الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الاحزاب والافكار الجماهيرية الرسالية

 يكمن خلودها في شجاعتها الفائقة على مكاشفة الجمهور ومراجعة برامجها بين اونة واخرى

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

تمر الاحزاب والمنظمات والتجمعات والافكار المشذبة هنا وهناك لتكون مشروع سياسي قيادي لمجتمع ما بمراحل مختلفة باختلاف الزمن الذي تنعكس معطياته على المجتمع او قل الجمهور الذي يعيش فيه وهذه الحركة الديناميكية لكل المجتمعات هي ذاتها وأن كانت مجتمعات مجهرية حية او نباتية او حيوانية انتهاءا بالمجتمع البشري الذي هو الارقى بين تلك المجتمعات الحية والذي له القدرة الهائلة على الاستجابة السريعة والمنظبطة والمنظمة تجاه متغيرات الزمن ومتغيرات المكان الذي يعيش فيه .ومن هنا نلاحظ ان الكثير من الاجناس الحية الاخرى قد انقرضت وعفى عليها الزمن لانها لم تستطع مواجهة الضروف القاسية التي انهكتها وبالتالي تجاوزتها الى عالم المتحجرات؟في حين بقى الانسان بحكم ما يمتلك من عقل جبار وهبه الله له ليستطيع من خلاله القدرة على التفاعل والتعامل الايجابي مع قوانين الطبيعة ومهما كان جبروتها وسطوتها عليه وهذا هو سر خلود الانسان  .ز

وسر قيادته لما وجد على الارض منذ التكوين الاول ولهذا اختاره الواحد الاحد ليكون خليفته على الارض من بين كل الخلائق الاخرى.

من هنا نرى وبعد قراءة متأنية لتاريخ الشعوب وما تمخضت عنه من رسالات سماوية واخرى وضعية ان الكثير الكثير من هذه الرسالات وهذه الافكار قد ذهبت ادراج الرياح وبقى الانسان حيا يبحث عن غيرها ويستبدلها باخرى اصلح منها اما بارادة الاهية بحتة أي برسالة سماوية او بتنظيم ووضع حلول بديلة اجتهدها البشر من اجل حل ازمته والافلات من التحدي الزمني الذي فرضته متغيرات الطبيعة ومتغيرات حاجات البشر أي الجمهور الذي كان معتنقا فكر ما او رسالة وتنظيم بسبب عدم قدرة الاخيرات على التطور والقدرة على الاستجابة السريعة وفي الوقت المناسب للمجتمع الحاظن لتلك الافكار وتلك الرسالات ومن هنا يحصل التصادم بين الفكر وبين المجتمع لغياب قدرة قيادة الفكر على التطور والتنوع والاتيان بالجديد المستساغ والقابل لايجاد حلول لحاجات المجتمع وتقبل الجديد الذي دب فيه واحتوائه ظمن اصالة الفكرة الرسالية ومن ثم حصول الرضى من قبل الجمهور عنها وبالتالي التمسك بها بالنواجذ عندما يجد الجمهور انها الافضل والمنقذ مقارنة مع ما تحتويه الساحة المعنية من افكار فشلت في تلبية طموحات مجتمع ما خاصة اذا ما حصلت هزة عنيفة وتغيير مفاجئ عاتي اطاح بالماضي وامسى المجتمع يبحث عن بديل منقذ من حالة الفوضى وغياب الدولة والقانون وما يحمي الانسان المقاوم والمصارع بطبيعته من اجل البقاء.

وهنا يكمن الامتحان العسير الصعب لمفاجات الزمن وزلازل المجتمعات التي قد تحصل اما بفعل داخلي نتيجة عوامل التعرية المستمرة لفكر ما بحيث لم يعد قادرا على العطاء ومن ثم اخفاقه في جذب الجمهور هذا من ناحية ومن ناحية اخرى نجد وعلى مد التاريخ افكارا اخرى استطاعت وبقدرة هائلة على التجدد والاتيان بما يصلح لمرحلة جديدة وما له القدرة على ردم هذه التصدعات التي حصلت في جمهوره بسبب داخلى او خارجي اجهز عليه بقوة عاتية اكبر من قدراته البشرية والمادية لكن هذه القدرة الكامنة فيه كفكر اولا وكميدان له ثانيا مع سرعة الاستجابة المضادة للاتي الجديد هو سر نجاح الافكار العظمى والرسالات الخالدة بالصمود والغلبة على الداهم المدمر الجديد الذي طال الفكر كقيادة وطال جمهورها عنوة لا رغبة في الاتي الغريب.وطالما ان الجديد الغريب هو مرفوض اصلا من قبل اكثرية المجتمع فضلا عن رفضة من قبل الفكر الموضعي أي الداخلي الكامن بين جوانح وحنايا الجمهور فالنصر يصبح ممكنا من خلال لملمة الافكار ولملمة جمهورها الحي ومهما اصابه من هزة طالت بعضا من ما يدور في تلافيف مخه كمرحلة طارئة وغريبة غرابة الوافد الحامل لها والذي يعوم في فراغ دام لا يعرف المكان الذي يرسو عليه ويطمئن له لان كل شئ رافض له المعلن والمستور اما بسبب الخوف من طغيان القادم وبشاعته او بسبب الصمت المحسوب الواثق والمخطط للاجهاز عليه في الوقت المناسب وعندما تستحضر كل ادوات الثورة المضادة وخاصة الاساسية منها والقادرة على ابلاغ الوافد المحتل الجديد ان الذي يبغيه ويروم الاستقرار فيه هو ضرب من الخيال والمستحيل بعد صدمته بردة الفعل غير المتوقعة ومن ثم خلط كل اوراقه وخططه ومن ثم التفكير بالتراجع المعلن وغير المعلن عن ما يبتغيه وهذا هو سر نجاح الافكار الحية القابلة على التغيير والتغير وحسب الضروف والتي لها القدرة الهائلة على مراجعة النفس والقدرة الهائلة على طلاق الهوى والقبول بالجديد مع الاحتفاظ بشخصية الفكر الرسالي وبشخصية الجمهور اما المنتمي له او الذي يهواه ويعشقه ولو من بعيد.

ان القائد وهنا اقصد قائد الفكر الرسالي أي المؤمن به والحريص عليه حد الموت هو ذلك الانسان الشجاع المقدام على القدرة على مراجعة النفس وببسالة نادرة بما يخص الفكر وتمحيص السلب فيه قبل الايجاب طالما انه جرب الميدان بكل قسوته ورعبه الذي هو كره للانسان ولم يتراجع ولم يتردد في مقارعة الاعداء ولو للحظة واحدة بل وبقى الى جانب الجمهور يقوده بكل ارادة وعنفوان مستنكرا الباطل وملتحقا بفيلق الحق الذي يرضي نفسه قبل ان يرضي الجمهور وبالتالي يجد حلاوة الرضى في رضى الله الذي هو ديدن المقاوم المدئي الاصيل.ان الكثير من الاخفاقات التي وقعت بها الاحزاب والافكار القومية العربية في العصر الحديث وخاصة كانت بسبب الميل الى السلطة والجاه والمال من قبل الطارئين على الفكر والذين تأخذهم العاطفة ويسوقهم الهوى الى منحى يراه من حقه ولا يدري انه يذهب به وبريحه وهو اول الخاسرين واما اصحاب الفكر الاصلاء فتراهم على الدوام هم اول من يخسر واخر من يربح واول من يضحي واخر من يستفيد نتيجة روحهم المسكونة بالفكر وبتقاليده السامية وحبهم لمجتمعهم هذا الحب الذي يبلغ احيانا حد الرومانسية والخيال وهم عادة قلة في زمن حكم الفكر بل وتراهم اشبه بالغرباء في ساحة الحكم وهم يرضون بالقليل ويقدمون الكثير واذا ما حصل مكروه لبلدهم ومجتمعهم الذين هما بالنتيجة مادة الفكر المعتنق به تراهم في اول الصفوف لانهم لبوا الواجب المقدس اول الناس وعندما اقول الناس اقصد المنتمين للفكر عقائديا مع عدم اعفاء الشعب من الدفاع عن وطنهم وشرفهم وارضهم ودينهم ومقدساتهم حد الاستشهاد لان كل هذه هي املاك مشاعة للجميع وبالتالي الدفاع عنها من واجب الجميع دون استثناء.

لقد امتاز حزب البعث العربي الاشتراكي ومنذ التاسيس على كسبه لعناصره المنتخبة والتي تخضع عادة للتمحيص والتجربة وقوة الشخصية والقدرة الهائلة على حماية السر والاحتفاظ به اولا ومن ثم القدرة غير المحدودة على التضحية وتأدية الواجب المكلفين به دون نقاش وهنا يكمن سر نجاح البعث في اداء رسالته ووصولها الى ابعد مكان وريف في الوطن العربي لصدق نواياها وصدق المبشرين بها لاعتمادها على العنصر العربي ومن يعيش بكنفه دون تفريق بين هذا وذاك طالما انهم يعيشون على نفس الارض ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وبهذه الطريقة اخذ الحزب يتسلل بسهولة بين اوساط الجماهير العربية المشتاقة لفكر منقذ لها من الهيمنة الاستعمارية والصادق معها والمضحي الاول والمستفيد الاخير فكان البعث ثورة العرب وكان البعث رمز وقائد الثورة العربية الاصيلة وحامي الشخصية القومية على مداد الوطن العربي الكبير.

كان البعثي العقائدي الصميمي هو الذي يعطي الحزب ويساعده على محنه ويسهل عليه امتداده وتحركه من خلال مشروع القرش الذي كان في حينه لا يتجاوز خمس او عشرة فلوس وهي كثيرة جدا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار نوعية العملة وقيمتها انذاك وعندما كان يعطيها للحزب كانت تؤثر على رصيده ومع هذا كان مضحيا بها برغبة جامحة لانه ثائر ولانه يحمل فكر رسالي يعتقد انه حري به هذا العطاء المادي والجسدي وما اكثر شهداء البعث على مذبحة الحرية من اجل العرب اينما وجدوا واينما حلوا ..هذا هو البعثي الاصيل الذي لم يكن ينتظر هبات ولا اكراميات شهرية من اجل ان يديم ايمانه بواجبه المقدس كونه مشروع استشهاد مستمر من اجل امة ومن اجل شرف ومن اجل دين ومن اجل فكر رسالي جامع بين الدنيا والاخرة بين السماوي والوضعي وبما ينفع الناس.

وهنا وبعد التجربة العنيفة التي يخوضها البعث العظيم اليوم على الساحة العربية في العراق من الشمال الى الجنوب وهو يصارع اعتى واوحش قوات شيطانية متمرسة في قتل كل حي وتدمير كل ما ينفع الناس وبعد ان تم اختبار معادن الرجال والماجدات البعثيين الاصلاء الحقيقين على ارض المعركة ودون مقابل بل من هباتهم هم لتجهيز جيوش العسرة في اشرف مواجهة يقودها البعث بقيادته الاصيلة الشجاعة البطلة وبرجالها النشامى الميامين على البعث ان يعيد النظر في الكثير مما كان يمارسه وهو في سدة الحكم اذ ان البعث مع كل القوى المقاتلة الخيرة الوطنية والقومية والاسلامية لا بد انه راجع لتسلم السلطة بالاتلاف مع القوى والفصائل المقاومة الاخرى نعم عليه ان يثقف رفاقه الابطال الثوار باننا نعيش زمن اخر بعد ان روينا ارض العراق بدماء اشرف العراقيين والعرب وهم المجاهدين بأن نرجع الى ثوابتنا البعثية في ان ان البعثي يعطي قبل ان يأخذ ولا مجال لتميزه على باقي شرائح المجتمع العراقي والعربي الاخرى من خلال الهبات والمكرمات والتي لم تكن في صالح الحزب ابدا اذا ما رجعنا وسمعنا واصغينا اذاننا على ما يقوله الجمهور الذي هو مادتنا وهو معيننا بعد ان انبرى الالاف من غير البعثيين مجاهدين مخلصين للدين والوطن بل والالاف التي انظوت تحت لواء البعث في معركته الدامية اليوم أي بعد الاحتلال في حين نرى كثيرا من البعثيين الذين شملوا بكل المكرمات والعطايا اما تقاعسوا عن اداء الواجب او تحولوا الى اعداء للفكر بل والقسم منهم تحول الى بوق دعاية سمجة شيطانية وقذرة ضد الحزب وقائده الرفيق الشهيد الخالد قائدنا ورمز العروبة والاسلام صدام حسين رحمه الله وارضاه.

كما نرى ان على الحزب ممثلا بقيادته الشريفة المناضلة المجاهدة وعلى رأسها شيخ المجاهدين الرفيق عزت ابراهيم الدوري رئيس جمهورية العراق والقائد الاعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير ان يعاد النظر بالانتخابات الحزبية

وخاصة ما بعد التحرير التي شابتها الكثير من الطعون ومن الامعقول في ان يصعد بعثي ما الى اعلى المراكز القيادية ويصبح كادرا وبطريقة لاشرعية يعرفها جمهورنا الذكي وهي ضدنا وليس لنا اما باستخدام الوجاهه او بالمال او بالعزائم او شراء الاصوات وهذا عكس تاريخ حزبنا المناضل الاصيل وفكرته المضحية وانسانه الذي لا يطلب المنصب بل يكلف به تكليفا عندما ترى القيادة انه جدير بها ومخلص لها ليرعى الناس من خلالها وباتالي يكون عنصر قوة لفكر البعث لا ثقلا عليه ومسيئا له وهو ما لا نتمناه لاي رفيق من رفاقنا الاصلاء ان يقع في هذا الوادي الجهنمي السحيق ومن هنا كانت كل الثورات الاصيلة التي مادتها الجمهور شجاعة بطلة مجابهة لا تخجل من الحق ولا تخاف لومة لائم تضحي بالغث وتمسك بالسمين فكرا وميدانا ومهما كانت الظروف لنا او علينا.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين /  19  جمادي الاخر 1429 هـ

***

 الموافق   23  /  حزيران / 2008 م