقاومة الباسلة" ضد الإحتلال الأمريكي وحكومته العميلة؟!!! ما هي علاقة المقاومة العراقية المسلحة الباسلة التي تقارع الإحتلال الأمريكي وعملائه بأمن مملكة الشر السعودية؟!!! هل تخاف مملكة الشر السعودية من شعار البعث "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" أم هي تخاف من غضب شعب شبه الجزيرة العربية ضد حكامها المارقين والفاسقين الخونة؟!!! هل تستطيع مملكة الشر إمتصاص الغضب الداخلي من خلال بناء جدار إفتراضي على الحدود المصطنعة مع العراق؟!!! من تأمر على العراق وجلب الإحتلال وقواته الى أراضيه التي دمرت بناه التحتية وقتلت وقسمت الشعب العراقي الى طوائف وملل ألم يكن حكام السعودية ومنذ زمن بعيد قبل تأمرها عام 1990 مع أسرة آل النباح الحاكمة في قصبة كاظمة؟!!! هل بدأت مملكة الشر السعودية تشعر بالخطر المقبل إليها جراء تأمرها على العراق وشعبه بعد أن سمحت أمريكا للمد الشعوبي الصفوي ترسيخ موقع قدم له في وطننا المغتصب؟!!! هل سيمنع هذا الجدار الإفتراضي الصواريخ الإيرانية من الوصول الى أراضي مملكة الشر في حالة تعرض إيران لو إفترضنا الى هجوم أمريكي أو منع المتسللين الإيرانيين عن طريق سواحل الخليج العربي المفتوحة؟!!! لماذا لا تبني مملكة الشر السعودية جدران وهمية تعزلها عن المحميات الخليجية المليئة بالمهاجرين الإيرانيين الصفويين والهنود والفلبينيين والباكستانيين وغيرهم؟!!! لم هذا التبذير بالأموال العربية لصالح شركات تصنيع وبيع الأسلحة الأمريكية والشركات الأمنية التابعة لها؟!!! لماذا ... ولماذا .... ولماذا ....الخ؟!!!

كما ذكرنا سابقا في عدة مقالات أن حكام مملكة الشر السعودية سلمت في أواسط العقد السابع من القرن الماضي - وعن طريق تحايل السفاك الإقتصادي الأمريكي - كل أمورها المالية والإقتصادية وخيرات شبه الجزيرة العربية النفطية الى الشركات الأمريكية من أجل بقائها عائلة آل سلول في الحكم وحماية كراسيها الزائلة من قبل القوات الأمريكية المتواجدة في أراضي نجد والحجاز أو في القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في أراضي المحميات العربية الخليجية مثل قطر والبحرين. نفس الإبتزاز الإقتصادي والمالي أو أتعس منه تحاول إدارة بوش الصهيونية الأن فرضه على العراق من خلال التوقيع على المعاهدة الأمنية مع عميلها الصفوي الغبي نوري المالكي. بينما أمريكا إستحوذت على المقدرات المالية والنفطية في شبه الجزيرة العربية عن طريق الإقناع والتهديد المبطن لحكام مملكة الشر الفاسدين سياسيا وأخلاقيا في أواسط العقد السابع من القرن الماضي، إلا أنها لم تسطع عمل ذلك مع العراق في تلك الفترة بسبب رفض الشهيد صدام حسين للمغريات والتهديد الأمريكي آنذاك ولكنها تحاول الأن بعد إحتلال وتدمير العراق.

طبقا للعقود المبرمة بين حكام مملكة الشر السعودية والولايات المتحدة أن حوالي 90% من عائدات النفط تحتفظ في البنوك الأمريكية وتستخدم وتستثمر في الولايات المتحدة واليابان ودول أوربية أخرى لإسناد إقتصادياتها وتطوير صناعتها الإنتاجية وخلق فرص عمل لمواطنيها. من ضمن الإستثمارات المالية السعودية في الولايات المتحدة هي شراء الديون الأمريكية، شراء العقارات، شراء أسهم في الشركات الأمريكية خصوصا تلك المتعلقة في صناعة وتطوير الأسلحة وتصديرها. مملكة الشر السعودية إضافة الى ذلك تستعين بالشركات الأمريكية لبناء الموانئ والحدائق والأبنية الحكومية وكل شيئ ليس له علاقة بخلق أو تطوير الصناعات الثقيلة أو الخفيفة أو تطوير القابليات العلمية والإبداعية للمواطن العادي في المملكة. مملكة الشر السعودية تستورد وتكدس الأسلحة الأمريكية القديمة دون إستعمالها لحماية مصالح الأمة العربية ولكنها إستعملتها لضرب العراق فقط وقتل شعبه. مملكة الشر السعودية تدفع مبالغ طائلة لإستيراد الأسلحة الأمريكية المتطورة ليس لإستعمالها من قبل جيشها بل تخزينها كي تستعمل من قبل الجيش الأمريكي لضرب العراق وإستمرار إحتلاله. فوق كل ذلك أن مملكة الشر السعودية هي عضو في إدارة البنك الدولي الصهيو-أمريكي جنبا الى جنب مع ممثلي الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان وتستخدم أموالها لتقديم الديون لدول العالم الثالث ومن ثم إبتزازها.

أن خطة الجدار الإفتراضي الأليكتروني الفاشل المزمع بنائه على الحدود مع العراق تقع ضمن خطط إستمرار ما يسمى "الحرب على الإرهاب" وعزل شعوب المنطقة بعضها عن البعض بحجج واهية وأيضا تقع ضمن خطط الإبتزاز والتحايل الأمريكي لسرقة أموال الشعب العربي وله أثار نفسية ملوثة على شعور شعوب المنطقة، وأن حكام مملكة الشر السعودية المارقين الفاقدين للوعي القومي والديني الإسلامي الحنيف يتحملون المسؤولية التاريخية السياسية والأخلاقية الكبرى جراء تطبيق الخطط التقسيمية للأراضي العربية. نقول أن هذا المشروع فاشل وليس عملي أبدا وأنه مجرد إبتزاز مالي وله علاقة بالنشاطات العسكرية الأمريكية في المنطقة لأن أمريكا نفسها لم تستطع حماية حدودها المتاخمة للمكسيك ولا من إختراق جدارها الأليكتروني العملاق - المزود بأحدث قدرات التصوير الحراري والرادار - من قبل المهاجرين المكسيكيين  وغيرهم من مواطني أمريكا اللاتينية ولا حتى من مهربي الأسلحة والمخدرات على الرغم من تواجد الدوريات العسكرية والمدنية الأمريكية المجهزة بطائرات الهليكوبتر وطائرات الدروم المراقبة التي تطير بدون طيار.

هل كل هذه الحقائق عن ضعف وفشل الجدار الأليكتروني غائبة عن علم المخابرات السعودية؟!!! لا نعتقد ذلك. إذن لما هذا التبذير والفسق والعهر السياسي والأخلاقي ياحكام مملكة الشر السعودية؟!!! العالم تخلص من جدار برلين الى الأبد وإتحدت المانيا وشعبها لماذا إذن تبنون جدار لتقسيم الشعب العربي وأرضه؟!!! هل عجبتكم فكرة جدار العزل الصهيوني في فلسطين المحتلة؟!!! هذا طبعا ليس مستبعد إذا أخذنا بنظر الإعتبار عمق العلاقات السرية بين حكام مملكة الشر السعودية من أل سلول وحكام آل صهيون في فلسطين المحتلة.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس /  22  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   26  /  حزيران / 2008 م