الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

يمكن لك ان تجتث الافراد لكن ان تجتث افكارهم فهي الاستحالة بعينها

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

اذا ما استشهدنا بالتاريخ بعيده وقريبه نجد ان كل الشعوب والافكار تعرضت الى موجات من الاستهداف والاجهاز عليها انسانا وفكرا وان كل هذه الموجات كانت لها ذرائعهاالداخلية والخارجية التي استغلتها الدول والامبراطوريات الطامعة في البلدان قيد الاستهداف ولو ركزنا قليلا على ما جاء بين السطور التي رسمها لنا التاريخ من خلال كتابه نلاحظ ان معظم هذه الموجات كانت بسبب اطماع يغلب عليها الطابع الاقتصادي وحماية الامبراطوريات القوية من خلال امتداداتها على حساب الاخرين وبالتالي ابعاد الخطر عن مركز الحكم الذي يحيط نفسه بحزام امني واسع مستغلا ضعف الدول المجاورة او ذات الثقل السوقي الذي يهدد تلك الامبراطوريات خاصة اذا افاقت شعوب المنطقة قيد الاستهداف وحاولت استرجاع عافيتها ومن ثم تشكيلها من جديد كقوة صادمة وهادمة للقوة العظمى في زمن ما .ان هذا الصراع البشري الطبيعي بحكم تاريخه الذي يمكن الاستنتاج منه ان موجات الاحتلالات والاستعمار والاضطهاد والقسر والاستحواذ على حقوق الاخرين هي صفة ملازمة للبشر منذ الخلق الاول ؟لكن ما يقابل هذا الشر المستطير وعلى مد التاريخ ايضا هو ظهور رسالات تبشيرية سماوية او وضعية خيرة ومصححة لما وقع به الانسان من شر بدافع القوة وبدافع السطوة غير المبررة أي الانانية وهنا يكمن التصادم بين الخير والشر ومن ثم تدحض قوى الظلام وتنتصر ارادة الخير ومن ثم تتنفس البشرية ثانية وتستعيد عافيتها وطبيعتها الانسانية.وبهذه الطريقة استمرت البشرية ولم تنقرض بفعل كل الموجات الهوجاء التي استباحة انسانية البشر لفترة من الزمن.هذا هو ديدن الصراع الدامي بين الحق والباطل وربما يكمن سر ذلك في قدرة الانسان على التغيير والاتيان بالجديد وتنوير الافكار كلما طالها الصدأ واغتنم الشر تلك المرحلة واجهز على الخير الكامن الرابض المتوثب في حنايا القسم الاعظم من البشر .وهنا لا يوجد خير مطلق ولا شر مطلق عند الانسان بل توجد غلبة وصراع بين طرفي المعادلة وبالنتيجة ينتصر الحق على الباطل من اجل ديمومة الانسان وبقاء كيانه الخالد بحكم قوانين الطبيعة التي لا تقبل الا بتوازنها وترفض أي تداخل يقضي الى أي اهتزاز في هذا التوازن الخلقي الالهي الذي هو سر ديمومة الكون بمعنى اشمل .

ان هذه الصراعات لم تسلم منها حتى الافكار والرسالات السماوية فكيف بالافكار الوضعية التي يسهل في كثير من الاحيان اقناع بعض البشر السائر في مركب الشر ان يجهز عليها بمشروعية الاصطناع ان الافكار العائدة لمجموعة بشرية ما وفي مكان وزمان معينين هي افكار تهدد البشرية اذا ما استطالت اغصانها وامتدت عروشها وهنا يتكئ الغازي الباحث عن الاعذار على خلق سيناريو التحريض ومن ثم التفويض من خلال قوته ومن خلال ذيوله التي اشتغل عليها في جغرافية البلد المستهدف ولزمن طويل الى ان ركز ابواقه هناك أي عملاءه وجواسيسه المستقبلين له كفاتح ومنقذ عظيم.ان نجاح أي قوة مهاجمة غازية في تحقيق هدفها عادة يتأتى من عدة عوامل محيطة بيئوية داخل وبمحيط الجغرافيا قيد الهدف الاحتلالي .كما ان توفر الغفلة والركود والجمود والترهل والتفكك وغياب النظرة الشمولية في حنايا تجمع بشري وجغرافي معين يجعل من السهولة بمكان الاجهاز عليه بدأ بالقلب ومن ثم الاستشراء الى اجزاء واطراف المنطقة قيد الاستهداف.ان القوى الغازية عادة لا تهدد كل مكونات التجمع البشري الجغرافي بل تنتخب الجزء القاتل بها وتمهد للاجهاز عليه كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة حتى وان كان ذلك يستدعي خلق كل البدع والاكاذيب البراكماتية التي قد تجد لها ارضا غبية تترعرع بها وبجوار الهدف الذي يسعى له الطامع الغازي.فضلا عن تسويغ كل الاغراءات لمكونات الجوار من خلال القدرة الهائلة على الاستشعار من بعيد ومن خلال القدرة حتى وان كانت بالتهديد والتحييد التي تطال جسد المنطقة المحيقة بالهدف قيد الاجهاز عليه وهذا ما يحصل في كل زمان وفي كل مكان وعلى مد التاريخ وهو سر نجاح القوى الغازية التي طالت كيانات ومقدسات وانسان و كتلة بشرية وجغرافية معينة وانتصرت عليها ولو الى حين لان أي قوة ومهما كانت عظمى وذات اعلام باهر تبقى غريبة على المكان وتبقى في حيرة من الاتي غير المنظور بحكم الافكار التي اصلا هي موجودة بكل خفايايا والكامنة في المجوع البشري الذي طاله الاحتلال.هنا تكمن ازمة المحتل ليس في الكثافة البشرية فحسب بل بما تحتويه هذه المجموعة البشرية أي المجتمع او قل الجمهور من افكار ما زالت نابتة في كل زوايا واقاصي ذلك المجتمع وهي الخطر الاول والاخير على المحتل وبالنتيجة لايجد امامه حل وخلاص ولو مؤقت الى حين الحصول على مبتغاه الا من خلال الاجهاز على هذه الافكار الحية ومحاولة قبرها في مهدها وتحرير المجتمع منها لانها هي روح المجتمع وفي حالة النجاح في زوالها من قبل المحتل يعني ابقاء المجتمع المحتل جسد بلا روح وبالتالي يمكن السيطرة عليه وتحريكه كيف ما يشاء بعد ان حوله الى مجموعة من الدمى التي تحرك لصالحه بدل ان تكون مضادة له في حالة كونها تمتلك فكر يحرضها على الانتفاضة ورفض الاحتلال كونه غير طبيعي وحيث ان النفس البشرية ترفض كل شئ غير طبيعي في حالة وجود فكر داخلي يحرك عواطفها ويلهبها لتصبح قوة ثورة وصراع يجهز  .

على المحتل ويفقده صوابه ويشعره بغربته في مكان الاحتلال من خلال الرفض له وتنامي هذا الرفض.

ولنأخذ مثالا على الذي جاء في اعلاه من سياقات وقوانين القوى الشريرة الظالمة الغازية والذي هو خير مثال عشناه بتفاصيله وكنا شهودا عليه الا وهو احتلال العراق العظيم من قبل القوى الاجنبية بقيادة الثالوث الجهنمي الشيطاني امريكا والمجوس والصهاينة .لقد استطاعت هذه القوى الغازية وبكل الطرق الشيطانية ان تمهد لهذا الاحتلال ومنذ ان قامت ثورة البعث العظيم في العراق عام 1968 والتي جاءت بدافع التحرير الوطني الشامل من الركود الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتربوي والعسكري بل وكل مناحي الحياة لانها ثورة وليست انقلاب كما يقول السفهاء والمصابون بعقدة البعث وبعقدة الثورة العربية وبعقدة القومية العربية بل وبعقدة التاريخ العربي الاسلامي الذي شرف وكرم الانسانية بكل ما هو صالح ونافع للبشرية دون استثناء ودون تمييز عنصري او ديني او أي شكل من اشكال الاضطهاد بحكم ان القومية العربية هي قائمة على ارض الرسالات السماوية الخالدة وهذا الموروث القديم اعطى طبعا وطباعا بل وفكرا وسلوكا انسانيين وطيبة وحق وميل تجاه الخير واعمار الارض لا افسادها وبالنتيجة هي الامة القيادية الاولى في العالم التي تربت وترعرعت على الفكر السماوي الخلاق ومنه استلهمت افكارها ومنه اجتهدت لدنياها فكان الاساس الذي لا ينهدم بسهولة مهما واجه من عاتيات الرياح ومن زلازل الاحتلالات المتوالية التي طالتها فمرة باسم الاطماع الاقتصادية ومرة باسم الهوس العسكري الغربي والشرقي ومرة باسم الدين وكما جاء على يد الحروب الصليبية والصهيونية والمجوسية التي ما زالت تحوك حبائلها لحد الان ولن تترك هذا المنحى الشرير الى قيام الساعة لانه ايضا موروث وطاعن في خلاياهم المشوهة المريضة بسرطان الكره الدفين.

اذن الاخطر ما في هذه الارض عليهم هو الحكم الذي يجري في العراق والذي تمتد جذوره الى كل اعماق واطراف الوطن العربي والممثلة بفكر البعث العظيم الذي قاد العراق وقاد امة هي الاخطر كما قلنا من ناحية الفكر الموروث وحتى لو كان انساني الهي لكنه يتعارض مع طموحات الدول والشعوب التي تمارس حتى الدين الذي تعتنقه كصبغة وكمركب تطوف من عليه الى كل خلجان البشرية لتمحق دولها وتسلب حقها وتشوه مجتمعها وربما بغرض تغيير خارطتها الوراثية القيادية المنتخبة من قبل القوة الاعظم أي الله سبحانه وتعالى..وهنا جاءت وهمية وخيالية بل وفرية اجتثاث البعث؟؟؟وان كان لي رأي اخر في هذا المفهوم أي المصطلح لان مفهوم الاجتثاث الخبيث والمشوه والااخلاقي لا تتطابق من حيث التعريب مع المفردة الاتينية(debaathification) والتي يمكن ان تعرب استأصال او اقصاء البعث وهي مفردات اكثر اخلاقا في الخطاب السياسي ومها كانت درجة العداء لهذا الفكر الخلاق.وهنا تكمن ازمة المحتل وازلامه بكل حقدهم على البعث العظيم لان التاريخ لم يشهد لنا ان قوة من القوى ومهما كانت عظيمة استطاعت ان تقصي وتستأصل فكرا لكنها ممكن ان تستأصل وتقصي افرادا وجماعات بالقتل والترويع والترهيب والضغط النفسي المباشر وغير المباشر لكن ان تلغي فكرا من الوجود وخاصة مثل فكر البعث الذي يمتلك مفكريه وادواته العصية وتراثه المنقول والمكتوب والمنسوخ والمحمل على كل اقراص الدنيا بل والمحفور على قلوب الملايين من العرب واصدقائهم المنصفين وهنا تكمن استحالة بلوغ هذا الهدف الشرير.

لقد نسي العدو ان حزب البعث قد تم اقصاءه مرتين قبل الاقصاء الاخير مرة اقصى نفسه استجابة لمصلحة الامة في قيام الوحدة العربية بين سوريا ومصر العروبة وبعد فشل الوحدة استطاع وبعبقرية قيادته ومنظريه وميدانيه ان يعيد تشكيلاته اقوى من قبل وان يطور نظرياته لتصبح اكثر قوة واستساغة وتقبلا من قبل المجتمع العربي ولهذا استطاع العودة وسط الجماهير بل قام بثورة رمضان المباركة في القطر العراقي وقد حصلت بعض السلبيات ابان حكمه القصير انذاك ولم يعطى الفرصة الكاملة ليغني تجربته ويصحح ما خرج منها من سلبيات بل تم الاجهاز عليه بسرعة من قبل الرئيس الراحل عبدالسلام محمد عارف والذي اقصى الحزب ايضا واستأصله ومنعه وتم وضع قياديه في السجون ومنهم من هرب ومن الذين ذاقوا مرارة سجونه الرفيق المناضل شهيد حج عرفات الاكبر صدام حسين رئيس جمهورية العراق رحمه الله وارضاه.ورغم كل هذا الحيف وهذه المطاردات وهذا الاقصاء(الاجتثاث)استطاع الحزب اعادة نفسه وبضروف سلبية بالغة التعقيد والمطاردات والدهم والملاحقة والاستجواب بل واستطاع البعث العظيم القيام بثورة السابع عشر-الثلاثين من تموز واستطاع تغيير المجتمع العراقي وتحويله الى دولة حقيقة ذات فكر وعقيدة لمركبها المدني والعسكري ومن خلال ذلك استطاعت هذه الثورة ان تنجز المعجزات وفي وقت قياسي من خلال القيادة المخلصة التي سنت القوانين وجابهت المستحيل بكل قوة واقدام وكان اعظم ما اغاض الاعداء هما ثلاث عوام رئيسية هي تأميم النفط وبناء جيش قوي وثورة علمية هائلة وفي زمن قياسي فضلا عن كون العراق اصبح قلب العروبة النابض بالقومية والمطالبة بحقوق العرب اينما ضاعت واغتصبت وخاصة فلسطين .اضافة الى الهبات والمساعدات التي تقدر بالمليارات من العملة الصعبة التي اعطيت للدول العربية الفقيرة والى القوى التحررية العربية في كل مكان من الوطن العربي الكبير.

اما اليوم فيرى العدو برغم اقصاء (اجتثاث)البعث يجده هو القوة المقاومة الفاعلة على الارض العراقية المغتصبة من قبل ملالي ايران باسم الاحتلال لا بل ان البعث هو الذي يقود كل الفصائل الرئيسية الوطنية والقومية والاسلامية المجاهدة من خلال كوادره العسكرية السترتيجية التي بناها واتقن صنعها الخلاق الوثاب بالعقيدة الايمانية التي لا تلين والتي حصرته في زاوية ضيقة لا مناص من التخلص منها اجلا ام عاجلا ومن التفاوض معها بعد ان يقتنع وهو قانع بالتأكيد بان كل الذيول الاعراقية روحا ودما التي جاء بها لتنفيذ مخططاته قد غدرت به وجرجرته الى منزلق المهالك والويلات في فيافي ووديان ووهاد واحراش وحقول وجبال وصحارى العراق العصي على كل التيارات الظالمة الشيطانية التي اجتاحته في ازمنة غابرة وكانت نتيجة دخولها العراق هي الخيبة والخسرا والخذلان.نعم لقد غدرتم بالرفيق الغالي القائد الرئيس صدام حسين رحمه الله وارضاه وبقسم من قيادتنا الشريفة الوطنية المجاهدة لكن الله سبحانه وتعالى عوض الحزب وجماهيره بالبديل المجاهد الرئيس عزت ابراهيم الدوري ورفاقه في القيادة التي تصول وتجول مع بقية الرفاق والمناضلين والمناضلات الغيارى في كل بقعة من ارض العراق ودنيا العرب من اجل تحرير العراق العظيم وهو محرر قريبا جدا بأذن الله الواحد الاحد.واما الزبد فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  20  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   24  /  حزيران / 2008 م